بعدما احتلت الدولة التركية مدينة عفرين في 18 آذار عام 2018 من خلال هجماتها الوحشية وقصفها، أجبر الآلاف من أهالي عفرين على النزوح قسراً بسبب الظلم والجرائم الذي مارسها مرتزقة الاحتلال التركي بحق الشعب، وبعد ذلك هاجموا أراضي شمال وشرق سوريا، وجددوا آلام الشعب في 9 تشرين الأول 2019 في مدينة سري كانيه وقراها، حيث راح ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى من أبناء شمال وشرق سوريا في سري كانيه، وترك مئات الأطفال بلا مأوى، وأضطر آلاف من الأهالي على ترك ديارهم والهجرة قسراً لحماية أنفسهم وأطفالهم من أعمال القتل، النهب والاحتلال الممارسة من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها.
كما تواصلت مقاومة المقاتلين ضد هذه الهجمات الوحشية التي لم تفرق فيها دولة الاحتلال التركي بين المدنيين والقوات العسكرية آنذاك، ونتيجة هجمات الاحتلال استشهدت الأمينة العامة لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف والعديد من المدنيين الآخرين في 13 تشرين الأول 2019.
منذ بدء الهجمات وحتى لحظة احتلال أي في 17 تشرين الأول 2019 عندما هاجمت دولة الاحتلال التركي المدنيين بوحشية، تم نقل هؤلاء المدنيين المصابين إلى المستشفيات، وتم توثيق المعلومات أن تركيا تستخدم الفوسفور الأبيض المحظور دولياً في هجماتها، ونتيجة استخدامها لهذا السلاح المحرم دولياً أحترق العديد من جثامين المدنيين، وفي ذلك الوقت في 20 تشرين الأول 2019، احتلت الدولة التركية مدينة سري كانيه.
ولأنه يتم تصريح بشكل يومي أن دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها تعرض النساء، الأطفال، الشباب، والمسنين في المناطق المحتلة عفرين، سري كانية، وكري سبي، للاضطهاد والظلم، مما يضطرون إلى ترك منازلهم وديارهم، وعلى هذا الأساس أنشأت الإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة، مخيم واشوكاني ومخيم سري كانيه في منطقة الحسكة، منذ يوم احتلال مدينتي سري كانيه وكري سبي وحتى الآن، يقاوم المهجرون قسراً في هذين المخيمين ويأملون في العودة إلى ديارهم وأرضهم.
كما تحدث الرئيس المشترك في مجلس مخيم واشوكاني، علاء الدين جمال علي، إلى وكالة فرات للأنباء (ANF)، عن بداية إنشاء المخيم ووضع المهاجرون الذين يعيشون في المخيم. وقال في بداية حديثه؛ " بدأت دولة الاحتلال التركي في شن هجماتها الاحتلالية على مناطق شمال وشرق سوريا بتاريخ 9 تشرين الأول 2019، حيث أقدم جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، في إطار مرحلة احتلال مناطق شمال وشرق سوريا، على احتلال مدينتين حدوديتين ’سري كانية وكري سبي‘ والتي تبعد 120 كيلومتراً من أراضيها.
أنشأت الإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة، في شهر تشرين الثاني 2019، مخيم واشوكاني لأهالي سري كانيه الذين نزحوا قسراً من ديارهم بسبب هجمات دولة الاحتلال التركي.
تعيش 2309 عائلة في المخيم ويبقون في 1987 خيمة، والمهجرون الذين يعيشون في هذا المخيم كلهم أبناء سري كانية، زركان، وقرى تل تمر، حيث تم إنشاء المخيم بمساعدة الإدارة الذاتية وبعض المنظمات المستقلة.
