"يجب محاكمة داعش في العراق ايضاً"

لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي لشنكال، خالد قاسم، الانتباه إلى المسؤولية التي تتحملها الدولة العراقية والحزب الديمقراطي الكردستاني فيما يخص هجمات الإبادة في 3 آب، وأشار إلى أنهم سيفعلون كل ما في وسعهم لمحاكمة داعش في العراق.

تقوم الإدارة الذاتية لشنكال بتحضيرات واسعة للذكرى السنوية التاسعة لهجمات الإبادة التي بدأت في 3 آب 2014، وتعد عودة أهالي شنكال إلى موطنهم وتعزيز تحالف ووحدة القوى السياسية والاجتماعية والتحضير لمحاكمة داعش والعمل على حل المشاكل الإدارية في شنكال وتنظيم الفعاليات لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية، الأجندات الرئيسية لجدول أعمال الإدارة الذاتية لشنكال، وفي هذا الصدد، تحدث نائب رئيس المجلس التنفيذي لشنكال، خالد قاسم، إلى وكالة فرات للأنباء حول جدول أعمالهم وخططهم المستقبلية.

"شنكال محاصرة من كافة الاتجاهات"

 

وأشار خالد قاسم في البداية إلى أن المجتمع الإيزيدي لم يتعرض للإبادة الجماعية بسبب قوته السياسية والعسكرية، بل بسبب عقيدته القديمة قدم التاريخ، وقال إن هدف أعداء الإيزيديين هو القضاء على هذه العقيدة، تحدث خالد قاسم عن الأيام التي سبقت الأمر وقال:" عندما وصل مرتزقة داعش إلى شنكال، أعطونا خيارين فقط، إما أن يصبح الإيزيديون مسلمين أو سيقتلون، عانى المجتمع الإيزيدي خلال حكم نظام البعث أيضاً، لكن بعد زواله ازدادت التهديدات الأمنية على المجتمع الإيزيدي، واعتقل الكثير منهم أو تم اغتيالهم على الرغم من حقيقة أن المجتمع اليزيدي ليس لديه أي مطامح بالوصول إلى السلطة".

وذكر خالد قاسم أن داعش احتلت الموصل قبل شنكال، وبعد ذلك توجهوا إلى شنكال مع كافة الإمكانات التي تحصلوا عليها وتحدث عن الوضع في ذلك الوقت على النحو التالي:" بعد انسحاب البيشمركة من زمار في 2 آب، لم يتبق لنا أي سبيل، كنا محاصرين من جميع الجهات، القوات العراقية وقوات البيشمركة لم تقاتل وهربوا تاركين هذا الشعب بلا حماية، تركونا عاجزين أمام قوة مثل داعش".

"لم يسمح لنا الحزب الديمقراطي الكردستاني بالقيام بالاستعدادات الدفاعية"

وأفاد خالد قاسم أنه قبل هجمات الإبادة، كان المجتمع الإيزيدي قد بداً بالاستعداد للدفاع عن نفسه بسبب الهجمات، وقال:" تجمع بعض شبابنا من ذوي الخبرة العسكرية ومن القادرين على الدفاع والحماية، لكن قوات الآساييش التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني لم يسمح لهذا التنظيم أن يتشكل، أرادت حركة الديمقراطية الإيزيدية الحرة (TEVDA) تدريب الشباب، لكن البيشمركة لم تسمح لهم بذلك، أرسلوا عدداً من الشباب إلى روج آفا لتلقي التدريب، كانوا لا يزالون في التدريب حينما بدأت هجمات الإبادة".

