وقال عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، مراد قره يلان: "أسلوبنا في الحرب هو أسلوب النصر بحد ذاته، هذه الحرب ليست حرباً يتم خوضها من أجل تلة ما، ولا يتعلق الأمر بالدفاع عن جنوب كردستان فقط، وقد يتساءلون، لماذا لا يتخلون عنها؟ إننا لا نتخلى عنها لأنها مهمة بالنسبة لنا، مهمة لوجودنا وحرية شعبنا، إن حرية شعوب المنطقة مهمة وتعتمد على ذلك، ولهذا السبب فإن هذه الحرب ليست مجرد حرب يتم خوضها في زاب؛ الحرب التي نخوضها ضد الدولة التركية هي حرب "وجود ولاوجود" وهي مستمرة، ويبدو أنها ستستمر في السنوات القادمة أيضاً، كما إن العدو يصر على خوض الحرب رغم أنه لا يستطيع تحقيق النتائج المرجوة وتحقيق الانتصار".
وتحدث عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، مراد قره يلان، لفضائية "Stêrk TV" حول العزلة والحرب بين الدولة التركية ومقاتلي حرية كردستان، وأساليب حرب الكريلا والحرب الدائرة في غزة.
تستمر العزلة المفروضة على القائد آبو، أطلق أصدقاء الكرد حملة "الحرية لعبد الله أوجلان والحل السياسي للقضية الكردية" ضد العزلة، ما الذي تودون قوله بخصوص الحملة؟
مما لا شك فيه أن حملة "الحرية لعبد الله أوجلان والحل السياسي للقضية الكردية" التي انطلقت في 10 تشرين الأول في 74 مركزاً، لها معنى كبيرة وأهمية بالغة، تبنى أصدقاء الشعب الكردي هذه الحملة في العديد من الأماكن حول العالم، إنهم لم يطوروا مثل هذه الحملة من أجل حقوق الإنسان فحسب، بل تبنوا هذه الحملة لأنهم قبلوا أفكار ونموذج القائد آبو، ورأوا فيها أملاً، في الحقيقة، تعتبر مثل هذه الحملة بمثابة رسالة لنا، بداية، أحيي بكل احترام جميع أصدقائنا الذين شاركوا في هذه الحملة، وعملوا بجد وأعلنوا عنها، إن أفكار القائد آبو ليست فقط لكردستان و الشرق الأوسط، إنما نموذج القائد آبو حظي بقبول لدى الكثيرين كحل ضد الفوضى التي خلقها نظام الحداثة الرأسمالية والمشاكل التي يخلقها في العالم، وهذا فخر كبير وسعادة لنا، على سبيل المثال، ما يقوله سلوفاي جيجك، أحد الفلاسفة المشهورين عالمياً، عن القائد آبو يثير اهتمام وحماس المرء، إن مثل هذه الحملة التي يقوم بها أصدقاؤنا الأجانب هي بالطبع مصدر فرح وسعادة، لكنها من ناحية أخرى عار علينا، إذ يطلق أصدقاؤنا مثل هذه الحملة لأننا لا نستطيع تبني قائدنا بالمستوى المطلوب أو إنه لا نستطيع أن نبدي الرد المناسب لبقاء القائد في السجن، يجب أيضاً أن ننظر إلى هذا باعتباره عاراً وانتقاداً لأنفسنا.
وعلى وجه الخصوص، يناضل القائد آبو ضد التعذيب النفسي في إمرالي منذ 25 عاماً، وهذه المقاومة ليست مقاومة كلاسيكية أو عادية، إنها مقاومة أيديولوجية، فلسفية وثقافية، بمعنى آخر، يتم الدفاع عن هوية الكرد الحر وقيّم الديمقراطية والحرية في إمرالي، على مدى 25 عاماً، يتخذ القائد آبو موقفاً ذو مغزى بتصميم كبير، كشعب كردي وشعوب الشرق الأوسط، يجب علينا أن نتحمل مسؤولية واجباتنا تجاه هذا، ولا يمكننا أن نقول إننا قمنا بواجباتنا بالكامل حتى الآن.
يجب علينا أن نشارك في هذه الحملة بكل قوتنا وأن نكللها بالنجاح
منذ ما يقرب من 32 شهراً، انقطع اتصال القائد آبو مع العالم بشكل كامل تحت ذرائع مختلفة، ولم يتلق أحد أي معلومات عنه، علينا أن نتحرك ضد هذه الممارسات وألا نلتزم الصمت، كشعب، مجتمع، الشعب الكردي بأكمله، خاصة النساء والشبيبة، علينا اتخاذ إجراءات والتحرك في كل مكان، علينا تعزيز هذه الحملة وتوسيعها وتتويجها بالنجاح، وخاصة تلك التي أعلنها أصدقاؤنا، من المفترض أن تضمن هذه الحملة الحرية الجسدية للقائد آبو، حرية القائد أوجلان تعني حرية كردستان، وبعبارة أخرى، فإن حرية القائد آبو هي أيضاً الحل للقضية الكردية، لذا، فإن اسم الحملة مناسب جداً، ولهذا السبب فإن الشعب الكردي، الشعب العربي، الشعب التركي، الشعب الآشوري والسرياني؛ أي أن كل شعوب المنطقة يجب أن تشارك في هذه الحملة، إن حرية القائد آبو ستؤدي إلى تطورات جديدة في الشرق الأوسط، وسوف تضمن حرية الشعوب وتحقق الديمقراطية، كما قال الفيلسوف جيجك: ’إن حرية القائد آبو هي حريتنا أيضاً، يجب علينا أن ندير هذه الحملة بقوة من أجل أنفسنا‘، وهذا الكلام ينطبق علينا جميعاً، يجب علينا أن نشارك في هذه الحملة بكل قوتنا وأن نتوجها بالنجاح.
لم يتمكنوا من إعلان النصر لأن الحرب لا تزال مستمرة
الجمهورية التركية في عامها المئة، كان هدف الدولة التركية خلال المئة عام الماضية هو إبادة الشعب الكردي، وفي الخمسين عاماً الماضية، القضاء على حزب العمال الكردستاني، هل حققت الدولة التركية الأهداف التي سعت إليها؟
عبرت إدارتنا عن وجهة نظرنا في بيانها بخصوص الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية، حيث شارك الشعب الكردي في تأسيس الجمهورية، لقد خاض نضالاً قوياً، وكان يوجد مشاركون كرد في مؤتمرات أرضروم وسيواس التي عقدها أتاتورك، كان أتاتورك محمياً بـ 200 جندي كردي، إذ قام الجنود الكرد بتأمين حمايته حتى توجه من سيواس إلى أنقرة، كما كان للكرد دور في تأسيس الجمهورية، وقد سبق ذكر ذلك في البرلمان الذي أنشئ في أنقرة، لكن مع توقيع معاهدة لوزان، خَانَ مسؤولو الدولة التركية الكرد، وتجاهلوهم واتبعوا سياسة الإبادة الجماعية في كردستان بعد عام 1925. وما زالوا يريدون إنجاح سياسة الإبادة الجماعية هذه، ولهذا السبب، تهدف حكومة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وأرغينيكون، إلى تحقيق النصر ضد الكرد في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية، إنهم يهدفون إلى حل هذه المشكلة التي بدأت مع تأسيس الجمهورية ولم يتم حلها حتى اليوم، مع الإبادة الجماعية في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية. كانت قد حددت الدولة التركية عام واحداً كحد أقصى لتصفية حركتنا، وتقول منذ عام 2016 وحتى الآن أن أمام حركة الحرية عام واحد وسنقضي عليها بالكامل، ولكنهم أدركوا بعد ذلك أن الوضع خطير وأنه لا يمكن حله في عام واحد فقط؛ ومع الهجمات التي شنوها على كارى عام 2021، قالوا إنهم سيقضون على حركتنا بحلول الذكرى المئوية للجمهورية، لقد هدفوا إلى القضاء على كافة مكتسبات وإنجازات الشعب الكردي في جنوب وغرب (روج آفا) كردستان، وبهذه الطريقة أرادوا تحقيق سياستهم في الإبادة الجماعية ضد الشعب الكردي وإعلان النصر، لقد استهدفوا ذلك في عام 2021 وبذلت الدولة التركية كل ما في وسعها لتحقيق ذلك، ومن أجل تحقيق النجاح، تلقى الدعم من القوى الأجنبية، وجعل من تركيا ورقة مساومة، من ناحية، تفاوض مع روسيا ومن ناحية أخرى، مع الولايات المتحدة وحلف الناتو والقوى الأخرى في المنطقة، ومارس الدبلوماسية، ووضع الخط الكردي الخائن موضع التنفيذ، واستخدم جميع أنواع الأسلحة المحرمة، وهاجم جميع الأماكن لكنه لم يحقق نتائجه المرجوة، أي أن خطة الدولة التركية فشلت، وكانت الذكرى المئوية للجمهورية قبل يومين، لكنهم لم يتمكنوا من إعلان النصر لأن الحرب لا تزال مستمرة.
مما لا شك فيه أن هذه العملية لم تكن بهذه السهولة بالنسبة لنا، لقد قدمنا أيضاً تضحيات عظيمة، بداية، هناك الموقف الذي اتخذه القائد آبو ضد جميع الهجمات، كما أن هناك الموقف الذي اتخذته قوات الكريلا، وسُطِرت مئات الملاحم في السنوات التسع الماضية وما زالت مستمرة، ولم يشن العد هجماته على القائد آبو ومقاتلي الكريلا فحسب، بل هاجم الشعب الكردي بأكمله، هاجم السياسة الديمقراطية الكردية والسياسة الديمقراطية التركية، وهاجم روج آفا وجميع مناطق شمال وشرق سوريا، كما هاجم الكرد، العرب، الأرمن والآشوريين؛ أي أنه هاجم الجميع، إذ قاوم الجميع ضد هذه الهجمات، ولكل فرد دور في النتائج التي تحققت اليوم، حيث ظهرت مقاومة عامة خلال الكدح الذي بذله القائد آبو. وأبدت قوات الكريلا، السياسة الكردية، السياسة التركية والعربية والآشورية والسريانية مقاومة لا مثيل لها، وجعل شعبنا بمقاومته هجمات العدو دون جدوى، لكن هذه الهجمات لم تنته بعد، فهي مستمرة.
كانت عملية مثل عملية زيلان من شأنها أن تطور لمرحلة جديدة
في مرحلة تاريخية كهذه بالضبط، نُفذت عملية فدائية في أنقرة في عقر دار تركيا من قِبل الشهيدين روجهات وأردال، ماذا تودون أن تقولوا بخصوص هذه العملية؟
استذكر عضوي كتيبة الخالدين كل من الرفيقين روجهات وأردال بكل احترام وإجلال وتقدير، إنهما من أبطال هذا العصر، والعملية التي نُفذت في الأول من تشرين الأول في أنقرة ليست عملية عادية، بل إنها كانت عملية مخططة ولها هدفها وعمقها ومعناها، فهي قبل كل شيء تمثل الروح الفدائية الآبوجية، حيث كانت عملية ناجحة، وكانت صائبة في التوقيت والمكان على حد سواء، وبلغت هدفها المنشود، وينبغي على الجميع تقييم هذه العملية بعناية.
وينبغي على رفاقنا وكذلك أعدائنا قراءة هذه بشكل جيد، لأنها كانت عملية متوافقة التوقيت، حيث كانت عملية من شأنها أن تطور لمرحلة جديدة، مثل العملية التي نفذتها الرفيقة زيلان في العام 1996، ومثلما أطلقت الرفيقة زيلان مرحلة جديدة بعمليتها، فإن عملية الرفيقين روجهات وأردال أيضاً تحمل معنى كهذا، وعلى وجه الخصوص، إن تنفيذ عملية كهذه في عقر دار النظام هو أمر في غاية الأهمية، فعلى سبيل المثال، لو قاما بإجراء تغيير بخصوص توقيت العملية ما بين 4 إلى 5 ساعات، لكان بإمكانهما استهداف أي مسؤول للدولة يريدونه، وفي مقدمتهم طيب أردوغان، لأنهما نفذا عملية كهذه في مقرهم، وكان بإمكانهما استهداف الجميع بهذا الكم من الأسلحة والمتفجرات، إلا أنهما لم يقوما بذلك، لأن الهدف من العملية كان إيصال رسالة، ويجب قراءة هذا الأمر بشكل صحيح، حيث أن رفيقينا الفدائيين بقيا ملتزمين بهدف العملية، وقالا للنظام "انظروا، بإمكاننا القيام بما نشاء، عودوا إلى رشدكم، هذه العملية هي مجرد تحذير".
إنها ليست عملية عسكرية بطولية بل عملية جبانة
إن العملية تحمل رسالة لنا ولرفاقنا، وليس هناك ضرورة لكي أقوم بإيضاح كل شيء هنا، ولكن كما ذكرت، يجب استخلاص النتائج الصحيحة من العملية، حيث أن هذه العملية أزعجت الدولة التركية للغاية، حتى أن أحد خبرائهم في الحرب الخاصة قد قال إنهم عبثوا بكرامة دولتنا، ولذلك، شنّوا الهجمات على الكثير من الأماكن، ففي البداية، هاجموا مناطق الدفاع المشروع، إلا أننا لم نتكبد أية خسائر، لأننا كنا قد اتخذنا تدابيرنا، وفيما بعد هاجموا السياسيين والوطنيين الكرد، وأطلقوا على هذه الهجمات اسم "العملية العسكرية البطولية"، أين البطولة في هذا الأمر؟ حيث أن المئات من عناصر الشرطة والجنود قاموا بمداهمة منازل المدنيين العزل الذين ينامون في منازلهم واعتقلوهم ويصفون ذلك بالبطولة، هذا هو الجبن بحد ذاته، كما أنهم شنّوا هجمات كبيرة على روج آفا وشمال شرق سوريا، حيث أن الدولة التركية قد صُدمت بمثل هذا العملية المعدة بهذا القدر من الاحترافية، فحتى الآن، لا يعرفون سوى أن المنفذان للعملية قد جاءا إلى أنقرة من قيصري، وخلاف ذلك، لا يعلمون أي شيء، ولكن يخرج رئيس الاستخبارات ويقول "إنهما جاءا من سوريا"، أين الإثبات على هذا، وأين الدليل على ذلك؟ إنهم يختلقون ذلك.
كما أنهم بالأصل كانوا قد أعدوا أنفسهم سابقاً للهجوم على روج آفا، وكانوا قد حددوا الكثير من الأماكن قبل ذلك، ويريدون القضاء على شمال وشرق سرويا بالكامل، لأنهم مستاؤون جداً من النظام الذي بات راسخاً عملياً في شمال وشرق سوريا وروج آفا، فالدولة التركية مستاءة جداً من النظام والوضع الديمقراطي، الذي يجعل من الشعوب تتعايش مع بعضها البعض على قدم المساواة، ولهذا السبب، تشن الهجمات على المصانع ومخازن القمح والمنشآت النفطية والمرافق الكهربائية والمستشفيات والمساجد وجميع مجالات الحياة الاجتماعية، ومن ثم قال عن الهجمات على فلسطين "هذا الهجوم هو انتهاك لحقوق الإنسان، وإنه جريمة حرب"، في حين أنهم شنّوا نفس الهجمات على روج آفا، أي أنهم هم من ارتكبوا جرائم حرب، واستهدفوا المدنيين، وكذلك مجالات الحياة الاجتماعية، وبالتالي، أرادوا التغطية على نقاط ضعفهم، لأن هذه العملية أظهرت أكاذيبهم، فالنظام الفاشي لحزب العدالة والتنمية والحركة القومية-ومنظمة أرغينكون قد اهتز بهذه العملية، لأنه تكشفت أكاذيبهم، ولهذا السبب، شنّوا الهجمات على مدنيينا وعلى روج آفا، واستشهد أكثر من 45 شخصاً من أبناء شعبنا أغلبهم من المدنيين، وإنني استذكر بكل احترام الأشخاص الذين استشهدوا في هذه الهجمات، وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى.
في عام 2023، كانت الحرب أكثر حدة تدور في شمال كردستان
اندلعت معركة عنيفة في شمال كردستان هذا العام، كما كان هناك شهداء في هذه المعركة، ماذا يمكنك أن تقول عن المعركة التي دارت رحاها في شمال كردستان؟
في عام 2023، اندلعت الحرب أكثر حدة في شمال كردستان، من سرحد إلى غرزان، آمد، ديرسم، ميردين، بوطان، زاغروس (في إيالتي جيلو وكفر)، في كل منطقة وفي كل إيالة في كردستان، تم إبداء مقاومة عظيمة ومهمة جداً، لقد ظهرت روح الفدائية الآبوجية، الصدق والشجاعة في شمال كردستان هذا العام، لذا، استذكر جميع شهداء شمال كردستان عام 2023 في شخص الرفاق يشار بوطان، ليلى آمد، دلكش كوزرش وآخين موش، حقيقة، لقد خاض هؤلاء الرفاق معارك ملحمية، وأخيراً، في ميردين، قاتل الرفيق نورحق والرفيق إبراهيم ضد العدو ونالا مرتبة الشهادة، وفقا لآخر المعلومات التي وصلت إلينا، اندلعت هناك حرب كبيرة، وأسفرت عن مقتل 10 جنود أتراك بينهم ضابطين وإصابة 7 جنود آخرين، كل استشهاد يحمل معه مقاومة كبيرة ويلحق بالعدو خسائر فادحة، بمعنى آخر، كانت هناك حرب كبيرة تدور رحاها في شمال كردستان.
لقد قدمنا تضحيات عظيمة في آمد، وكذلك في بوطان، ديرسم، ميردين، سرحد، غرزان، جيلو، لكن استشهاد الرفيق دلكش ورفيقيه في آمد لم يكن استشهاداً عادياً، كان الرفيق دلكش فداياً آبوجياً من أبطال العصر، وقيادياً للإيالة، لقد كان محترفًا من جميع النواحي، واستشهد فور وصوله إلى آمد، كان قد تولى دوراً ومهاماً هاماً في إيالة آمد والمنطقة الوسطى، كان استشهاد دلكش ورفاقه خسارة كبيرة لنا، إذ حدثت صدفة؛ لقد التقوا بالعدو في مكان غير مناسب، لكنهم قاتلوا بفدائية عظيمة، وكانوا أبطال العصر، لقد خلقوا تاريخاً ببطولاتهم وشجاعتهم، وكان الأمر نفسه في العمليات التي نفذوها سابقاً، كما كان القيادي لإيالة حفتانين، أي أن الرفيق دلكش كوزرش خلق قيّم كبيرة في تاريخ حرب الثورية العامة، مرة أخرى نستذكر جميع الشهداء بكل احترام وامتنان.
كما كان استشهاد آخين موش ورفاقها الذين استشهدوا في الآونة الأخيرة، خسائر كبيرة لنا، وكان الرفاق الآخرون هم الكوادر الأساسية لإيالة آمد، لقد كانت الرفيقة آخين قد تولت مهمة القيادية لهذه الإيالة على مدى 5 سنوات، وتولت مسؤولية من الدرجة الأولى، وقادت بنفسها كتيبة الخالدين في القوات الخاصة، لقد كانت تمثل مستوى عالياً من حيث الموقف الثوري والأخلاق والثقافة، وكانت مثالاً للمرأة الكردية في النقاء، الصدق، الإخلاص، العزيمة والشجاعة، كان هناك العديد من المناضلين الذين قدموا مثل هذا الأداء، لكن الرفيقة آخين كانت في الطليعة الأولى كامرأة كردية حرة، ليس فقط بروحها القتالية وشجاعتها، ولكن أيضاً بقيادتها وذكائها، وكانت رائدة في تصعيد مستوى نضال المرأة الحرة في حركتنا، وكانت بإمكانها قيادة أي شخص، سواء كان رجلاً أو امرأة، كما خلقت الثقة في قلب الجميع، لقد منحت الثقة لجميع رفاقها بأنها تستطيع القيادة بتصميمها وموقفها وذكائها ورفاقيتها، لقد كانت رفيقتنا العزيزة والقيّمة، ولهذا السبب، نفذ رفاقنا، تلامذة الرفيقة آخين، العملية الفدائية في أنقرة تخليداً لذكراها، وبهذه المناسبة، استذكر مرة أخرى شهداء شمال كردستان في آمد وبوطان وفي كل مكان، في شخص رفيقتنا آخين موش بكل احترام وتقدير، إن النضال الذي طوروه في شمال كردستان، المقاومة التي أبدوها، الأسس التي أنشأوها، كافية لتصعيد وتيرة النضال، لأنهم خلقوا إرثا عظيماً، لقد خلق موقفهم وشجاعتهم وتضحياتهم وصدقهم أساساً اليوم، فهذا الأساس سيكون سبباً لتحقيق النصر.
حرب بلا مُدافع
تستمر الحرب في مناطق الدفاع المشروع منذ مدة طويلة، هناك فضول لدى الرأي العام، تتحدث قوات الدفاع الشعبي HPG عنها بشكل يومي، ولكن كمثال ماذا يحدث بالفعل في منطقة الشهيد دوغان، خط جمجو، تلة جودي، تلة آمدية وفي الآونة الأخيرة في قسم من منطقة متينا؟ المقاومة في أي مستوى؟
كان يقال في السابق عن الشعب الكردي "شعب بلا مُدافع" اليوم ايضاً يمكن للإنسان ان يقول حربنا لا مدافع عنها، لماذا؟ لأننا نحارب بأنفسنا، نسرد بأنفسنا، تحاول الصحافة الحرة وصف هذا الموضوع، ولكن الحرب الذي تتبع اليوم في كردستان ذات أطراف ملفتة، يمكننا القول أن هناك سياسة وتأثير للإبادة على كردستان، هناك رقابة، حيث يتم تجاهلها بشكل خاص في باشور كردستان وكافة الساحات.
وأيضاً يقول جيش الناتو NATO’ أنا ثاني أكبر قوة’ وذو أسلحة حديثة متطورة؛ لم تكن له القدرة منذ ثلاثة أعوام للسيطرة على زاب، كيف يمكن هذا؟ يستخدم كل أسلحته وكل قوته ولكن لا يمكنه الانتصار ولا يمكنه هزيمة الكريلا، يوجد محتوى هناك، هناك مقاتلي قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة في جانب من المحتوى حيث يضحون بروح الفدائية الآبوجية من أجل الوطن وفي الجانب الآخر ايضاً هناك تكتيك وعقيدة، الحرب التي تتبع حرب عقيدة، لا تسمح هذه العقيدة بأن يحقق العدو أية نتيجة.
نحن نوحد حرب الكريلا والأنفاق
الآن هناك حرب إسرائيل وفلسطين. يتم الحديث فيها عن حرب الأنفاق كثيراً. وبهذه المناسبة يمكن لشعبنا الكردستاني وحتى رفاقنا والرأي العام ان يظهروا حساسيتهم اتجاه انفاق الحرب. ويمكن ان يفهموننا قليلاً. ما هي عقيدتنا في الحرب؟ إننا نوحد حرب الأنفاق والكريلاياتية سوياً. وكأنهما شخص يسير على قدمين اثنين. يدعمان ويعززان بعضهما البعض. ومن أجل ذلك يقاومان كافة أنواع الهجمات والأسلحة معاً. بدون شك، الكريلا ليست الكريلا الكلاسيكية. انها كريلا الفرق، محترفة وتجيد التخفي في المنطقة. انها مثل الظل، تظهر متى ما أرادت ذلك، وتختفي متى ما أرادت ايضاً. وبهذا الشكل تحارب فرق المنطقة.
هناك تاريخ لأنفاق المعارك، هذا صحيح، حتى إنه كان يستخدم في حرب الكريلا، الصين والفيتنام أيضاً، ولكن لم يكن مثلنا، كانت أغلبها من أجل الدفاع عن أنفسهم من الهجمات الجوية، نحن نستخدمها من اجل ذلك وأيضاً من اجل الحرب، يعني أننا حولنا الأنفاق إلى القلاع التي كانت تستخدم في الماضي، تلك القلاع الموجود تحت الأرض، أنتم تحاربون في القلاع، لا يمكنكم البقاء، إن خرجتم، ستطوّرن هجوما، بمعنى آخر، تلك القلاع للهجوم، ليست حصوناً دفاعية، ستستخدمونها هنا كمركز للقيادة، وتوجد فرق برية في محيطها؛ وتوجهون من الخلف ضربات للعدو، كلاهما ينظم المشهد ويكملان بعضهما البعض، مهما كان الجيش كبير من ناحية القوة والتقنية إلا أنه لا يستطيع السيطرة عليها، هذه القصة التي تستمر منذ ثلاثة أعوام في آفاشين، زاب ومتينا، هذا مضمونها باختصار، يمكن أن تكون هناك بعض المحتويات التقريبية، ولكن هذا أساسها.
تحاول الآن تحقيق نتيجة من خلال مد المياه والكهرباء
هل سألتم عن الشهيد دوغان مثلاً؟، اسمه الحقيقي سيدا، هذا النفق في قرية سيدا في آفاشين، تقع سيدا بالقرب من بلدة شيلادزة، حيث تبعد 6-7 كم عنها، يمر طريق من هناك، يحاول العدو منذ عامين فعل كل ما يخطر على باله، تعمل الدبابات بشكل دائم؛ لذلك يواصلون قصفهم دائماً، بشكل يومي؛ يضعون كافة أنواع الأسلحة الكبيرة، المتوسطة وايضاً الدبابات قيد العمل، وإن توقف الدبابات تعمل الجرافات، كما يضعون أداوت التدمير والهدم إلى جانب الجرافات قيد العمل حيث أن الجرافات وحدها لا تكفي، يرمي الغاز الكيماوي على الباب، ويستخدم متفجرات باسم النووي التكتيكي التي تحتوي على الأورانيوم من اجل القضاء عليه تماماً، والآن في الأسبوعين الأخيرين، ظلوا يطلقون المياه، المياه قريبة، يحملون المياه من هناك ويطلقونها على الأنفاق، هدفهم هو خلق بحيرة، وتوصيل الكهرباء بالمياه ليحققوا ما يريدونه.
في عام 1979 أيضاً كانت هناك مقاومة في مكة تحت سقف الحج (المسجد الحرام)؛ قاد جهيمان العتيبي هذه الحرب، خلال هذه الفترة وبناء على اقتراح خبراء فرنسيين أطلقوا المياه إلى هناك وبعدها اوصلوا الكهرباء بها وقتلوا أغلبية هؤلاء المقاومين، الآن تريد الدولة التركية أيضاً فعل هذا في سيدا، تحاول تحقيق نتيجة من خلال مد المياه والكهرباء، توجد سيدا شرق زاب، وتلة FM في غرب زاب وتلة الشهيد منذر، كذلك الأمر هناك، كما من جهة تلة جودي هكذا أيضاً، توجد حرب واسعة هناك، وفق توقعاتي فقد تجاوزت قلعة دمدم ( Kela Dimdimê )، حيث ان قلعة دمدم مقاومة مقدسة في تاريخنا، ولكن مقاومة اليوم تجاوزت تلك أيضاً، استخدم أسلحة حديثة، كيمياوية ومحظورة ونووية .. مثلاً، ما كمية الغاز المستخدم في منطقة الشهيد دوغان؟ استخدم كافة أنواع الأسلحة، ولكن لن يتمكن من ذلك، ولأن الرفاق لم يستطيعوا إيصال المساعدة إلى هناك، ولكي تستطيع الدولة التركية إضعاف الفرق البرية، استولت في النهاية على ساحة شيرين- ساحة تيلنه – التي تعتبر من ساحة بارزان، بالرغم من عدم وجود قواتنا هناك إلا أنه كان هناك بعض المعابر، واليوم هي تحت سيطرة الاحتلال لكي لا يتحرك فيها أحد، فيما يتم تنفيذ عمليات في سيدا ضد جنود جيش الاحتلال التركي من الخارج ويتم رميهم بالرصاص، تم تدمير جرافة كانت تعمل هناك عدة مرات وقُتل من كانوا يتناوبون هناك في المحيط، تم تنفيذ هذا الكم من العمليات! يوجد الآن حرب للكريلا في سيدا في أنفاق المعارك ومحيطها، هذه فقط منطقة كما أن المناطق الأخرى أيضاً هكذا.
يوجهون ضربات للأماكن التي يقولون أنهم قد احتلوها
منذ ثلاثة أعوام والدولة التركية تريد احتلال زاب، صحيح أنها احتلت بعض المناطق، مثلاً احتلت سلسلة جبال كوري جاهرو، شكفتا بريندارا والعديد من الأماكن الأخرى، لكنها لم تستطيع السيطرة عليها، مثال؛ كوكره التي تزعم انها قد احتلتها، تم توجيه ضربة عنيفة لهم في 16 تشرين الأول في قرية كوكره، وقُتل 15 جندي، كما تشن الدولة التركية بالعديد من الطائرات الهجومية غارات على مناطق آفاشين، لا تهاجم مرة إنما 6 ، 7 مرات، هل استطعتم احتلالها؟ قلتم في السابق، "نحن ذاهبون لتنفيذ عملية، سننفذ عملياتنا لأسبوع او شهر، يخرج حزب العمال الكردستاني PKK، ولن نتراجع، ولكن يأتون مرة أخرى"، والآن أيضاً مهما بقيتم هناك، حزب العمال الكردستاني PKK أيضاً هناك، تشنون هجماتكم بالمروحيات على المناطق التي تقولون أنكم قمتم باحتلالها.
يعني أن الأسلوب التي تتبعه كريلا حرية كردستان أسلوب جديد ولا يمكن لقوات الاحتلال بالرغم من تقنياته المتقدمة بالسيطرة عليها بسهولة، لم تتمكن الدولة التركية منذ ثلاثة أعوام بالوصول من غرب وشرق زاب إلى مياه زاب؛ إي أنها لم تصل إلى مياه زاب، لا تستطيع الوصول، كلا جهتي المياه تحت سيطرة الكريلا.
من الممكن ان تكون الدولة التركية قد طلبت من الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK السيطرة على طرفي نهر زاب خلف ديرلوكه؛ ذهب الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK واستولى عليهما، والآن أخذ جهة قرية أتوته، وايضاً سيطر على سفوح كوري جاهرو، يريدون التوجه إلى الأماكن المحيطة بالمياه. لا يمكنهم ذلك، يحاولون منذ شهر ونصف؛ يستهدفونها بالمروحيات والقذائف ولكن لم يتمكنوا من الوصول إلى المياه. هناك مقاومة ضدهم، يوجد وضع كهذا في زاب.
لم يتمكنوا من السيطرة على موقع واحد ايضاً
العدو يحارب منذ عامين في غرب زاب، ولم يتمكن من السيطرة ولو الى موقع واحد من الكريلا. ليس واحداً فقط! بل انه يتكبد الخسائر يومياً. يمكن للمرء ان يتساءل، كيف يحدث ذلك؟ صدقو؛ إننا نحذر رفاقنا دائماً بأن لا يضخموا من خسائر العدو. "أحكوا ما تروه بأم أعينكم، ولا تقولوا ما لا ترونه. أكتبوا عدد القتلى الذين تمت معاقبتهم". ولأن المعركة مستعرة هناك، فإن الحصائل التي تم الكشف عنها هي أقل النتائج وأكثرها دقة. وذلك لأنه عندما قرر العدو تنفيذ احتلاله، أخذ بعين الاعتبار هذه الخسائر. فمثلاً يتجول منذ عامين في محيط تلة منذر، ولكنه لم يتمكن من الانتصار. ولم يفهم شيئاً. وكذلك الأمر في تلة جودي.
يريد القيام بالاحتلال والتمركز بالاعتماد على الحزب الديمقراطي الكردستاني
إن العدو بالأساس عالق في مناطقنا، وإننا نقول هذا الأمر مراراً وتكراراً، إلا أنه يعاني حالة من الفشل والإحباط، فهو غير قادر لا على إحكام السيطرة ولا حتى الانسحاب، وكان في العام الماضية قد انسحب من بعض المناطق مثل تلة جودي وتلة آمدية وتلة بيردوغان، إلا أنه في هذا العام أراد مجدداً المجيء والقيام بالاحتلال، ولكنه اعتمد هذه المرة على الحزب الديمقراطي الكردستاني، ويريد بدعم من الحزب الديمقراطي الكردستاني، احتلال الأماكن التي لم يتمكن من احتلالها العام الماضي وأخذها منا، كما أن القوات التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني تمركزت على سبيل المثال في جبل نقول عنه تلة أورتي خلف كاني ماسي في متينا، وكان رفاق دربنا متواجدين هناك، وقلنا لهم لا تحتكوا معهم، وقمنا بالانسحاب من هناك، وبطبيعة الحال، إن الجبل له امتداد طويل، ويمكننا التمركز في طرف ما، وقلنا ليس لدينا أي مشكلة، ولكن في هذا العام، جاء العدو بمروحياته وأنزل الجنود على بعد 100 متر منهم، أي أنه ينزل إلى الأسفل تحت الحماية ومن هناك ينتشر في الأراضي، وكان قد قيل في وسائل الإعلام قبل أيام قليل؛ الجنود الذين يُشاهدون بالقرب من قاعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني، قد نزلوا جواً، وساروا بقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في منطقة تُسمى جارجل وتمركزوا في سيكير، أي أنه يريدون استغلال حساسياتنا والاستفادة من ذلك والقيام بالاحتلال والتمركز بالاعتماد على الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهذا هو وضع الدولة التركية، فلو كان لديه القوة لما كان قد أقدم على القيام بهذا الأمر، وهذا هو نقطة ضعفهم، ويسعون من خلال هذا الأمر إلى إطلاق الحرب الكردية-الكردية بشكل مباشر، كما أن الحرب قائمة بالأصل، وليقم الرأي العام بتفسير ما يعنيه هذا الأمر.
فعلى سبيل المثال، تم إسقاط وتدمير 11 مروحية حربية للدولة التركية في معركة العام 2022، وإعطاب 80 مروحية أيضاً، واندلعت النيران بالطائرات المروحية، ولم تتمكن من إنزال الجنود وتراجعت، وبالمجمل تم إعطاب 91 مروحية قتالية، ولم يحصل في هذا العام، ربما جرى إعطاب ما بين 4 إلى 5 مروحيات، في حين ليس هناك طائرات مروحية تم إسقاطها، ما السبل في ذلك؟ لأنه لا يقوم في هذا العام بالإنزال في الأراضي، بل في مراكز الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولا يمكن للرفاق استهدافها، وبهذه الطريقة يقومون باستغلال الحزب الديمقراطي الكردستاني.
والآن أيضاً، على ما يبدو الأمر أنهم يريدون إخراجنا من تلة آمدية أو القضاء علينا، حيث وضعوا من أجل ذلك ثلاث صفوف، حيث تتضح الحقيقة بعض الشيء في المشاهد المصورة ولكن ليست كلها، ففي المنطقة الخلفية التي نقول عنها تلة هكاري، قاموا ببناء مركز كبير ووضعوا أسلحة كبيرة فيها، وإلى الأسفل منها، كان يتواجد سيدار، حيث كان يتواجد الحزب الديمقراطي الكردستاني، وجاؤوا وتمركزوا بالقرب من الحزب الديمقراطي الكردستاني، وجلبوا الدبابات إلى هنا واستقروا فيه، وهذا الأمر يتضح في مقاطع الفيديو المصورة، حيث هناك مسافة تبعد ما بينهم تُقدر من 500 متر إلى واحد كيلومتر، وبهذه الطريقة، عندما يتم ضرب الخطين الخلفيين بالأسلحة الثقيلة، فإن الخطوط التي أدناه تريد التقدم نحو الأمام، وبدون شك، إن أهالينا في آمدية يسمعون ويعلمون بذلك، حيث أن أهالي قرية سركيل قد ضاقوا ذرعاً من الأصوات ولا يمكنهم النوم أيضاً، لأنه منذ عدة أيام، تقوم الدبابات هنا على الدوام بإطلاق القذائف، وبعبارة أخرى، يقومون باستهداف مركزنا، حيث يستهدفونها بالقذائف المدفعية، لكنهم أيضاً يلقون القنابل الدخانية، التي ينتج عنها سحابة دخانية لإفساح الطريق لهم إلى الأسفل منهم، والآن في الوقت الراهن، يهاجمون المكان الذي نسميه معسكر الشهيد سيبان والشهيد بيردوغان، وتحاول الدولة التركية منذ عامين كسر المقاومة هنا، وعلى ما يبدو أنه سوف تندلع حرب كبيرة.
هذه الحرب لا تخاض بالشجاعة فحسب
في هذا الإطار، تدار حرب شرسة في ساحات زاب ومتينا، مثلما ذكرت، فإن بنات وأبناء الشعب الكردي أمثال الرياديان روجهات وأردال، الذين خلقوا أنفسهم بالروح الفدائية ومصممون بالسير على خط القائد أوجلان، هنا يسطرون صفحات التاريخ بحربهم ومقاومتهم العظيمتين، فهذه الحرب لا تخاض بالشجاعة فقط، بل إنها تخاض بالوعي، فالأسلوب الذي يتم إبدائه مهم للغاية، لهذا السبب هناك ضرورة للاحترافية، الوعي، ويرغب التعمق في الحرب، أسلوبنا ليس لمدة، فإنه طويل الأمد بما يكفي بغرض هزيمة العدو.
