قوات سوريا الديمقراطية: قواتنا أصبحت أكثر قوة وصلابة

أكدت قوات سوريا الديمقراطية أن القوات، وبعد تسع سنوات من التأسيس، أصبحت أكثر قوة وصلابة في جميع المجالات، على الرغم من جميع الظروف والهجمات.

 أصدرت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، اليوم، بياناً إلى الرأي العام، بمناسبة الذكرى التاسعة لتأسيس القوات، وأكدت من خلاله أن تأسيس قوات سوريا الديمقراطية هو تأكيد على هوية المنطقة ومكوناتها.

وجاء في نص البيان:

"يصادف اليوم، العاشر من تشرين الأول، الذكرى السنوية التاسعة لتأسيس قواتنا، قوات سوريا الديمقراطية بناء على ميراث عظيم من دماء وتضحيات الشهداء في وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب، وكذلك، على عدد هائل من الانتصارات والحملات العسكرية الناجحة التي تحققت بفضل شجاعة الآلاف من شبان وشابات مناطق شمال وشرق سوريا ووفاء وإخلاص الأهالي الذين قدموا كل شيء من أجل انتصار الثورة. وبهذه المناسبة، وإذ نستذكر جميع شهدائنا الأبطال، فإننا نهنئ شعبنا ومقاتلينا وجميع الشعوب التواقة للحرية.

إن تشكيل قوات سوريا الديمقراطية، هو خلاصة مسيرة عظيمة بدأها أبناء شعبنا، حيث تراكم الكثير من التجارب والحكمة والصبر والشجاعة والثقة بالقوة الذاتية والإيمان بالنصر في نفوس المقاتلين والمقاتلات وكذلك شعب روج آفا الذي لم يثق بأي طرف سوى الوحدات ولجان الحماية الذاتية النواة المؤسسة لمشروع الدفاع المشروع في المنطقة. لذا، إن الحديث عن تأسيس قوات سوريا الديمقراطية لا يمكن أن يحظى بأي قيمة من دون العودة إلى التاريخ واستذكار الأحداث والمعارك التي سبقت ذلك التأسيس بصعوباته وتحدياته وبانتصاراته، وكذلك بتضحيات قادة ومقاتلي الوحدات الذين تحدوا جميع الظروف وواجهوا التحديات بالإصرار وعدم التراجع حتى وإن كلّف ذلك حياتهم، بعيداً عن المصالح الشخصية والمكتسبات الفردية والأفق الضيقة.

لذا، إن وراء تأسيس قوات سوريا الديمقراطية نفوس مضحية وفدائية وعقول مبدعة تستفيد من جميع تجارب التاريخ، وتقرأ المستقبل وأرواح شُجاعة، كل هدفها وغايتها هي حماية أهالي المنطقة وصون كرامة الأرض والوطن في وقت كانت جميع الأطراف على التراب السوري تلهث وراء مصالحها وغاياتها الشخصية الدنيئة وتبيع كل شيء من أجل ذلك.

بعيداً عن الظروف المادية، فإن تأسيس قوات سوريا الديمقراطية هو تأكيد على هوية المنطقة ومكوناتها، لذا، فإن تميّز “قسد” لم يكن فقط بالقوة العسكرية وعديد مقاتليها ومقاتلاتها، بل كان بالهوية التي تمثلها وبالأهداف التي تناضل من أجلها، وكذلك بالمبادئ التي يمتثل لها مقاتليها ويصونونها في حياتهم اليومية والعسكرية، فكانت “قسد” بحقّ الممثل الحقيقي لجوهر مجتمعنا في شمال وشرق سوريا القائم على ردّ الطغيان والتضحية من أجل حماية الحرية والكرامة، مهما كانت الهجمات واسعة وإجرامية، وحين يتحدث الناس في المنطقة وكذلك العالم عن “قسد” فإنهم لا يتحدثون سوى عن شجاعة مقاتليها وتفانيهم في سبيل قضيتهم وكذلك عن التضحيات التي قدموها في سبيل حماية المنطقة وكذلك العالم من الإرهاب والإجرام.

