وجاء في بيان حزب الاتحاد الديمقراطي PYD:
"أصبح يوم نوروز رمزاً للمقاومة الكردية عبر التاريخ حيث يجدد الشعب الكردي في هذا اليوم عهده لشهدائه السير على دربهم والإلتزام بنهجهم حتى تحقيق الحرية والحفاظ على كرامة الشعب الكردي. فكل نوروز يجلب معه عزيمة مستجدة وتصميماً على المقاومة، وشعار نوروز 2024 جاء مواكباً للحملة العالمية المستمرة بعنوان “الحرية للقائد آبو والحل للقضية الكردية” للإرتباط الوثيق بين حرية القائد آبو ودوره المصيري في حل القضية الكردية.
يمر على الشعب الكردي نوروز 24 والعالم يمر في أزمات وصراعات تهز كيان النظام العالمي برمته في أوروبا وآسيا وأفريقيا والشرق الأوسط بشكل خاص، مما ينبئ بتطورات مصيرية تلقي بظلالها على كردستان والشعب الكردي بل وشعوب الشرق الأوسط عامة مما يتطلب مزيداً من وحدة الصف والتضامن بين شعوب المنطقة من أجل الخروج من الأزمات بأقل الخسائر.
المسيرة الحديثة لمقاومة الشعب الكردي بدأت بكلمتين تعاهدت عليها مجموعة من الشبيبة في يوم نوروز 1973 لتصل بالشعب الكردي إلى جعله عاملاً أساسياً في معادلة الشرق الأوسط وبالتالي في التوازنات العالمية، ليمثل الشعب الكردي طليعة الشعوب الساعية إلى تحقيق الحرية والديموقراطية وأخوة الشعوب من خلال باراديغما “الأمة الديموقراطية”. بكل تأكيد لم يكن ذلك سهلاً، بل تحقق بدماء عشرات آلاف الشهداء ومعاناة الملايين من الإعتقال والتعذيب والنفي والتهجير وحرق وتدمير آلاف القرى، ورغم كل ذلك بقيت شعلة نوروز متقدة متوهجة تنير درب النضال والحرية.
يمر علينا نوروز (٢٠٢٤/ ٢٦٣٣) والشعب الكردي يمر بأكبر وأقذر مؤامرة على وجوده في التاريخ الحديث، فالفاشية التركية التي بدأت بمخططها “إجتثاث الكرد” منذ 2015 فشلت في كآفة أجزاء كردستان، وأنها لم تتردد في إرتكاب أفظع الجرائم التي تخرق كل المقاييس الأخلاقية والمواثيق الأممية من إبادة وإستخدام الأسلحة المحظورة وتدمير البنى التحتية، ولهذا أصبحت تبحث عن قوى تشاركها في جرائمها وحربها على الكرد في كافة أصقاع العالم، بالإبتزاز تارة والتنازلات والإغراءات تارة أخرى، تطرق أبواب الناتو وتقوم بجولات مكوكية وتجند كافة القوى المتواطئة معها في الداخل والخارج وتمارس كل أشكال المكائد والألاعيب العثمانية المعروفة.
الشعب الكردي قرأ تاريخ آبائه وأجداده واستنبط الدروس اللازمة من أخطائهم بعد دفع الثمن غالياً، واستطاع كسب صداقة شعوب العالم في كافة القارات بديبلوماسيته المجتمعية، وبطروحاته المعاصرة لحل الأزمات وبذلك كسب ثقة وتعاطف كافة القوى الديموقراطية في العالم، وبات يستحق ريادة مسيرة الديموقراطية التي تحتاجها شعوب العالم، فكل الحناجر من أميريكا اللاتينية وصولاً إلى الفيليبين واندونيسيا أصبحت تصرخ بشعار”JİN JİYAN AZADİ” الذي تعزز من كوباني وانتشر في كل أنحاء كردستان والعالم.
إننا في المجلس العام لحزب الإتحاد الديمقراطي PYD نتقدم بأجمل وأصدق التهاني إلى شعبنا الكردي في أجزاء كردستان، وإلى جميع شعوبنا المحتفلة بعيد المقاومة والإنبعاث في يوم نوروز 2024، ونبارك بشكل عوائل شهداء الحرية، ونجدد عهدنا لشهدائنا بإلتزامنا بنهجهم حتى تحقيق تطلعات شعبنا نحو الحرية والديموقراطية وأخوة الشعوب والقيم الإنسانية التي ضحوا من أجلها. ونطلب من شعوبنا وقواها الديموقراطية أن ترفع وتيرة نضالها لإفشال كافة المرامي الخبيثة وحل جميع الأزمات في مقدمتها الأزمة السورية وفق القرار ٢٢٥٤. كما نسأل شعبنا التحلي باليقظة اللازمة والوعي المسؤول لإدراك أبعاد وأساليب المكائد التي يلجأ إليها أعداء الشعوب. ونحن واثقون من أن وعي الشعوب ومقاومتها وتضامنها كفيلة بتحقيق الحياة الحرة الكريمة التي تليق بنوروز وتستحقها شعوبنا.
– يحيا نوروز رمزاً للمقاومة والحرية وأخوة الشعوب وتضامنها".