فنّد الناطق الرسمي لوحدات حماية الشعب، نوري محمود، الادعاءات التي تروّج لها بعض الجهات والأطراف حول تجنيد قوات سوريا الديمقراطية للأطفال دون السن الـ 18، خلال تصريح لوكالتنا، وأوضح أنهم ملتزمون بالبروتوكولات التي وقّعت بينهم وبين الأمم المتحدة.
وبيّنَ نوري محمود أن ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا وصلت إلى مرحلة كبيرة على مستوى المنطقة والعالم أجمع، وطليعة في النضال الثوري الإنساني على المستوى العالمي، وقال: "لذلك تُشنّ حملات تشويهية بحق أبناء روج آفا وشمال وشرق سوريا من مراكز الحرب الخاصة".
'حملات لتشويه قيم الثورة'
وقال نوري محمود إن الحرب الخاصة قد ركّزت مؤخرًا على مسألة الأطفال، وقال: "الهدف من هذه الحملات تشويه النضال الثوري والكفاح الذي بُذل على مدى الأعوام الفائتة، وضرب مؤسسات روج آفا وشمال وشرق سوريا".
وتطرق نوري محمود إلى موضوع الأطفال، وقال: "الأطفال هم مستقبل المجتمع ومستقبل المنطقة، ولا يتم الحكم عليهم بموجب المذهب أو القوموية، أو الهوية، أو الثقافة، لذلك يجب ألا يقترب أحد الأطفال حتى بلوغه سن الـ 18، ونوه إلى أن مناطق روج آفا وشمال وشرق سوريا تنظر إلى الأطفال من هذا المنطلق، ويتم تربيتهم وتنشئتهم بموجب ثقافة وقيم المجتمع الأخلاقي.
وأشار محمود إلى أن دوائر الحرب الخاصة تحاول جاهدةً تشويه نضال وكفاح أهالي روج آفا وشمال وشرق سوريا بكافة الطرق والسبل، ومن إحدى هذه الأساليب مسألة الأطفال، حيث يهدفون عبر بث مثل هذه الإشاعات إلى تمرير سياساتهم، وقال: "لذلك على شعبنا أن يكون واعيًا ومدركًا لهذه السياسات".
وأكد نوري محمود أن وحداتهم، وحدات حماية الشعب والمرأة، اتخذت من تنظيم المجتمع وآرائه وتوجيهاته أساسًا لها منذ البداية وإلى الآن، وقال: "وحداتنا تقرّبت من كافة المواضيع بموجب قيم ومبادئ وآراء المجتمع، وحمت قواتنا الأطفال في كافة مناطق شمال وشرق سوريا من الإرهاب والفاشية والظلم"، ونوه إلى أن قواتهم تنظر الآن إلى الآلاف من أطفال وأسر داعش الموجودين لديهم نظرة إنسانية، والمجتمع الدولي يدرك ذلك جيدًا.
نوري محمود لفت إلى أن مؤسسات شمال وشرق سوريا تنظر إلى بعض الحالات (الأطفال) التي تظهر ضمن المجتمع نظرة إنسانية (أي الذين ينفرون من أسرهم) ويتم تقديم كامل الرعاية اللازمة لهم، وقال: "على شعبنا أن يدرك جيدًا أن الأطفال هم قيمة كبيرة بالنسبة لنا، فهم استمرارية لقيم المجتمع والوطن، لذلك يجب تربيتهم على القيم والمبادئ الأسرية والمجتمعية والثورية الصحيحة، ويجب أن يبقوا في أسرهم وفي مدارسهم".
ولم ينكر نوري محمود أن الترسبات الفكرية التي زرعها النظام قد أحدثت خللًا في بنية الأسرة ضمن روج آفا وشمال وشرق سوريا، وقال: "أطفال كُثر يهربون من التعامل والعنف الأسري".
أطفال تأثروا بشخصيات نضالية
وأوضح نوري محمود أن شريحة كبيرة من الأطفال تأثروا بالثورة وتأثروا بالشخصيات النضالية ضمن الثورة لذلك يتوجهون إلى صفوفها، وقال: "يحاول العشرات بل المئات من الأطفال الالتحاق بصفوف وحدات حماية الشعب والمرأة وقوات سوريا الديمقراطية، ونحن وبالتعاون مع الإدارة الذاتية نعمل جاهدين من أجل إيجاد حلول".
وتابع نوري محمود أن الأطفال في المنطقة يعانون من مصاعب جمة، وأن الوحدات والقوى العسكرية طورت النقاشات مع مؤسسات شمال وشرق سوريا والمجتمع، والأمم المتحدة، من أجل إيجاد حلول للأطفال الذين يفرون من العنف الأسري أو عنف المحيط، أو نتيجة الترسبات الفكرية ويتوجهون إلى صفوف الثورة، وقال: "بموجب الاتفاقات الأممية، تم افتتاح مؤسسات تعليمية وتدريبية في شمال وشرق سوريا لهؤلاء الأطفال، ويتم تدريبهم وتعليمهم بإشراف الإدارة الذاتية والأمم المتحدة".
انضمام القاضرين مرفوض في صفوف القوى العسكرية بروج آفا
وأكد الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب نوري محمود أن القوى العسكرية في روج آفا وشمال وشرق سوريا لا تسمح بانضمام الأطفال إلى صفوفها، وقال: "وارد في عقودنا ونظامنا عدم قبول الأطفال دون السن الـ 18، والأطفال الذين يتوجهون إلينا نقوم بتوجيههم للإدارة الذاتية التي تضمن وتتكفل بتنشئتهم ضمن شروط وظروف مناسبة وملائمة".
نوري محمود بيّن أن هناك جهات تابعة لدوائر الحرب الخاصة تستغل مسألة الأطفال وتستخدمها للتشهير بقيم ومبادئ الثورة، والنظام الديمقراطي في روج آفا وشمال وشرق سوريا، وقال: "هذه الجهات تحاول تشويه الإنجازات والمكتسبات التي حُققت بتضحيات عظمية، بتضحيات 11 آلف شهيد وأكثر من 22ألف جريح".
محمود تابع: "هذه الجهات لا تستخدم مسألة الأطفال فحسب لشن هجمات تشويهية بحق قيم ومبادئ الثورة، بل يتم العمل على الفئة الشابة أيضًا، لوضعهم تحت تأثير سياساتهم، كنشر المواد المخدرة، ونشر الفاحشة وبشكل خاص دوائر الاحتلال التركي"، وبيّن أن على الجميع القيام بمسؤولياته، وبشكل خاص الأسرة، وأن يتم تنشئتهم تنشئة لائقة بقيم ومبادئ الثورة والتضحيات التي قُدمت، مبيّنًا أن المنطقة تمر بمرحلة تاريخية.
ووقّعت قوات سوريا الديمقراطية مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاع المسلح، في تموز 2019 اتفاقية عمل مشتركة في حماية الأطفال ومساعدتهم ضمن مناطق الإدارة الذاتية، ومنع تجنيد القاصرين.