كالكان: كان بالإمكان منع حدوث مؤامرة 15 شباط ـ تحديث
صرح عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، دوران كالكان، أن أهداف مؤامرة 9 تشرين الأول فشلت، وقال إنه "إذا كان من الممكن إدارة المرحلة بشكل أفضل، لكان من الممكن منع حدوث مؤامرة 15 شباط".
صرح عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، دوران كالكان، أن أهداف مؤامرة 9 تشرين الأول فشلت، وقال إنه "إذا كان من الممكن إدارة المرحلة بشكل أفضل، لكان من الممكن منع حدوث مؤامرة 15 شباط".
أجاب عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK) دوران كالكان، على أسئلة وكالة فرات للأنباء (ANF) بمناسبة ذكرى مؤامرة 9 تشرين الأول 1998 التي بدأت ضد القائد عبد الله أوجلان، وجاء في الجزء الثاني من الحوار مايلي:
كيف استقبل قائد الشعب الكردي هجوم المؤامرة الذي بدأ في 9 تشرين الأول 1998، وما هو خط النضال الذي طرحه ضد المؤامرة؟ وهل كان للذهاب إلى أوروبا أي علاقة بهذا الأمر؟
كان القائد أوجلان يدرك جيداً معنى القضية الكردية التي أفرزتها الحرب العالمية الأولى بالنسبة للكرد، وللمنطقة والعالم بأسره، وللدول والشعوب، لذلك كان يعلم أن القضية مليئة بالصعوبات ولها عمقها العالمي والتاريخي، ففي الواقع ، في عام 1973، إن تبنيه للقيادة كان بناءً على هذا المفهوم، وقد أجرى عمليات بحث وتفتيش مكثفة، حيث قرأ المئات بل الآلاف من الكتب، وبحث في الحقيقة التاريخية، وحقيقة النظام العالمي، وتاريخ الكرد والشرق الأوسط، لهذا السبب آماط اللثام عن حيثيات القضية الكردية. كما بحث فيما إذا كان هناك أمل وفرصة للحل أم لا، ووجد المصاعب التي تحملها، لكنه رأى أنه إذا تم استيعاب الصعوبات وتجاوز العقبات، فهناك بصيص أمل لحل القضية الكردية وضمان وجود الكرد وحريتهم، فمن خلال نور الأمل هذا بدأ قيادته، ووجّه نفسه لمثل هذا النضال الصعب.
أثناء قيامه بهذا الأمر، أشار لنفسه بوضوح: لا توجد طريقة أخرى من أجل حياة إنسانية، ولم يكن لدى الشعب الكردي لبناء وجوده بطريقة إنسانية والوصول حياة حرة أي طريقة أخرى، كذلك، لم يكن هناك طريقة أو فرصة أخرى لحياة إنسانية، وحياة حرة ومتساوية ونظام ديمقراطي في العالم، فبدون حل القضية الكردية، لم يكن من الممكن تغيير وتجاوز نظام الحداثة الرأسمالية العالمية القائم على نظام حكم الدولة المهيمن والاستعماري والاستعبادي والقمعي الممتد منذ خمسة آلاف عام، وعلى العكس من ذلك، فمن أجل تحقيق حياة حرة ونظام ديمقراطي يقوم على حرية المرأة، من المستحيل بناء حياة بديلة حرة وديمقراطية دون حل القضية الكردية.
ولم تكن هناك فرصة أخرى لشعوب العالم في التمتع بحياة حرة وديمقراطية، لبناء ما يُسمى بالثورة العالمية، والثورة الديمقراطية والحرية، وخلق عالم بديل، ولقد كان حل القضية الكردية أمراً ضرورياً وملحاً للقيام بجميع تلك الأمور، فمن خلال إبراز المعرفة بكل هذه الأمور، وعلى أساس استيعاب الصعوبات وتجاوز العقبات، بدأ بنضال الحل لهكذا نمط من القضايا، وأخذ على عاتقه تطوير هذا النضال وقيادته وقيادة مثل هذا النضال، لقد أخذ في قرارة نفسه قراراً، وقبل بقيادة كهذه وانخرط في هذا النضال على أساسها.
ماذا يعني كل هذا؟ لقد كان القائد أوجلان يعرف بأن النضال مليء بالعقبات، وسيتقدم بصعوبة، ويتطلب شجاعة وتضحية كبيرين، سيكون هناك دائماً ألف عائق وعائق أمامه في كل خطوة يخطوها في الداخل والخارج وسيواجه كل أنواع هجمات المستسلمين والخونة والمستعمرين والإمبرياليين، لقد بنى مفهومه للنضال وفقاً لذلك، وعلى هذا الأساس، طوّر خط نضاله، وبناءً على ذلك، بنى أسلوبه النضالي.
كان يتوقع دائماً هذا: إذا كان هناك فرصة أوإمكانية حتى واحد بالمائة، استغلها وطورها، فإن تطوير الكفاح الثوري تشبه طريقة حفر البئر بإبرة، كما أن إدارة الأنشطة اليومية مثلما هي دائماً، ستُواجه بالعقبات والهجمات وسياسات الإمحاء، وبناءً على ذلك، أصبح الانفتاح على ذلك الأمر النهج الأساسي للقائد أوجلان، وبهدف تحقيق النصر، وإيجاد حل للقضية الكردية، انخرط في النضال من خلال فهمه وإيمانه بنور أمل الانتصار، وكان يتوقع أنه في أي لحظة قد يواجه هجوماً مدمراً ويُقضى عليه، وعليه واصل جهوده على درب تحقيق النصر، كما أنه كان على استعداد لمواجهة أي هجوم استبدادي في أي لحظة، هذا ما كان عليه فهم وفلسفة القائد أوجلان، فأسلوب نضاله وحياته كانت قائمة وفقاً لذلك، وكان يذكر ذلك على الدوام، ولكي يفهم الشعب والكوادر والكريلا هذا الأمر، قال بشكل صريح، أي فهم وأسلوب يجب أن يكون لدى أولئك الذين يريدون النضال من أجل حل القضية الكردية في كردستان، وبهذا السياق والمعنى، كان منفتحاً ويقيم على الدوام بإمكانية حدوث هجمات من هذا النوع.
كما أنه واجه هجمات مماثلة في أوقات مختلفة، لكنه كان دائماً يُفشل هذه الهجمات المماثلة، وفي البداية، بنى أساليبه على أساس قدرته على منع الهجمات من الوصول إليه، ووفقاً لهذه الأساليب المبنية قام بتنظيم وتدريب شخصيته، لقد نظم حياته وفقاً لذلك، وقد خلق أسلوب حياته ونضاله وفقاً لفكره، ولهذا كان يجب أن تصله الهجمات التي حدثت في أي لحظة، فأنه كان يتحرك بحذر وحساسية كبيرتين لأجل عدم تحقيق هذه الهجمات نتائجها المرجوة، وكان دائماً صاحب مواقف انضباطية ومنظمة، وقال على هذا الأساس، ’لقد قضينا على أنواع الحياة تلك في النظام‘، ولقد وجه نفسه تماماً لمثل هذه الحياة الجديدة والأسلوب، لقد درب ذاته، ونظم نفسه انضباطياً وفقاً لها، في الواقع، وبطريقته هذه، لقد أحبط العديد من الهجمات بالإضافة إلى المؤامرة الدولية ضده، كما أنه أحبط مؤامرة بيلوت(طيار) والجواسيس أمثاله الذين تم توظيفهم للتجسس على الحزب، لقد أفشل كافة محاولات اغتياله المختلفة.
