مركز الدفاع الشعبي يشدد على ضرورة تحقيق المقاومة اهدافها ـ تحديث
أشارت قيادة مركز الدفاع الشعبي إلى أن حرب الأنفاق وحرب الفرق الخبيرة والمنسقة هما أسلوبان تكتيكيان لأساس حرب الشعب الثورية.
أشارت قيادة مركز الدفاع الشعبي إلى أن حرب الأنفاق وحرب الفرق الخبيرة والمنسقة هما أسلوبان تكتيكيان لأساس حرب الشعب الثورية.
بعثت قيادة مركز الدفاع الشعبي (NPG) رسالة للقادة ومقاتلي قوات الدفاع الشعبي في مناطق الدفاع المشروع.
وجاء في نص رسالة مركز الدفاع الشعبي مايلي:
"اليوم، يمرالكفاح من أجل حرية كردستان بمرحلة مهمة للغاية بناءً على مسيرة الذكرى الخمسين للقائد أوجلان، وخاصة اليوم، فإن مقاومة القائد أوجلان في إمرالي وكريلا حرية كردستان، ضد سياسات وهجمات الاحتلال والإبادة الجماعية لنظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، قد وصلت إلى ذروة مهمة للغاية.
وفي السنوات السبع الماضية، كثفت الدولة التركية من محاولاتها الحثيثة للقضاء على الكريلا، وعلى ثورة روج آفا أو شمال شرق سوريا، وعلى هذا الأساس، ممارسة الضغط على القائد أوجلان للتراجع خطوة إلى الوراء، مما لا شك فيه أنها عمقت العزلة المفروضة والحبس الانفرادي في سجن إمرالي، وكذلك وسعت من ممارسة ضغوط الفاشيين على الشعب، وعلى السياسات الديمقراطية الكرد والسياسات الديمقراطية اليسارية لتركيا ، وعلى حركة حرية المرأة وشبيبة كردستان، ففي السنوات الماضية، وسعت من رقعة الضغوط الفاشية والحرب الخاصة والنفسية بشكل كبير على جميع فعاليات شعب كردستان، لكنهم ركزوا الضغوط الفاشية بشكل أساسي على إمرالي والكريلا، وكذلك على ثورة روج آفا، وعلى شمال وشرق سوريا، بعبارة أخرى، تم استهداف إمرالي والكريلا وروج آفا بدرجة أكثر من أي شيء آخر، ومن أجل ذلك، سعت الدولة التركية جاهدةً للقيام بكل ما تستطيع فعله، لكن في النتيجة لم تنجح في ذلك، ولهذا السبب، لقد وصل النضال ضد الإبادة الجماعية والفاشية في تركيا إلى مستوى بالغ الأهمية.
يمكن أن تتوسع الحرب العالمية الثالثة
من المعلوم أن قضية كردستان ليست قضية محلية، بل إنها قضية دولية، ففي كل من الفترة العثمانية وفترة الجمهورية التركية، أرادوا على الدوام حل القضية الكردية بمساعدة القوى الخارجية، بعبارة أخرى، فالبنسبة للقضية الكردية، لم تكتفِ القوى المحتلة لكردستان لوحدها بالاحتلال، بل فرضت احتلالها بدعم من القوى المهيمنة، وعلى وجه الخصوص، فالدولة التركية التي لطالما وضعت الوضع الجيو الاستراتيجي لتركيا على طاولة المتاجرة، لعبت على هذا الأساس بين القوى المهيمنة في الغرب والشرق، وسعت للمتاجرة، وأرادت الحصول على الدعم من كلا الجانبين، أو على الأقل تحصل على دعم قوي من جهة واحدة وتنقض على حركة حرية كردستان، وقد انتهت معظمها بهذه الطريقة.
لكن اليوم، هناك حرب عالمية ثالثة على أرض الواقع، مركز هذه الحرب تدور في الشرق الأوسط، لكن الاستعصاء سيد الموقف في الشرق الأوسط، لهذا السبب، امتدت الحرب العالمية الثالثة إلى أوروبا الشرقية، حيث اندلعت الحرب بين الناتو وروسيا على أراضي أوكرانيا، فالحرب في أوكرانيا أوصلت الحرب العالمية الثالثة إلى مرحلة جديدة، وكما هو معلوم أن هذه الحرب مستمرة منذ سبعة أشهر وهي تزداد خطورة مع الوقت، وهنالك مخاوف من أن يمتد الصراع نفسه والوضع بين القوى المهيمنة في العالم إلى مناطق بعيدة في آسيا والمحيط الهادئ، ويستعر الصراع هناك بشكل أكبر، فهكذا يُتوقع أن تتسع الحرب العالمية الثالثة اليوم، ويبدو ذلك واضحاً بشكل كبير، فجميع الأطراف تستعد لمثل هذه الحرب.
لقد توقعت روسيا في السابق أنها ستكون قادرة على احتلال أوكرانيا بالكامل وبالتالي تعزز من خلالها موقفها ضد حلف الناتو، ومع ذلك، كانت حساباتها خاطئة، لأن الناتو أيضاً كان قد قام باستعدادته هناك، لهذا السبب فشلت الخطة الروسية الأولى، وفي مقابل ذلك، أجرت روسيا تغييرات في خططها واعتمدت على استراتيجية جديدة، فعلى الرغم من أنها تخلت عن فكرة الاستيلاء على أوكرانيا بأكملها، إلا أنها سعت بدلاً من ذلك الاستيلاء على منطقتي دونيتسك ولوهانسك بالقرب من حدودها وبالتالي تقييد أوكرانيا والرد على قوات حلف الناتو، وانطلاقاً من هذا الأساس، إحراز الكثير من التقدم داخل الأراضي الأوكرانية، لكن في المقابل فرضت قوى الناتو أيضاً حصاراً مشدداً وواسعاً جداً على روسيا، وفي الوقت نفسه، طلب الجيش الأوكراني الدعم من الميليشيات المتطوعة وقُدم للجيش الأوكراني أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا العصر، وبهذه الطريقة، استعرت الحرب في أوكرانيا وتوقف التقدم الروسي، حتى أنه في الآونة الأخير، تم تطوير هجمات مضادة ضد القوات الروسية.
