أشارت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني إلى أن أنه يجب على المرء أن يكون دائماً حذراً من العدو المراوغ والوحشي والمستبد ويتخذ التدابير اللازمة، وأن يكون يقظاً ومستعداً ضد جميع أنواع الأكاذيب والحيل والمكائد، ولفت حزب العمال الكردستاني الانتباه إلى أهمية التنظيم والإعداد والنضال.
ونشر حزب العمال الكردستاني بياناً، وجاء في البيان "لقد علمنا من خلال البيان الذي نشره المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي بتاريخ 25 كانون الأول، بأن الديكتاتورية الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية المحتل المستبد سحبت قواتها من العديد من النقاط في شرق وغرب منطقة زاب وفرّ منها، والتي تشن هجومها منذ 14 نيسان وحتى الآن وتحاول احتلالها، ولقد ترك الجيش التركي الفاشي-المحتل، الذي تلقى ضربات قوية أمام مقاومة مقاتلي كريلا قوات الدفاع الشعبي ومقاتلات وحدات المرأة الحرة منذ 8 أشهر، جثث الآلاف من جنوده في الفناء، وسكب البنزين عليها وقام بإحراقها، وعلى الرغم من استخدامه لجميع أنواع الأسلحة الكيماوية والقنابل المحظورة التي تُعتبر بمثابة جرائم حرب، وعدم تمكنه من الوقوف في وجه قوات الكريلا، إلا أنه اضطر إلى الهروب من الساحة دون النظر إلى الوراء، إن الإدارة الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، التي فشلت خططها في سحق الكريلا واحتلال مناطق الدفاع المشروع لم تنجح منذ البداية ، وهُزمت في الشهر الثامن من الحرب، ومنذ 25 تشرين الثاني، لم تعد قادرة على مواجهة عمليات الكريلا الثورية، وتخلت عن عشرات النقاط ورحلت.
دليل على انتصار الكريلا
بدون أدنى شك إن هذا الوضع يعني الانتصار التاريخي لمقاتلي قوات الدفاع الشعبي ومقاتلات وحدات المرأة الحرة، وإنه دليل على عدم هزيمة الكريلا وانتصار المقاومة، بعد تشتت وهزيمة شباط 2008، يُعتبر هذا الوضع الهزيمة الثانية الأكبر للجيش التركي المحتل-الفاشي التي تلقتها في زاب، فمثلما كانت الهزيمة في كوباني بداية نهاية القطعان الفاشية لداعش، فإن الهزيمة في زاب أيضاً هي بداية النهاية لفاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية الشريك لداعش، وكما هُزمت فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في زاب أمام قوات الكريلا، فسوف تخسر في شمال كردستان وتركيا أيضاً أمام السياسة الديمقراطية.
تهنئة قوات الكريلا
وانطلاقاً من هذا الأساس، نحيي مقاتلي الكريلا في زاب وأفاشين ومتينا، الذين قدموا مثل هذا النصر التاريخي لشعبنا الوطني وللإنسانية التقدمية، وبناءً على هذا النصر التاريخي، نحيي جميع مقاتلي كريلا الحرية في شخص القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة وقيادتنا، ونتمنى الاستمرار في الانتصارات، وإننا نستذكر بكل احترام ومحبة وإجلال الشهداء الأبطال في هذه المقاومة والنصر التاريخي، فهؤلاء يمثلون الوجه النقي لشعبنا وللإنسانية، لقد خلقوا على خط الحرية الآبوجية حياة حرة جديدة وأصبحوا يمثلونها، وطالما أن هناك حرية للمرأة ووجود كردي حر وإنسانية حرة، فإن شهدائنا الأبطال سيظلون على الدوام رموزاً خالدة للإنسانية الحرة.
