وجاء في بيان القيادة المركزية لوحدات المرأة الحرة-ستار ما يلي:
”استشهدت الرفيقة جيان هردم، المناضلة الرائدة والثورية النبيلة والمرأة المقاومة لشعبنا في ميردين، وهي إحدى القياديات في وحدات المرأة الحرة-ستار، في هجوم للعدو في 30 تشرين الثاني 2023 أثناء تأديتها لواجبها في مناطق الدفاع المشروع، وإننا نستذكر رفيقتنا جيان هردم، إحدى رائدات حزب المرأة الحرة حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK)، بكل احترام ومحبة وامتنان في ذكرى استشهادها، وننحني إجلالاً واحتراماً أمام حياتها ومقاومتها، وإننا نستذكر بكل احترام وتقدير جميع شهداء المجتمع الأخلاقي والسياسي والأمة الديمقراطية في شخص رفيقتنا جيان، ونجدد العهد بتحقيق أهدافهم وأحلامهم، وباستشهاد كل رفيقة من رفاق دربنا تزداد مطالبتنا وتصميمنا على النجاح أكثر فأكثر، وعلى جميع أبناء شعبنا أن يعلموا أننا أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق هدف شهدائنا الأبطال في بناء حياة حرة ووطن حر، ونعلن أننا سنعزز من نضالنا في سبيل هذه القضية أكثر من أي وقت مضى.
وإننا كرفيقاتها نتقدم بتعازينا الحارة إلى جميع أبناء شعبنا الكردستاني الوطني ولا سيما إلى عائلة رفيقة دربنا جيان هردم العزيزة، ونجدد وعدنا بأن نجعل من ذكراها الغالية مبرراً لتصعيد نضالنا.
المعلومات التفصيلية حول سجل الرفيقة جيان هردم، هي على النحو التالي:
الاسم الحركي: جيان هردم
الاسم والكنية: ميرفت كولسفر
مكان الولادة: ميردين
اسم الأم – الأب: كاميلة – عبدالقادر
تاريخ ومكان الاستشهاد: 30 تشرين الثاني2023\مناطق الدفاع المشروع
عائلة رفيقتنا جيان تعيش الروح الكردية وفق حقيقتها، كما نشأت رفيقتنا جيان في هذه الثقافة الكردية وشهدت في مرحلة شبابها الروح الوطنية والمقاومة والانتفاضة في عقد التسعينات وفي الوقت نفسه، تعرفت عن كثب على دولة الاحتلال التركي المستبدة والمحتلة والعدوة للشعب الكردي. إنَّ العدو يستهدف الوطنيين والمثقفين والقادة القيِّمين لشعبنا ويلقي بهم في الآبار الحمضية بمساعدة الجهاز السري لمخابرات الجندرمة وحزب الكونترا وقد شهدت رفيقتنا على ذلك وعلى استشهاد الآلاف من أبناء شعبنا وكل هذه الأمور التي حدثت زادت من غضب رفيقتنا جيان ومطالبتها بالانتقام من العدو.
لذلك، في عام 1992، ومع المعرفة الوطنية العميقة والرغبة في الانتقام والروح المنتفضة، انضمت إلى صفوف النضال التحرري وكانت تُغني نفسها في كل لحظة بفلسفة وأفكار القائد آبو وتُصِر على الانتقام من العدو.
في كل لحظة من حياتها الثورية، كانت تناضل بلا هوادة بالأمل والإيمان ضد احتلال وطننا وفكرتنا وأرضنا، لقد كانت حياة رفيقتنا دائمًا مبنية على النشاط والرفقة والحياة العظيمة، لقد عاشت بهذه الفلسفة ورأت رفيقتنا جيان أنَّ الحياة تتلوث بالحداثة الرأسمالية التي هي ذروة ذهنية السلطة الذكوري، لقد كانت تحاول دائما تجميل الحياة.
نشأت رفيقتنا جيان مع عملها الجاد وحياتها النضالية ورفقتها في حركة المرأة الحرة، ولهذا السبب أصبحت من أبرز قادة حركة المرأة الحرة وجيشها، اكتسبت رفيقنا جيان تجاربها الأولى في الحرب وحياة الكريلا والقيادة في منطقة بوطان أثناء مشاركتها في المعارك الشرسة، وكامرأة ثورية، تعلمت في الظروف الصعبة كسب الإرادة وقوة والمهارة والقيادة في تكتيكات الحرب، وكذلك قدرتها على حل المشاكل في هذه الساحة الصعبة من النضال.
رفيقتنا جيان، التي انتقلت من منطقة بوتان إلى ساحة القيادة، تلقت تدريبًا على يد القائد آبو هنا وهنا أتيحت لرفيقتنا جيان فرصة التعرف عن كثب على أفكار القائد آبو وحياته وأيديولوجيته وفلسفته، وجعلت من حقيقة القائد أبو هدفاً لها في البحث والتعمق والعطاء، لقد جاهدت بكل قوتها لفهم القائد آبو بشكل صحيح وأن تصبح شخصية حرة.
