عقد مجلس سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا وحلب، اليوم الأربعاء، ندوة حوارية، حول سياسة الاحتلال التركي في سوريا وعموم الشرق الأوسط، والانتهاكات التي يمارسها في عفرين، وذلك في صالة أخين ولات للثقافة والفنّ بناحية فافين في مقاطعة الشهباء، بحضور وجهاء عشائر مقاطعتي عفرين والشهباء وأعضاء منظّمة حقوق الإنسان عفرين - سوريا وعلماء الدين وأعضاء المؤسّسات والاتحادات في مقاطعة الشهباء.
بدأت أعمل الندوة بتشكيل ديون للندوة، ضمّ رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، والرئيس المشتركة للهيئة التنفيذية لإقليم عفرين بكر علو وعضو مجلس عشائر إقليم عفرين إبراهيم العيسى.
ثمّ تحدّثت إلهام أحمد في المحور الأوّل من الندوة، عن تاريخ الدولة التركية وأطماعها في إعادة الحلم العثمانية إلى المنطقة عبر زج مرتزقتها في كل أزمات الشرق الأوسط وعن أهدافها في احتلال عفرين وكري سبي وسري كانيه، ثمّ تم بعدها فتح باب النّقاش أمام الحضور لإبداء اقتراحاتهم للوقوف في وجه هذه السياسة وإخراج المحتل التركي من الأراضي السورية.
وبعدها افتتح المحامي والعضو في منظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا جبرائيل مصطفى المحور الثاني الذي كان تحت عنوان "انتهاكات الدولة التركية ومرتزقتها حيال شعوب إقليم عفرين بمختلف شرائحها ومعتقداته وانتماءاته السياسية والبحث في سبل مواجهتها وكيفية معالجة تداعياتها السلبية على المنطقة" بقراءة ملفّ عن الجرائم التي افتعلها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على مدار ثلاث سنوات في عفرين من قتل وسرقة وخطف واغتصاب وتدمير الطّبيعة وقلع وقطع أشجار الزّيتون والأشجار الحراجية.
وبعدها تحدّث ثلاثة أشخاص من أبناء عفرين وهم "حجي مصطفى ومصطفى دالو ونجيب شيخو" عن الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال التركي ومرتزقته بحقّ عوائلهم في عفرين.
وبعد الانتهاء من النقاشات، قرأت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد البيان الختامي لندوتي حلب والشهباء، حول احتلال عفرين، حيث جاء في نصّ البيان:
"إنّنا في مسد في الوقت الذي نعرب فيه عن بالغ امتنانا وتقديرنا لجميع المشاركات والمداخلات والأسئلة القيّمة التي طرحها الحضور، فإنّنا نرفع للرأي العام العلمي توصياتنا هذه والتي تعد من أهم النقاط التي تم الاتفاق عليها من قبل المجتمعين، والتي تهدف إلى إنهاء الاحتلال والعودة الآمنة للمهجّرين قسراً إلى مناطقهم وبضمانات دولية ومحاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة وتعويض المتضررين جرّاء تلك الجرائم، كل ذلك في إطار القانون الدولي الإنساني ومواثيق الأمم المتحدة، تطبيقاً لبنود القرار الأممي 2254 ودعم ومساندة جميع الإجراءات والخطوات التي تضمن العودة الطوعية والآمنة لسكّان عفرين بضمانات دولية واستعادة ممتلكاتهم عبر كافة الوسائل المشروعة.
ونظراً لما تتعرّض له عفرين من انتهاكات متمثّلة بحالات نزوح وتهجير وقتل واستهداف المدنيين وتوطين مستوطنين فيها، فإنّ هذه الجرائم خطيرة ومنافية لجميع المواثيق والعهود الدولية في ظلّ الصمت الدّولي، فيجب اطّلاع الرأي العام والعالمي على حقيقة ما يجري في عفرين وفضح أجندات وممارسات وانتهاكات الدولة التركية ومرتزقتها.
وضع استراتيجية مشتركة من قبل التحالف والمجتمع الدولي لمكافحة سياسات وجرائم دولة الاحتلال ومرتزقته المتمثّلة بسياسة التغيير الديمغرافي والتطهير العرقي من كافة النواحي الأمنية والفكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية.
وتحقيقاً للأمن والاستقرار والانتقال السياسي في سوريا، هناك حاجة لمنظومة سياسية ديمقراطية جديدة لتجفيف المنابع التي تنعش الإرهاب والتنظيمات المتطرّفة، فمشروع الإدارة الذاتية كتجربة معاشة منذ سنوات تعتبر نموذج حلّ ومشروع سلام ناجحاً".
وتطبيقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب والتطرف وتحقيق العدالة ندعو إلى إنشاء محكمة ذات طابع دولية في مناطق شمال وشرق سوريا لمقاضاة دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها.
ونظراً لتعرّض الشعب الكردي في عفرين لإبادة ثقافية وجسدية جماعية هي جريمة عدوان وجريمة ضد الإنسانية على يد دولة الاحتلال التركي ومرتزقته، لذلك ندعو إلى الاعتراف بهذه الإبادة من قبل الأمم المتحدة وضمان حماية حقوق الشعب الكردي بمختلف مذاهبة ومعتقداته في عفرين.
والعمل على الإيقاف الفوري لجميع ممارسات واعتداءات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها بحقّ البيئة والثروة الزراعية كقطع مساحات واسعة من أشجار الزيتون وسرقتها.
وتشكيل لجنة متابعة برعاية وإشراف مجلس سوريا الديمقراطي وبالاشتراك مع المنظمات والمؤسّسات ذات طابع دولي ترصد وتوثّق جميع الانتهاكات التي تتعرّض لها عفرين من خطف وقتل وتدمير البنية التحتية وسرقة ونهب والاستيلاء على الممتلكات من أراض وعقارات وفرض إتاوات وممارسة سياسات التتريك كتغيير أسماء القرى والأماكن والتدريس باللغة التركية.
ANHA