أهالي عفرين: الجرائم المرتكبة بحق عفرين تنتهك القوانين والمواثيق الدولية

طالب مهجرو عفرين في مدينة قامشلو الممثلين برابطة عفرين الاجتماعية، بإنهاء احتلال الدولة التركية لعفرين وتأمين العودة الآمنة لسكانها الأصليين وإخراج كافة المستوطنين وإزالة كافة مظاهر التغيير الديمغرافي وسياسات التتريك بحق مواطني عفرين.

يصادف اليوم، الـ 20 من كانون الثاني، الذكرى السنوية السادسة لبدء هجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على عفرين عام 2018، وفي هذا الصدد، أدلت اليوم رابطة عفرين الاجتماعية ببيان أمام دوار عفرين الكائن شرقي مدينة قامشلو، وجاء في نص البيان:


"في مثل هذه الساعة قبل ست سنوات، بدأت طائرات دولة الاحتلال التركي بقصف منطقة عفرين الكردية السورية تحت حجج وذرائع واهية تتعلق بأمنها القومي وأمن حدودها ناسية متناسية تمريرها للآلاف من إرهابيي داعش الذين أتوا من كل حدب وصوب ودخلوا مناطق روج آفا وسوريا من تركيا ونشروا الرعب والإرهاب والخراب. 

في الـ 20 من شهر كانون الثاني عام 2018، بدأت تركيا عدوانها البربري على مدينة الزيتون عفرين، تلك الشجرة المباركة رمز الأمن والسلام، ومستخدمة كافة صنوف الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً مستغلة في الوقت نفسه الصمت الدولي إزاء ما تعرضت له المنطقة. العدوان الذي استمر 58 يوماً والذي انتهى باحتلال المنطقة وتشريد السكان الأصليين وتوطين أخرين من مناطق أخرى، دمر الحجر والبشر والشجر، فالقصف المدفعي والجوي خلف دماراً هائلاً بالأبنية والمؤسسات المدنية والمواقع الأثرية، واقتلعت الآلاف من الأشجار المثمرة والدائمة الخضرة وحُرقت الغابات التي بلغت مساحاتها آلاف الهكتارات، كما أدى العدوان الذي شاركت فيه الفصائل المسلحة التي تدعي أنها (سورية) إلى استشهاد وجرح الآلاف من المدنيين العزل معظمهم من النساء والأطفال بالإضافة إلى مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة الذين دافعوا عن أرضهم وكرامتهم حتى القطرات الأخيرة من دمائهم، تلك الوحدات، حاربت الإرهاب العالمي في عموم مناطق روج آفا، الإرهاب الذي وجد طريقه إلى منطقتنا الآمنة عبر تركيا، إلا أنها في النهاية تعرضت إلى هجمات وممارسات وحشية من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من السوريين وسط صمت الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية. 

وتقوم دولة الاحتلال التركي منذ عدة ايام بتجديد هجماتها العدوانية الممنهجة على مناطق شمال وشرق سوريا، حيث تستهدف وبشكل عشوائي وهمجي المناطق والقرى والبلدات والمدن الآهلة بالسكان، وتقصف المؤسسات والبنية التحتية الخدمية ومصادر الخدمات الإنسانية وسبل العيش.

وتحاول دول الاحتلال التركي من خلال تلك الهجمات، القضاء على سبل ووسائل عيش السكان وتدمير مؤسسات الإدارة الذاتية التي تعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في هذه المناطق وتسعى لبث الرعب والخوف بين الأهالي، هذه الهجمات هي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وتنتهك القوانين والمواثيق الدولية".

وشدد البيان: "نحن أهالي عفرين في مدينة قامشلو الممثلين برابطة عفرين الاجتماعية، نناشد كافة منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بأجمعه إعادة النظر في قضية منطقة جغرافية تعرضت للاحتلال وتشرد سكانها الأصليين وتم توطين آخرين من مناطق أخرى في منازلهم وداخل مستوطنات بنيت من قبل منظمات تدعمها دولة الاحتلال التركي والتي بلغ عددها حوالي الـ 40 متوزعة على قرى ونواحي عفرين، وهذا التوطين يحمل في طياته مخاطر جمة وينذر بكارثة كبيرة تتمثل في إعادة هندسة المنطقة من خلال عملية التغيير الديمغرافي التي تسعى دولة الاحتلال جاهدة إلى تحقيقها ضاربة بعرض الحائط كافة القيم الإنسانية والأخلاقية والقوانين والأعراف الدولية. 

كما أننا نجدد مطالبنا المشروعة المتمثلة في إنهاء الاحتلال التركي لمدينتا عفرين وتأمين عودة آمنة لسكانها الأصليين وإخراج كافة المستوطنين وإزالة كافة مظاهر التغيير الديمغرافي وسياسات التتريك التي مارستها وماتزال تمارسها الدولة التركية من خلال فرض اللغة التركية والثقافة التركية على المنطقة بهدف محو كل ما يتعلق بالوجود الأصلي للكرد".