لقد عاش القائد عبد الله أوجلان وقاوم دائماً على خط الذي خلقه لأجل تحقيق حل القضية الكردية بنجاح، وقد خطط لهذا الغرض، ولقد نظم مسيرته وفقاً لذلك، وطور إستراتيجية وتكتيكات النضال وفقاً لهذا المخطط، لكنه توقع وافترض على الدوام، بأنه قد يواجه هجمات، وبإمكانه هزيمة الانقلابات، وربما يواجه هجمات القضاء على جميع المستويات، ولقد وضع هذه الاحتمال والتوقعات في على جدول أعماله، فأنه أشار إلى أنه إذا نفذ هذا النضال على هذا الأساس، فيمكن أن يكون نضالاً ناجحاً، لكن دائماً رأى نفسه بالطريقة التي يمكن أن يتعرض للهجوم المحتمل في أي وقت كان.
وعلى هذا الأساس، أنه خلق مفهوم، خط، استراتيجة، وتكتيك المقاومة، كما أنه في مرحلة المقاومة في عام 1976 وما بعدها وبهدف تطوير حركة الشبيبة الكردستانية، وبعد استشهاد الرفيق حقي قرار في 18 أيار 1977، قد وضع مفهومه الدفاع عن النفس على أساس الحزبية والحماية على جدول الأعمال وطوره، وفي هذا السياق، طور استراتيجية النضال على أساس العنف الثوري ضد المباني، المؤسسات، الأشخاص الذين أصبحوا جواسيس، وبالتالي نفذت مرحلة التحزب بنجاح من خلال المقاومة والنضال على أساس هذه الاستراتيجية، كان على ذاك الإيمان، أنه يجب تشكيل جبهات في كردستان وتركيا ضد الانقلاب العسكري الفاشي في 12 أيلول، والذي تم تطويره لمنع ذلك وبهدف هزيمة التطورات الثورية، كان هناك حاجة ماسة لإبداء النضال ضد الهجوم الفاشي على أساس الكريلا، لا يمكن تحقيق هذه التطورات الثورية إلا من خلال هذا، فقد آمن بذلك وحاول بكل قوته تطوير كالمقاومة هذه التي ابدتها قوات الكريلا، وفي 15 آب 1984، بدأ بمرحلة قوات الكريلا من خلال تصحيح القصور والأخطاء على هذا الأساس، وحاول ضمان تطويرها بطريقة ناجحة من خلال منع أي نوع من الإحباط والفشل.
كان أسلوب القائد أوجلان، هو الذي أفشل الهجوم المخطط للعدو في عامي 1988-1987، في الدرجة الأولى في العالم، ثم كان القائد أوجلان هو من أفشل عملية احتلال جنوب كردستان عام 1992 وأحبطه، ونتيجة ذلك، قيم التطورات الثورية في العالم والمنطقة وأعلن وقف إطلاق النار الأول من جانب واحد في آذار 1993 وفتح الطريق لحل سياسي ديمقراطي للقضية الكردية، وأشار إلى أنه يمكن أن ينتصر باستراتيجية النضال السياسي الديمقراطي كاستراتيجية جديدة، بينما تنبأ بأن الحرب تخلق المشاكل، وهذا يكفي، ويجب أن يتم الحل من الناحية السياسية الديمقراطية، وبدأ بمرحلة المقاومة بهذه الطريقة.
لقد طور مقاومة الكريلا والشعب، عندما رد العدو القاتل – الفاشي من خلال هجوم شامل ومبيد على نضاله، وفي ذلك الإطار، أبدى مقاومة لا مثيل لها، وقضى على جميع المواقف الارتزاقية، وأفشل جميع الهجمات الارتزاقية والإبادة التي طورها أشخاص مثل دوغان غورش، تانسو شيلر، ومحمد آغار وتم تنسيقها من قبل دميرل، وأحبطته بالكامل.
ونتيجة لهذا كله، طور الخطط التكتيكية لمرحلة وقف إطلاق النار بين أعوام 95-98، التي مهدت الطريق لحل سياسي ديمقراطي، وعندما لم يتمكن من تحقيق النتائج التي أرادها، قيم الوضع في عام 1998 وأقتنع بهذا الأمر، أنه يجب أن تتواصل المرحلة بوقف إطلاق النار، وأن إبداء المقاومة بالأسلوب الحالي لن يؤدي إلى أي نتائج، وقرر البدء بمرحلة وقف إطلاق النار في الأول من أيلول 1998، لقد فعل هذا لأجل تجاوز الأزمة الحالية وفتح الطريق لحل سياسي وديمقراطي لأجل القضية الكردية، وكان يميل إلى هذا الأساس.
مقابل ذلك الأمر، وعند مواجهة اتفاقية واشنطن في 17أيلول، ثم مواجهة الهجمات التآمرية من الضغوط الممارسة على إدارة حافظ الأسد بقيادة مصر وتركيا، قيّم الوضع على أساس هذه المقاربة، لقد كان المتآمرون يردون على وقف إطلاق النار بممارسة الضغوط وشن الهجمات، في الواقع، كانوا قد وعدوا بنهج إيجابي، لذلك، وانطلاقاً من استمرار العملية التي كانوا قد بدأوها عام 1993 للقضاء عليهم، قدم استجابة إيجابية لدعوات ومحاولات الذهاب إلى أوروبا. في الواقع، لقد أراد تجفيف أرضية المؤامرة من خلال الترويج لوقف إطلاق النار وعملية الحل السياسي الديمقراطي وتدميرها قبل أن تدخل حيز التنفيذ، أي أنه كان يحاول جاهداً لكي تلد المؤامرة ميتة، لكن كان الآوان قد فات بعض الشيء، حيث أن القوى المتآمرة قد استغلت وضع وقف إطلاق النار وبدأت تتحرك بسرعة في التخطيط والتنظيم، وبدأوا مرحلة ممارسة الضغوط وشن الهجمات، ولكي يعزز القائد أوجلان العملية التي بدأها بوقف إطلاق النار في 1 أيلول 1998 في إطار أهدافه ، ومن أجل تعميق وتحقيق النجاح لعملية الحل السياسي التي بدأها عام 93 التي لم يستطع الاستمرار بها، وجد المخرج الأصح من خلال التوجه نحو أوروبا، وقد كانت استعداداته إنطلاقاً من هذا الأساس، حيث دعت أطراف أوروبية مختلفة على الدوام دعوات من هذا القبيل، أوروبا التي كان يُنظر إليها على أنها ديمقراطية، كانت دائما تصرح بأن سياسة أوروبا مناصرة للحل الديمقراطي، ومن ناحية أخرى ، فإن السياسة الأوروبية خلقت القضية الكردية، حيث ظهرت نتيجة للحرب الأنجلو-ألمانية، ولم يتم اعتبار كردستان موجودة في خريطة الشرق الأوسط التي رسمتها بريطانيا وفرنسا، لقد وقعت إنكلترا وفرنسا اتفاقيات مثل معاهدة لوزان التي تعتبر كردستان غير موجودة وتوقعت القضاء عليها وتفتح الأبواب عليهم، لأن أوروبا هي من أفرزت القضية الكردية، فإن تطوير الحل من خلال أوروبا سيكون أكثر ملاءمة وأكثر دقة، لقد أراد أن يمنحهم فرصة لتصحيح أخطائهم التاريخية، لقد أراد أن يرى مدى جديتهم وما يمكن أن يفعلوه من أجل الحل الديمقراطي للقضية الكردية في هذا السياق.
