نظم مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية NRLS، منتدى تحت عنوان "الهجرة والحركة السياسية الكردية في غرب كردستان"، في صالة زانا في مدينة قامشلو، شارك فيها ممثلو أحزاب وحركات وتنظيمات سياسية، ومثقفون، ومؤسسات دينية وحقوقية، وباحثون وشخصيات اجتماعية.
وبعد الوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الحرية، سلط عضو الهيئة الإدارية لمركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية كرديار دريعي، الضوء على سياسات التهجير بحق الشعب الكردي في الماضي والحاضر، والتحديات والمعوقات التي يعاني منها المهجرون.
وبيّن دريعي بعدما هاجر الأتراك إلى الأناضول والشرق الأوسط، قاموا بتهجير الكرد، وأبادوا الأرمن، وارتكبوا المجازر بحق السريان، وأوضح: "قاموا بتهجير 700.000 من أبناء الشعب الكردي، كذلك الأرمن لا يزال يعانون من تداعيات الإبادة".
ونوّه دريعي إلى ما عاناه الشعب الكردي في الماضي، وقال: "في عهد أتاتورك، سحقت الثورات والانتفاضات التي قام بها الشعب الكردي انطلاقاً من ثورة الشيخ سعيد مروراً بثورة ديرسم، وأكري، وكلي زيلان، وجوبهت بتهجير الكرد من مناطقهم".
وأشار دريعي إلى عمليات التهجير في شرق وجنوب كردستان، بالقول: "خلال الأنفال ومجزرة حلبجة في عهد نظام صدام حسين قتل أكثر من 180 ألف كردي، كما هُجِّر 50000 ألف كردي في عهد الشاه صفوي بشرق كردستان لأسباب سياسية".
وألقى دريعي الضوء على ما يعانيه الشعب الكردي في الحاضر: "خلال الزلزال المدمر الذي حصل في شمال كردستان، وبحجة المساعدات حاولوا تغيير ديمغرافية المناطق التي يقطن فيها الكرد".
ولفت دريعي إن الكرد عانوا كثيراً بعد احتلال عفرين وسري كانيه وكري سبي من قبل دولة الاحتلال التركي، وقال: "يحصل تغيير ديمغرافي في المناطق المحتلة، ويتم الاستيلاء على منازل السكان الأصليين، وتغيير طبيعتها الخلابة من خلال قطع الأشجار وتحويلها إلى صحراء قاحلة، وذلك في إطار سياسات ممنهجة لقتل الحياة في عفرين".
وأوضح دريعي أن 700.000 ألف شخص هجروا قسراً من عفرين وكري سبي وسري كانيه أثناء هجمات الاحتلال التركي.
وسلط سنفزيون عرضه مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية، الضوء على المعاناة التي يعاني منها المهجرون في المخيمات، ورصد آراءهم حول مدى دعم الحركة السياسية الكردية لهم ومطالبهم لكيفية طرح موضوعهم على الصعيد الدولي.
وانتهت الجلسة الأولى بعرض مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية نتائج استبيان أجراه المركز، حول الدعم الذي تقدمه الأحزاب السياسية الكردية للمهجرين. حيث أكد أن الأحزاب السياسية لم تقم بوضع قضية المهجرين على أولويات أعمالهم.
بعد ذلك، افتتح باب النقاش أمام المشاركين في المنتدى، حول إمكانية ما يمكنه فعله على الصعد كافة، في دعم قضية المهجرين قسراً وعودتهم إلى ديارهم.
ودعا المشاركون الحركة السياسية الكردية لضرورة تقوية الصعيد الدبلوماسي للضغط على الجهات الدولية ووضعهم صورة ما يعيشه المهجرون وما يعانوه، والعمل معهم لإعادة المهجرين إلى موطنهم الأصلي وإنهاء الاحتلال.
وطالب المشاركون تشكيل لجنة مهمتها إجراء زيارات في الخارج لإيصال قضية المهجرين إلى المحافل الدولية والحقوقية والإنسانية، وضرورة القيام بنشاطات وفعاليات مختلفة في الداخل والخارج للضغط على الرأي العالمي.
وركز المشاركون على ما يعانيه النساء والأطفال في المخيمات، وضرورة الوقوف بوجه سياسات التهجير التي يتبعها الاحتلال التركي.
وشدد المشاركون على أن هناك ضرورة لتوحيد الحركة السياسية الكردية، ووضع ملف المهجرين على أجندتهم الأساسية.