نظّم حزب الوطن السوري، وقفة احتجاجية في مدينة الحسكة، تنديداً المجزرة التي ارتكبتها قوات حكومة دمشق، أمس الجمعة في قريتي الدحلة وجديدة البكارة، التي أدت إلى استشهاد 11 مدنياً، بينهم عائلة تضم طفلين، وإصابة 5 آخرين.
وشارك في الوقفة الاحتجاجية التي نُظمت في دوار سينالكو، بمدينة الحسكة، وجهاء العشائر رافعين صور ضحايا المجزرة.
وكُتب على اليافطات التي حملها المحتجون عبارات تطالب بمحاسبة المجرمين، وأخرى دوّن عليها (دماء أطفالنا عزيزة علينا)، وأخرى (من يقتل أطفالنا لا شرعية له).
تل حميس
تجمّع العشرات من شيوخ ووجهاء العشائر العربية وأهالي تل حميس وأعضاء المؤسسات المدنية والأحزاب السياسية أمام مجلس مدينة تل حميس؛ لإدانة هجمات قوات حكومة دمشق وما يسمى بـ "الدفاع الوطني" على مناطق دير الزور.
وقرأ خلال التجمّع، بيان بهذا الصدد من قبل الناطق الرسمي باسم مجلس قبيلة طي، هيال الخوير، وجاء في مستهله: "عبر سنوات من عمر الأزمة السورية أصبح شعبنا على دراية تامة بمن يأتمر ومن يؤتمر، وبما حيك ضد مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، والأسباب واضحة وهي ضرب استقرار مناطقنا التي تنعم بالأمن والأمان وأخوة الشعوب بين جميع مكوناتها".
وأوضح البيان "الهدف الأساسي الذي تسعى له حكومة دمشق هو إعادة سيناريو داعش في المنطقة، وزرع الفتن بين العشائر العربية القاطنة غرب الفرات مع العشائر العربية الموجودة شرق الفرات وجعل نهر من الدماء بين أبناء شعب سوريا".
وعاهد أهالي ووجهاء تل حميس في ختام بيانهم، القوات العسكرية أن "نكون يداً بيد ضد أي مخطط إرهابي يهدف الى ضرب أمان واستقرار المنطقة، وعلى جميع عشائرنا العربية غرب الفرات عدم الانجرار وراء الفتن التي تسعى لها التنظيمات الإرهابية".
مقاطعة الرقة
خرج اليوم المئات من أهالي مقاطعة الرقة في مسيرة حاشدة تنديداً بهجمات قوات حكومة دمشق وما يسمى بـ "الدفاع الوطني" على قرى ريف مقاطعة دير الزور الشرقي، والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى.
وشارك في المسيرة المئات من أهالي مقاطعة الرقة، وشيوخ ووجهاء العشائر.
انطلقت المسيرة من أمام مشفى الأطفال سابقاً، وجابت بعض شوارع المدينة. وسط حمل يافطات كُتب عليها "ندين ونستنكر المجازر المرتكبة من قبل حكومة دمشق بحق المدنيين العزل"، و"عاشت قوات سوريا الديمقراطية"، و"مجزرة الدحلة وصمة عار على جبين النظام السوري"، و"عاشت أخوة الشعوب"، "الشعب السوري واحد"، بالإضافة إلى صور شهداء مجزرة الدحلة وأعلام قوات سوريا الديمقراطية.
ولدى وصول المسيرة إلى ساحة المرأة، وقف المشاركون دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم أُلقيت كلمة باسم أهالي الرقة من قبل وجيه عشيرة السبخة، الشيخ محمد تركي السوعان، قال: "نتابع ببالغ الأسى والقلق والاستنكار الشديد التصعيد الخطير الذي تشهده مقاطعة دير الزور، وخاصة المجزرة المُروّعة التي ارتكبتها حكومة دمشق وحلفاؤها في قريتي الدحلة وجديدة البكارة في ريف دير الزور الشرقي فجر يوم أمس الجمعة، في تكرار للإجرام الذي لطالما عرفه العالم عنه."
وأضاف الشيخ تركي السوعان: "حكومة دمشق بدأت بخلق الفتنة وضرب الاستقرار في المناطق التي تشهد استقراراً تاماً عبر دعم مجموعات مرتزقة تابعة لها، والإشراف على إثارة الفتن وإدارة المعارك في مناطق دير الزور، وذلك بالاتفاق مع تركيا وقوى أخرى لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار."