في الواقع ، كان القائد أوجلان يفكر دائماً في بديلين، وقد ذكر ذلك بالتفصيل في دفاعاته وفي المراحل اللاحقة، هذا ما كان يتعلق بالوصول إلى الوطن والذهاب إلى أوروبا، في الواقع، كان من الممكن القيام به في أوائل التسعينيات، وقد صرح عن ذلك بوضوح في رسالة دفاعه، وقد تغيرت المرحلة قليلاً، وذكر أن ذهابه إلى الوطن في ظروف عام 1998 ليس مثل ظروف بداية التسعينيات، بل على العكس من ذلك، يمكن أن يعمق النزاعات بشكل سلبي، ونتيجةً للعملية التي تطورت منذ عام 1993 فصاعداً، أراد الذهاب إلى أوروبا، واختبار الرسائل التي وُعد بها، وتمهيد الطريق لحل سياسي ديمقراطي للقضية الكردية، وتطوير ممارسته العملية من خلال أوروبا، لهذا السبب، توجه إلى أوروبا، لكنه بالطبع لم يفقد اهتمامه وحساسيته، لأنه لم يكن من الواضح ما سيكون عليه الوضع، لقد عمل على أساس حل القضية الكردية وإظهار القضية الكردية لهذا العالم، لأنهم كانوا يستفيدون منها، وتستمر في القضية وعدم إيجاد الحل لها، لذلك، كان معروفاً أن جهود حل القضية الكردية ستواجه عقبات، وسيتم عرقلة الخطوات المتخذة بهذا الخصوص ووضع العراقيل أمام أولئك الذين حاولوا العمل جاهدين بهذا الخصوص، لم يكن عملاً سهلاً، فالتوجه إلى أوروبا والبحث عن حل سياسي للقضية الكردية كان هو الأصعب، وقد اختار القائد أوجلان الأكثر صعوبة، كما كان من الصعب تأسيس حزب ثوري في كردستان، وقد عانى القائد من هذه الصعوبات ونجح في تجاوزها، ومع انطلاق قفزة 15 آب 1984، طوّر القائد الكريلا وتغلب على الصعوبات وانتصر عليها.
لقد كان الذهاب إلى أوروبا في العام 1998 صعباً أيضاً، كما أن البحث عن حل سياسي للقضية الكردية كان مليئاً بالصعوبات، ولكن رغم ذلك، كان هناك بصيص أمل، ولكي يقيم الوضع، وضع الصعوبات مراراً وتكراراً في الحسبان، وقام باختبار النظام الأوروبي عبر محاولة توجهه إلى أوروبا، واتخذ قراراً بشأنها وقام بتنفيذها. وكما أوضحنا، لأنه كان يعلم أن الأمر صعب، كان دائماً حذراً ويقظاً، حيث كان يحطاط من الهجمات المحتملة، ويصبح هذا الأمر أساس أسلوب نضال القائد أوجلان، ولذلك، عندما واجه العقبة الأولى في اليونان، توقع ألا يعود على الفور، بل أن يذهب إلى أبعد من ذلك، فتوجهه إلى روسيا وبذلك أحبط مؤامرة 9 تشرين الأول، وإفشال خطة الإنهاء الجسدي في 9 تشرين الأول.
وبزيارته إلى روما، تم وضع تنفيذ حل سياسي ديمقراطي للقضية الكردية على جدول الأعمال أمام نظر الاتحاد الأوروبي، ولقد وجد فرصة لفرض ذلك على الديمقراطية الأوروبية، وفي الأساس، كانت مرحلة مهمة جداً، كانت هناك فرص كثيرة لأجل إفشال المؤامرة والقضاء عليها، لكن في هذا الصدد، هاجمه الرجعيون كالغربان التي تنهش في جسدٍ ميّت، فأنهم كادوا أن يخنقوا إدارة داليما، حيث أن الفاشيون في إيطاليا وجهوا جميع أنواع التهديدات بالقوة والدعم الذي تلقوه من الجمهورية التركية، كان القائد أوجلان والإدارة الإيطالية كلاهما يواجهان الكثير من الضغط، وبهدف القضاء على هذه الضغوط، وافق على مغادرة روما بمفهوم لا يلحق الضرر بأصدقائه.
التطور السلبي للمرحلة الذي ظهر خلال فترة مغادرة القائد أوجلان من روما، لأن المغادرة كانت بمثابة التراجع، عاد إلى روما مرة أخرى، كما أنه عاد إلى روسيا أيضاً، كان يمكن تطبيق كافة أنواع الخطط الرجعية والمؤامرات بكل سهولة هناك، كان من الضروري أخذه في عين الاعتبار بشكل أفضل، وقال القائد أوجلان بأنه نقدهم وذكرهم في مرافعاته أنهم يقدمون التعليمات باسم الدولة الروسية، كذلك، أشار إلى أنه بدون مثل هذه الضمانات الواضحة، لن يتمكن من اتخاذ خطوة مثل هذه العودة.
يقولون أن تاريخ الإمبراطورية العثمانية مليئة بالألاعيب، كما أنه يوجد هناك العديد من عمليات الخداع في نظام السلطة والدولة، خلق كل شيء في ظل نظام الحداثة الرأسمالية، على أساس الأكاذيب، الخداع والألاعيب، لهذا السبب، دخل مخطط الخداع موضع التنفيذ، لذلك عندما عاد القائد أوجلان إلى روسيا، تمكنوا من السيطرة عليه، ومن خلال سيطرتهم عليه، أردوا القضاء عليه في اليونان، وفي روسيا البيضاء، وفي كينيا، لقد أفشل القائد أوجلان جميع هذه المحاولات بحذر وحساسية للغاية، بينما هزم جميع أنواع هجمات الإبادة التي نفذتها القوى المتآمرة بأسلوبه النضالي، على هذا الأساس تم تنفيذ مؤامرة 15 شباط، في الوقت الذي كان يقترب فيه من يوم 15 شباط، كان يتعرض بالفعل لمضايقات شديدة، تم قطع علاقاته مع جميع الجهات، ولم يبقى له أي علاقة بالحزب وبالشعب.
بالطبع رأوا أن عرقلة مؤامرة 15 شباط استهدفت الشؤون الخارجية، القوات الأخرى، الحركات والشعب أكثر من القائد أوجلان بنفسه، تحولت المرحلة إلى مؤامرة 15 شباط، كيف كان موقف الحركة والشعب في مثل هذه المرحلة؟ علينا قول هذا؛ لقد قاوم القائد أوجلان ضد مؤامرة 9 تشرين الأول لوحده، بعدما ذهب إلى روسيا، كشف مخطط المؤامرة، أجرى تقييماً ودعا الشعب لليقظة والحذر، وخرج الشعب إلى الساحات والشوارع لأجل الدفاع عن القائد أوجلان، وصعد هذا النضال في أجزاء كردستان وأوروبا، والأمر الأكثر أهمية، هو أن الثوار والوطنيين شعروا بحقيقة مؤامرة 9 تشرين الأول التي فرضت على القائد أوجلان على الفور، ونظموا نشاطات لدعم القائد أوجلان ومقاومته.