بممارستها وقوة إيمانها، جعلت حقيقة القائد آبو أساسا لفلسفة حياتها، لقد عاشت هذه الفلسفة وجعلتها حية في مخيلتها طوال حياتها الثورية، وتوصلت رفيقتنا جيان التي تغنت ألحان الحياة الحرة لمدة 31 عاماً إلى حقيقة هذه الحياة، حيث قالت في أحد تقييماتها: "الذهاب إلى القيادة كان بمثابة ميلاد جديد بالنسبة لي" وبما أنَّ الانبعاث هي بمثابة الخطوة الأولى لحياة جديدة، فإنَّ الذهاب إلى القيادة كان بداية حياة جديدة بالنسبة لي وفي مجال القيادة، كنتُ منغمسا بعمق في حقيقة المرأة لذلك، بالنسبة لي، كان الذهاب إلى القيادة خطوة مهمة للتعرف على نفسي والتعرف على المنظمة الشيء الأكثر أهمية هو أنني تعمقت في البحث والدراية بشكل كبير حول معرفة "من أنا".
كانت حياة رفيقتنا متحمسة جداً بسبب تأسيس الجيش النسائي، لقد اكتسبت عمل رفيقتنا وبصيرتها معنى أكبر مع تقدم نضالنا التحرري اليوم تحت قيادة حركة المرأة الحرة –ستار، لأنه وعلى الرغم من مشاركة المرأة في الانتفاضات ال 28 الاخيرة في تاريخ كردستان، لم يتم تطوير أو إنشاء أي منظمة أو تنظيم يناضل بشكل خاص لحرية المرأة.
ومع ذلك، مع خروج القائد آبو، تمكنت النساء من تنظيم أنفسهن وتشكيل جيش والانضمام إلى حزب وبناء نظام كونفدرالي خاص بهن وشهدت رفيقتنا جيان كل هذه التطورات في التنظيم النسائي وأصبحت في نفس الوقت قيادية لثورة المرأة، لذلك، في شخصية رفيقتنا جيان، كانت حب المرأة على مستوى عالٍ جداً وكانت رفيقتنا تدرك تماماً بأنَّ محبة الإنسان لجنسه تعني محبة الحياة ولذلك فقد بذلت جهداً كبيراً في تنمية المرأة ووعيها، وفي تحرير المرأة من قيود العبودية ،وكانت رفيقتنا جيان على دراية بأنَّ تنظيم المرأة هي أيضا تنظيم الحياة، نضالها ضد كل التخلف والرجعية الذي يفرضه الوعي ونظام الهيمنة الذي يفرضه الرجل على المرأة.
وأشارت رفيقتنا جيان بأنَّ الحياة لا يمكن اكتسابها إلا بالحرب، ولذلك فتحت قلبها ومعرفتها وروحها للحرب والنضال والمقاومة حتى النهاية وفي الوقت نفسه، أثرت مبادئ حزبنا حزب العمال الكردستاني وحزب الحياة الحرة الكردستانية بطريقة ملموسة في شخصيتها وحياتها، وأصبحت مناضلة آبوجية قدوة لجميع رفاقها ورفيقاتها.
وكانت رفيقتنا جيان تعلم بأنَّ الوطنية هي المبدأ الأساسي في أيديولوجية تحرير المرأة، ووفقاً لهذا المبدأ ناضلت ونظمت نفسها في كل ساحة كانت فيها وواصلت رفيقتنا جيان نضالها بالروح الوطنية التي تعطي الوطن والثقافة والفلسفة والحياة الحرة والكرامة الإنسانية.
وهذه الروح الوطنية تحتاج إلى المعرفة والحب والحماية لمجتمعها وقيمها ووطنها وسائر المجتمعات الأخرى، ولا يستطيع الإنسان التعامل مع الإنسان والأرض بشكل منفصل وحب الأرض هو الشرط الأول لمحبة الأخرين، لقد عاشت رفيقتنا جيان هذه الروح بعمق كبير وقادت هذه الروح إلى الوعي الوطني الحقيقي، وأصبحت تمتلك إرادة قوية ومثمرة في الحياة لمدة 31 عاما.
لقد عاشت رفيقتنا جيان الوطنية التي نشأت بفكر القائد آبو وفلسفته بحب وإيمان كبيرين ومن ثم أحيتها، لقد عاشت كل القيم الاجتماعية فأحبتها وأنفذتها من الاندثار، فأصبحت الحياة لأجل رفيقتنا؛ فلسفة الحياة الحرة، لأنها خلال النضال الذي دام 31 عاماً، ناضلت وقادت من أجل الحرية في كل جزء من كردستان وفي الوقت نفسه، قادت العديد من الأنشطة الهامة و كما عملت رفيقتنا جيان بجد من أجل تأسيس منظومة المجتمع الكردستاني وخاصة من أجل تأسيس منظومة العدالة والقانون، وقامت بإداء واجباتها بنجاح ، لقد شاركت في جميع الأنشطة بتصميم وإصرار كبيرين وكانت تمارس وفقا لمهمتها.
وليعلم شعبنا الوطني وجميع النساء المناضلات من أجل الحرية جيداً أنَّنا كرفاق في النضال، طالما بنينا حياة حرة ووطناً، سنبقى معتمدين على ذكرى رفيقتنا جيان وسنعمل على تعزيز القيم التي ناضلت من أجلها رفيقتنا جيان ومن أجل نضالنا في كل ساحة وسنحقق بالتأكيد الحرية الجسدية للقائد آبو.
وكما يتوجب على المرأة والشبيبة الثورية المخلصين لحريتهم وكرامتهم، أن يتمسكوا بإرث النضال والمقاومة لرفيقتنا جيان وكما يتوجب عليهم أيضاً تعزيز روح النضال التي أظهرتها رفيقتنا جيان ضد الاحتلال والظلم والعداء تجاه الكرد في كل مجالات الحياة وعلى هذا الأساس، نستذكر مرة أخرى بامتنان جميع شهداء ثورة الحرية الكردستانية في شخص رفقتنا جيان ونكرر وعدنا بالنصر.