جرى لقاء ثلاثي في موسكو بين وزراء الدفاع ورؤساء المخابرات لكل من سوريا وتركيا وروسيا، الجميع يعلم مدى التناقضات والصراع بين هذه الأطراف الثلاث، فالدولة التركية طرف في هذه الحرب، وكانت تعادي حكومة دمشق والآن تحتل جزء كبير من الاراضي السورية وكانت بوابة لعبور المرتزقة من تنظيم داعش الارهابي الى سوريا مع تقديم الدعم لهم، في هذا السياق أجرت وكالة فرات للأنباء لقاءاً مع عضوة المجلس التشريعي لإقليم عفرين مشيرة ملا رشيد والتي قالت في بداية حديثها:
" الآن نشهد صراعاً في جميع المناطق السورية وخاصة مناطق الشهباء، حيث تتعرض لحصار خانق شديد من قبل حكومة دمشق، بالإضافة إلى استمرار هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها ضدها، حيث التجأ اليها اهالي عفرين الذين هجروا منها قسراً بعد احتلالها، واتخذوا من منطقة الشهباء ساحة لهم لاستمرار المقاومة والنضال".
وتابعت مشيرة حديثها بالقول: " إن المحاولة التي قامت بها الدول الخارجية والدولة التركية من أجل تدمير الادارة الذاتية التي تأسست بإرادة الشعوب السورية وقاموا بإدارة أنفسهم بأنفسهم، هي لأن حكوماتها الاستبدادية لم تروق لها ذلك، ولذلك راينا تقاربات بين النظامين التركي والسوري، ان عدنا الى بداية الازمة السورية، فسنرى كيف سعت الدولة التركية إلى تشويه صورة حكومة دمشق و بأن هذه الحكومة لم تعد صالحة لإدارة سوريا، ولذلك تدخلت في الازمة السورية، وقامت باستخدام الذين كانوا يطلقون على أنفسهم بأنهم معارضة، كمعارضة داخلية، وتسببت بتشريد الشعب السوري وخلق ازمة اقتصادية واجتماعية، كما نرى من خلال التقاربات التي حصلت مؤخراً، بأن الدولة التركية قامت ببيع المعارضة السورية.
واشارت مشيرة في حديثها الى ان الدول التركية وبعد الازمات التي تعيشها الآن، لم تأخذ النظام الديمقراطي المتمثل بحزب الشعوب الديمقراطي بعين الاعتبار وكانت تعارضه وتعاديه، لذلك تحاول تصدير أزماتها الى الخارج وخلق ازمات في الدول المجاورة، قامت بعميق الازمة السورية منذ بداية الثورة السورية وحتى الآن، إن التدخلات الخارجية ايضاً والاجتماعات التي حصلت في سوتشي وآستانا ما كانت إلا من أجل مصالحهم، واحتلال المزيد من الاراضي السورية وتشريد شعبها وارتكاب المجازر بحقه، تركيا عملت على ارضاء الدول الخارجية كي تأخذ الموافقة بشن عمل عسكري على مناطق شمال وشرق سوريا وتوسيع رقعة احتلالها الى حدود الميثاق المللي والقضاء على الادارة الذاتية التي وقفت أمام مخططاتها وعدم السماح لها بتنفيذ مشروعها هذا.
واضافت مشيرة قائلةً:" بأن حكومة دمشق وصلت الى مرحلة عمقت فيها الأزمة في سوريا من جميع النواحي، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، حيث فرضت عليها عقوبات اقتصادية، وعلى الرغم من ذلك لم تقبل بالحل الديمقراطي والنظام اللامركزي وبقيت على عقليتها الاقصائية القديمة، وتقرّبت من النظام التركي السوري من أجل القضاء على الادارة الذاتية التي حافظت على وحدة الشعب السوري وأمن واستقرار المنطقة.
وشددت مشيرة في حديثها بأن الادارة الذاتية لم تقبل بتسليم هذه المناطق التي تحقق فيها الأمن والاستقرار بفضل دماء الشهداء، يدعي البعض من المعارضة أن مشروع الإدارة الذاتية هو مشروع انفصالي، مشروعنا يتخذ من ارادة الشعوب اساساً له من أجل تحرير كافة الاراضي السورية وحماية حدودها مع الدولة التركية، هذه الشعوب التي قدمت الكثير من التضحيات ولا زالت تقدمها حتى هذه اللحظة من اجل الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
كما وجهت مشيرة ملا رشيد في سياق حديثها رسالة لحكومة دمشق قائلةً: " يجب على حكومة دمشق ان تتحاور مع الشعوب السورية من أجل إيجاد حل للأزمة السورية بدلاً من عقد الاتفاقيات مع الدولة التركية التي تسببت في تهجير وتشريد الشعب السوري وتسعى لتغيير ديموغرافية المنطقة، إن الحوار والفكر الديمقراطي والتخلي عن العقلية القديمة هو السبيل الى الحل، وإن مثل هذا التقارب مع الدولة التركية الاحتلالية يهدف للقضاء على وحدة شعوب سوريا.
وأنهت عضوة المجلس التشريعي لإقليم عفرين مشيرة ملا رشيد حديثها بالقول:" الادارة الذاتية هي التي قامت بحماية الاراضي السورية، ونرى الآن الحصار المشدد على كل من مناطق الشهباء وحي الشيخ مقصود والاشرفية ما هو إلا جزء من مخططات الدولة التركية وحكومة دمشق للنيل من ارادة هذا الشعب".