يجب على شعبنا معرفة هذا الأمر جيداً ويؤمن به، ففي إطار حرب الشعب الثورية التي تطورت في ساحة زاب، يمكننا إحباط العدو في كل الأماكن بهذا الإيمان والأساليب التي نستخدمها، يجب ألا يقول أحد "الدولة التركية عظيمة، تمتلك العديد من الأسلحة، وغيرها من الأقوال مشابهة"، نحن أيضاً عظماء، لسنا مستصغرين ذاتياً، ليكن لديكم إيمان بأنفسكم، وبخط النضال الخاص بكم، سنحقق هذه النتيجة، لا يمكننا الاعتماد على أحد، يجب أن نعتمد على أنفسنا فقط، كما يستطيع وعينا، قوتنا، خط القائد أوجلان، إيصالنا إلى النتائج الناجحة.
يريدون استكمال مرحلة القضاء على الشعب الكردي من خلال تصفية قوات الكريلا
وفي صدد هذه الحرب التي نخوضها في الجبال، أود أن أقول على سبيل مثال، يمكنهم أن يقولوا، "العدو يريد المجيء إلى نهر زاب، لكن أنتم لا تتركونه، لماذا لا تسمحون بذلك؟ وبإمكانكم أن تأخذوا حقائبكم وترحلوا"، لكن القضية لا تكمن في نهر زاب، وليست قضية تلة أو تلتين، على سبيل المثال، العدو يريد الآن احتلال تلة آمدية، فإذا احتل التلة بالفعل أيضاً فإنه ليس بالأمر المهم بالنسبة لنا، بإمكانهم احتلالها، فهي حرب، لكن أسلوبنا الحربي هو أسلوب الانتصار بحد ذاته، فهذه الحرب ليست حرباً للتلال، وليست حرباً متعلقة بحماية جنوب كردستان فحسب، صحيح، إننا الآن نحمي أراضي جنوب كردستان، لكن الأمر البالغ الأهمية هو إننا نقوم بحماية وجود الشعب الكردي، ذلك لأن الاحتلال التركي والنظام القاتل والفاشي لحزبي العدالة والتنمية والحركة القومية - إرغينكون، يريدون طردنا من هنا، وبالتالي يتمكنوا من القضاء على جميع مكتسبات الشعب الكردي وإنكار وجود الشعب الكردي، ألا يقول أردوغان على هذا النحو؛ "لقد قمت بحل القضية الكردية، ولم يبق هناك شيئاً"؟، نحن هنا نتابع قضية وجود وحرية الشعب الكردي، لهذا الغرض، نحن لن نتخلى عن خنادقنا الحربية، يجب أن يعرف الجميع هذا، ويجب أن يعلم أولئك الذين يدعمون العدو جيداً، بانهم يدعمون سياسة إبادة الشعب الكردي، حيث تريد الدولة التركية استكمال إبادة الشعب الكردي من خلال تصفية قوات الكريلا، لذلك، فهو أمر استراتيجي بالنسبة لنا، أرجوا من الجميع فهم هذا الواقع جيداً.
ربما قد يتساءلوا، لماذا لا تتخلون عنها؟ ولن نتخلى عنها!، لأنها بغاية أهمية بالنسبة لنا، وذلك من ناحية إثبات وجود شعبنا، حريتنا، وحرية شعبنا أيضاً، فإن حرية شعوب المنطقة مهمة ومرتبطة بها، لذلك، فإن هذه الحرب ليست حرب زاب فقط، لا تسيئوا فهمي، فبعض الأشخاص يفهمونها على إنها حرب زاب فحسب، بل إن الحرب التي نخوضها ضد العدو هي حرب الوجود واللاوجود ومستمرة بكل قوتها، فمن المتوقع أن تتكثف في السنوات المقبلة، مهما يفعل العدو فلا يمكنه تحقيق نتائجه المرجوة من حربه الشرسة وإصراره على الانتصار فيها.
فهذه الحرب تخاض باحترافية والنصر حليفنا
تقتل الدولة التركية أبناء الشعب الكردي منذ مائة عام، وتسعى لتحقيق نتائجها من خلال القتل، قضية الشعب الكردي لا يمكن حلها بقتلهم، إننا نسعى إظهار حقيقة هذا للعدو، كما إن الكرد ليسوا كما كانوا في السابق، بحيث يمكنكم القضاء عليهم، حسناً، فإنهم يذهبون ويقتلون المدنيين، لكنهم لا يستطيعون تصفية مقاتلين الكرد، الفدائيين الآبوجيين، قياديو الحرب بكل سهولة، لقد رأينا ذلك في ميردين أيضاً، فإذا تمكنتم من تصفية أحدهم، فسوف تدفعون ثمن ذلك عشرات الأضعاف من الخسائر، الأمر على هذا النحو، يتم خوض هذه الحرب بهذه الطريقة.
أود أن أذكر هذا أيضاً؛ ففي خضم هذه الحرب التي تخاض بشكلها الحالي، ما هو الأمر الأكثر ملفتاً للانتباه في هذا الأسلوب المبدي؟ خسائرهم البشرية قليلة جداً، ومكاسبهم كثيرة، على الرغم من العدو يتكبد خسائر بشرية كثيرة كل يوم، إلا إن خسائرنا قليلة، وعلى سبيل مثال، فإن الحرب الأكثر شراسة واحتدام التي قد يتم خوضها منذ بداية العام الجاري وحتى يومنا هذا، تدار في أيالة الشهيد دليل غرب زاب، حصيلة شهدائنا إجمالياً كانت 5 شهداء فقط، لذلك، فهذه الحرب تخاض بطريقة احترافية، كما ذكرت فهذه الحرب مهمة جداً بالنسبة لمستقبل الشعب الكردي والشعوب الأخرى في المنطقة أيضاً، فإذا لم نقاوم في خضم هذه الحرب ونحبط الدولة التركية، فإنها ستثور أكثر من ذي قبل، ولن تترك مكانة للشعب الكردي في أي مكان، لا في جنوب كردستان ولا في روج آفا أيضاً، فإنهم سيخضعون كل المناطق تحت سيطرتهم من خلال مشروع الميثاق الملي، كما إنهم سيستعبدون الجميع ويحولونهم إلى الجواسيس المرتزقة الخاضعين لهم، ففي الوقت الراهن أيضاً إنهم يروجون التجسس والمرتزقة، نحن سنقاوم في مواجهة هذا، كما إننا نرى حقيقة إن المقاومة التي نبديها الآن سنصلها إلى النصر، النصر حليفنا في هذه الحرب.
