سيد أفران.. الثوري من أجل قضية الحرية والحقيقة
كان سائراً على خطى الحقيقة خطوة بخطوة مع شعبه من الجبال الحرة إلى شمال كردستان، ومن جنوب كردستان إلى شرق وروج آفا كردستان، وفي هذا الصدد، أكد الصحفيون وتلامذة سيد أفران أنهم سيتبنون إرثه حتى النهاية.
كان سائراً على خطى الحقيقة خطوة بخطوة مع شعبه من الجبال الحرة إلى شمال كردستان، ومن جنوب كردستان إلى شرق وروج آفا كردستان، وفي هذا الصدد، أكد الصحفيون وتلامذة سيد أفران أنهم سيتبنون إرثه حتى النهاية.
من كان لا يعرف سيد أفران للوهلة الأولى، كان يشعر في اللحظات التي يتبادل فيها الحديث معه بأنه يعرفه منذ سنوات، فمنذ اللحظة الأولى، كان الإنسان يغرق مع الشهيد سيد في ذكريات تمتد لسنوات، وكان كل من يستمع إليه في سرد ذكرياته يبحث عن ذكريات الجبل معه.
ومع انطلاق ثورة روج آفا، توجه سيد أفران أيضاً، أحد الأشخاص الذين عملوا في ذلك الوقت على نقل حقيقة الثورة للعالم أجمع، إلى روج آفا كردستان، ولأجل ذلك، يتعرف الرفيق سيد على كل قرية تلو الأخرى خطوة بخطوة، انطلاقاً من عفرين وصولاً إلى ديريك، ولم يتوقف عن عمله الصحفي منذ بداية الثورة وحتى لحظة استشهاده.
وكان سيد أفران في بداية تأسيس الصحافة الحرة في روج آفا كردستان، قد قام بدور كبير فيها، وخلال الفترة الممتدة من عام 2011 إلى 22 أيلول 2023، لم يحارب سيد أفران بقلمه وكاميرته فحسب، بل صنع مقاتلين أيضاً، واليوم أيضاً، فإن مقاتلي الشهيد سيد أفران يتبنون إرثه في السير على متابعة خطى الحقيقة ويواصلون خوض هذا النضال.
وفي الذكرى الأولى لاستشهاد الصحفي سيد أفران، عبّر صحفيون من مناطق شمال وشرق سوريا الذين تلقوا تدريب من الشهيد سيد أفران، عن مواقفهم ومشاعرهم في هذا اليوم.
"كانت لدى الرفيق سيد أفران مشاعر راسخة ومفعمة بالحيوية والنشاط"
عبرت الصحفية لافا إبراهيم عن معرفتها بالصحفي سيد أفران، قائلة: "لقد تعرّفتُ على الرفيق في أكاديمية الشهيد فائق للإعلام، فعندما ينتقل الإنسان إلى مكان ما، يتعين عليه أن يتعرف على محيطه، إلا أن الرفيق سيد لم يكن كذلك، حيث أنه في اللحظات الأولى للتعرف عليه، يتشكل اعتقاد لدى الإنسان كما لو أننا نعرف بعضنا البعض منذ سنوات، فقد كانت فرصة عظيمة لي في أن أتعرف على الرفيق سيد في تلك الأكاديمية، ونظراً لأن الرفيق سيد أفران بذل جهوداً عظيمة، فلا يمكن للمرء أن يصف شخصيته في بضع جمل، لكنه كان مناضلاً للحركة التحررية وصحفياً ثورياً ضحى بسنواته الـ 53 من أجل الحقيقة في سبيل هذه القضية".