على ما يبدو أن الناتو يقوم باستعدادات كبيرة في أوكرانيا للأشهر القادمة، وقد فهمت الإدارة الروسية، أو بوتين، هذا الوضع بسرعة، ولكي تضع حداً للهجمات المضادة، قررت أيضاً إجراء استفتاء؛ من أجل ضم هذه الأراضي التي تم الاستيلاء عليها لروسيا، أي جعلها جزءاً من الأراضي الروسية، فعلى الرغم من أن العديد من الأطراف لا تقبل بهكذا استفتاء، فإن روسيا تريد حماية مكاسبها من خلال هذا الاستفتاء وحتى إذا ما تطورت هجمات الناتو السرية من قِبل الجيش الأوكراني على هذه الأرض، فحينها يمكن لروسيا أن تقول، " اتعرض لهجوم على أرضي، ولدي الحق لاستخدام أي سلاح لحماية أرضي، بعبارة أخرى، لدي الحق في استخدام الأسلحة النووية."، فروسيا تسعى منذ فترة من الوقت لتهديد قوات الناتو من خلال الأسلحة النووية، لإيقاف الهجمات المضادة التي تتعرض لها على وجه الخصوص، وهذا يكشف أيضاً أن الخلافات بين الطرفين آخذة في التعمق، فبالأساس، لم يكن للحصار المفروض على روسيا أي تأثير كما كان متوقعاً، لهذا السبب، يريدون شن هجوم عسكري واسع النطاق على روسيا، وبدورها انتبهت روسيا لهذه النقطة واتخذت إجراءات مماثلة ضده، فالأيام القادمة ستوضح حقيقة الوضع ما إذا كان هذا سينجح أم لا.
الدولة التركية تريد الاستفادة من كلا الجانبين
يظهر هذا الآن أن الصراع بين القوى قد ازداد وأن تركيا تريد أن تلعب مع كلا الجانبين، بصفتها عضو في الناتو ولها علاقات حميمة مع روسيا، هي نفسها لا تشارك في الحظر المفروض على روسيا، إنها تريد الاستفادة من ذلك وتستفيد منه حالياً، وبهذه الطريقة، تريد الحصول على دعم من روسيا خاصة ضد حركة الحرية الكردستانية، حتى أن نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يريد الذهاب إلى الانتخابات بدعم من روسيا، من أجل الفوز في الانتخابات، ولكن مع تعمق وتطور الصراع بين الأطراف، يتم أيضاً عرقلة سياسة تركيا هذه، بمعنى أنه قد يجبر على توضيح جانبها واتخاذ جانب واحد فقط، وبسبب ذلك، فإن السياسة الخارجية لتركيا، التي كانت دائما تقوم على جانبين وتلعب بين قوى مختلفة والتي تلقى الدعم ضد حركة الحرية الكردستانية، تواجه اليوم فشلاً، وتريد الدولة التركية تحقيق نتائج بالدعم الذي تتلقاه من الخارج، لكن هذه السياسة اليوم هي أيضا في وضع صعب.
في المنطقة، عندما وصل الإخوان المسلمون إلى السلطة في مصر، خلقت حالة من الارتياح لدى نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، وقالوا أيضاً: "يمكننا بدعم من الإخوان المسلمين واستخدام مرتزقة القاعدة، النصرة وتنظيم داعش، أي مع هذه المرتزقة السائرين على الخط السلفي الإسلامي الراديكالي والعقلية العثمانية الجديدة، الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، كما سنكون قادرين على هزيمة حركة الحرية الكردستانية".
من ناحية أخرى في كردستان يريد العدو تحريك الخط التعاوني بقوة أكبر ونشر حراس القرى في كل مكان وتطوير التجسس، الآن العدو يهدف إلى تدمير المجتمع بهذه الطريقة من خلال تطوير التجسس في جميع أنحاء كردستان وداخل المجتمع الكردي، ومحاولة جعل المكاسب بلا معنى من خلال تحريك الجواسيس في جنوب كردستان وروج آفا، لا ينبغي أن ننسى أن العدو يقوم بعمل مكثف في هذا الإطار، بمعنى آخر، في سياق الحرب الخاصة والنفسية، يروج للدعاية والأكاذيب ويستهدف الفتيان والفتيات الكرد في المجتمع، عن طريق نشر المخدرات والدعارة، فهي لا تريد فقط إبعاد المجتمع عن القيم الاجتماعية الأخلاقية، بل تهدف أيضاً إلى منع الشباب والنساء الكرد من أن يصبحوا مناضلين لقضية شعبهم ومناضلين من أجل الحرية، بالإضافة إلى هذه الممارسات، فإنها تعمل أيضاً على تهيئة الجواسيس وإجراء بعض التطورات في نظام حراس القرى.
ستقضي الدولة التركية على القوى الكردية التي وقعت معها تحالفاً
من المفهوم أن العدو طور التجسس في جنوب كردستان وأبرم اتفاقاً سرياً لتصفية حركتنا وإخراجها من جنوب كردستان من خلال تشكيل تحالف مع الخط الكردي المتعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني، بهذه الطريقة، هناك مستوى عالٍ من التعاون بين الجمهورية التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني، لقد طوروا هذا أيضاً كتحالف، وهكذا يريد العدو هزيمة القضية الكردية بأيدي الكرد المتعاونين معها، ويهدف إلى تدمير وتصفية مكاسب الشعب الكردي بأيدي جواسيس من الكرد، الآن العدو في خضم محاولات للقيام بذلك، كما يعلم جميع الرفاق في هذا الشأن، أنه لولا تعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني، لما كان العدو ليقاتل في جنوب كردستان لفترة طويلة، إذا كان بإمكانه استخدام الأسلحة الكيماوية والأسلحة المحظورة المختلفة، فذلك لأنه يعتمد على الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولأن الحزب الديمقراطي الكردستاني وضع نفسه كدرع ضد كل وفود المراقبين والرأي العام، بحيث يمنع نشر الصور التي تثبت استخدام الأسلحة الكيمياوية ولا يسمح لأي شخص بالحضور والقيام بأبحاث، بعبارة أخرى، هناك قواسم مشتركة بينهما في هذه الحالة، ويريد العدو هزيمة الخط الكردي الحر وجعل نفسه مهيمناً بالشراكة التي طورها مع الخط التعاوني في كردستان، ومع ذلك، يجب أن يكون معروفاً أنه إذا انتصر علينا غداً، فإنه سيقضي على الأشخاص الذين تحالفوا معهم أي المتعاونين الكرد، لأن هذا تكرر كتقليد في تاريخ تركيا.
