جريمة حرب في ظل الخيانة

جرى تصوير الجيش التركي بالكاميرات أثناء شنّه الهجمات على أنفاق الحرب للشهيد بيردوغان بالأسلحة الكيماوية في تلة آمدية، في حين يحاول الحزب الديمقراطي الكردستاني في نفس الساحة شق الطريق نحو الأنفاق من خلال الجرافات.

يتضح من هذه المشاهد المصورة بتاريخ 4 تشرين الثاني 2023 أن الجنود الأتراك يستخدمون الغازات الكيماوية على تلة آمدية ضد أنفاق الحرب للشهيد بيردوغان، حيث يتصاعد الغاز من أنفاق الكريلا، وبالإضافة إلى هذه الهجمات، تقوم جرافات الحزب الديمقراطي الكردستاني بشق الطريق نحو الأنفاق.   

 

وفي المقابل، يجري القيام بإحدى أعظم المقاومات في تاريخ النضال التحرري في أنفاق الحرب بتلة آمدية في منطقة الشهيد دليل غرب زاب.

قام الجيش التركي بتاريخ 25 أيار 2022 في إطار عملية الاحتلال لمنطقة غرب زاب، بنشر قواته في تلة آمدية، حيث أقدم مرتزقة الجيش التركي على ارتكاب كل أنواع جرائم الحرب خلال الفترة الممتدة ما بين شهر أيار حتى شهر كانون الأول من العام 2022، وانتهكوا المعايير والأخلاق، إلا أن مقاومي الأنفاق في هذه التلة وفرق الكريلا المتنقلة لم يكتفوا بحماية التلة فحسب، بل تمكنوا أيضاً من طرد الجيش التركي من هذه التلة.

واضطر الجيش التركي في كانون الأول من العام 2022 إلى الانسحاب من منطقة غربي زاب بالكامل ولا سيما من تلة جودي وتلة آمدية، وتعرضه لهزيمة تاريخية، إلا أنه في أيلول 2023 وبدعم لوجستي ومساعدة خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني بدأ مرة أخرى بمحاولة احتلال هذه الساحة، حيث قام الحزب الديمقراطي الكردستاني بتعبيد الطرق للجيش التركي، وإنشاء المواقع للمحتلين إلى جانب مخافره، وقام بإعداد الأماكن بالجرافات بحيث يكون بمقدور مروحيات السكورسكي أن تحط هناك.      

ويُقال دائماً أن الحزب الديمقراطي الكردستاني لا علاقة له بالكردايتية، في حين، يتبيّن من هذه المشاهد المصورة أنه لم يتبق فقط للحزب الديمقراطي الكردستاني أي صلة بالكردايتية، بل في الوقت نفسه، لم يتبق لديه أيضاً أي صلة بالإنسانية.