وبدأت هذه المرحلة بمقاومة الرفيقان خالد أورال وآينور آرتان، ونفذ كلا الرفيقان عمليات فدائية في السجون تحت شعار" لن تستطيعوا حجب شمسنا"، فأن هذا الموقف كان موقفاً مقاوماً وفدائياً، وامتدت هذه المقاومة في الخارج وأيضاً في كافة السجون، كما نُفذت العشرات من العمليات الفدائية في أجزاء كردستان، وخارج الوطن بينها روسيا أيضاً، وهذه العمليات استمدت قوتها من خط الريادية الفدائية زيلان.
في الواقع، كانت الرفيقة زيلان هي أول من بادرت في دعم القائد أوجلان بتنفيذها عملية فدائية في منطقة ديرسم في 30 حزيران 1996، فقد ردت على هجمات الإبادة التي استهدفت القائد أوجلان في السادس أيار 1996، لهذا السبب، كشفت الريادية زيلان أن مقاومة دعم والدفاع عن القائد أوجلان يجب أن تنفذ بطريقة فدائية، خلقت الرفيقة زيلان هذا الخط الفدائي ومهدت الطريق لتنفيذه، لذلك، طور المناضلون الثوريون السائرون على الخط الفدائي للريادية زيلان، مقاتلو الكريلا، الشبيبة، الشعب والمرأة المقاومة الفدائية تحت شعار "لن تستطيعوا حجب شمسنا" في الشوارع والساحات.
لقد سمعوا وأحسوا بحقيقة القائد أوجلان، لقد مروا بمرحلة صعبة جداً، كلما كان القائد أوجلان يناشد الشعب، كانت ساحات النضال تمتلئ بالحشود، وطوروا العمليات الفدائية، لقد شكلوا حلقة من النار حول القائد أوجلان، ولم تشهد أية حركة أو شعب مثل هذه المقاومة، ولم يتم استخدام مثل هذا الأسلوب لأجل الدفاع عن أي رئيس أو قائد، وتشهد كردستان والعالم بأجمعه هذا النضال لأول مرة، وكان له تأثير على الجميع بمستويات مختلفة، تم إبداء مقاومة عظيمة هنا، بالأساس، هذا الموقف وهذه المقاومة قدما أكبر دعم للقائد أوجلان في هزيمة مؤامرة 9 تشرين الأول التي أرادوا النجاح فيها حتى 15 شباط.
إذا لاحظتم، لقد تم إفشال المؤامرة لأكثر من 4 أشهر ولم تحقق أية نتائج، حيث تم إحباط هجمات الإبادة الجماعية مثل 15 شباط أو 9 تشرين الأول، وكان من الواضح أنه من خلال المقاربة الصحيحة والنضال السليم يمكن إفشال المؤامرة وعرقلتها، فإذا ما تم تنفيذ المرحلة بشكل أفضل، وإذا ما تم فهم حقيقة القائد بشكل أفضل، وإذا لم يُسمح بفصل القائد عن الشعب والحركة، فحتماً كان بالإمكان إحباط مؤامرة 15 شباط، وكان من الممكن تطوير مكافحة المؤامرة الدولية بطرق مختلفة وأساليب أكثر نجاحاً، وهذه المرحلة أثبتت نجاعة ذلك.
وهنا حدثت أخطاء وتقصيرات في العمل، حيث لم يؤخذ في عين الاعتبار انفصال القائد أوجلان عن الحزب والشعب، ولم يرى الحزب خطورة ذلك، ففي هذا الموقف ليس للشعب أي ذنب، حتماً كان التقصير والتهاون في الحزب والحركة، فالحزب لم يرى خطورة الانقطاع عن القائد، لهذا السبب، لم يستطع أن يفهم حقيقة المؤامرة وخطرها بالكامل ويتحد مع نضال القائد ضدها، وانقطع القائد عن الحقيقة، فإن الأمر الذي حال دون عرقلة مؤامرة 15 شباط في العام 1999، كان بسبب ذلك، وفي حقيقة الأمر برمته، إن لم يتم عزله وانقطاعه، وإن تم توجيه والحزب والشعب بالشكل الصحيح في وحدة متكاملة مع نضال القائد أوجلان، لكان من الممكن كشف وعرقلة عملية الاختطاف في 15 شباط، كان هناك تقصير تنظيمي، وكان القائد أوجلان قد عرّف هذا التقصير بـ "الصداقة المزيفة والرفاقية الناقصة" وأوضح بصراحة تامة أن ذلك خدم نجاح وتنفيذ مؤامرة 15 شباط، وجعل النضال ضد المؤامرة ضعيفاً، وإن ما يُسمى بـ "الرفاقية الناقصة" جرى على هذا الأساس، وإن القائد أوجلان ومقاومو شعار "لن تستطيعوا حجب شمسنا" نفذوا النضال الصحيح والناجح للمرحلة التي حالت دون القيام بالإبادة، وإن الهيكل التنظيمي الذي لم يستطع الاتحاد معهم بشكل كافٍ لم يقدر على إفشال مراحل تطور مؤامرة 15 شباط، وإذا ما كان بالإمكان تجنب وعدم حدوث هذا التقصير، لكان من الممكن إحباط مؤامرة 15 شباط 1999 ، ولكان من الممكن القيام بالنضال ضد المؤامرة بشكل ناجح عبر أساليب مختلفة.
المؤامرة الدولية خلقت نظام العزلة والتعذيب في إمرالي، كيف تقيمون الواقع الذي يمثله نظام الإبادة في إمرالي في ظل هجوم المؤامرة ضد النضال الكردي من أجل الحرية؟ لماذا تأسس هذا النظام وهل يواصل سلطته حتى يومنا هذا؟
في البداية علينا أن نركز على مؤامرة 15 شباط، أو الحادث الذي اختطف فيه القائد أوجلان من كينيا وتم تسليمه إلى تركيا، لهذا السبب وقع البعض في مثل هذا الخطأ الفادح حيث قالوا" تم ذلك لأجل حل القضية الكردي في محيط إمرالي"، وقال البعض" عندما سلمت الولايات المتحدة الأمريكية القائد أوجلان إلى الحكومة التركية، شرطت عليها على عدم إعدامه"، بعبارة أخرى، كانت هناك آراء مختلفة جداً حول قضية الاختطاف والتسلم هذه.