مما لا شك فيه، أن “قسد” واجهت الكثير من الصعوبات والتحديات أثناء تأسيسها وبعد ذلك أيضاً، ابتداء من التحديات التسليحية والمادية وصولاً إلى تكالب جميع الأطراف ضدها، وفي مقدمتها داعش ودولة الاحتلال التركي، ولكن، لم يكن ذلك سوى اختباراً لمشروع “قسد” الوطني والأخلاقي والإنساني، لذا، كان الإصرار على تجاوز تلك التحديات وتحويلها إلى دوافع لمزيد من الكفاح والمقاومة من أهم أساليب “قسد” لتحقيق الانتصارات ودحر القوى المعادية التي هاجمت المنطقة، فلا شيء يمكن أن يوقف المد الثوري لدى مقاتلي “قسد” أو يبث فيهم روح اليأس، على العكس تماماً، كان التغلب على الصعوبات والتحديات دلائل أخرى على عظمة وقوة إرادة “قسد”، وهو ما كان يمكن أن تُبنى عليها طموحات وأحلام جميع مكونات المنطقة، ومن هنا، انطلقت “قسد” لتحرير المنطقة تلو الأخرى، وتخليص الملايين من السكان وصولاً إلى قيادة جبهة أعظم وأكبر لتخليص العالم من أعتى قوة إرهابية وهي داعش.

إن تحرير الآلاف من الكيلومترات، وكذلك الآلاف من القرى والبلدات لم تكن عملية حسابية قائمة على الأرقام ونتائجها، إنما هي نتاج لآلاف من الشهداء والجرحى من مقاتلي ومقاتلات “قسد” وآلاف من اللحظات كانت تختلط فيه الألم مع الفرح، والتضحية مع معارك وحملات تحرير لملايين من الأشخاص كانوا رهائن بيد داعش وغيرها من القوى الإرهابية والمعادية. لذا، أصبحت “قسد” بتضحيات مقاتليها رمزاً للمنطقة على مستوى العالم وأصبح الحديث عن “قسد” هو بمثابة الحديث عن تاريخ وهوية المنطقة وأصالة مكوناتها وشجاعة شبانها وشاباتها، واستناداً على ذلك، دخلت “قسد” ومن خلفها مكونات المنطقة في علاقات مع العديد من القوى الدولية وفي مقدمتها التحالف الدولي، وباتت “قسد” محور حديث جميع القوى ووسائل الإعلام عند استعراض الحرب ضد إرهاب داعش، بحيث أصبحت القوة الوحيدة التي استطاعت بإمكاناتها المادية المتواضعة هزيمة داعش وطرده من مساحات جغرافية واسعة وهزيمته العسكرية في الباغوز.

اليوم، وبعد تسع سنوات من التأسيس، أصبحت “قسد” أكثر قوة وصلابة في جميع المجالات على الرغم من جميع الظروف والهجمات. فهي أصبحت أكثر نوعية في التسليح وأكبر من ناحية العدد وأكثر مهارة في التدريب وتنفيذ العمليات، وبات مقاتلوها يمتلكون مستوى عالٍ من الانضباط والاحتراف، ويبدعون في خلق كافة الظروف الملائمة استعداداً للتصدي لأي ظروف طارئة، وأثبتت التجارب خلال الأعوام القليلة الماضية التي واجهت فيها “قسد” وبشكل متزامن هجمات الاحتلال التركي وداعش والأطراف الأخرى المعادية إن “قسد” لم تستند إلى الظروف الجاهزة إنما خلقت ظروف ومجالات ملائمة تتناسب مع التحديات التي تواجهها، سواء، من ناحية اتباع التكتيكات الجديدة في الدفاع والهجوم أو من ناحية التحصينات وصولاً إلى التدريب على الأسلحة النوعية، وكذلك خلق الظروف المعنوية والمادية المناسبة.

وعلى هذا الأساس، فإن رهان الأطراف المعادية بالقضاء على “قسد” من خلال شن الهجمات الواسعة عليها وبث الفتن وحبك المؤامرات باءت بالفشل، وعلى العكس من ذلك، أصبحت “قسد” أكثر قوة وصلابة مما مضى، وتمتلك المزيد من عوامل النجاح، وهي عازمة أكثر من أي وقت مضى على تحقيق أهداف وطموحات الشهداء وحماية المنطقة وأهلها وتحرير المناطق المحتلة كأولوية لكفاحها، وتُثبت يوماً بعد آخر أن الهجمات لن تمنحها سوى مزيداً من الصلابة والإصرار.

مرة أخرى، نهنئ عوائل شهدائنا وشعبنا وجميع مقاتلينا بالذكرى السنوية التاسعة لتأسيس قوات سوريا الديمقراطية، ونعاهدهم بتحقيق المزيد من الانتصارات المشرفة لغد مشرق عنوانه الحرية والكرامة".