وصرح خالد قاسم أن هدف تنظيم داعش الإرهابي كان القضاء على جميع الإيزيديين، وتابع:" إذا لم يتم فتح الطريق إلى روج آفا لكان هناك عشرة أضعاف الشهداء والجرحى والأسرى، كانت خطة داعش هي إبادة الإيزيديين بشكل كامل، أنا متأكد من أن كافة الدول شاركت في هذه الخطة، في روج آفا، تم إخراج دورتين تدريبيتين أصبحتا الأرضية لتأسيس تنظيم الحماية الذاتية، لم يسمح مقاتلو كريلا قوات الدفاع الشعبي وقوات روج آفا الذين وصلوا إلى شنكال بإتمام هذه الخطة، فكر الحرية حال دون القتل وإساءة معاملة الاشخاص وبيعهم وشرائهم، وكانت مقاومة شعبنا في كرزيرك والشيخ خضر هي مقاومة الروح الإيزيدية، كان البقاء على جبل شنكال مقاومة كبيرة أيضاً، هذه المقاومة الشاملة حالت دون نجاح خططهم".

 

"سيحاسب المجتمع الإيزيدي الدولة العراقية وحكومة إقليم كردستان"

وصف نائب رئيس المجلس التنفيذي لشنكال، خالد قاسم، الدولة العراقية وحكومة إقليم كردستان بأنهم المسؤولون الرئيسيون عن الإبادة الجماعية وقال:" مئات الآلاف من أبناء شعبنا شردوا، والآلاف في عداد المفقودين، وهناك حوالي 90 مقبرة جماعية، فقد الإيزيدون حياتهم في طرق الهجرة، ما السبب الكامن وراء ترك المجتمع الإيزيدي دون حماية، هذه الأمة ستحاسب حكومة إقليم كردستان ودولة العراق على ذلك، فالعراق وإقليم كردستان لا يريدان لنا أن نصبح مجتمعاً يمتلك القوة والإرادة كي لا نتمكن من محاسبتهم".

"الدستور العراقي يسمح بتأسيس الإدارات المحلية"

وصرح خالد قاسم أن مجلس الإدارة الذاتية الديمقراطية في شنكال تم تأسيسه وفقاً لإرادة الشعب وذكر أهدافه على النحو التالي:" الأول هو حماية الإيزيديين والثاني هو المطالبة بالحقوق المشروعة للمجتمع الإيزيدي، والثالث هو محاسبة كل من له علاقة أو يد بالإبادة الجماعية، تم تأسيس هذه الإرادة من أجل هذه الأهداف، تأسست لتعزيز القوة السياسية والعسكرية لشنكال، مطالبنا تتماشى مع دستور العراق، تسمح مواد الدستور العراقي بتأسيس إدارات محلية، وبحسب دستور العراق، يمكن لشنكال أن تتمتع بالحكم الذاتي".

 

"أمل الشعب هو التحالف والوحدة"

وقّيم خالد قاسم أعمال وحدة وتحالف القوى السياسية في شنكال وقال:" إن أحد الأهداف الرئيسية للإدارة الذاتية لشنكال هو تعزيز التحالف، يمكننا أن نتحد للدفاع عن أنفسنا، أحرزنا بعض التقدم بعد الكثير من الجهود، كلنا بحاجة لبعضنا البعض، وأمل شعبنا هو تشكيل تحالف، يجب على القوى السياسية في شنكال أن تنشئ تحالفها الخاص وفقاً لتطلعات الشعب وآماله".

"يجب أن يكون المجتمع الإيزيدي حاضراً في محاكمات داعش"

وفي نهاية حديثه، قّيم نائب الرئيس المشرك للمجلس التنفيذي لشنكال، خالد قاسم، قرار الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا بمحاكمة مرتزقة داعش وقال:" محاكمة مرتزقة داعش خطوة مهمة لشنكال، نريد أن نرى الدول التي كانت وراء هذه الإبادة ولماذا قاموا بذلك، ومهما كان حكمهم، فمن الضروري إصداره، كما يجب أن يكون المجتمع الإيزيدي حاضراً في هذه المحاكمات، للأسف، لم يعقد العراق بعد أي محاكمة رسمية فيما يتعلق بالإبادة الجماعية، نتمنى أن يقوم العراق أيضاً بمحاكمة مجرمي الإبادة الجماعية، سنفعل كل ما في وسعنا لمحاكمة مرتزقة داعش في العراق أيضاً".