يجب أن نعبر عن هذا، وعلى الجميع معرفة ذلك، أن كل هذه الآراء خاطئة وغير كافية، ويعتمد ذلك على الفهم والتقييم، فلهم مواقف ذات نية، حسناً، ما هي الحقيقة؟ لم تحقق الويلات المتحدة الأمريكية التي أرادت وضع القائد أوجلان في وضع يسمح لها بقتله في 9 تشرين الأول 1999 والقضاء عليه دون أن يعرف أحد من ارتكب هذه الجريمة، ومواصلتها حتى 15 شباط 1999، وهذه المرة سلمته إلى تركيا لأجل إبرام بعض الاتفاقيات، ورأت أن تسلميه وإعدامه على أساس القضاء عليه كأداة للتجارة، هذا هو الواقع الحقيقي، يجب ألا يكون هناك شك على الإطلاق في هذا الصدد، فأن أولئك الذين لديهم شكوك وتردد حول هذه القضية، وأولئك الذين يعبرون عن آراء مختلفة، علينا أن نسألهم، ما الذي كان من المفترض القيام به في 9 تشرين الأول 1998؟ هل طلبوا إحضار القائد أوجلان إلى أوروبا؟ إذا كان الأمر كذلك، لكان قد حدث بالفعل، لكنهم لم يدافعوا عنه، لماذا لم يدافعوا عنه؟ هل كان الهدف هو إخراج القائد أوجلان من أوروبا؟ لا...!، ففي الواقع، من خلال إخراجه من سوريا وعدم السماح له بدخول اليونان، فإنهم كانوا سيقضون عليه بطريقة قطع علاقته عن هذا العالم، عن النظام العالمي الحاكم والدولة.
وفي مثل هذا الوضع، لم تحمل كلا من سوريا واليونان المسؤولية، لماذا؟ لأن سوريا كانت ستقول، "خرج من بلادي وذهب، ولا أعرف إلي أين ذهب، لا أتحمل مسؤوليته"، ومن ناحية أخرى، اليونان نفسها لم تستقبله في بلادها بأي شكل من الأشكال، لذلك لا يمكن لأحد تحميل اليونان المسؤولية أيضاً، لم يكن هناك سجل مدون حوله، لقد تم التخطيط لمؤامرة 9 تشرين الأول بطريقة تم فيها قطع القائد أوجلان تماماً عن شرعية نظام السلطة والدولة العالمية، وبهذه الطريقة كان سيتم إطلاق النار عليه، دون شك، كانوا سيخلقون مثل هذا الوضع الذي لن يعرف من فعل ذلك، وكان سيكون مكانه مجهولاً ولم يعرف أحد كيف تم استهدافه بإطلاق النار.
هل أمريكا تقوم بمثل هذه العمليات؟ نعم إنها تنفذها، لقد فعلها بالفعل لاحقاً، في الواقع، فأن العمليات التي بدأتها في وقت لاحق، كانت مؤامرة 9 تشرين الأول ضد القائد أوجلان، والعمليات التي فشلت في تحقيق نتائجها المرجوة، تم القضاء على بعضها، عندما لم يتمكن القائد أوجلان من دخول اليونان، لم يعد إلى سوريا وأحبط مؤامرة 9 تشرين الأول بهذه الطريقة.
والآن ، إذا ما قيّمنا مؤامرة 9 تشرين الأول بهذه الطريقة، فإن الآراء بالنسبة لمؤامرة 15 شباط، مثل تسليم الولايات المتحدة الأمريكية القائد أوجلان إلى تركيا لحل القضية الكردية، أو تسليمه إلى تركيا بشرط ألا تقدم على إعدامه، ليس لها أي معنى ولا صحة ولا قيمة، فالمؤامرة كانت بالأساس تسعى للقضاء عليه، ولم تنجح في ذلك، ففي النهاية، تم تسليمه إلى تركيا على أساس اتفاقية تقضي بقبول بعض مصالحها، كانت تعلم جيداً أن القوانين الحالية لتركيا ستنفذ حكم الإعدام بحق القائد أوجلان دون أي مماطلة أو تأخير، وبهذه الطريقة تتحقق رغبات الولايات المتحدة، أي القوى التي خططت واتخذت القرار ونفذت المؤامرة وسعت لتحقيق النصر. ففي ذلك الوقت، عندما سلمت الإدارة الأمريكية القائد أوجلان إلى تركيا، لم يكن لديها أي شك أو مخاوف بشأن ذلك، كما أنه لا يوجد اتفاق يمكن أن يعرقل تنفيذ حكم الإعدام، فحتى المتآمرين لم يكن لديهم مثل هذا التوجه، فالمتآمرون كانوا يريدون القضاء على القائد أوجلان، من خلال خلق وضع يكون فيه الإجراء مبهماً ولكنهم لم يتمكنوا من القضاء عليه، وتوقعوا هذه المرة أنه سيتم القضاء عليه من خلال اسلوب تنفيذ حكم الإعدام، يجب ادارك هذه الحقيقة بالشكل الصحيح، فمن خلال مشاهدة الأحداث التي تلت ذلك، لا ينبغي على المرء حتماً تقييم تسليم القائد أوجلان إلى تركيا ومرحلة سجن إمرالي بشكل خاطئ.
حسناً، ما الذي دُفع مقابل هذه الصفقة؟ فالجميع بات الآن يعرف هذا الأمر، كانت الصفقة هي تسليم القائد أوجلان إلى تركيا في 15 شباط 1999، مقابل مساعدة تركيا في الاحتلال الأمريكي لبغداد، فبينما كان القائد أوجلان في الخارج، كان يدير النضال، وكانت الولايات المتحدة تخشى مهاجمة بغداد، فمن خلال التقييم الحاصل في نشاط حزب العمال الكردستاني بجنوب كردستان والعراق، سيناضل القائد أوجلان ضد هذا النوع من التدخل، ولهذا السبب كانت تخشى من أنه سينال من هيمنة الاحتلال الأمريكي، وتوقعت أنه قبل شن هجوم الاحتلال على بغداد، يجب تحييد القائد أوجلان كإجراء احترازي، ومن أجل ذلك أيضاً، قامت بإدارة المؤامرة الدولية التي انطلقت في 9 تشرين الأول 1998، وعندما فشلت في القضاء عليه من خلال أسلوب الفاعل المجهول، سعت في هذه المرة في سياق مؤامرة 15 شباط، تسليم القائد أوجلان إلى تركيا والقضاء عليه عن طريق الإعدام. وفي مقابل صفقة تسليم القائد أوجلان إلى تركيا، لن تعارض الدولة التركية هجوماً أمريكياً محتملاً على بغداد، بل وعلى العكس من ذلك ستدعمه. كان هذا هو الوعد للولايات المتحدة، كان هذا هو الوعد الذي وعدت به الولايات المتحدة الأمريكية، لقد كانت الصفقة مقابل تسليم القائد أوجلان لتركيا، هي قيام الدولة التركية أيضاً بتقديم الدعم للهجوم الأمريكي على بغداد.
في الواقع، عندما لم تفِ تركيا بوعدها ولم تدعم هجوم الاحتلال الأمريكي، توترت العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا بشكل كبير للغاية، حتى وصل الأمر إلى درجة اندلاع حرب بينهما، ولكي تنتقم الإدارة الأمريكية منها، وضعت الأكياس على رؤوس الجنود الأتراك في العراق واعتقلتهم وردت على تركيا بهذا الشكل، حتى أن الوضع وصل إلى مستوى الانجرار نحو الصراع.