هجمات الانتقام
نجد أن الديكتاتورية الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، التي هُزمت منذ 25 تشرين الثاني أمام عمليات الكريلا على مستوى تاريخي، تهاجم شعبنا المدني والمرأة من أجل الانتقام، وتصعد من الضغط والقمع في نظام الإبادة الجماعية، وتكثف من العزلة المفروضة والتعذيب في سجن إمرالي، وتجعل من السجون ساحة للتعذيب والموت، وتنفذ هجمات في شمال كردستان وتركيا وخارج البلاد ترقى إلى مستوى المجازر، ومن الواضح أن قضية الاعتقال ضد حزب العمال الكردستاني والهجمات على حزب الأقاليم الديمقراطي واعتقال العاملين في الصحافة الحرة والفنانين الوطنيين وممارسة الضغط والتعذيب واعتقال النساء المناضلات من أجل الحرية هي جزء من هذا الهجوم، وإن هجوم 23 كانون الأول على مركز أحمد كايا للثقافة الكردية في باريس، وقتل المناضلة العزيزة لحزبنا وعضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المجتمع الكردستاني، رفيقة الدرب آفين غوي واثنين من الوطنيين الكرد عبدالرحمن كزيل ومير برور، هي حادثة وحشية اُرتكبت من قِبل الديكتاتورية الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، التي هُزمت في زاب.
يخاف من شعبنا الذي يعيش خارج الوطن
العصابات الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية التي لم تتمكن من الوقوف في وجه قوات كريلا حرية كردستان والتي تعرضت للهزيمة، حاولت الانتقام لهذا الأمر من أهلنا المدنيين والمرأة المناضلة من أجل الحرية، وبما أنها لم تتمكن من تحقيق أي نتيجة في كردستان، تشن الهجوم على أهلنا المتواجدين خارج الوطن، ومن الواضح أنها تخاف كثيراً من أهلنا المتواجدين خارج الوطن، الذين تجمعوا حول مقاومة الشعب ومقاتلي الكريلا في الوطن، ومن أصدقائنا، ومن النساء القياديات اللواتي يناضلن من أجل الحرية، حيث تغرق وتنهار أكثر فأكثر كل يوم ضمن خوف من هذا النوع.
الذي خطط ونفذ الخطة هي الاستخبارات التركية-الميت
نحن كـ شعب وحركة نعرف جيداً بأن مجزرة باريس التي وقعت في 23 كانون الأول هو استمرار لمجرزة باريس التي وقعت في 9 كانون الثاني 2013، فالذين قتلوا الرفيقات سارا وروجبين وروناهي في 9 كانون الثاني 2013، قتلوا بعد عشر سنوات مرة أخرى الرفيقة آفين غوي واثنين من الوطنيين الكرد في 23 كانون الأول 2022، والذي أعطى الأمر بارتكاب هذه المجزرة هي إدارة أردوغان، والقوة التي خططت ونفذت الخطة هي جهاز الاستخبارات التركية-MIT تحت قيادة هاكان فيدان، هنا في هذا الصدد، ليس من المهم من ضغط على الزناد وكيف تم إعداده، لأن وضع الضاغط على الزناد هو بنفس الشكل وتدل بأنه تم إعداده جيداً، وإن المحاولات الرامية إلى إظهار هذا الحدث بشكل مختلف، هي محاولات غير مجدية، فالكرد والرأي العام الديمقراطي لن يستمعوا أبداً إلى هذه المحاولات، وعلى الإدارة الحالية في فرنسا أن تعرف هذه الحقيقة، والكشف عن المجرمين الحقيقين تحاكمهم بطريقة عادلة وتحاسبهم على فعلتهم، ويجب عليها أيضاً أن تملك القدرة على تأمين سلامة وآمان ممثلي الشعب الكردي في فرنسا، هؤلاء الممثلين الذين حاربوا داعش بشجاعة وقاموا بحماية الشعب الفرنسي من هذه الآفة، فلو كان قد تم محاكمة مجزرة 9 كانون الثاني 2013 بطريقة عادلة، لما وقعت مجزرة 23 كانون الأول، وحينها، إذا لم تتم المحاكمة بطريقة عادلة على ارتكاب مجزرة 23 كانون الأول، فإنها ستفتح الطريق أمام هجمات ومجازر جديدة، وهذا الأمر سيضع الدولة والحكومة في فرنسا تحت مسؤولية كبيرة.