تم اتخاذ القرار بشأن خطة الهزيمة في عام 2014
تلقت سياسة الدولة التركية هذه ضربة كبيرة لأول مرة بهزيمة تنظيم داعش في كوباني، بعد أن أدركوا أن داعش ستهزم في كوباني، قرروا خطة داخلية ثانية، إذن ماهي هذه الخطة؟ أطلقوا على خطتهم اسم خطة التركيع، في 31 تشرين الأول 2014، قرروا هذه الخطة، في ذلك الوقت، كان مفهوماً أن داعش لن ينتصر في كوباني، وكإجراء احترازي، قالوا لأنفسهم، "إذا لم تنجح سياستنا من خلال داعش، فسنهزم داخلياً أيضاً"، وبهذه الطريقة، استلمت استراتيجية الدولة التركية هذه الخطة لنفسها واتخذت قرارها، بهذه الممارسات، وبالتحديد خطة التركيع والضغوط الفاشية، ومثلما هُزمت الانتفاضات في شمال كردستان من عام 1925 إلى عام 1940 بتطبيق سياسة الإبادة الجماعية السياسية والثقافية، وبعد ذلك لم يتحدث أحد عن القضية الكردية لمدة 30 عاماً وكان هناك صمت في المجتمع الكردي ولم يتبنى أحد لا بنفسه ولا بكردستان، أرادت الدولة التركية ونظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية أن يفعلوا الشيء نفسه في كردستان خلال هذه الفترة، لهذا السبب، قاموا باعتقال الرؤساء المشتركين في الأحزاب القانونية، كما اعتقلوا جميع رؤساء البلديات، واستهدفوا جميع قادة المجتمع؛ بعضهم ألقي بهم في السجون، وتعرض بعضهم للتهديد والاختطاف، في الوقت نفسه، من خلال تطوير التعذيب والقمع الفاشي في جميع السجون، أرادوا القبض على الأشخاص ذوي الإرادة الحرة والإطاحة بهم وإجبارهم على الاستسلام.
وكان الغرض من هذه الهجمات ضد إمرالي والكريلا هو إجبار المجتمع للاستسلام وإسكاته، لكن لم يحققوا أية نتائج، لأن مقاومة القائد أوجلان وموقفه قد تطور في إمرالي بطريقة ذو مغزى كبير، كما ووقف القائد أوجلان ضد جميع أنواع الهجمات النفسية، في مقابل ذلك، انتشر نظام إمرالي في جميع السجون، لكن في جميع السجون كان الرفاق يبدون مقاومة لا مثيل لها، من ناحية أخرى، أرادوا تحقيق نتائج ضد الكريلا باستخدام طائرات الاستطلاع المسلحة والقوات الجوية كمنتج للتكنولوجيا الحديثة التي حصلوا عليها بدعم من القوى الأجنبية، وبفضل التطورات التكنولوجية، زادت فرص استخباراتها بشكل كبير، حتى على مدى العامين الماضيين، كان يهدف إلى تحقيق نتائج مؤكدة باستخدام الأسلحة المحظورة مثل الأسلحة الكيماوية والنووية التكتيكية والحرارية والفوسفور في مناطق الدفاع المشروع، ولكن لم يتمكنوا من تحقيق أية نتائج.
ستتحدد نتائج الانتخابات من خلال موقف الشعب الكردي
اليوم، لا يزال خط القائد أوجلان مستمراً في تعزيز قوته في المجال العسكري وكذلك في المجال السياسي، وأوضح مثال على ذلك، أنهم يريدون الآن الذهاب إلى الانتخابات، لكن من الواضح أن الجميع متفقون على أن موقف الشعب الكردي هو الذي سيحدد نتيجة الانتخابات، فاليوم، أصبحت قوة القائد أوجلان وموقف الشعب الكردي هما المفتاح الرئيسي في السياسة التركية، فـ أيا كان الجانب الذي ستدعمه فسوف يحقق الفوز، ومع ذلك، كان هدفهم هو القضاء على المجتمع الكردي وجعله بدون إرادة كما كان في السنوات التي سبقت السبعينيات، لقد كان الهدف المنشود هو هذا، لكنه لم يكن بمقدورهم تحقيق ذلك، لماذا؟ لأنهم لم يتمكنوا من القضاء على الكريلا، وعلى ثورة روج آفا، والأهم من ذلك كله، هو أنهم لم يتمكنوا من إحداث أي تغيير في موقف القائد أوجلان، ولذلك، أعادت هذه المواقف المقدسة إحياء المجتمع الكردي، وبث الروح فيه، لقد طور كاردان السياسة الديمقراطية الكردية واليساريون في تركيا في المقاومة ، إرادة في كل شخص ومقاومة لسياسة الإبادة الجماعية. أي أن المقاومة أصبحت مقاومة وطنية وديمقراطية. العدو لم يحصل على نتائج لذلك. لقد قاومت السياسة الديمقراطية الكردية ومثيلتها اليسارية في تركيا مرة أخرى، وطورت في كل شخص إرادة قوية ومقاومة لسياسة الإبادة الجماعية، وبمعنى آخر، أصبحت المقاومة مقاومة وطنية وديمقراطية، لهذا لم يحصل العدو على نتائج.
العودة إلى السياسة الإقليمية
مما لا شك فيه أن مساعي العدو لم تتوقف، ومازال اليوم يواصل جهوده، فالدولة التركية لا تقبل هذه الهزيمة بسهولة، ونظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية لا يقبل فكرة هزيمته، ولمنع الإطاحة بنظامه؛ دخل مرة أخرى الآن، في جهود مكثفة للغاية على المستوى العالمي وداخل الدولة، فقبل كل شيء، لم تؤدِ سياسته القائمة على نهج الإخوان المسلمين للهيمنة على المنطقة إلى تحقيق نتائج، ولأجل ذلك، أجروا تغييرات في سياستهم وأرادوا تحسين علاقاتهم مع القوى أو الدول العربية وإسرائيل، وقاموا بتحييد نهج الإخوان المسلمين، أو خطط من هذا النوع ووضعها في ال الصف الثاني، وعلى أساس القائل "النادم على فعتله"، تراجعوا عن تصريحاتهم ومقولاتهم العدائية، وتخلوا عن جميعها، وتوجهوا متوسلين إلى السعودية والإمارات وإسرائيل، وحتى على الرغم من العداء والأفعال التخربية في سوريا، إلا أن رجب طيب أردوغان يبذل الآن كل أنواع الجهود الحثيثة للجلوس على طاولة مع بشار الأسد، لماذا حدث كل هذا؟ لأنه فشل وهُزم في مواجهة ثورة حركة الحرية الكردستانية، ولذلك خلق في سياسته الإقليمية الحرف (و) ؛ أي سياسة التراجع إلى الوراء.
لقد رأينا مرة أخرى على المستوى العالمي، كيف أنهم ذهبوا إلى اجتماع الناتو وطلبوا منهم تقديم الدعم، لدرجة أنهم أرادوا وضع ثورة روج آفا على قائمة الإرهاب في اجتماع الناتو في إسبانيا، خاصةً فيما يتعلق بقضية انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، وهناك أيضاً لم ينجحوا في تحقيق ذلك، لكنهم حصلوا على وعد بتقديم دعم عام من الناتو، من هناك توجهوا إلى اجتماع طهران، وبعد ذلك ذهبوا إلى اجتماع شنغهاي، وهناك أيضاً طالبوا قائلين ؛ "على الجميع مساعدتنا ضد حزب العمال الكردستاني"، لقد حاولوا هناك أيضاً أخذ وعد، ومرة أخرى توجهوا إلى اجتماع الأمم المتحدة، وهناك ذكروا بكل وضوح اسم حزبنا "حزب العمال الكردستاني"، وطلبوا من الجميع تقديم الدعم لهم،
وقد فسر البعض جهود رجب طيب أردوغان على أنها اعتراف بالفشل، وكان هذا تفسيراً صحيحاً، لأنهم لو نجحوا مقابل خط القائد أوجلان وضد مقاومة حزب العمال الكردستاني وشعب كردستان، لما كانوا بذلوا كل هذه الجهود الحثيثة لطرق الأبواب الواحدة تلو الأخرى، ولما كانوا دعوا الجميع قائلين "هلموا لتقديم الدعم لنا ضد حزب العمال الكردستاني"، وهذا الجهد الحاصل هو نتيجة فشلهم الذريع، لكنهم يريدون الآن تجاوز فشلهم، في حين أن، هناك الآن محاولة جديدة وواسعة النطاق، انطلاقاً من هذا الأساس.