هذا يعني أن الولايات المتحدة قد خططت بالفعل لاحتلال بغداد، وكان هجوم المؤامرة الدولية على القائد أوجلان تمهيداً أساسياً لذلك. وشكلت هجمات 11 ايلول على برجي التجارة، الأرضية الثانية لذلك المخطط. نتيجة لذلك، ومنذ نوروز 2003، نفذت الولايات المتحدة هجوماً احتلت فيه بغداد بطريقة آمنة للغاية بناءً على الوعد الذي تلقته من تركيا. بينما كانت إحدى قواتها تتقدم من الخليج ، خططت لجلب قوة أخرى من الشمال وسرعان ما حاصرت بغداد من الشمال والجنوب. ومن أجل فهم ذلك، قامت الجمهورية التركية وحكومة حزب العدالة والتنمية ذلك الوقت، بإرجاع الجنود الأمريكيين الذين تحركوا عبر البحر الأبيض المتوسط باتجاه الاسكندرونة.
لذلك، قبل تشييد نظام التعذيب والعزلة في إمرالي، يجب رؤية حقيقة مؤامرة 15 شباط على أنها هجوم يشمل الإعدام. كان هذا هجوماً مخططاً لإعدام القائد أوجلان. تم تجهيز إمرالي كمكان ملائم لهذه العمليات فقط. وكان من المتوقع أن يتم استخدام هذا المكان خلال المحاكمة وتنفيذ الحكم.
بلا شك، تغيرت المرحلة لاحقاً. تماما كما فرَّغ القائد أوجلان المؤامرة من مضمونها، فقد حجّم أيضا طريقة تنفيذ مؤامرة 15 شباط. لقد قيّم المؤامرة، وكشف خيوطها للدولة والمجتمع التركي، وخاض نضالاً لا هوادة فيه داخل تركيا، ومن خلال إقناع مكونات مختلفة في الدولة والمجتمع في هذا الأمر سد الطريق أمام الإعدام.
في واقع الأمر، اعترف بولند أجاويد، الذي كان رئيس الوزراء عندما تم اختطاف القائد أوجلان من كينيا ونقله إلى تركيا، بذلك وقال: "لم أفهم لماذا أعطتنا الولايات المتحدة أوجلان" بهذا الاعتراف، ظهر كيف أنهم يعيشون في تخبّط. تقدم القائد أوجلان بتقييماته من هناك وذكر أن الغرض من المؤامرة هو حرب تركية كردية لانهاية لها. وأن الدولة التركية والمجتمع التركي سيعانيان على الأقل بقدر ما يعانيه الكرد. وبناء على تلك التقييمات، فعل ذلك مرة أخرى في العديد من الأوساط التركية، وعلى أساسها، منع الإعدام من خلال بناء وحدة الحركة والشعب المحيط بالقائد أوجلان.
تحولت القوى التي أرادت الإعدام إلى أقلية في تركيا. لقد قيمت العديد من القوى أن هذا الإعدام ضار بالدولة التركية والمجتمع التركي. وبدلاً من الإعدام، بحثوا عن طرق للقضاء على القائد أوجلان وإبطال تأثيره بطريقة أخرى. ووجدوا أنها أكثر فائدة لهم. وتناقشوا ووضعوا تقييمات حولها. في نهاية الأمر اختاروا طريقة أخرى غير الإعدام، بل رجحوا غيرها، فماذا كانت تلك الطريقة الأخرى؟ كانت سياسة الانحلال. وجاءت تلك السياسية تحت مسمى نظام التعذيب والعزلة في إمرالي. فيما أطلق القائد اوجلان على هذا الاسم "نضال إمرالي" لم يكن هدفهم الإعدام الجسدي للقائد اوجلان، بقدر ما كان تدميره فكرياً وسياسياً عبر نظام التعذيب والعزلة في إمرالي.
علاوة على ذلك، فإن أولئك الذين أسسوا لنظام إمرالي لم يفعلوا ذلك لكي يحيا القائد ويعمل ويقدم أفكار جديدة وأن يطور من نضال حرية الكرد أو المساهمة في النضال من أجل الحرية والديمقراطية لشعوب العالم والمرأة والشبيبة والمظلومين وإنتاج أفكار جديدة. فكان نظام إمرالي مضاد لكل تلك الأمور، على العكس من ذلك، فإن الدولة التركية غير قادرة على تصفية القائد أوجلان جسديا وتعتبر ذلك مضراً بمصالحها، فاتخذت ونظمت طريقة يمكنها من خلالها القضاء على القائد أوجلان فكرياً وسياسياً.
لهذا السبب قام أولئك الذين وضعوا نظام التعذيب والعزلة في إمرالي بتقييمه بهذه الطريقة. كان هناك قائد جيش بحر إيجة، خورشيد طولون لعب دوراً في إعداد نظام إمرالي. قالها ذلك الشخص بكل وضوح: "لا تقلقوا، لقد أنشأنا مثل هكذا نظام بحيث سوف يتمنى أوجلان الإعدام، فالإعدام سيقتله مرة، لكنه في نظام إمرالي، سيموت كل يوم ألف مرة." فهكذا هو نظام إمرالي نظام تنفيذ سياسة الإبادة نظام يضمن الإبادة الفكرية والسياسية لقوة لا يمكن تدميرها مادياً. تم إعداد وتأسيس إمرالي وفقا لهذه الأهداف ووفقا للأساليب التي ستحقق هذه الأهداف. وأبقوا القائد أوجلان ضمن هكذا نظام.
هذا يعني أن أولئك الذين أنشأوا نظام إمرالي، عندما لم يتمكنوا من تدميره جسديا، توقعوا أنه نظام يمكن له أن يقضي على القائد أوجلان آلاف المرات في اليوم روحياً فكرياً، وعاطفياً. تم وضع إمرالي باعتباره المكان الذي سينتهي فيه القائد أوجلان فكريا وسياسيا. في حقيقة الأمر، عرّف القائد اوجلان هذا النظام بأنه "تابوت". واعتبره مكانا وأسلوب قتل جديد. بهذه الطريقة، ماذا كانوا يريدون كنتيجة من إمرالي؟ أولاً، كان سيتم تدمير القائد أوجلان فكريا وسياسيا، وإحباطه وتركه بلا تأثير. ثانياً، على هذا الأساس كان سيتم تصفية حزب العمال الكردستاني، وبالتالي سيتم القضاء على النضال من أجل الوجود وحرية الكرد، وعلى هذا الأساس سيتم تنفيذ الإبادة الجماعية بحق الكرد. والشيء الثالث والأهم هو أن إمرالي سيكون المكان الذي سيباد فيه الكرد، وتدمر فيه المقاومة والروح التواقة للحرية، والدراية والإرادة لدى الكرد، حيث ستكون مغيبة عن التاريخ. وبالتالي يتم تنفيذ الإبادة الجماعية، وسيكون المكان الذي لن يبقي على إرادة الوجود والحرية في المجتمع الكردي. سيتم دفن وتدمير الكردياتية والحرية في إمرالي. لهذا الهدف تم تأسيس نظام إمرالي.
بالطبع كانت الأحداث والتطورات عكس ذلك، مع ذلك لا يمكننا أن نقول "لم يكن هذا هو هدف نظام إمرالي". ومع ذلك، تم إحراز تقدم مضاد في تحقيق ذلك الهدف. لكن كيف حدث هذا الوضع المعاكس؟ لقد حصل ذلك عبر نضال عظيم. ومثلما تم إلغاء طريقة الإبادة يوم 9 تشرين الأول، وإلغاء الإعدام في 15 شباط، تم أيضا إلغاء سياسة التمزيق ونظام التعذيب والعزلة في إمرالي. عن طريق من؟ لقد دمرها القائد أوجلان عبر حركة الحرية التي اتحدت حول القائد أوجلان والشعب الكردي والمرأة والشبيبة، وتم إفراغها من مضمونها.
نضال القائد أوجلان من أجل الوجود والحرية ضد نظام العزلة والتعذيب وسياسة الصهر في إمرالي، وضد نظام الإبادة الجماعية؛ تم تنفيذه بشكل فعال للغاية وفي خضم ظروف إمرالي. وتم تدمير الأهداف التي أسس عليها نظام إمرالي. القائد أوجلان، وحزب العمال الكردستاني انتصروا في نضال إمرالي. و خسرت قوى الظلم القاتلة التي بنت نظام إمرالي خلال النضال في إمرالي وهُزمت. هذه حقيقة واضحة. لقد خاض القائد أوجلان نضالاً مدروسا ومخططا للغاية ضد نظام التعذيب والعزلة في إمرالي. ولم يصدق أحد ذلك. وتجمع الكثير من الوطنيين والمثقفين حول الحركة قالوا إن ذلك غير ممكن. كما أن الدوائر التي تعتبر نفسها ديمقراطية ثورية قالت أيضا إن ذلك محال، واعتبروا أن إرادة القائد أوجلان للنضال في إمرالي أسلوب لا يمكن تنفيذه ولا يمكن أن يكتب له النجاح. في الواقع عندما خاض القائد أوجلان نضالا بهذا الشكل، وجدها فرضة وطلب الدعم من الحركة والرأي العام، وقال: "ليس لدينا خيار آخر". حينها تعرضت إدارة حزب العمال الكردستاني وتنظيمه والشعب الكردي لانتقادات شديدة من قبل العديد من الدوائر لقولهم نعم والاستجابة لطلب القائد أوجلان. لم يستوعبوا وتساءلوا: "هل يمكن النضال في إمرالي؟ في مثل هكذا مكان حيث مواجهة الدولة والسياسة والعقلية القمعية. إذ لا يمكن تطوير نضال وجود وحرية الكرد" حصلت تقييمات كما لو أنها لن تحدث أبداً. لكن القائد أوجلان فعل الذي كانوا يظنون أنه مستحيل. لقد فعل ما اعتقدوا أن تحقيقه محال. فعل ما لم يستوعبوه. كان النضال الذي كشف وأفرغ جميع أهداف وغايات أولئك الذين أعدوا نظام إمرالي. لقد فعل ذلك من خلال حياته وعمله المنضبطين والمتفاني للغاية. درس وبحث وحلل. لقد حطم كل آثار الدوغمائية والقولبة. قيّم بشكل جيد تلك المرحلة. أنتج أفكار جديدة. باستخدام المراحل النادرة للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، تمكن من نقل النتائج التي توصل إليها في شكل مكتوب للحركة والشعب. بهذه الطريقة، تغير حزب العمال الكردستاني وتحول وخلق التجدد و أفكار جديدة. بهذه الطريقة، هُزمت سياسة الانحلال في إمرالي. تلك السياسة التي كانت تقودها حكومة اجاويد آنذاك. كان الهدف الرئيسي لتلك الحكومة هو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. من المفترض أن الاتحاد الأوروبي أراد حل المشكلة الكردية على أساس الحقوق الفردية وإلغاء أبحاث حزب العمال الكردستاني والقائد أوجلان حول الحل ضمن إطار الحقوق الديمقراطية للشعب الكردي. لهذا، استخدمت حكومة أجاويد كافة السبل. جعلت المجلس يعمل كمصنع. وضعت كل أنواع العراقيل أمام القائد أوجلان. ولكن في النهاية انتصر القائد أوجلان في خلق أفكار جديدة. كان قادراً على تدوين الأفكار التي أنتجها ونقلها إلى الحركة والشعب عبر المحكمة. وبهذه الطريقة تم إبطال خط إبادة الكرد من قبل حكومة اجاويد التي قالت: "لقد حللت المشكلة الكردية" على أساس الحقوق الفردية، أي دخول الاتحاد الأوروبي. لكنها قوبلت بالفشل. وعوضاً عن ذلك، فإن كردستان الحرة طوّرت الحل في الشرق الأوسط الديمقراطي. وكشفت عن خطوط وبرامج واستراتيجيات وتكتيكات حل المشكلة الكردية في الشرق الأوسط برمته.
وقد عبر عن ذلك بالتفصيل في مرافعته بعنوان "من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية"، وأوضح أنه يمكن حل القضية الكردية على أساس دمقرطة الشرق الأوسط وتطوير حضارة ديمقراطية جديدة في الشرق الأوسط. ويمكن أن يحدث التطور بهذه الطريقة، إطلاق برنامج كردستان الحرة للشرق الأوسط الديمقراطي. وبهذه الطريقة، كان عجز حكومة اجاويد تحت اسم "حل الحقوق الفردية" في إطار الاتحاد الأوروبي عديمة الجدوى وفاشلة، وبهذه الطريقة انتصر القائد أوجلان في نضال إمرالي، كحركة وشعب، دعموا نضال القائد أوجلان بكل قوتهم.
أمام كل الدوائر التي قالت إن ذلك لن يحدث، كان هناك نضال ضدهم، نظراً لأن جهود القائد أوجلان كانت مظفرة، فقد رأوا أنهم ارتكبوا خطأ، مرة أخرى تغيروا وتجمعوا حول النضال الذي طوره القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني وحصلوا على القوة والدعم من ذلك النضال. وهذا يعني أن نظام إمرالي قد تأسس لتنفيذ الإبادة الجماعية ضد الكرد، ودفن إرادتهم في الوجود والحرية في التاريخ، لقد حطم القائد أوجلان ذلك عبر كفاحه. كان النضال الذي جاء بدعم من الحركة والشعب ناجحاً، كانت أهداف المتآمرين وأولئك الذين أنشأوا نظام التعذيب والعزلة في إمرالي بلا جدوى.
ومع ذلك، فإن السؤال عن سبب استمراره وبقائه على قدميه على الرغم من كل هذا أمر مهم. إذا دققتم ستجدون أن نضال إمرالي بالأساس متكامل، لقد فشلت سياسة الصهر، فشل هدف دفن إرادة الكرد في الوجود والحرية في تابوت إمرالي، انتصر القائد أوجلان والكرد في نضال إمرالي، على هذا الأساس، تم تمزيق نظام التعذيب والعزلة في إمرالي، لقد أنتج القائد أوجلان أفكاره وأخرجها، وجدد حزب العمال الكردستاني نفسه، ودرب الشعب الكردي وأعاد بناء نفسه على أساس نموذج حرية المرأة الديمقراطية والبيئية للقائد أوجلان ودفع الكفاح من أجل الحرية لمدة 24 عاما بشجاعة وتضحية كبيرتين. إن هذا الوضع لم يتوقف عند حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي فحسب، بل انتشر بين الشعب التركي والعربي والفارسي والأرمني والآشوري، وشعوب الشرق الأوسط، وكذلك بين النساء والشبيبة والعمال والكادحين وجميع القوى الثورية الديمقراطية في العالم. كان موقف القائد في نضال إمرالي كونياً، كما عبر الحدود الوطنية، وبهذه الطريقة تفكك نظام إمرالي للإبادة الجماعية، وفشل نظام التعذيب والعزلة في إمرالي. رغم ذلك، لماذا لا يزال هذا النظام قائماً؟ لأنه على الرغم من كل هذا، فإن القومية التركية العنصرية الشوفينية لم تتوقف عن إبادة الكرد، وقد تفاقم ذلك في شخص الديكتاتورية الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، التي لا تزال تعتقد أنها ستخلق الفرص والإمكانيات وتجد طريقة وأسلوب تنفذ من خلالهما الإبادة الجماعية للكرد.
