حمود الحمدين: الدولة التركية تتسبب بنشر الكوليرا في المناطق المحاذية لنهر الفرات

تحاول دولة الاحتلال التركي، التي تستخدم المياه كسلاح حرب ضد شمال وشرق سوريا، باحتجاز مياه نهر الفرات، والتسبب في انتشار الكوليرا وإلحاق الإضرار بالزراعة في المنطقة.

مع انطلاق ثورة 19 تموز (ثورة روج آفا)، تشن دولة الاحتلال التركي هجماتها بكل الطرق على شعب شمال وشرق سوريا، حيث تسعى الدولة التركية لتدمير مشروع الإدارة الذاتية من خلال مخططاتها من دعم داعش إلى احتلال عفرين وسري كانيه وكري سبي، وإحدى أدوات الهجوم هذه هي الماء.

ومنذ بداية عام 2020، خفضت دولة الاحتلال التركي مستوى تدفق نهر الفرات، والذي يعود بالفائدة على كل أبناء سوريا، كما أن هذه جريمة على المستوى الدولي ووفقاً للقوانين الدولية يجب محاسبة الجهة التي تخفض منسوب المياه، وعلى الرغم من ذلك، التزمت المنظمات المعنية والرأي العام الدولي الصمت حيال هذا الوضع، ونتيجة لذلك، تكبد سكان شمال وشرق سوريا وشعب سوريا بأكمله خسائر فادحة.

وفي ذات السياق، تحدث عضو إدارة سد تشرين المهندس حمود الحمدين لوكالة فرات للأنباء ANF حول هذا الموضوع، وأشار حمود الحمدين إلى أن سد تشرين تسير نحو الجفاف، كما أن منسوب المياه آخذ في الانخفاض، وقال: "المكان الذي نقف فيه الآن كان مغموراً بالمياه منذ بداية بناء سد تشرين، وكان يجب إلا يطفو على سطح المياه بأي شكل من الأشكال، لكن للأسف، فقد ظهر على سطح الماء وينخفض مستوى المياه مع مرور الوقت.

بدأ بناء سد تشرين في الثمانينيات ودخل السد حيز التشغيل في عام 1999، كما تم تشييده على ارتفاع 40 م على نهر الفرات لتوليد الكهرباء، وتقع في المناطق الجنوبية في منبج، كما تبعد عن مدينة حلب 115 كم، وتبعد عن حدود شمال كردستان وتركيا بحوالي 80 كم، كما تم انشاء بحيرة تشرين خلف سد تشرين ، والذي يخزن حوالي 1.8 مليار متر مكعب.

وتابع حمود الحمدين قائلاً إنه بسبب نقص المياه في السد تعرض جسم السد لأضرار جسيمة وقال: "لأن السد صُنع من الإسمنت المسلح وتم بناؤه بأن يكون في منأى عن التعرض لأشعة الشمس، ولكن الآن يتعرض لأشعة الشمس بسبب خفض منسوب المياه،  ونتيجة لذلك يتآكل الأسمنت،  كما انه منذ بداية خفض منسوب المياه وضعنا 4 علامات على النقص وإذا اتخذ المرء الحقيقة بعين الاعتبار، يجب وقف أعمال السد".

كما هو معروف، يجدد النهر نفسه بتدفقه ولا يسمح بتراكم النفايات والجراثيم، ونظراً لخفض مستوى تدفق المياه من تركيا، فإن السد على وشك التوقف، مع هذا، يتوقف تدفق المياه، ومع ذلك، تلقي الدولة التركية جميع النفايات البلاستيكية في نهر الفرات، ونتيجة لذلك، تتراكم النفايات على الأراضي السورية ويصاحبها أمراض خطيرة للغاية.

ونتيجة لذلك، تفشى وباء الكوليرا في منطقتي الفرات ودير الزور، ونتيجة لأبحاث الخبراء تبين أن أحد الأسباب الرئيسية لهذا التفشي هو تلوث مياه الفرات.

ولم يقتصر نقص مياه الفرات على تفشي وباء الكوليرا، بل كان جميع المزارعين في المناطق المحاذية لنهر الفرات يرون حقولهم وبساتينهم من مياه النهر، لكن بسبب هذا الانخفاض، تم إلحاق الكثير من الأضرار بهؤلاء المزارعين ولم يعد سكان المنطقة قادرين على كسب قوتهم وتأمينها.