وانطلق موكب تشييع الشهيد "كريم محمد إبراهيم"، من أمام مشفى الفرات وسط المدينة باتجاه مزار الشهداء جنوب المدينة، وذلك بمشاركة كل من أهالي مدينة منبج وذوي الشهيد وشيوخ ووجهاء العشائر وأعضاء وعضوات المؤسسات المدنية والعسكرية والمؤسسات واللجان التابعة لها والمؤسسات الخاصة بالمرأة والمجالس والخطوط والأحزاب السياسية.
ولدى وصول موكب التشييع إلى مزار الشهداء، بدأت مراسم التشييع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء.
ومن ثم ألقى عضو مجلس عوائل الشهداء في مقاطعة منبج وريفها، علاء جمعة العلي، كلمة قال فيها: "من هذا المكان المقدس، نودع اليوم الشهيد البطل "كريم محمد إبراهيم"، الذي انضم إلى قافلة الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة فداءً لأرضهم والوطن، وكما قال القائد عبد الله أوجلان: شهداؤنا هم قاداتنا المعنويون".
وأضاف: "نعاهد شهداءنا وقائدنا الأممي الذي ما زال يناضل إلى يومنا هذا في سجن إمرالي، باننا سنسير على نهجهم وفكرهم، فكر الأمة الديمقراطية وأخوة الشعوب".
ومن جانبه، ألقى عبد القادر الحسين عضو المكتب السياسي لقوات جيش الثوار في مقاطعة منبج كلمة قال فيها أن " وقف الشهيد المناضل "كريم محمد إبراهيم"، أحد رموز النضال الثوري، بكل صلابة في وجه الديكتاتورية والاستبداد في وطننا الحبيب سوريا، ليصبح رمزاً ثورياً في وجه كل أشكال القهر، وقد قضى الشهيد كريم محمد إبراهيم أو كما يسميه رفاقه "أبو سوسن"، عمره في سجون الديكتاتورية، وبقي ملاحقاً من قبل الوريث القاصر".
وأردف: "لكن رغم ذلك، لم يستطيعوا كسر إرادته أو قتل فكره الحر، وعندما انطلقت ثورة الحرية والكرامة في سوريا في شهر آذار عام 2011، لم يتردد للحظة واحدة بالوقوف إلى جانب شعبنا السوري العظيم، ليعطي بذلك مثالاً يُحتذى به لانسجام الأفكار الثورية، مع ثورة الشعب عندما تنطلق مُعرياً بذلك الانتهازيين والمتسلقين الذين وقفوا بجانب الاستبداد ضد طلاب الحرية".
وتابع "عبد القادر" كلمته بالقول: "على الرغم من أننا في جيش الثوار، نعتبر أنفسنا من أصحاب العزاء بالمناضل كريم إبراهيم، إلا أننا نتقدم إلى عائلة الفقيد الكبير، ورفاق دربه من كافة القوى الوطنية والديمقراطية على مساحة الوطن السوري، بـ أحر التعازي لهذه الخسارة المؤلمة".
وفي ختام كلمته، قال عضو المكتب السياسي لقوات جيش الثوار في مقاطعة منبج عبد القادر الحسين: "نعاهد شعبنا والشهيد "كريم"، بأننا سنستمر بنضالنا كقوى ثورية وديمقراطية، حتى إسقاط جميع وجوه الاستبداد والديكتاتورية وبناء سوريا المواطنة والديمقراطية ودولة الحرية والمساواة في سوريا الجديدة التي حلم بها وناضل من أجلها".
ومن جانبه، ألقت سهام حمو كلمة باسم الإدارة المدنية الديمقراطية في مقاطعة منبج وريفها، وقالت: "مقاطعة منبج هي المقاومة والصمود، وقد اعتادت على تقديم التضحيات، إن جميع المكونات في المقاطعة ضحت بأبنائها وبناتها في سبيل أن تعيش هذه المقاطعة في أمان وسلام".
وأضافت: "منذ تحرير مقاطعة منبج ودولة الاحتلال التركي تصعد من وتيرة هجماتها واعتداءاتها وانتهاكاتها واحتلالها لمناطقنا، وتستهدف بشكل مباشر كافة مكونات شمال وشرق سوريا في هذه المناطق التي تعيش بأمن وسلام، وتحاول كسر إرادة الشعوب الحرة ومقاومتهم ونضالهم".
وأردفت: "نجدد عهدنا بأننا سنسير على درب الشهداء ونكمل المسيرة النضالية حتى تحقيقنا مشروعنا، مشروع الأمة الديمقراطية، والحفاظ على مكتسباتنا التي حققناها بدماء شهدائنا".
وبعد الانتهاء من إلقاء الكلمات، قرأ حذيفة عبدو، عضو مجلس عوائل الشهداء في مقاطعة منبج، وثيقة الشهيد وسلمها إلى ذويه، ومن ثم وري جثمان الشهيد الثرى وسط زغاريد الأمهات.