وبيّنت لافا إبراهيم أن الرفيق سيد أفران كانت لديه مشاعر راسخة ومفعمة بالحيوية والنشاط، وتابعت: "كان يتحدث عن ذكرياته بمشاعر راسخة لدرجة كنا نعتقد أننا نعيش معه، فعلى سبيل المثال، إذا كنا في مدينة الحسكة، كان يتحدث عن عفرين والمقاومة التي سُطرت هناك، ونحن أيضاً كنا نشعر وكأننا في عفرين، وكان الرفيق سيد بذاته قد خاض عملاً ونشاطاً عظيمين في الأجزاء الأربعة من كردستان، وكان دائماً ما يعتبره أهم شيء بالنسبة له هو الشعب، وكان يقول دائماً "لا تنسوا، نحن نعمل من أجل شعبنا"، وكان يقول لنا، يجب على الصحفي أن يكون دائماً في حالة بحث واكتشاف، وكان يقول إنه يجب أن يتخذ من قضية وطلب شعبه كأساس بالنسبة له، حيث كانت كلماته وممارساته العملية على نسق واحد، ويقول الرفيق سيد في رسالته الأخيرة، "لا تزال هناك الكثير من الأمور التي يتوجب القيام به، ولكن لم يكن هناك سوى هذا القدر من الوقت، وأنا أعلم أن رفاقي الذين بقوا خلفي، سوف يوصلون هذه الأنشطة إلى الذروة"، وإننا كصحفيين وتلامذة الرفيق سيد، نؤكد أننا سنتبنى إرثه والعمل الذي تركه وراءه، وسنمضي بالمسير قدماً فيه وسنكلله بتحقيق النصر".
"لم يكن الرفيق سيد صحفياً فقط، بل كان ثورياً أيضاً"
وذكر مراسل قناة روناهي زكريا شيخو أنه التحق بالتدريب الإعلامي في عفرين وتعرف على الرفيق سيد أفران، وتحدث قائلاً: إن "خصوصية الرفيق سيد التي لا تغيب عن ذاكرتي، هي حبه للتدريب، حيث أن الرفيق سيد أفران لم يكن صحفياً فحسب، بل كان ثورياً أيضاً وكان دائماً يريد معرفة المجتمع ودراسته، فقد كان الرفيق سيد أفران الذاكرة الصحفية لحزب العمال الكردستاني، حيث أن الرفيق سيد أفران كان يتحدث حول حقيقة حزب العمال الكردستاني، ويعبر عن فكر وفلسفة القائد أوجلان بشكل متعمق، وكان سيد أفران رمزاً بالنسبة للصحفيين في مناطق شمال وشرق سوريا على وجه الخصوص، ولذلك، نحن كصحفيين نعيش على هذه الأرض المقدسة لكردستان، وسنسير على خطى سيد أفران".
"سنواصل خوض نضال الرفيق سيد"
وبدورها، ذكرت الصحفية نور حسن أنها تعرفت للمرة الأولى على الرفيق سيد في أكاديمية الشهيد فائق للإعلام، وأضافت قائلةً: "لقد كان الرفيق سيد كبير السن، لكنه كان يتعامل مع الشبيبة بقلب شاب، كما أنه كان يحدثنا عن شخصية الصحفيين وسلوكياتهم ضمن المجتمع، فقد كان يشاركنا فيما يجب أن يكون عليه فكر الصحفي وكيفية التعامل معه، وقد كنتُ الأصغر سناً بين الرفاق والرفيقات في الأكاديمية، وكان الرفيق سيد يقول لي دائماً يتعين عليكِ تطوير نفسك، لأن مستقبلكِ عظيم، أتذكر دائماً كلماته، وبعد أن تخرجنا من تلك الأكاديمية، حظيت ببرنامج جرحى الحرب وأخذت مكاني فيه كمعدة للبرنامج، وهناك تعهدتُ بوعد النجاح والوفاء بواجباتي مجدداً، وكنتُ بانتظار أن يأتي الرفيق سيد ليشاهد ويرى البرنامج الذي أعددته، لكن لم يحصل ذلك، وعلى الرغم من أن استشهاد الرفيق سيد قد آلم قلوبنا، إلا أننا نحوّل هذا الألم إلى قوة ونقوم بواجبنا، وسنواصل خوض نضال الرفيق سيد".