بدورها، قالت عضوة منسقية مجلس تجمّع نساء زنوبيا، بشرى المحمد: "منذ ما يقارب العام، وبشكل علني، لم تتوقف محاولات حكومة دمشق عن شن هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا بشتى الوسائل، وبالخصوص على ريف مقاطعة دير الزور، محاولةً بذلك بث الفتنة بين أهالي المنطقة واستهداف المدنيين."
وأضافت بشرى المحمد: "يدين مجلس تجمّع نساء زنوبيا بأشد العبارات هذه الجريمة النكراء، ويحمّل حكومة دمشق وحلفاءها المسؤولية الكاملة عن تداعياتها."
وأكدت بشرى المحمد أن "هذه الهجمات لم تقوّض من عزيمتنا في الدفاع عن مشروع الإدارة الذاتية، ونطالب بضرورة تفعيل آليات المحاسبة الدولية لضمان عدم إفلات مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية من العقاب، وإحقاق العدالة لضحايا النزاع السوري."
في الختام، قبل أن تنتهي الفعالية، قالت "نتمنى الشفاء العاجل للجرحى والرحمة للشهداء، ونؤكد على استمرار نضالنا السلمي من أجل سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية تضمن حقوق جميع المكونات وتصون كرامة مواطنيها كافة".
الطبقة
شارك اليوم، المئات من أهالي مقاطعة الطبقة، بالإضافة إلى ممثلين وممثلات عن الإدارة الذاتية الديمقراطية والهيئات والمجالس التابعة لها، وحزب سوريا المستقبل، وشيوخ ووجهاء عشائر المقاطعة، في مسيرة داعمة لقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي، ورافضة لعودة قوات حكومة دمشق.
انطلقت المسيرة من الحي الأول، رفع المشاركون خلالها أعلام قوات سوريا الديمقراطية ويافطات كتب عليها "نرفض مخطط حكومة دمشق ومرتزقتها لزعزعة أمن واستقرار مناطقنا" وأخرى "الإدارة الذاتية أملنا.. تحققت بدماء شهدائنا.. قسد تمثلنا، تحمينا، تحافظ على مكتسباتنا"، مرددين شعارات "لا لمؤامرات الاحتلال السوري التركي الفاشي".
عند وصولهم إلى مركز الطلبة الديمقراطيين، وقف المشاركون دقيقة صمت، ثم ألقى رئيس رابطة آل البيت عدنان عليوي، كلمة، قال فيها: "على مر خمسين عاماً، يشهد التاريخ وتشهد مناطقنا إجرام النظام الغاشم والمجازر الجماعية والسجون والقتل والتهجير، والآن في الأربعة أيام الماضية بدأت تظهر نواياه السيئة هو ومرتزقته الذين أبدوا سمومهم في هذه المنطقة الآمنة، فهذا الإجرام لا يقبله الله ولا الإسلام."
وتابع: "نوجه كلمة لأهلنا في دير الزور: قفوا ثابتين في وجه الطغاة الظالمين، أنتم أكثر من يعلم بظلم حكومة دمشق ومرتزقتها في مناطقكم في دير الزور، وشهدتم المجزرة بأعينكم، حاربوهم وصدّوهم، فهم فتنة على الإسلام والمسلمين."
بدورها، قالت إدارية مجلس تجمّع نساء زنوبيا في المقاطعة نور حفني: "ارتكب قوات حكومة دمشق في هجماتها مجزرة مروعة في قريتا الدحلة وجديدة البكارة، بريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى استشهاد 11 مدنياً جلهم من النساء والأطفال، في انتهاك واضح لحقوق الإنسان."
وأدانت المجزرة، وأكدت أن "وحدتنا وتلاحمنا والتفافنا حول قواتنا هي رسالة رد واضحة على كل من يحاول خلق التفرقة بين قواتنا وشعبنا".
وأشار من جهته، وجيه من عشيرة الموسى الظاهر، عايد الهادي للهدف من الهجوم، قائلاً: "ما يجري اليوم في دير الزور يهدف إلى إفشال مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، كون امتداد الإدارة الذاتية وصل إلى آخر منطقة في سوريا."
وتعهد على أن "نكون في صف واحد كعشائر مع قواتنا التي تبقى عيناً ساهرة في الليل والنهار لحفظ الأمن والاستقرار في كل مقاطعة وبلدة في شمال وشرق سوريا".
واختتم الشيخ عايد كلمته قائلاً: "العشائر في صف واحد، أطفالاً ونساءً ورجالاً يحملون السلاح مع قوات سوريا الديمقراطية، ونقول لكم سيروا ونحن خلفكم."
