تقاوم شبيبة كردستان الأبطال ضد تكنولوجيا القرن الحادي والعشرين بإرادة وشجاعة كبيرتين، وإحدى هؤلاء المقاومات ابنة بوطان الثائرة جانان أورال (هافين كابار).     

لم تبتعد جانان أورال، التي وُلدت في آيدن بكنف عائلة وطنية تعود أصولها إلى شرناخ، مدينة المقاومة في بوطان، أبداً عن هويتها وجوهرها نتيجة الوعي الوطني العميق لعائلتها والحفاظ على بقاء ثقافة بوطان العريقة حية، ولم تقبل جانان التتريك المفروض على الشعب الكردي، وحافظت دائماً على حبها وشوقها لوطنها حياً في قلبها، واشتدت غضب جانان، التي لا تقبل حقيقة أن وطنها يرزح تحت الاحتلال والظلم التي يتعرض لها الشعب، تجاه العدو وعبرت عن هذا الغضب من خلال المشاركة في فعاليات الشبيبة الثورية، حيث توجهت جانان أورال، التي شهدت وحشية الدولة التركية على وجه الخصوص في العام 2015 في شرناخ ومدن كردستان الأخرى، إلى جبال كردستان في العام نفسه وانضمت إلى صفوف الكريلا بعد استشهاد حاجي لقمان بيرليك.     

انتقلت مقاتلة كريلا وحدات المرأة الحرة-ستار هافين، التي شاركت لفترة من الوقت في أنشطة منطقة بستا، فيما بعد إلى منطقة حفتانين وتلقت أولى تدريباتها للكريلاتية، وعملت هافين كابار، التي تأقلمت فوراً مع الحياة الجبلية والكريلاتية من خلال التدريبات التي تلقتها، على الوصول إلى هوية المرأة الحرة بخطوات صبورة وواثقة، وناضلت المقاتلة هافين بإصرار وتصميم كبيرين لتكون جديرة بجهود وتضحيات رفاقها الشهداء، وأنجزت كل عمل وقع على عاتقها بذكائها ومهارتها، وسارت المقاتلة المحترفة لوحدات المرأة الحرة-ستار هافين كابار على خطى النهج الفدائي للشهيدة زيلان وبيريتان ودلال آمد وروجبين وسارا غويي من خلال التدريبات الأيديولوجية والعسكرية التي تلقتها.          

وتوجهت هافين إلى منطقة الشهيد دليل غرب زاب لكي تخوض القتال ضد جيش الاحتلال التركي، وشاركت في العديد من العمليات ووجهت ضربات قاسية للعدو، كما بادرت هافين، التي اتخذت من وعي القائد أوجلان كأساس وطبقت فلسفته في ظل كل الظروف، إلى التحرك على النهج الفدائي لـ سارا وروكَن وزيلان ودوغا ضد فظائع العثمانيين، وأصبحت قدوة لجميع رفيقات دربها بمشاركتها غير المترددة والمندفعة، وبتاريخ 4 كانون الأول 2023، ارتقت إلى مرتبة الشهادة مع رفيق دربها دليل تولهلدان نتيجة هجمات الدولة التركية، وسطرت مقاتلة الكريلا هافين كابار، صاحبة الحقيقة والشجاعة والحياة الهادفة، اسمها في تاريخ المقاومة الكردستانية كمناضلة فريدة على نهج حزب العمال الكردستاني (PKK) وحزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK).