في هذه الأيام التي يتصاعد فيها مستوى نضال حرية كردستان يوماً بعد يوم، زادت دولة الاحتلال التركي من ضغوطها وهجماتها على الشعب، في حين يقاوم شعب كردستان، الذي يتعرض للهجمات والقمع منذ آلاف السنين، دائماً ضد الاحتلال، ويوجه مقاتلو الحرية ضربات شديدة للعدو من خلال عملياتهم في جبال كردستان، وكان أحد هؤلاء المقاتلين هو امره آتاباي (إبراهيم ساري).
ولد امره آتاباي عام 1991 في ناحية أبخ التابعة لـ وان، وقد نشأ وترعرع بالثقافة الوطنية ضمن عائلة وطنية تمتلك قيّماً خاصة في الوقت الذي كانت فيه كردستان تتعرض لهجمات شديدة، ولم يقبل امره آتاباي، الذي شهِد في سن مبكرة من حياته معاناة الشعب الكردي والاضطهاد الذي يتعرض له، بما يتم فرضه على الشعب الكردي، ولذلك، بدأ برحلة البحث في سن مبكرة وتعرف على حركة التحرر الكردية عن كثب، وأراد آتاباي، الذي شارك في أنشطة الشبيبة، تحقيق تقدم أكبر، ولم يكن أمامه سوى درب واحد، ألا وهو درب جبال كردستان.
وعندما ذهب آتاباي إلى جبال كردستان في عام 2009، كانت أمامه حياة جديدة، والآن، سيواصل نضاله في الجبال، ويزين جبال وسهول ووديان كردستان بلونه وصوته، وأطلق على نفسه اسم إبراهيم ساري، مستلهماً هذا الاسم من القائد العظيم لحزب العمال الكردستاني ساري إبراهيم، وقد اعتبر الكريلا إبراهيم ساري، الذي أراد دائماً السير على خطى الشهداء، أن الأعمال الفنية جزء لا يتجزأ من حياته، لقد أراد مواصلة ثقافة الغناء والسير على خطى هوزان مزكين (الفنانة مزكين) وهوزان صفقان (الفنان صفقان) وهوزان سرحد (الفنان سرحد) وهوزان آركيش (الفنان آركيش) ودليلة وفيان بيمان.
إن إبراهيم ساري، الذي وجد الحياة التي كان يبحث عنها في الجبال، تعلم بسرعة حياة الكريلاتية بعد انضمامه إلى صفوف الكريلا، وكان إبراهيم ساري يجذب انتباه جميع الرفاق بصوته وضحكاته وحماسه ومعنوياته العالية وشجاعته العالية، وقد أدى الشهيد إبراهيم معظم نشاطاته الكريلاتية في شمال كردستان، ونفذ الكريلا إبراهيم ساري، الذي كان ناضل بشكل خاص في مدينة وان، حيث ولد، عمليات ناجحة في منطقة جولميرك أيضاً.
قاوم ببسالة مع 8 من رفاقه
لقد كان عاشق الحرية إبراهيم، يسمع قصص البطولة أكثر كلما تجول في جبال كردستان، وزيّن الكريلا إبراهيم، الذي واصل مسيرته نحو الحرية بكل تصميم من أجل الانتقام لرفاقه الشهداء وتحقيق أحلامهم، جبال كردستان بكلماته وصوته، إن الحقيقة التي كان الشهيد إبراهيم جزءاً منها هي حقيقة لقاء ثورة الفن، إنه بمثابة جسر بين الثورة والفن، بين الفن والكريلا.
وقد وجّه الشهيد إبراهيم، الذي طوّر نفسه على أساس فلسفة القائد عبد الله أوجلان، ضربات شديدة لدولة الاحتلال التركي عام 2015 من خلال مشاركته في عملية الك الثورية، وكبد إبراهيم ساري ورفاقه، الذين قاتلوا بكل بسالة وبطولة ضد العدو لمدة 24 ساعة في هذه العملية، الجيش التركي خسائر فادحة ووجهوا له ضربات قوية، وبثوا الرعب في قلوب العدو لدرجة أنه كان يشعر بعدم الارتياح حتى أثناء تواجده في قواعده، وبعد أن قاوم بشجاعة وبسالة مع 8 من رفاقه لـ 3 أيام من القتال والحرب، ارتقى إلى مرتبة الشهادة وانضم إلى قافلة الخالدين.
وأصبح الشهيد إبراهيم ساري الذي أسعد قلوب رفاقه بحياته ونشاطه وصلواته، بطل وطنه، فقد ناضل وقاتل من أجل وطنه وشعبه حتى آخر أنفاسه، إن الشعب الكردي سيظل فخوراً دائماً بمقاتليه الشجعان الأبطال أمثال إبراهيم ساري.