وعلى الرغم من أن سياستهم القائمة على اللعب بين الأطراف في طريق الزوال؛ إلا أن رجب طيب أردوغان يريد مواصلة هذه السياسة حتى الانتخابات وإيلاء المزيد من الاهتمام لروسيا، أو الحصول على دعم من روسيا، حيث يريد من خلال الدعم الروسي، والمساعدة المالية من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر إجراء تحسينات في الاقتصاد التركي، وفي نفس الوقت، الحصول على الإذن من روسيا لمهاجمة روج آفا خلال فترة الانتخابات، وبالتالي يكون بذلك قد تمكن من تحقيق الفوز في الانتخابات. فبهذه الطريقة تريد الدولة التركية تعزيز سياسة الإبادة الجماعية في كردستان في الذكرى المئوية لاتفاقية لوزان وتأسيس الجمهورية التركية. في نفس القرن أعلن انتصاره على الشعب الكردي واتقن سياسة الإبادة الجماعية، وهكذا يعلن انتصاره على الشعب الكردي في الذكرى المئوية وإحكام سياسة الإبادة الجماعية بشكلٍ تام.
الأزمة النظامية باتت جدية داخل الدولة التركية
الآن هذا وضع جدي، نحن نعلم أن هزيمة الدولة التركية في مواجهة النضال من أجل حرية كردستان قد وضعت نظام الدولة التركية في أزمة، أي أن هناك أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية عميقة، هناك أزمة في النظام، لأن كل دخل تركيا كان ينفق على الحرب، الآن هذا ليس على أجندة تركيا كثيراً، لأن المعارضة داخل النظام تدعم أيضاً الحرب ضدنا، لهذا السبب، فإن المعارضة داخل النظام لا تشارك هذه الحقيقة مع الرأي العام التركي، إذن ما هذه الحقيقة؟ تم إنفاق كل دخل تركيا في الحرب، وبهذه الطريقة الاقتصاد التركي الآن يشارف على الانهيار، رسميا، يبدو أن معدل التضخم 80%، لكنه في الواقع، لقد تجاوز 100%، وبات الشعب جائعاً.
الآن، يريد رجب طيب أردوغان أخذ الأموال من الخارج، من خلال أخذ الأموال من الدول العربية والتجارة مع روسيا، مرة أخرى، يريد أن يتم إرسال السياح الروس إلى تركيا وحتى أن يحصلوا على الأموال مباشرة من روسيا، وفي نفس الوقت الحصول على إذن من روسيا لشن هجماتها على روج آفا، بهذه الطريقة، تهدف إلى تحسين الاقتصاد التركي حتى لو كانت مؤقتة، أو تقوم بتوزيع بعض المعجنات على الناس وتنمية الذهنية العنصرية في المجتمع التركي. بعبارة أخرى، يرغب في تقوية موجة الشوفينية والتوجه إلى الانتخابات تحت غبار ودخان الحرب والفوز بالانتخابات، في السابق أراد أن ينتصر في الحرب ضدنا وبهذه الطريقة والحصول على نتائج الانتخابات من خلال خلق جو إيجابي اقتصادياً وسياسياً، وأن يطور تلك الروح العنصرية.
لو كانت الدولة التركية قد انتصرت عندما هاجمت كارى عام 2021، لكانوا قد أجروا انتخابات مبكرة في عام 2021، وبالإضافة إلى ذلك، إذا كانت الدولة التركية قد انتصرت في الهجمات التي شنتها على زاب، آفاشين ومتينا في بداية هذا العام، لكانت قد هاجمت روج آفا وأجرت انتخابات مبكرة مرة أخرى، ومع ذلك ، لم يستطع الذهاب إلى الانتخابات المبكرة لأنه كان عالقاً في زاب، آفاشين ومتينا ولم يستطع أن ينجح، الآن،و بمساعدة القوى الأجنبية والحرب ضد حركة الحرية الكردستانية وخاصة الهجمات على روج آفا، تريد الذهاب إلى الانتخابات، يعتقد نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية أنه إذا فعل ذلك، فإنه سيفوز في الانتخابات، الآن نرى أن هناك بعض الجماعات التي تريد أن يفوز نظام حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في الانتخابات، على سبيل المثال، تريده روسيا أن يفوز، مرة أخرى، يذهب إلى الدول العربية ويقول "سأتصرف مثلكم، أنا في خدمتكم"، كما إنهم يقولون بشكل مشكوك فيه: "دع هذا الوضع يستمر، لأنهم مدينون لنا، وسوف يستمعون إلينا"، وبهذه الطريقة، لذلك تحاول الحصول على نفس الدعم من بعض دول الناتو، ومع ذلك، فإن دعم الناتو غير واضح، إنه متردد بشأن هذا في الوقت الحالي.
يمكن أن يقوم بتقييم وتغيير سياسة الابادة من جديد
والأهم أنه هناك بعض الأطراف في داخل نظام الدولة يريدون أن يدوم هذا النظام من أجل إنجاح المشاريع ضد حركة التحررالكردستانية، يقولون" لم ننجح ولكن علينا الاستمرار فيه من أجل إنجاحه"، ويقول طرف آخر في الدولة "لم ينجحوا فيه ولن يستطيعوا أن ينجحوا فيه"، أو الدولة التي كانت واحدة، يبدو أن الان أصبحت قسمين، ولذلك، يريد أردوغان أن يستفيد من الدعم من هذا الطرف في الدولة ومن الطرف الخارجي وبهذه الطريقة يريد ان ينتصر، والاستمرار في نظامه، ولكن غير معروف ما سيحققه من نتائج، ولذلك فإن مستقبله في خطر، هم أنفسهم يعلمون أنه إذا لم ينجحوا فسيكون وضعهم سيء جداً، قبل كل شيء سوف ينهار هذا النظام ذو سلطة الرجل الواحد، وستتلقى سياسة الإبادة في كردستان ضربة قوية، بالأساس هذه السياسة أيضاً تنهزم، أو يخمَّن أنه بعد ذلك، سوف تأخذ الدولة سياستها في الإبادة بعين الاعتبار أو تغيرها، هذا الاحتمال وارد على جدول الأعمال، ولذلك فإن الانتخابات التي ستجري في تركيا هي مهمة، نضال الأطراف سوف تتواصل في هذا الإطار، ولكن هناك قلق من تنفيذ الدولة التركية هجمات على بعض المناطق في روج آفا وشمال وشرق سوريا بموافقة روسيا، وسيحاولون الآن الاستمرار بالهجمات على مناطق الدفاع المشروع في هذه الأشهر القادمة ومن ثم الوقوف على روج آفا، هذا ما يمكننا قوله الآن وفي هذا الاطار.
