"مرتزقة داعش تعتمد على دولة الاحتلال التركي" - تم التحديث
قال سردار جودي، أحد قادة قوات سوريا الديمقراطية، إن "جيل جديد من مرتزقة داعش ينشأ في مخيم الهول، وينمو يوماً بعد يوم، ويعتمد داعش على دولة الاحتلال التركي".
قال سردار جودي، أحد قادة قوات سوريا الديمقراطية، إن "جيل جديد من مرتزقة داعش ينشأ في مخيم الهول، وينمو يوماً بعد يوم، ويعتمد داعش على دولة الاحتلال التركي".
تستمر عملية "الأمن والإنسانية" التي أطلقتها قوى الأمن الداخلي بمساندة من قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية المرأة في الـ 27 من كانون الثاني في مخيم الهول لليوم التاسع.
وتحدث سردار جودي، أحد قادة قوات سوريا الديمقراطية، لـوكالتنا فرات للأنباء (ANF) حول النضال الذي يتم خوضه ضد مرتزقة داعش الإرهابية وعملية "الأمن والإنسانية" في مخيم الهول.
وذكر سردار جودي أن نظام الإدارة الذاتية يشكل عائقاً أمام مخططات دولة الاحتلال التركي القذرة، وقال: "نحن نعيش في نظام ديمقراطي مع كافة أبناء شمال وشرق سوريا، لقد أرادت العديد من الدول وفي مقدمتها دولة الاحتلال التركي خلق صراع طائفي بين الكرد والعرب ولكن هذه الخطط لم تنجح أبداً، لقد خاض العرب والآشوريون والسريانيون والكرد نضالاً كبيراً في شمال وشرق سوريا وما زالوا يناضلون معاً، الهدف الأساسي من هجمات دولة الاحتلال التركي هو القضاء على قوات سوريا الديمقراطية، وفي هذا الصدد يواصل أساليبه في الحرب الخاصة وتستمر في هجماتها على المنطقة، ورغم كل ذلك، لن تستطيع دولة الاحتلال التركي القضاء على قوات سوريا الديمقراطية، كما تسعى دولة الاحتلال التركي من خلال مهاجمة المدنيين نشر الخوف والذعر بين الشعب من أجل إفراغ المنطقة وتحاول أيضاً الانتقام من الشعب نتيجة هزيمتها أمام قوات سوريا الديمقراطية.
وأشار سردار جودي إلى أن هناك خطر عودة مرتزقة داعش من جديد وتابع: "تمنح دولة الاحتلال التركي مرتزقة داعش الفائدة الأكبر بهجماتها، عندما بدأنا المرحلة الثالثة من العملية في مخيم الهول، استهدفت دولة الاحتلال التركي رفاقنا من قوى الأمن الداخلي مما أدى إلى استشهاد البعض منهم، ورفاقنا الذين استشهدوا كانوا متجهين للانضمام إلى هذه العملية، وفي اليوم الـ7 من العملية توجه رفاقنا المشاركين في العملية إلى مدينة قامشلو من أجل تأمين احتياجاتهم لكنهم تعرضوا مرة أخرى لهجمات الطائرات المسيرة التركية واستشهد 4 من رفاقنا، واليوم، يعتمد مرتزقة داعش على دولة الاحتلال التركي وكل هجوم ضدنا يصبح بمثابة معنويات وتشجيع لعودة مرتزقة داعش الإرهابية من جديد، كما ولا يزال مرتزقة داعش تشكل خطراً في المنطقة وقد تنفذ هجمات أكبر في المرحلة المقبلة".
