خلال متابعتي للمقاومة التاريخية لسد تشرين، سنحت لي الفرصة للقاء عدد كبير من القيادات والمقاتلين والمقاتلات في مقاومة سد تشرين، ومن بين هؤلاء القادة والمقاتلين الذين كان لهم أكبر تأثير عليّ، كانت القيادية في وحدات حماية المرأة (YPJ) آمارا آمد، المرأة الكردية النشطة ذات المعنويات العالية.

وتشغل القيادية في وحدات حماية المرأة آمارا آمد موقعها في خنادق وجبهات المقاومة في سد تشرين منذ 7 كانون الأول 2024، كما أن آمارا آمد تؤدي أيضاً دوراً فعالاً في عملية تنسيق المقاومة على الأرض، وتحظى بمكانة مهمة للغاية وهادفة.

الروح الرفاقية المتواضعة

كل مقاتل ومقاتلة تتحدث عن الروح القيادية والرفاقية التي تتحلى بها آمارا آمد، وتتميز شخصيتها أيضاً بأنها قيادية متزنة ومتواضعة وتهتم بسلامة المقاتلات والمقاتلين، وخلال نقاشاتنا مع المقاتلات، علمتُ أن القيادية في وحدات حماية المرأة، آمارا آمد، كانت قد انتقلت من مقاطعة الجزيرة إلى جهة تشرين في اليوم السابق لبدء المقاومة، كقائدة ذات خبرة ومسؤولية كبيرة، وفي مناقشاتنا الأخيرة، علمتُ أيضاً من القيادية آمارا آمد أنها شاركت أيضاً في المقاومة التاريخية في كوباني، ومن خلال خبرتها قامت بأداء دور كبير في سد تشرين، سواءً من الناحية العسكرية أو من خلال رفاقيتها المعنوية العميقة.

صوتها تخلق المعنويات العالية في نفوس المقاتلات والمقاتلين ويثير الخوف في قلوب المرتزقة

صوتها في جهاز اللاسلكي يرفع الروح المعنوية للمقاتلات والمقاتلين، ويثير الخوف والرعب في قلوب المرتزقة، حيث أن سماع صوت آمارا آمد عبر مذياع المقاومة يجعل المقاتلات والمقاتلين يشعرون بالأمان من أعماق قلوبهم، كما أنه في الوقت نفسه يخلق الروح المعنوية على جهاز اللاسلكي، ولذلك، هذا دليل على وفاء القائد لمقاتليه في معركة الوجود والحرية، وفي الوقت نفسه، يظهر الدور الذي بنته روحهم الرفاقية في خنادق المعركة وفي جبهات المقاومة وما هو الدور الذي يؤديه، فمنذ اليوم الأول من معركة المقاومة وحتى الآن لم يتمكن أي مرتزق محتل من عبور الجبهات التي تتولى آمارا آمد مسؤوليتها، لماذا لم يتمكنوا من ذلك؟ لأن كل هجمات مرتزقة دولة الاحتلال التركي في الأيام الأولى وحتى الآن تم صدها ولم تسفر عن أية نتائج، فكل نداء وجهته عبر الجهاز اللاسلكي أدى إلى حدوث تدخل مبكر وإحباط هجوم آخر من المرتزقة الوحشيين.

تبني الطريق إلى النجاح من خلال روحها الرفاقية والقيادية

تؤدي القيادية آمارا آمد دوراً ما بين تلبية احتياجات المقاتلات والمقاتلين إلى تنسيق الهجمات وصدها، ولذلك، فهي دائماً تجمع حولها المقاتلات بابتسامتها وصفاتها القيادية المقاتلة، ورغم الهجمات الشرسة التي تشنّها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، فإنها ومقاتلاتها يسطّرنَّ تاريخاً جديداً لحرب المقاومة يوماً بعد يوم، وتصبح القيادية في وحدات المرأة الحرة (YPJ) ومقاتلاتها مصدراً للأمل لكل الشعوب المقاومة في شمال وشرق سوريا، ففي كل لحظة من لحظات حرب ومقاومة سد تشرين، وبعد ظهور نتائج كل انتصار، يُسمع عبر جهاز اللاسلكي شعار "المرأة، الحياة، الحرية" وزغاريد مقاتلات آمارا آمد.