مشاكل خوض الصراع على خط حرب الشعب الثورية
إن الحرب مستمرة منذ عامين في مناطق الدفاع المشروع، ولا سيما حرب هذا العام ، التي مازالت مستمرة منذ خمسة أشهر ونصف، مهمة للغاية، وقد ظهرت النتائج في مناطق الدفاع المشروع من خلال مقاومة الكريلا، فهي من أجل مستقبل وإنجازات شعبنا، ولشعوب المنطقة، ولجميع الشعوب التي تسعى لمقاومة قوى الهيمنة، كنتائج ثمينة ومهمة للغاية. أي أنه أصبح من الواضح كيف يمكن للمرء الدفاع عن الأرض الحرة مقابل التكنولوجيا الحديثة للعصر، وحتى مقابل الأسلحة المحظورة، أي أنه كشف مفهوم حماية الأرض الحرة، وأبرز أسلوب تكتيكه، وكيفية تطوير استراتيجيته، لهذا السبب، إن هذه المقاومة الدائرة في مناطق الدفاع المشروع، والتي وصلت إلى هذا المستوى المتطور، هي مقاومة تاريخية بكل معنى الكلمة وقيّمة ومهمة للغاية.
لقد تطور مفهوم حرب الشعب الثورية منذ العام 2010، لكننا لم نفهمها بالشكل الصحيح، في نضالنا بشكل خاص ، كان المجال الاجتماعي يرى دائماً أن مفهوم حرب الشعب الثورية يقتصر فقط في عمل القوات العسكرية، ولم يجده كمسؤولية بالنسبة له، وإن لم يكن الأمر كذلك، لما كانت مقاومة المدن في العام 2015 على ذلك النحو، ولما بقي هؤلاء الفدائيين الآبوجيين لوحدهم في مركز الوطنية والمكان الأكثر قوة في العمل الوطني في وسط آمد بمدينة سور، ولو تركوا لوحدهم، لاستمروا في المقاومة حتى النهاية، والأمر نفسه في مدن أخرى؛ لأننا لم نكن في الواقع نتعامل بالشكل الصحيح مع مفهوم حرب الشعب الثورية، ولم يتم تطويره بذلك المفهوم التنظيمي، مرة أخرى، فإن النتيجة المرجوة التي لم تتحقق في مقاومة عفرين، ومعركة سري كانيه وتل أبيض، لأنه لم يكن هناك وعي بحرب الشعب الثورية في غرب كردستان. والشيء الجيد الآن هو، أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، كانت حرب الشعب الثورية على جدول أعمال جميع مؤسساتنا الثورية، إنه لشيء جيد، لكن لا لا يمكن للمرء بعد أن يقول أنه تم تحقيقه بالكامل، أي أنه كان لدينا مشكلة في النهج، ولا تزال هناك مشكلة في النهج، وعليه يتوجب علينا أن نواصل النضال وفق نهج وخط حرب الشعب الثورية.
يجب تنظيمه وفق أربعة أسس
اليوم ، ظهرت تجارب مهمة للغاية فيما يتعلق بحرب الشعب الثورية في مناطق الدفاع المشروع، ولكن، وكما يعلم الجميع، أن غالبية الشعب هُجر من مناطق الدفاع المشروع، ولذلك، فإن حرب الشعب الثورية في مناطق الدفاع المشروع تُخاض فقط على ركيزتين، أي أن أهم ركيزة تتمثل في الشعب، لكن لا يتواجد الشعب في مناطق الدفاع المشروع، فعندما لا يكون الشعب موجوداً، فإن الركيزة الثانية لتنظيم الحماية الجوهرية لا يكون لها وجود أيضاً، ولهذا، فإن حرب الشعب الثورية ترتكز في هذه المناطق على ركيزتين، الأولى؛ هي الكريلا، أو حرب الفرق المتخصصة والمنسقة، والثانية هي الحرب السفلى، أي حرب الأنفاق، فنحن في مناطق الدفاع المشروع، نريد ملء غياب الشعب بالموقع الجغرافي الاستراتيجي، صحيح أنه لا يوجد شعب، لكن الشعب في الخارج يؤيد هذه المقاومة والمنطقة نفسها لها جغرافية استراتيجية للغاية، لهذا السبب، ندير حرب الشعب الثورية بأسلوب حرب الأنفاق وحرب الفرق المتخصصة، ولكن في المناطق التي يتواجد فيها الناس، يجب تفعيل حرب الشعب الثورية ارتكازاً على الركائز الأربعة، أي تفعيلها مع الشعب، والكريلا، والحماية الجوهرية وحرب الأنفاق.
العمل تحت الأرض هو العامل الأساسي
الآن، إذا استفادت ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا أو شنكال من النتائج المحققة في مناطق الدفاع المشروع، فسيكونون بالتأكيد قادرين على هزيمة دولة الاحتلال التركي إذا تصرفوا وفقاً لمنظور حرب الشعب الثورية، فسيكون من الممكن أن يكونوا رداً على جميع أنواع هجمات الاحتلال، لقد أظهرت الحرب التي تدور اليوم للجميع أن الحرب تحت الأرض هو استراتيجية مهمة جداً في عصرنا، ما يجب فهمه هنا مرة أخرى هو أن العمل تحت الأرض هو عامل أساسي في استراتيجية حرب الشعب الثورية، اليوم، يجب أن تجري حرب الشعب الثورية ضد الأسلحة الجوية فوق الأرض وتحت الأرض، لهذا، بناء القلاع تحت الأرض، أي الأنفاق، إنه مطلب أساسي للنصر، وكشف هذا الواقع عن طريقتين مهمتين للغاية: الأولى، الحرب تحت الأرض في الأنفاق، والثاني هو حرب فرق الخبراء المنسق، كلتا الطريقتين التكتيكيتين هما الأسس الرئيسية لحرب الشعب الثورية، إذا تم تنفيذ تكتيكات كل من حرب الأنفاق تحت الأرض وحرب فرق الخبراء المنسق اليوم، فسيكون الشعب قادر على تدمير القوات الجوية للعدو، ولا يمكن للعدو تحقيق النتيجة المرجوة، بالإضافة إلى ذلك، إذا حشدت قوة الشعب وتنظيمه، وتم تنظيم حماية المجتمع بين الشعب، ودارت حرب الشعب الثورية على جميع الأطراف الأربعة، أي مشاركة الشعب في الحرب، حرب حماية المجتمع، حرب فرق الخبراء و حرب الأنفاق فإن حرب الشعب الثورية ستنتصر بالتأكيد.
لا يملك الحزب الديمقراطي الكردستاني أي قوة في روج آفا
لن يتمكن العدو من استخدام الأسلحة الكيماوية والأسلحة النووية التكتيكية في مناطق الدفاع المشروع بنفس الطريقة في منطقة مثل روج آفا، لأن تركيا ستنكشف وستُذل هناك، فإذا استخدمت الأسلحة الكيمياوية، فسيتم الكشف عنها مبكراً، ولكن الآن في مناطق الدفاع المشروع يتم استخدامه ولا سيما الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK لا يسمح لأي من الوفود من القدوم إلى المنطقة والكشف عن ذلك، لقد وقف الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK كجدار أمام كشف وفضح أفعال الدولة التركية، لكن قوة الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK في روج آفا ليست قوية لدرجة أنه سيصبح جداراً ويمنع عن كشف الممارسات التي تقوم بها تركيا.
أن السلاح النووي التكتيكي هو السلاح الأكثر استخداماً في الأنفاق والأكثر ثقة من قبل الدولة التركية في هذه السنوات الأخيرة، حيث يعلم الجميع جيداً أن تركيا لا يمكنها استخدام هذا السلاح دون موافقة الناتو في شمال كردستان وفي مناطق الدفاع المشروع، لكن هناك احتمال ألا يوافقوا على استخدامه في حرب روج آفا، لأنهم لا يريدون أن تهاجم الدولة التركية روج آفا، ولا يريدون أن يكونوا شركاء في مجازر تركيا، لذلك، هناك شك في إنه لن تتم الموافقة على استخدامه في روج آفا، إذا لم يكن هذا السلاح في يد الدولة التركية، لكانت قد هزمت فوراً أمام حرب الأنفاق، الفرق وحرب الشعب الثورية، الآن هو يقاتلنا في مناطق الدفاع المشروع باستخدام هاتين الطريقتين، باستخدام القوة الجوية والأسلحة المحظورة.
التحضير للحرب ليس بالأقوال إنما بالتنفيذ
يجب أن يرد على القوات الجوية بأساليب الشعب والفرق وحرب الأنفاق، وإذا لم يستطع استخدام الأسلحة المحظورة، يتوجب اتباع حرب إعلامية, وحرب للرأي العام، حينها سيكون من الممكن تطوير نضال شامل. إذا استطعنا أن نكون سداً أمامها, فكما تعيش الدولة التركية حالة من الانسداد في مناطق الدفاع المشروع، ستعيش تلك الحالة أيضاً في روج آفا بشكل أكثر شدة. أو يمكننا القول من الآن؛ بلا شك هذا ليس بالأمر السهل فأولاً، يجب على المرء أن يسلك حرب الشعب الثورية بشكل صائب. بمعنى لا ينبغي على أي أحد ترك مكانه ويهاجر. يجب أن يكون الجميع في مكانهم وأن يشاركوا في الحرب. وأن تكون القوات العسكرية جاهزة لهم. وذلك لا يطبق بالأقوال، بل يتطلب جهداً وتحضيراً فورياً, إذا حدث ذلك فإن الدولة التركية في روج آفا ستهزم أيضا.
أي أن عصرنا هو عصر تاريخي وهام للغاية في مسار نضال حرية كردستان. الآن هذه المرحلة من الحرب حيث مناطق الدفاع المشروع ميديا في خضمها مهمة للغاية, بحكم أن هذا الفصل من السنة يقترب من نهايته ويحاول العدو إعادة تجميع صفوفه ومواصلة هجماته. إنه يريد إخراج الكريلا بالكامل من تلك المناطق. أو بالأحرى تحطيم حواجز المقاومة ومن ثم بسط سيطرته.
مقاومة الكريلا أعلنت عصراً جديداً في تاريخ الحرب العالمية
لكن بالمقابل، والحق يقال بأن مقاومة الرفاق تجري على مستوى تاريخي للغاية. لقد فتحت هذه المقاومة موجة جديدة في تاريخ فن الحرب. مع طريقة تطوير أسلوب القتال الحديث هذا، أصبحت المقاومة المتزايدة بتكتيكات جديدة شيئا جديدا في تاريخ الحرب العالمية. هناك العديد من الأمثلة وهذا بالتأكيد لم يأتي بسهولة، بل بوعي وإيديولوجية وفلسفة القائد أوجلان، الذي قام بتدريب المناضلين بالروح الفدائية الأبوجية، كوادر الحركة الأبوجية الذين تعمقوا في خط القائد أوجلان، وبتضحية وشجاعة جميع الرفاق والشهداء الأبطال الذين نستذكرهم ونحن مدينون لهم بهذه الإنجازات التاريخية.
في شخص كل من الرفاق مزكين وباكَر ودوغان جيركيان، نستذكر جميع رفاق مقاومة زاب. ومرة أخرى نستذكر جميع شهداء مقاومة تلة جودي، تلة إف إم ، تلة أميدية، وفي شخص الرفاق نالين وزماني و روناهي, وكذلك جميع شهداء مقاومة أفاشين نستذكرهم في شخص الرفاق هلبست وفداي كوباني وآكر بوطان، و كل شهداء مقاومة متينا في شخص المناضل الوطني، وعضو قيادة ايالة متينا وجبهة المقاومة في تل هكاري، الرفيق نوري يكتا، سيابند وماردينان, نكرر الوعد الذي قطعناه للشهداء الأبطال مرة أخرى بأننا سنوفي بوعدنا لهم ونحقق أحلامهم، ونرفع راياتهم عالياً في مسيرة تحرير القائد أوجلان وكردستان، وأن نحي ذكرى هؤلاء الأبطال وهكذا نبقيهم خالدين.
يجب تغليب المقاومة
بفضل تضحيات هؤلاء الأبطال والقائد أوجلان، ظهرت هذه النتائج في منطقة زاب بأكملها، وفي غربها أو بالأحرى في تلال جودي ، إف إم ، أميدية ، هكاري ، في جمجو وورخليه. واليوم تستمر بكل شدة المقاومة، يتحتم علينا كسب النتيجة. ولهذا فإن هذه الأوقات التي امامنا مهمة بلا شك، فنحن بحاجة إلى حماية إرث الشهداء بعمل ومقاومة المستوى الحالي وجعله أساس النجاح. الحرب المستمرة منذ ما يقرب ستة أشهر هي مقاومة تاريخية ووضعت الأساس لنصر عظيم.
يجب على جميع الرفاق التعامل مع مهامهم الآن وفي المستقبل على هذا النحو، انطلاقا من مقاومة كريلا حرية كردستان وعلى أساس موقف القائد أوجلان في إمرالي ومقاومة جميع المعتقلات، فضلا عن مقاومة شعبنا في جميع أنحاء كردستان الأربعة، يجب أن نرفع سوية نضال الحرية الكردستاني أكثر. على هذا الأساس تتحقق نتائج مهمة.
في هذا السياق، يجب أن يتوصل النضال لنتيجة. لهذا وبلا شك من الضروري أن يهتم الجميع بمسؤوليات المرحلة. والأمور الحاصلة و مهما سيحصل من هنا وبعد وكما قال القيادي العزيز الرفيق جياكر: "ستكون مدهشة"، ونتائج مقاومة الرفاق في زاب، آفاشين ومتينا جلية جداً. لكن يجب على المرء أن يحقق نتيجة أعلى. بمعنى آخر، لم ينتصر العدو هناك، ولو انه أنتصر لكان العدو قد اعلن الانتخبات المبكرة منذ فترة. وكان سيجدد سلطته، هكذا كانت هذه حساباته.
أرادوا الوصول إلى النتائج في غضون شهرين وفي الشهرين الثالث والرابع للوصول إلى النتائج في روج آفا والإعلان على أنهم انتصروا. لكنهم لا يستطيعون فعل هذا. لذلك فإن مقاومة الرفاق قد أظهرت نتيجتها منذ الآن. ولكن لايجب نستلقي على ظهورنا, و لنعلم أن الحرب مستمرة والمراحل التي تنتظرنا أكثر أهمية. وعليه يجب علينا الاهتمام بمسؤوليات المرحلة بسوية أقوى وأن نصعّد نضال الحرية الكردستاني في كل منطقة استناداً على مقاومة زاب وأفاشين ومتينا.
المقومات الأساسية التي تعتمد عليها مقاومة الكريلا
مما لا شك فيه أن مثل هكذا مقاومة معجزة ليس من السهل على المرء تطويرها. في أساسها هناك جهد عظيم، كد من الريش حتى الأجنحة، وجهد فكري. كما انها تتمتع بقوة إيديولوجية وفلسفة أبوجية. هناك أيضا عقلية تكتيكية وأساليب معاصرة. بمعنى أن هذه المقاومة نفذت وفقاً لهذه الأسس. وفي جوهرها يوجد هكذا كد، وجهد، وإيديولوجيا، ومهارات تكتيكية. مرة أخرى هناك بعض النواقص يمكن للمرء أن يبتدئ بها هكذا: لقد أدوا اعمال في الأنفاق على مدى سبع إلى ثماني سنوات. في الواقع سابقاً كان ذلك موجودا في زاب، ولكن في آخر 7-8 سنوات، تم إنجاز الكثير من العمل في ذلك بطريقة منهجية وبمشاركة جميع الرفاق. في العديد من المرات استشهد رفاقنا خلال أداء تلك الاعمال. تم تجهيز هذه الركائز بالعمل الجاد وسنوات من الجهد. وكل ذلك يعود الى جهود القائد أوجلان الفكرية والذهنية.
في جانب تحضير الرفاق، طور القائد اوجلان النظام وبجهد كبيرعمل مدة 50 عاما في مجال الفكر والتنظيم والوعي. أي أن هناك عمل أيديولوجي وتنظيمي يتم بجهد كبير جنبا إلى جنب مع كد الرفاق والقائد أوجلان، جميع الرفاق يدركون ذلك، وعليه ليس من الضروي أن نسهب في ذلك اكثر. أي أن هذا العمل لتجهيز الأنفاق قد تم بجهد كبير وعمل طويل الأمد, هذا أولاً.
وثانياً؛ أساس هذه المقاومة والحرب هي أيديولوجية وفلسفة القائد أوجلان. بعبارة أخرى، طورت فلسفة القائد آبو وعيا جديدا لدى جميع مقاتلينا وشعبنا. إن وعي والإيمان بحرية الوطن، هي أولاً وقبل كل شيء الحب الحقيقي للوطن، والتعلق به. والثقافة الوطنية لكردستان والثقافة الثورية الديمقراطية الاشتراكية، قد شكلت وعيا معًا, بالإضافة أنها أسست عقلية الشخصية الحرة، والمرأة الحرة، والفرد الحر، والمجتمع الحر، والوطن الحر والديمقراطي. لقد تم تطوير هذه الثقافة والأخلاق في كردستان من خلال جهود القائد أوجلان. وهذا هو الأساس الأكثر جوهرية لمقاومة اليوم. لولا العمل الأيديولوجي والفلسفي للقائد أوجلان لما كان من الممكن إنشاء مثل هذه الثورة والنضال والبسالة في كردستان. ومع ذلك فإن القراءة الصحيحة للمرحلة، والقراءة الصحيحة للمجتمع الكردي، وتطوير أيديولوجية الحرية والديمقراطية والاشتراكية العلمية وضعت الأسس للحداثة الديمقراطية بهذا الوعي؛ حب الحرية، حب الوطن، حب الشخصية الحرة التي نشأت، عززت الذاكرة والإيمان وطورت روح التضحية بالنفس لدينا جميعا. تم إرساء أساس هذه المقاومة بالمعاناة والتضحية والشجاعة.
كما أن أهم أسس المقاومة هي الروح الرفاقية. إذا كانت تلك الروح الرفاقية الأبوجية بين الرفاق، حيت التكامل ، ومرة أخرى يصبح الرفاق الشباب، والشابات وفق أساس خط المرأة الحرة وتنمية الوعي لديها وتبني الرفاقية الأبوجية الحقيقية. على هذا الأساس فإن الكثير من التآزر والكثير من القوة والإرادة ما كانت ممكنة بهذا المستوى، والتي في مضمونها هي قائمة على أيديولوجية وفلسفة وثقافة ووعي الحرية. على هذه الأسس، الارتباط بالقيم المقدسة، وبالشهداء، والإنسانية، وإعطاء معنى للحياة الحرة، والعيش بمعنى، وإيلاء أهمية لمعنى الحياة الحرة، وعلى أساس كينونة أساسها ذواتنا، فإن الإرادة المكتسبة من قبل شباب وشابات الكرد أصبحت هائلة. بعبارة أخرى، العبد الذي نشأ في نظام العبودية، تلقى تعليمه تحت تأثير الحداثة الرأسمالية، عندما يتعرف على أيديولوجية وفلسفة القائد اوجلان ويتلقى التدريب والاهتمام، فإن ذلك الصغير داخله يصبح كبيرا. أي أن الصغير يصبح كبيراً. وبدلاً من الاستصغار يتصاعد نحو البلوغ. إن التعمق الأيديولوجي لدى كل مناضل على أساس الأخلاقيات الأبوجية؛ يبني الإرادة والتصميم والعظمة.
إرادة المرأة أصبحت مصدر قوة و جرأة للمرأة في جميع أنحاء العالم
هذا هو أهم شيء في الحرب، فعبر التاريخ على وجه الخصوص، مع إدراك سلطة الرجل، كان من المفهوم دائما أن الحرب هي وظيفة الرجل، في بداية نضالنا، انكسرت هذه العقلية مع عمل الرفيقات سارة وعزيمة وبريفان وبريتان وزيلان، علاوة على ذلك وخاصة في السنوات القليلة الماضية، تقدمت الحرب في كردستان، أولاً مع مقاومة كوباني ثم الحرب في مناطق الدفاع المشروع ميديا، كذلك الحرب القائمة في شمال كردستان، لقد لعب دور المرأة الكردية وكذلك دور ومهمة عضوات وحدات المرأة الحرة STAR -YJA ببناء وتطوير ورفع هذا الوعي، مرغت السلطة الذكورية الممتدة خمسة آلاف وسوتها بالأرض، أو بالأحرى بينت أن تلك العقلية خاطئة، فلا شيء يخص الرجل وحده، إذ يمكن للمرأة أن تلعب دورا مهما ورائدا في كل شيء، حالياً وفي خضم النضال من أجل حرية المرأة، ضد سلطة الذكر، نرى في شرق كردستان وباستشهاد جينا اميني، إن نضال المرأة تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية" ينتشر في جميع أنحاء إيران، وفي كردستان، وحتى في العالم، وأساس ذلك هو إرادة المرأة، ففي حرب كردستان أظهرت النساء إرادتهن أمام الجميع، وأشرن إلى أن القوة في جوهر شخصية المرأة كيف يمكن أن ينتج عنه إرادة كبيرة في كل المناحي، هذه الشجاعة لا تمنح للنساء الكرديات فقط، بل اصبحت مصدرا للشجاعة والقوة لجميع نساء العالم، وهذا هو الآن تمثيل المرأة الحرة في صفوف الكريلا، كذلك رفع مقاومة المناضلات وبشكل عام إنشاء النظام داخل قوات الدفاع الشعبي HPG ووحدات المرأة الحرة YJA STAR تقدم بشكل أساسي على اعتباره نموذجا جديدا للمجتمع، على أساس مقومات حرية المرأة، فإن المساواة بين الجنسين هي انطلاقة جديدة، يمكن أن تكون مصدر قوة للجميع، فتمثيل المرأة الحرة والرجل الحر بيننا وبناء رفقة حقيقية على هذا الأساس له معنى عميق وعالمي، يجب ألا يؤخذ الرفاق ذلك على محمل الضيق، أو الأمر الاعتيادي، وحصرها بالأحاسيس، إن ما يتم تطويره حاليا يستند إلى أيديولوجية القائد أوجلان، أي أن ما نعيشه اليوم على خط تحرير المرأة ليس شيئا خارجا عن المألوف؛ إنه شيء مقدس للغاية ومثال مهم ومفيد للغاية لحرية الإنسان وحرية المجتمع، اليوم يجب أن نعرف معنى الحياة التي نطورها في داخلنا. لذلك، يجب على المرء الحفاظ على هذا المستوى من الحياة ومواصلته وتطويره وجعله أكثر قوة وجمالاً. إن الرفاقية بين الرفاق، والإرادة الحرة لدى المراة اليوم، وأخيراً في شخص الفدائيات العظيمات وبطلات العصر، كل من الرفيقات سارة كوي ورفيقتها روكن زلال من خلال العملية في مرسين، تم إثبات كيف يمكن لامرأة كردية أن تؤدي دورها، وتستطيع بإرادة وجسارة شديدتين،وكيف يمكنها أن تكون جندية منتصرة، وخير قدوة على ذلك، لقد أصبحت تلك الرفيقات رائدات المرحلة من خلال عملياتهن البطولية في تمثيل الروح الفدائية الأبوجية، هناك المئات من الأمثلة على ذلك. لذلك، فإن حماية خط المرأة الحرة، والنضال بين الجنسين، من أجل المساواة بين الجنسين وحرية المرأة والرجل، هو شيء مهم بيننا. هذا لا يؤدي فقط إلى بناء نظام بيننا، ويؤسس الانضباط، ويقوي ويطور الرفاقية؛ بل في الوقت نفسه، يمثل مثالًا، أو نموذجا، لمجتمعنا، ولمجتمعات الشرق الأوسط حتى، ويجب أن يعرف الرفاق ذلك ويتصرفوا وفقا له.
كل كريلا جزء من الكل يكمل البعض الآخر
الآن هناك من يرى نفسه عديم الفائدة، أي أنه لا يقدر نفسه، وهذا يسري من مكان إلى آخر، على وجه الخصوص، الرفاق الذين ليسوا في جبهات القتال الساخنة، لذا فإنك تراه يعمل، ولكن لا يشعر بالرضا عن العمل، ويرى العمل شيء صغير، ثم يشعر بأنه بلا قيمة، أي أنه يضع نفسه بحالة نفسية، لكن الحقيقة ليست كذلك، قد يقاتل البعض في الجبهات الأمامية، ولكن يجب على الرفاق في جميع الجبهات الأخرى أيضا تحضير أنفسهم وإجراء الاستعدادات، وبالطبع ليس من الجائز أن نتوجه جميعا إلى نفس المكان دفعة واحدة. بمعنى، جميعا منظمة حية وكلنا جزء منها، سواء كان رفاقنا في زاب يقاومون، سواء في قنديل يحمون الجبهات، سواء في ديرسم، سرحد، يتحدون تكتيكات العدو ويفرغونها من مضامينها، فكلهم واحد. أو مهما كان ما يفعله رفاقنا في المجال الاجتماعي داخل وخارج الوطن، ويقومون بأعمال دعائية وتنظيمية، فهم جميعا متشابهون ويكملون بعضهم البعض، يجب على الجميع أينما كانوا، الانكباب على العمل الذي يقومون به من أجل أن ينحجوا فيه، هذا ما تعنيه الفائدة، لا شيء من عملنا لا قيمة له، المعنى له، كلها ذات قيمة، يجب أن يعلم رفاقنا ذلك.
مسألة أخرى مهمة هي التقرب من واجبات المرحلة، نحن بحاجة لقراءة المرحلة بشكل صحيح، كيف نقرأ المرحلة بشكل صحيح؟ هذه لحظة تاريخية، بغض النظر عما تفعله في صفوف الثورة، إذا أنجزت الأشياء التي تقع عليك في هذا العمل، فهذا شيء ذا معنى، أي إن هذه المرحلة مهمة للغاية، نحن نقول: إنها مرحلة الوجود واللاوجود، العدو يريد تدميرنا وبناء وجوده على فنائنا، هذا ليس شيئا خارج عن المألوف، علينا أن نفهم هذه المرحلة، أن نتموضع في مكاننا بشكل صحيح، فالدفاع الذاتي بحد ذاته واجب أساسي، لذلك احمِ نفسك، احمِ رفيقك، احمِ القيم والخط، فهذا واجب كل مناضل.
يتبع..