وصرح القائد سردار جودي أنه عندما بدأت الهجمات على سجن غويران في عام 2021، بدأت معها هجمات على مخيم الهول أيضاً وقال: "أرسل لهم أحد أمرائهم من العراق رسالة ويقول فيها، "أنكم تعيشون في هذا المخيم وتتلقون التدريبات فلماذا لا تواجهونهم؟ نحن بحاجتكم، وأحداث غويران هو مشروع خاص بالنسبة لنا" وبمعنى آخر، أي أن مخيم الهول يشبه أكاديمية لمرتزقة داعش الإرهابية، وانا كمقاتل لا أخاف من مرتزق داعش الذي تجاوز ارتزاقه 20 عاماً، لكن المرء يخاف من الجيل الجديد الذي يترعرع على ذهنية داعش الإرهابية يوماً بعد يوم، عندما يكبر هذا الطفل، تنمو معه ذهنية داعش، الأطفال في مخيم الهول ينشؤون على هذه الفكرة: "أنا داعشي، لقد تعرضت للاضطهاد والناس المتبقية جميعهم كفار"، وفي مخيم الهول ينشأ الأطفال على ذهنية الإرهاب، وهنا تحملت قوات سوريا الديمقراطية المسؤولية على عاتقها، وستحقق مسؤوليتها وواجباتها حيال ذلك باعتبارها مهمة إنسانية، وبالطبع لن نسمح لخلايا داعش الإرهابية بالعودة والانتشار، ولكن اليوم هناك أشخاص من عشرات الدول في مخيم الهول وهذه الدول لا تتقبل حتى عائلة واحدة، ويوجد في مخيم الهول 50 ألف من مرتزقة داعش الإرهابية فمن سيتحمل مسؤولية الخطر الذي يخلقونه؟ وتقول العديد من الدول هذه العائلات تشكل تهديداً على شعوبها وإنجلترا والعديد من الدول تقول الشيء نفسه، وإذا كانت عائلة واحدة تشكل خطراً عليهم ألا يشكل 50 ألف داعشي خطراً علينا؟ وعندما تهاجم دولة الاحتلال التركي مرة أخرى بتقنياتها فإن ذلك سيخلق تهديداً خطيراً مرة أخرى، يحتاج مخيم الهول إلى مساعدة جادة، أنا لا أتحدث عن أسلحة أو مساعدات مادية. ما أتحدث عنه هو بناء نضال مشترك مع الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية، ويجب أن يدرج هذا المخيم على جدول أعمال العالم أجمع، اليوم، يتم تنفيذ مراقبة صعبة في هذا المخيم والحماية التي توفرها قوات سوريا الديمقراطية محدودة، لذلك لا يحق لأحد أن يقول في قابل الأيام بأن قوات سوريا الديمقراطية قصرت في واجباتها ولم تستطع فرض السيطرة الكاملة على المخيم، اليوم يسيطر المئات من رفاقنا على أكثر من 50 ألف داعشي.
ويقع مخيم الهول على الحدود بين العراق وسوريا، ومحيط المخيم على أغلبها منطقة صحراوية، وعندما كانت الظروف الجوية سيئة تضاءلت معها تأثير التقنيات إلى حدّ كبير، أن عوائل مرتزقة داعش تتلقى تدريبات في مخيم الهول وخلال عملياتنا وجدنا بعض الوثائق، وكان مكتوب في هذه الوثائق مفهوم الجهاد وهذه الوثائق مكتوبة باللغة التركية ومطبوعة في إسطنبول، ويتم تعليم الأطفال على هذه الوثائق، على سبيل المثال، "ما هو الجهاد وكيف يمكن لكل مسلم أن يجاهد ضد الكفار".
وبالطبع دولة الاحتلال التركي ترى ذلك، ومرتزقة داعش الذين جاءوا من أوروبا مروا عبر الخطوط الجوية التركية، وتتحدث وسائل الإعلام التركية بشكل يومي بأن هناك أعمال عنف وضغوط على مخيم الهول، والعالم يتابع ويرى عملية "الأمن والإنسانية" ولا تتخذ قوات سوريا الديمقراطية هذه العملية بمفردها وإنما يتابع التحالف الدولي هذه العملية عن كثب ويدرك جيداً خطر مرتزقة داعش في مخيم الهول، وقد تم تنفيذ المرحلة الرابعة والخامسة من هذه العملية، الأمراء الذين خططوا للعمليات الإرهابية في العراق وسوريا فروا من المخيم، وقُتل أبو عبيدة أمير مرتزقة داعش في هذا المخيم منذ فترة قصيرة ولكن بعد مقتل عبيدة تم تعيين أمير جديد على الفور، وتنظم المرتزقة في المخيم أنفسهم بكل الطرق الممكنة ويعلمون الأطفال على الذبح من خلال ذبحهم للقطط والأطفال، لقد اتخذنا إجراءات عسكرية ولكن حتى هذه التدابير لن تكون كافية، ويجب على العالم أجمع أن تقدم المزيد من الدعم وعلى رأسهم التحالف الدولي وأن يتحملوا مسؤولياتهم".
