أقدم سوق في عامودا.. سوق الفاتورة

سوق الفاتورة، هو أقدم سوق في عامودا، حيث يمتلك تاريخ قديم جدًا، وقال باعة هذا السوق إن هذا السوق يعد رمزا للسلام والوحدة بين المسلمين والمسيحيين.

إذا تحدثنا عن تقاليد مدينة عامودا، فإن سوق الفاتورة يأتي في المقام الأول، تأسس هذا السوق عام 1929 بالتعاون والمساعدة بين المكونات من الطائفة المسيحية والمسلمين، وتستمر العلاقة التي تربط بائعيها ببعضهم البعض حتى يومنا هذا، ويمتلك بائعي هذا السوق أيضاً قصص طويلة.

وفي ذات السياق، تحدث البائع الأول في هذا السوق بهجت شيخ داوود والبائع محمد سليمان حسن البالغ من العمر 82 عاماً، لوكالتنا وكالة فرات للأنباء ANF عن سوق الفاتورة.

رمز السلام للمجتمع المسيحي والمسلم

 في هذا الخصوص لقد قال بهجت شيخ داوود وهو أحد بائعي هذا السوق القديم: "إن سوق الفاتورة أصبح رمزاً للسلام والوحدة بين الشعبين المسيحي والمسلم، حتى أن هذا السوق تم بناؤه بيد واحدة عام 1929. واسمه سوق الفاتورة يعود تاريخها إلى أن السوق كان يقتصر على بيع قطع القماش، ولهذا سمي في عهد حكومة دمشق باسم الوحدة، وتم بناء افتتاح سوق الفاتورة من 90 بالمئة من أتربة تلة شرمولا الذي يعد من أقدم التلال في شرق جنوب عامودا، ولكن في الآونة الأخيرة فقط بدل جميع الباعة جدران ومحلات السوق من الطوب إلى الإسمنت، في ذلك الوقت كانوا يبنون محلاتهم بصعوبة، وكانت حكومة دمشق تريد الحصول على المال من بائعين، لأنه كان يذهب إلى السوق كل بضعة أيام وتعيق بيع وشراء البائعين.

وأوضح شيخ داوود أن الملفت للنظر هو أن المسلمين والمسيحيين يعملون معا في هذا السوق، وقال: "بعد أن فقد بعض الباعة الكبار حياتهم وبعد أن حدثت بعض الابتكارات في السوق، من بيع معدات المطبخ والبيت والحذاء والملابس، بناء محلات المجوهرات والذهب وأدوات التجميل، أنا والعديد من أصدقائي من نفس العمر لم نغير مكاننا ومضمونها، ومع ذلك فقد وحدنا أنفسنا والأجيال الجديدة معاً، ما يربطنا معاً ليس العمر فقط، بل الحب والاحترام، دكان والدي الذي كان يقع في الجهة الشمالية من السوق، استهدف أثناء الاحتلال الفرنسي، وكانت آثاره ظاهرة حتى سنوات قليلة مضت، لذا نطلب من شعبنا المساعدة في حماية هذا السوق، لأن المدينة معروفة بأسواقها".

منذ عام 1974 وهو يعمل في هذا السوق

أكد محمد سليمان حسن، وهو صاحب محل في هذا السوق يبلغ من العمر 82 عاماً، ويعمل في السوق منذ عام 1947، قائلاً: "أعتبر سوق الفاتورة من أقدس الأماكن، لأن كل محل في هذا السوق لديه قصة طويلة، حيث يريد العدو يريد كل الأشياء التاريخية في المدينة، لكن لا يستطيع هزيمتنا، نحن نعمل على أساس "الفرد للجميع والجميع للفرد".

وعندما تم بناء السوق لم تكن هناك خطوط صرف صحي، حيث كان كل واحد منا يسحب المياه جانباً، وكانت أبواب محلاتنا خشبية، وأقبية بيوتنا مصنوعة من الطين، وإلى الآن يوجد محل لصاحبه يعرف ببيت سراف مصنوع من الطوب، هناك نافورة ماء أمام مدخل السوق من الجهة الشمالية، كلما نظرت إليها جذبت انتباهي أشياء كثيرة قديمة وتمر كل الذكريات أمام عيني، وتعود سنة بنائه إلى عام 1974، في البداية كان هذا السوق يضم 36 محلاً تجارياً، أما اليوم فيبلغ عدده حوالي 90 محلاً تجارياً، وفي عام 2019، وبمساعدة جميع البائعين، قمنا بتغطية سطح السوق بألواح حديدية لحمايتنا من المطر وأشعة الشمس".

واختتم البائع محمد سليمان حسن حديثه: "هذا السوق ليس لي ولبعض البائعين فقط، بل هو ملك للشعب كله، بابنا مفتوح للجميع، صحيح أننا نعيش مرحلة صعبة، لكن لا أحد يستطيع أن يقف ضدنا، سوق الفاتورة يوضح تاريخ مدينة عامودا، إذ تشتهر المدينة بهذا السوق.