كان شهيد الصحافة الحرة سيد افران مدافعاً عن الحقيقة ومناضلاً للثورة والحرية. لقد حافظ الرفيق سيد افران على ميراث وتقاليد المقاومة لـ "مظلوم دوغان، غوربتلي أرسوز، نوجيان أرهان ودنيز فرات وقاسم أنكين" وعشرات الراحلين في درب الحقيقة، لقد أدى واجباته بشعور ومسؤولية كبيرين، وعلى الرغم من مشاكله الصحية إلا أنه لم يضعف بل تابع سيره في العمل بكل إخلاص وعزيمة، لقد ناضل وضحى بحياته من أجل حرية الشعب الكردي والمنطقة بأكملها لمدة 30 عاماً، لقد نشر معرفته وخبرته وإرثه الثوري في جميع مناطق كردستان وألهم الأجيال لحمل هذه الشعلة، لم يقبل الرفيق سيد افران بالهزيمة يوماً، فبوعيه المستقبلي الحر وبصيرته وشجاعته وحبه ولطفه وإرادته، جسد في شخصيته كفاح العشرات من الباحثين عن الحقيقة وتحول بذلك إلى مصدر للأمل والإيمان.
مع انطلاقة ثورة روج آفا، سرعان ما توجه الرفيق سيد في الصفوف الأمامية، وكان على اعتقاد بأن إنارة الظلام هي إحدى واجباته التاريخية، ولهذا السبب، شارك بحيوية وطاقة لا تعرف إلا النجاح في إعداد وتدريب كوادر ليكونوا قادرين على توثيق ونشر لحظات ثورة 19 تموز، وكما شارك في تغطية المقاومة والأحداث في روج آفا من ديرك إلى عفرين إلى حلب مع العالم أجمع، ونقل للعالم آمال وأشواق وتطلعات شعب روج آفا وشمال وشرق سوريا، لقد خاض الرفيق سيد نضالاً يليق بإرثه في المقاومة، وقدم تجربته وتاريخ كفاحه الذي دام 30 عاماً لخدمة الصحافة الحرة للتعبير عن آمال الشعوب، وكان الرفيق سيد أشبه بالعندليب المحب للحرية والذي جعل من نفسه ناراً يحترق على درب الحقيقة. لقد كان الرفيق سيد افران يشكل خطراً كبيراً وكابوساً للأعداء الكرد، وفي نفس الوقت كان بُشرى وأمل للشعوب المضطهدة.
سوف يرفرف راية النصر دائماً على القمة
أصبح افران صوت المقاومة في سجون آمد، قسطل جندو، سري كانيه، الشيخ مقصود والأشرفية. لقد كان سيد افران عظيماً مثل قمة هاوار وليلون ومثل غضب الفرات ودجلة ومثل تل عين دارة وتل خلف، وكان الفدائي الجميل لجبال كردستان يمثل الشعور والطاقة والذكاء لفكر وفلسفة القائد آبو، وكما كان يمكن رؤية حاجة الناس ورغبتهم في الحرية في شخص سيد افران، فمن ناحية كان ينقل حقيقة الثورة للعالم، ومن ناحية أخرى كان يربي أجيالاً لتحمل وزر هذه الحقيقة وترفع رايتها، ولذلك أصبح أحد مؤسسي الصحافة الحرة في روج آفا ولعب دوراً أساسياً ورائداً في بناء وتنظيم الثورة.
سيحافظ العشرات من تلاميذ الرفيق سيد افران الرائد في الصحافة الحرة، على الإرث الذي تركه سيد، وسيحمون راية النضال التي لوح بها، إن تبني ذكرى وإرث 30 عاماً من الصحافة الحرة للرفيق سيد افران يمكن تحقيقه من خلال السير على طريق الحقيقة الذي سار عليه، وحتى لا تبقى الحقيقة في الظلام لا ينبغي أن نقف في السير على خطى رفيقنا سيد مهما واجهنا العقوبات والصعوبات، إن ما كرّسه الرفيق سيد افران بقلمه وخبرته وما تركه لنا من إرث ثمين يتطلب منا حمايته ومواصلة السير عليه، وراية النصر الذي تلقاه الرفيق سيد افران من جده ورفعه مع حزب العمال الكردستاني، سيرفرف دائماً على القمة.