وصرح القيادي سردار جودي أن هجمات دولة الاحتلال التركي كان لها تأثير سلبي على عملية "الأمن والإنسانية" وقال: "خلال الأيام الثلاثة الأولى، تم تنفيذ عملية في قسم المهاجرين ويتكون هذا القسم بأكمله من نساء من جنسيات مختلفة من جميع دول العالم ويمكننا القول إن هذا هو القسم الأكثر خطورة وإشكالية في المخيم، ومع ذلك لا يتبنى الدول مواطنيهم، نحن لا نقتل النساء والأطفال وهذا هو من مبادئ الأخلاقية في قوات سوريا الديمقراطية، كما وتعدُّ المستوى الإنساني والأخلاقي من الضروريات بالنسبة لنا".
وأوضح سردار جودي أن هناك بعض المجموعات الخاصة التي تعمل فقط في هذا المخيم، وقال: "الأشخاص المسؤولون عن هذه المجموعات موجودون في سري كانيه وكري سبي وفي تركيا ويتم دفع من 5 ألاف دولار إلى 10 ألاف دولار مقابل تهريب كل شخص، وتعمل دولة الاحتلال التركي على هذا الأمر بشكل خاص، وبحسب العديد من التقارير فإن مرتزقة داعش تقوم بإعادة هيكليتها في العديد من الأماكن، وتقوم بجمع المرتزقة من إدلب إلى الشهباء وعفرين وكري سبي وسري كانيه، لا تريد دولة الاحتلال التركي أن تتم عملياتنا ضد مرتزقة داعش، وتريد دائماً بث روح العودة بين المرتزقة، وبطبيعة الحال، لديهم خطط طويلة المدى في هذا المخيم، على سبيل المثال، الأطفال يصرخون دائماً ويرددون شعارات وكأن مرتزقة داعش لم تنتهي ولا تزال باقية وتتمدد، فكيف تتمدد مرتزقة داعش؟ وهذا السؤال يثير فضولي، هناك العديد من المناطق ليست تحت سيطرتنا، مثل مناطق سري كانيه وكري سبي وإدلب وعفرين ومناطق تابعة لحكومة دمشق، وفي هذا الصدد يريد مرتزقة داعش إعادة تنظيم نفسها وزيادة هجماتها، ونحن بدورنا سنفعل كل ما هو ضروري لمنع ذلك، ونحن غير نادمين على تقديم 11 ألف شهيدٍ وحتى أن تنتهي وجود مرتزقة داعش الإرهابية سنستمر في نضالنا".
وقال القيادي سردار جودي إن الإدارة الذاتية تدعو في كل عام جميع الدول إلى تبني مواطنيها في هذا المخيم، وقال: "منذ أسبوع تقدم قوات سوريا الديمقراطية والمؤسسات المدنية تضحيات كبيرة رغم ظروف الشتاء القاسية، كما وتستمر في عمليتها، ولكن متى ستندلع حدث ما لا ندري، فهم ينتظرون الأوامر من أمرائهم، وهؤلاء المرتزقة يتلقون أوامرهم من سري كانيه وكري سبي، ونتسأل كيف يتم إدخال هذا الكم الكبير من المواد والأموال إلى المخيم؟ هناك العديد من الدول وعلى رأسها دولة الاحتلال التركي تريد إحياء مرتزقة داعش الإرهابية، ويريدون وضع خطط ومشاريع جديدة لمرتزقة داعش ولأنه مضى أكثر من 10 سنوات، فإن الأزمة السورية لم تُحل بعد وقد لا يتم حلها خلال العامين المقبلين ولا أحد مستعد للحل بعد ولكن مشروع إرادتنا السياسية المتمثلة في مجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية حاضرة ونعيش مع هذا المشروع منذ 10 سنوات، وغني عن القول أن هذا المشروع هو الأنسب للجميع، وهذه هي الحالة العامة لمخيم الهول، وبطبيعة الحال، عند انتهاء العملية سيتم مشاركة النتائج العامة للرأي العام".