لقد حطّم نظام التعذيب والعزلة في إمرالي، حقق القائد أوجلان نصراً فكرياً وسياسياً كبيراً في إمرالي. لكن هذه الأمور، في الخارج، في كردستان، في الشرق الأوسط والعالم، بمجملها لم تتحول بعد بشكل كافي من التنظيم والفعاليات، لذلك فإن التغيير والتحول الذي يريده خط الحداثة الديمقراطية لم يحدث في تركيا والشرق الأوسط والعالم. وعليه فإن الحل الديمقراطي للمشكلة الكردية لم يتحقق بعد سياسياً، هذا هو السبب في أن النظام الذي خلق المشكلة الكردية ويحاول الاستفادة منها ليس هو نفسه كما كان من قبل. حتى لو كان مجزأً وفارغاً ، فهو لا يزال قائما، لا يزال يحاول تنشيط نفسه، حتى الآن المشكلة الكردية مستمرة ويحاول استغلالها، لذلك لم يكن هناك أي تغيير في عقلية وسياسة نظام الحداثة الرأسمالية العالمية الذي خلق المشكلة الكردية، عقلية الإنكار وإبادة الكرد لم تتغير، الأمر عينه يعبر عن استمرار السياسة والعقلية العنصرية والشوفينية والقومية والمناهضة للكرد في تركيا. لهذه الأسباب، تُبذل جهود لمواصلة نظام إمرالي، نظام التعذيب والعزلة. ثانياً، يخشى أن يشارك القائد اوجلان بشكل أكبر في هذه المرحلة، إنهم خائفون من رأيه، إن وجهة نظره حول الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية في تركيا والشرق الأوسط والعالم، ونظام الحداثة الرأسمالية العالمية والنظام التركي القاتل تقلقهم، لأنه يحلل بدقة شديدة وبعمق. القائد اوجلان يدرك جيداً استيعاب العمق التاريخي ومعناه العالمي وفهمهما معا. إنه يبرز المشاكل الحقيقية، يقيم الأحداث بدقة وموضوعية، والأهم أنها تقدم حلولاً ممكنة وصحيحة وديمقراطية لجميع هذه الحالات. وكل ذلك يرعب نظام الحداثة الرأسمالية والتخلف الفاشي للدولة القومية يعتبر ضغط عليهم، يعني يقظة المرأة، والشبيبة، والعمال، والشعب الكردي والإنسانية وكذلك التنظيم والنضال، لأنهم يخافون من قوة أفكار القائد في التنظيم والتثقيف والتحفيز للنضال ولأنهم يريدون منع ذلك ، فهم يواصلون التعذيب والعزلة في إمرالي.
والأمر الثالث بالطبع يعتبرونه خطر عليهم، فعلى مدار 24 عاماً، تم تنفيذ نظام التعذيب والعزلة في إمرالي على خط الإبادة الجماعية، ولمدة 19 شهراً لم يتم تلقي أي معلومات من القائد أوجلان لا يوجد قانون أو مبدأ أخلاقي مطبق هناك. بشكل كامل يتم تنفيذ مطالب إدارة الجمهورية التركية، الديكتاتورية الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، كما تكشف عن شخصيات أردوغان ودولت بهجلي الديكتاتورية من خلال أفعالهم هناك. إن نظام العزلة والتعذيب في إمرالي علامة على القوة، كأداة للهيمنة. كل هذا يكشف عن أن نظام التعذيب في إمرالي، وإبقاء القائد أوجلان يريدون من خلال ذلك خلق جو من الترهيب، لذلك فإن نظام إمرالي الحالي يمثل تهديداً للجميع، لكل كردي إنها أداة ترهيب، في الوقت نفسه، يشكل تهديدا لكل الثوريين والديمقراطيين الأتراك الذين يريدون أن يكونوا أصدقاء مع الكرد ويتحدوا مع الترك. في الأساس إنه تهديد للبشرية جمعاء، إنه تهديد لجميع الشعوب الثورية والديمقراطية والاشتراكية، إنهم يحاولون نشر الخوف بالقول: "انظر، نحن نفعل هذا لكل من يخالفنا، لدينا ونملك الكثير من القوة والنفوذ، سنسحب أولئك الذين يعارضوننا إلى هذا الوضع". بهذه الطريقة يريدون إبعاد الشعب عن النضال، يريدون كسر إرادتهم في النضال وإضعاف وعيهم.
وأخيراً، يقول البعض: "القائد أوجلان محتجز، لذلك ليس من أجل حل المشكلة الكردية، ولكن من أجل القضاء على قوى الحرية يريدون الاستفادة من نظام الضغط و التعذيب هذا". لا أرجح كثيراً هذا المنحى، لأن تلك الجدران قد تم عبورها منذ زمن طويل. كيف هي شخصية القائد أوجلان، لقد ظهر ذلك خلال نضال استمر 50 عاماً وفي خط تطور هذا النضال. فعلى مدار 24 عاماً في إمرالي أوضح الخط في ظل نظام التعذيب والعزلة. لقد تغلب على أصعب الظروف والعقبات والعراقيل، لقد أصبح حقيقة بحد ذاته. لهذا السبب لا أعتقد أنه ستكون هناك نتيجة، فإن أولئك الذين يديرون ويواصلون نظام إمرالي يدركون ذلك جيداً ويتقبلونه، ليس لديهم الكثير من الأمل في هذا الصدد. ومع ذلك، على الرغم من أنهم لا يستطيعون الحصول على نتيجة من القائد أوجلان، إلا أنهم يحاولون إنشاء مثل هذا التصور في أذهان المحيطين بهم، من أجل تشويش الفكر، في كل مرة يقولون شيئا، يدلون ببيانات ويقولون "أوجلان يفعل هذا، ويفعل كذا، وهكذا نحن نلتقي مع أوجلان" إنهم يحاولون استغلال هذا الوضع لأنفسهم من خلال الإدلاء بتصريحات في سياق حرب نفسية خاصة لإضعاف نضال المجتمع الكردي، لقد أصبحوا ضعفاء لدرجة أنهم يعتمدون على نتائج الحرب النفسية. وبخلاف ذلك، هُزموا بكل الطرق بمقاومة إمرالي، وانتهوا، لم يبقى بحوزتهم ما يخلقونه من عقبات. رغم ذلك ما زالوا يعتقدون أنه حتى لو تسببت الحرب النفسية في حدوث القليل من الارتباك، فإنها مفيدة بالنسبة لهم، لهذه الدرجة أصبحوا ضعفاء جدا.
يتبع....