الحل يكمن في مشروع القائد أوجلان وفي نهاية المطاف سيعود الجميع لنهجه
ففي الوقت الراهن قد وضع الحرب الإسرائيلية- الفلسطينية على جدول الأعمال، وفي سياق متصل للحرب، تعارض العديد من الدول ممارسات إسرائيل، وإحداها الدولة التركية، لكنها هي بحد ذاتها من تشن الهجمات المكثفة على البنية التحتية لسبل العيش لشعوب روج آفا وتقصف المدنيين العزل، كيف تقيمون هذا الصراع والقضايا المرتبطة بها؟
كما إننا نتابع أحداث الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس في غزة، فإن العنف والإبادات ليسا الحل للقضايا الاجتماعية، فالوضع الذي تشهده فلسطين، مماثل بما تشهده كردستان أيضاً، نريد أن تنتهي الحرب في أسرع وقت ممكن، وبالتالي يمكن حلها من خلال الحوار، فهذه الحرب ثقيلة على كلا الجانبين، كما إنها لا تحل القضايا بل تعمقها أكثر، تاريخها ليس بالجديد، ولا يمكن حلها بقتل بعضهم البعض.
هناك مشروع للقائد أوجلان فيما يتعلق بقضية الشعب الكردي وقضايا المنطقة بأكملها، من ضمنها قضية إسرائيل وفلسطين أيضاً، فإن نموذج القائد أوجلان هو الحل للقضايا بين الشعوب، يقول بانه يجب أن يقبل الشعب، الثقافة، والمعتقدات بعضهم البعض، وأن يعيشوا معاً على قدم المساواة والاشتراكية في إطار نظام الكونفدرالية الديمقراطية والأمة الديمقراطية، لقد سئمت شعوب الشرق الأوسط من الحرب، يتم إراقة الكثير من الدماء، الحل يكمن في أطروحات القائد أوجلان، ويجب التصرف على هذا الأساس، وهذا ما كنت أردت قوله بهذا الصدد، لهذا السبب، سيعود الجميع في نهاية المطاف إلى هذا الخط والنهج، وأؤمن بهذا بالفعل.
أردوغان تاجراً
سألتم عن اردوغان، انه تاجر، يريد الفوز بالانتخابات في كردستان وادامة سلطته بناء على دماء الشعب الكردي لماذا..؟ داخل المجتمع التركي يؤجج العنصرية والشوفينية ويخلق العداوات، يقول أنا اقاتل ضد الشعب الكردي، وقد قتلت الكثير منهم وسأقتل كثيرين بعد وسأزيد من الهجمات عليهم، بهذا الشكل يزيد من الحس الشوفيني داخل المجتمع، يريد ادامة سلطته وحكمه، يمارس السياسة على الدماء ويحمي مصالحه، وبنفس الشكل يفعل ذلك حيال الفلسطينيين، في فلسطين يتم إراقة الدماء، وعلى ذلك يمارسون الحسابات السياسية، يقول ’انني ادعم حماس وادعم مسلمو فلسطين ولذلك على جميع المسلمين أن يصوتوا لي‘، فهو منذ الآن يعمل من أجل الانتخابات التي ستجري بعد ستة أشهر أي في 31 من شهر آذار 2024، هذه هي كل اهدافه، يريد الاستفادة من الحرب بين حماس واسرائيل وبهذا الشكل يفوز في الانتخابات، يعني نهجهم وتقربهم قذر ونفاق لهذه الدرجة، أي المرء لا يصدق تصميمه هذا، يجب الا يصدقه لا الشعب العربي ولا الفلسطينيين، انه تاجر ، يلعب على الحبلين، حينما يكون الأمر لمصلحته فهو مع اسرائيل، ونفس الشيء مع الفلسطينيين، بعبارة اخرى، فهو يتحرك حسب مصالحه، هنا لا يوجد لا الصدق ولا الحقيقة ولا الحس الإسلامي لديه، بل مصلحته، الأهم هو موقفنا، حقيقة، لا نريد أن تراق دماء الشعب، نريد أن يحل الشعب مشاكله عبر الحوار، القائد من أجل ذلك خلق مشروع.
الشبيبة هي الرائدة الرئيسية لنموذج القائد أوجلان
في النهاية...هل هناك أي شيء تودون إضافته؟
وبحسب المعلومات التي تداولت على وسائل الإعلام، سيعقد المؤتمر العالمي الأول للشبيبة في باريس، في البداية أود أن أحيي كل المشاركين في المؤتمر بالروح الثورية من القلب والروح، وأتمنى لهم النجاح في مؤتمرهم هذا، تقود الحداثة الرأسمالية عالمنا نحو الأزمة والفخ، وفي هذا الإطار يتم إبادة طبيعة العالم، وتتفاقم قضايا حرية المرأة، البيئة، الطبيعة، والعدالة في العالم أكثر فأكثر، كما أن الشبيبة أكثر من غيرها أيضاً يمكنها أن تكون الرد المناسب لهذه القضايا، ولهذا السبب، يجب على جميع شبيبة كردستان، وأيضاً الشبيبة في المنطقة وجميع أنحاء العالم، أن يحموا المستقبل أكثر من غيرهم في هذا الصدد، كما يتوجب عليهم أن يتحلوا بموقف قوي، لقد أجاب القائد أوجلان على كل هذه القضايا المذكورة بنموذجه، فإن القائد أوجلان يجيب على القضايا الحالية على وجه الأرض بنموذجه، وكشف عن كيفية تطوره، كما أتمنى من الشبيبة المحترمة مناقشة هذا النموذج أيضاً، حيث سيتم وضعه على جدول أعمال المؤتمر على وجه الخصوص بمبادرة الشبيبة الكردستانية، لأنه يتحلى بأهمية كبيرة لجميع قضايا العالم، كيف سيتم حل القضايا التي تعيشها الإنسانية اليوم؟ ستدعم الشبيبة هذا أكثر من غيرها، لأن الشبيبة هي رائدة نموذج القائد أوجلان في ثورتنا للحرية، فإن الشبيبة والمرأة يعدان الرائدان الأساسيان، وأتمنى أن يلعب المؤتمر دوراً مهماً بهذا الصدد، وعلى هذا الأساس، أتمنى لهم مرة أخرى النجاح وأعرب عن تحياتي لكل المشاركين في المؤتمر من قلبي.