"عيد نوروز هو عيد جميع شعوب الشرق الأوسط"

أوضح المصور عابدين حسين أحمد، بأن الشعب كان يرحب بعيد نوروز بحماس كبير في أعوام التسعينيات على الرغم من السياسة القمعية للنظام ، وقال "عيد نوروز، هو عيد جميع شعوب الشرق الأوسط".

تحدث المصور عابدين حسين أحمد (عابدين دجله)، المنحدر من قرية عرابا التابعة لناحية موباتا في عفرين، عن أهمية عمله ومعنى نوروز، وأوضح أحمد بأنه وصل إلى هذا المستوى بفضل جهود القائد عبدالله أوجلان وحركة الحرية، وقال بهذا الصدد: "في العام 1992، وأثناء المباشرة للتو بعمل التصوير، كان لدي كاميرا تصوير صغيرة، وكنا قد تعرّفنا على حركة الحرية منذ العام 1986، وتشكل ارتباطنا بها على هذا الأساس، حيث كان الكوادر لديهم موقف ويتحلون بالتنظيم، وكانت أخلاقهم وأنشطتهم محل ترحيب واحترام من قِبل الشعب، وأدى موقف كوادر حركة الحرية إلى زيادة إرتباط الشعب أكثر فأكثر، وفي تلك الأثناء، وعندما بدأتُ بالعمل، كان هناك العديد من الفرق الكردية للأغاني مثل فرقة آكري والعديد من الفرق المختلفة، وكانت هذه الفرقة تقدم عروضها الغنائية والراقصة والمسرحية في الأعراس، وكانت هذه الفرق تحظى بترحيب واهتمام كبيرين من قِبل الشعب، ولا يمكن للمرء التعبير عن تلك المشاعر بعدة جمل".    

وذكر أحمد بأنه في السنوات الماضية وعلى الرغم من السياسة القمعية للنظام، كان يجري الاحتفال بـ نوروز بشكل حماسي، وتحدث عن تلك المرحلة بالقول:  "كان الرفاق في اللجنة التحضيرية يقومون قبل عدة أيام بإبلاغنا من أجل الاستعداد للاحتفال بعيد نوروز، وكانوا يقومون بوضعنا في أحد الأمكان القريبة من ساحة نوروز، حيث كان يتم إعداد ساحة نوروز لأيام قبل الاحتفال بـ نوروز، كما كان يتم اتخاذ الإجراءات والتدابير من أجل سلامة الشعب، وكان الآلاف من أعضاء الانضباط واللجنة التحضيرية يقومون بوضع أعضاء الثقافة والفن في المنازل، ويحددون لهم ساعة الخروج من أجل حماية ساحة نوروز، ومن ناحية أخرى، كانت تحضيرات مسرح نوروز تجري على قدمٍ وساق، حيث كان الآلاف من المواطنين ينهمرون إلى ساحة نوروز مرددين الشعارات، وكان المصورون آنذاك يضعون اللثام على وجوههم حفاظاً على سلامتهم، لكي لا يتم عرقلتهم ومنعهم من قِبل قوات الدولة".  

واستذكر أحمد نوروز 2004 بعد اندلاع انتفاضة قامشلو، وتابع قائلاً: "أرادت الدولة عرقلة الاحتفال بعيد نوروز بسبب اندلاع انتفاضة قامشلو، وانتشار المقاومة في جميع مدن قامشلو، لكن الشعب تمسك بشهدائه، واحتفلنا بعيد نوروز على الرغم من الهجمات الاستفزازية، وتم الاحتفال بـ نوروز باستعدادات قوية وحماس كبير".    

وتطرق عابدين حسين أحمد بالحديث عن احتفالات نوروز بعد انطلاق ثورة روجآفا، وأنهى حديثه بالقول: "أعياد نوروز التي كانت تُنظم في أعوام التسعينيات، كانت يتم المشاركة فيها من قِبل كافة المكونات، وليس من قِبل الشعب الكردي فحسب، وكان في بعض الأحيان، يشارك فنانون من المكونات الأخرى، ويقدمون عروضهم الغنائية على المسرح، وبعد انطلاق ثورة روجآفا ومشروع الأمة الديمقراطية، شاركت جميع المكونات بلغتها وهويتها وأطيافها في احتفالات نوروز، وباتوا يدركون بأن عيد نوروز ليس عيداً للشعب الكردي فقط، بل هو عيد جميع شعوب الشرق الأوسط".