نحي الشعب الذي توجه نحو باريس
لقد توجه شعبنا وأصدقائنا إلى باريس للوقوف ضد المجزرة التي وقعت في باريس، واتحدوا ضد المجزرة، وتمسكوا من أعماق قلبهم بشهدائهم، ولبت الحاجة بالمجتمع الديمقراطي والإنسانية الوطنية، من خلال تعامله الحذر ووعيه الذاتي، أفشل كل أنواع المحاولات الاستفزازية، وإننا بدورنا نحي هذا الموقف والتعامل الواعي والتنظيمي لشعبنا وأصدقائنا، وحتى يتم إيضاح ملابسات المجزرة وكشف العصابات الفاشية المتواجدة في باريس والمناطق الأخرى من أوروبا، نعتقد بأن شعبنا سيواصل فعالياته من أجل الديمقراطية والحرية.
حتماً سننتقم
إننا نستذكر بكل احترام ومحبة وإجلال شهداء مجرزة باريس الثانية، ونشارك الألم مع عوائلهم وجميع أفراد شعبنا، حيث إن الرفيقة آفين غوي الابنة البطلة والجميلة لـ بوطان، أفنت عمرها كله في سبيل نضال الحرية السائر على خط الفدائية الآبوجية، وآمنت من أعماق قلبها بقضية حرية المرأة والشعب الكردي، وكانت دائماً ضمن الصفوف الأمامية في نضال الحرية، وشاركت في الصفوف الأمامية ضد عصابات داعش الفاشية التي أصبحت وبالاً على البشرية، وقامت بمساهمات عظيمة في هذا النضال، فكلما حاربت أصبحت حرة، وكلما أصبحت حرة أصبحت جميلة، وكلما أصبحت جميلة أصبحت محبوبة لدى شعبنا ورفاق الدرب. ونحن كـ حزب وشعب، سوف نستذكر دائماً هذه الرفيقة بكل احترام، وننتقم لها حتماً ونحقق أهدافها.
سوف نكون دائما حذرين ومحطاطين
نحن كـ شعب وحركة ومرأة وشبيبة وكـ مقاتلي ومقاتلات الكريلا، سوف نكون دائماً حذرين، حيث هنالك مقولة تقول بأن "الماء ترقد لكن العدو لا يرقد!"، سوف نكون دائماً حذرين ومحطاطين في مواجهة العدو المراوغ والوحشي والمستبد، ونكون حذرين ومستعدين أيضاً ضد جميع أنواع الأكاذيب المضللة وحيل ومكائد الحرب الخاصة، وبقدر ما هو مهم بالنسبة لشعبنا في الأجزاء الأربعة لكردستان، فإن هذا الأمر ينطبق أيضاً على شعبنا وأصدقائنا المتواجدين خارج الوطن، ويحب علينا أن نكون دائماً حذرين ومنظمين ومستعدين ومناضلين من أجل ذكر شهدائنا الذين استشهدوا في باريس، ومن الضروري جداً أن نعزز نضالنا من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان بشكل أكثر في كل الساحات.
وإننا نستذكر مرة أخرى بكل احترام شهدائنا الذين استشهدوا في باريس، وإننا سنحافظ دائماً على ذكراهم في مسيرة نضالنا من أجل الحرية السائر نحو الانتصار، وإننا ندعو شعبنا وأصدقائنا أيضاً بأن يقوموا انطلاقاً من هذا الأساس بواجباتهم بشكل أكثر، وتعزيز نضالنا من أجل تدمير الفاشية وكسر العزلة المفروضة في كل الساحات بشكل أكثر.