منبج
خرج، اليوم المئات من أهالي مقاطعة منبج في مظاهرة حاشدة، احتجاجاً على هجمات حكومة دمشق على أرياف مقاطعة دير الزور، ومحاولات إثارة الفتن العنصرية في مناطق شمال وشرق سوريا.
وشارك في المظاهرة المئات من أهالي مقاطعة منبج وأعضاء وعضوات الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة منبج، والهيئات والمؤسسات التابعة لها، ومجلس عوائل الشهداء، ومجلس تجمّع نساء زنوبيا، ومجلس منبج العسكري، وشيوخ ووجهاء العشائر والمجالس المدنية.
انطلقت المظاهرة من دوار الجزيرة وسط مدينة منبج، وحمل المتظاهرون يافطات كتب عليها (أهالي شمال وشرق سوريا متكاتفون ضد هجمات حكومة دمشق) و(الاعتداءات على أهلنا في دير الزور اعتداء على الشعوب الديمقراطية)، و(دير الزور تنزف، نرفض اعتداءات النظام السوري وميليشياته على أهلنا في دير الزور) و(ليعلم النظام جيداً أن شعب دير الزور يعني الإدارة الذاتية كاملةً). وردد المتظاهرون هتافات (دير الزور نحن معاكي للموت) و(لا للاحتلال التركي) و(واحد واحد الشعب السوري واحد).
وقف المتظاهرون لدى وصولهم إلى دوار المرأة دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم ألقى عضو قيادة مجلس منبج العسكري، قيس العجلاني، كلمة قال فيها: "نحن كقوات عسكرية في مجلس منبج العسكري قيادة ومقاتلون نقف صفاً واحداً مع أهلنا في شمال وشرق سوريا منذ بداية التحرير إلى وقتنا هذا. لا نقبل أي تجاوز أو اعتداء على التراب الذي حررناه بدماء شهدائنا الأبطال".
وأكد العجلاني: "اليوم نقف صفاً واحداً مع أهلنا في جميع أراضي شمال وشرق سوريا ضد أي اعتداء من أي جهة كانت، وسنقوم بالرد بالشكل المناسب. نؤكد لأهلنا أننا على أتم الاستعداد للدفاع عن تراب هذا الوطن".
"نقول لهم دمنا واحد وأبناؤكم أبناؤنا"
عضوة مجلس تجمع نساء زنوبيا نسرين ملة، أدانت "العمل الإجرامي الذي تقوم به الحكومة السلطوية والإرهابية، والذي أدى إلى مجزرة دحلة وجديدة بكارة في دير الزور".
وعزت نسرين ملة عوائل شهداء مجزرة دحلة وجديدة بكارة الذين استشهدوا نتيجة الاعتداء الوحشي الذي قامت به قوات حكومة دمشق، وقالت: "نقول لهم دمنا واحد وأبناؤكم أبناؤنا".
وبدوره، قال أحد شيوخ عشيرة البوبنة الشيخ خالد العجور: "خرجنا اليوم لنثبت للعالم أجمع أن المكونات والعشائر في مدينة منبج ترفض الاحتلال التركي وترفض تدخل حكومة دمشق في الشؤون الداخلية. ها هي العشائر والمكونات خرجت رفضاً للمتاجرة بدماء السوريين".
وبيّن خالد العجور: "نحن رفعنا شعارنا (السلم الأهلي)، وهم يقومون بضرب أبنائنا ويستهدفون شعبنا؛ الأحداث الأخيرة أثبتت للجميع الشراكة بين حكومة دمشق والاحتلال التركي، وكلا الطرفين اتفقا على المتاجرة بدماء السوريين".
ومن جانبه، أكد الرئيس المشترك لهيئة الداخلية في مقاطعة منبج، أحمد خليفة، أن محاولات الاحتلال ومرتزقته وحكومة دمشق لزعزعة الأمن والاستقرار لن تصل لمبتغاها بجهود قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية، التي قدمت وتقدم كل أشكال التضحيات لحفظ الأمن والاستقرار في إقليم شمال وشرق سوريا.
واختتمت المظاهرة بالشعارات التي تؤكد وحدة شعوب ومكونات شمال وشرق سوريا في وجه إثارة الفتن، وعلى حفظ الأمن والاستقرار ضد محاولات الاحتلال ومرتزقته وحكومة دمشق العبث بأمن المنطقة.