وسلط علي الضوء على الصعوبات التي يواجهونها من الناحية الصحية، وتابع قائلاً: "يوجد مكانان فقط للحالات الصحية، لكنهما صغيران يكون فقط لاستقبال المرضى كالحالات الخفيفة أو الإسعافية. نحن نعاني من النقص في العديد من الاحتياجات الصحية، وفي مرحلة الوباء المتفشي ’كورونا‘ نعاني من قلة الأدوات الوقائية، وهذا لأنه حتى الآن لم تساعدهم أي منظمة أو مؤسسة عالمية، يتم وقاية هؤلاء المهاجرين فقط من خلال تنبيههم من عدم التجمع بسبب الاحتياجات التي لا يمكننا تلبيتها".
وأضاف علي قائلاً: " نحن الآن مقبلون على فصل الشتاء، غداً ستهطل الأمطار، و المهاجرون سيواجهون البرد والماء، ولكن رغم ذلك فأن الأهالي سيواجهون هذه الصعاب على أساس بقائهم في هذا المخيم.
وعلى هذا الأساس ندعو جميع المؤسسات المعنية والأمم المتحدة إلى فتح أعينها على الحقيقة ومساعدة هؤلاء المهاجرين، ولكن الشيء الأساسي هو تلبية رغبة المهاجرين، أي تحقيق آمالهم في العودة إلى مدينة سري كانية وطرد المحتل منها".
وبدورها تحدثت المهاجرة شمسة محمد بكر عن حياتها قبل الاحتلال في قريتهم، وقالت: " نحن خرجنا من إحدى قرى جنوب خابور التابعة لمدينة سري كانيه، وفي عام 2013 توغلت مرتزقة داعش، والجيش السوري الحر، وجبهة النصرة في منطقتنا، وحتى عام 2015 عندما قامت قوات سوريا الديمقراطية بتحرير المنطقة وتأمينها وإعادة بناء جميع جوانب الحياة أو المنطقة، كان كل شيء فيها جيداً، وكانت تعيش جميع المكونات في المنطقة معاً بسلام وأمان، ولم يكن هناك فرق بينهم، ولكن فجأة شنت دولة الاحتلال التركي هجماتها على منطقتنا واحتلتها دون سبب وذلك بحجة حماية حدودها، وبسبب طمعها تريد احتلال جميع المناطق وضمها إلى أراضيها، لكن يجب على منظمات حقوق الإنسان العالمية أن توضح سبب غض الطرف عن هذا الاحتلال وإهمال الشعب وحقوقها".
كما تحدثت الرئيسة المشتركة لمخيم سري كانيه، عزيزة الخنافر، عن الوضع في المخيم، وقالت: “تم إنشاء هذا المخيم قبل أكثر من عام، ويحتضن مخيم سري كانيه بمدينة حسكة 11807 أشخاص، تم إنشاء هذا المخيم لمدة عام وشهر وحتى الآن يتلقى المساعدة من الإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة، ومع قدوم فصل الشتاء القارص أيضاً ولأن الجميع يعيشون تحت الخيام وبالتالي سيواجهون الصعوبات من هذا الأمر، وهذا يعني أنه عندما تمطر، ستتدفق المياه إلى الخيام. كما أن الطرق في المخيم كلها ترابية وبالتالي سيكون من الصعب عليهم التحرك عند هطول الأمطار، هذه الخيمة لا تستطيع حماية الأهالي إلى المستوى المطلوب، لأن درجة الحرارة مرتفعة في الصيف وباردة في الشتاء".
و بخصوص الوضع الصحي في المخيم، نوهت عزيزة قائلةً؛ " بخصوص تلبية الاحتياجات الصحية للمهاجرين، لم يساعدنا أي من منظمات المعنية حتى الآن، فقط الهلال الأحمر الكردي موجود في المخيم لخدمة هؤلاء المهاجرين".
وأكدت الرئيسة المشتركة لمخيم سري كانيه، عزيزة الخنافر، في ختام حديثها، : "قرر المهاجرون أن يكونوا متواجدين في المخيم، لكن عيونهم ستظل دائماً في طريق العودة إلى مسقط رأسهم ومدينتهم سري كانيه".