"مع قفزة 15 آب خُلقت ثقافة وفن الثورة"

ذكر جمال تيريج بأن قفزة 15 آب ليست محصورة فقط بجبهة الحرب، بل شكّلت في الوقت نفسه التأثير على الفنانين والمثقفين والكتاب، وقال: "لقد خلقت قفزة 15 آب ثقافة وفن جديدين وثورة اجتماعية".

كان يتواجد في غرب كردستان (روج آفا) في أعوام الثمانينات وقبلها، فرق ثقافية وفنية مثل فرقة شورش وفرقة كلستان وفرقة آزادي وفرقة الجزيرة الشعبية والفلكلورية، كما كانت هناك فرق اتحدت بتطوير وعي الوحدة الوطنية، حيث لعبت فرقة برخدان على وجه الخصوص، والتي تشكلت عام 1983وحققت نجاحاً كبيراً مع قفزة 15 آب، دوراً كبيراً في خلق فن الثورة مع انطلاق القفزة، وتحدث الفنان جمال تيريج، الذي انضم إلى فرقة برخدان عام 1986 باقتراح من القائد عبد الله أوجلان، عن تأثير قفزة 15 آب على الثقافة والفن الكرديين.

 

"اتحدت الثورة والفن معاً"

وتطرق جمال تيريج بالحديث عن تأثير قفزة 15 آب على ثقافة وفن الشعب الكردي، وقال بهذا الصدد: "لقد كان لدينا نشاطات ثقافية وفنية قبل انطلاق قفزة 15 آب، كما كانت لدينا أيضاً أنشطة فنية قوية، وكان هناك العديد من الأعمال الثقافية والفنية ذات المحتويات المختلفة، وكانت تتطور الموسيقا الغنائية والرقص وما إلى ذلك، والتي كانت تروي تاريخ الكرد، وكانت تلك الأنشطة الفنية مكرسة للثقافة الكردية، ولكن مع الإقدام على تنفيذ قفزة 15 آب بعد تأسيس فرقة برخدان، كان لها تأثيراً كبيراً على خلق فن جديد.

"تعززت المشاعر الوطنية مع الفن"

لقد خلقت قفزة 15 آب فن الثورة، حيث أن خلق فن جديد، كان بقيادة فرقة برخدان، وكان صدور أول كاسيت لفرقة برخدان لانتصار قفزة 15 آب على مستوى الثورة، وبهذه الطريقة وصل الفن الثوري إلى مستوى النضال الثوري المسلح، حيث كانت أعمالاً ثقافية وفنية تضمنت أغانٍ بلغات مختلفة، وكانت تشكل التأثير على الشعب وتعزز من المشاعر الوطنية.

"كانت نتيجة لنضال منظم"

أعادت فرقة برخدان خلق فن الثورة من جديد في 15 آب، بشكل يلبي احتياجات الثورة ومتطلبات المجتمع، حيث أن الثقافة والفن اللتان تم خلقهما من جديد لم يكونا قد حصلا من تلقاء نفسيهما، بل كانت نتيجة لنضال منظم، وأصبحت الثقافة والفن الثوريان مع فن الثورة الذي تم خلقهما، وسيلة للإشادة بالثورة وفهم معنى العصر ولفت الانتباه إلى الشهداء والشعوب التي اجتمعت حول الثورة، حيث كان تطوراً جديداً على المستوى الاجتماعي، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها الكثير من الناس في نضال الثقافة والفن.    

وقد عملت قفزة 15 آب على إيقاظ الشعب من السبات العميق، وكانت السبب في إعلاء وإثارة مشاعر الوحدة الوطنية، كما أن الانتصار كان قد لاقى الصدى، ولكن بالتزامن مع أعمالنا الفنية، حصل تقارب كبير مع الشعب.    

"شكلت التأثير على جميع أجزاء كردستان"  

ولفت جمال تيريج في نهاية حديثه الانتباه إلى أهمية 15 آب في تاريخ الشعب الكردي، واختتم حديثه بالقول: "لقد أصبحت الرصاصة الأولى التي أطلقت في شمال كردستان صوت الشعب الكردي وقدمت رسالة وجود الكرد، وكانت الدولة التركية تقول بأننا دفنا الكرد في حفرة ولم يعد بمقدروه الخروج من تلك الحفرة، ولكن الرصاصة الأولى فجر ذلك القبر، وانطلقت ذهنية الوحدة الوطنية مع الرصاصة الأولى، ولم تكن القفزة التي أطلقها الشهيد عكيد ورفاق دربه مهمة فقط بالنسبة لشعب شمال كردستان، بل شكلت التأثير على جميع أجزاء كردستان، ولم يقتصر انتصار 15 آب فقط بمنطقة بوطان، بل اجتازت حدود كردستان، حيث تحول غرب كردستان أيضاً إلى ساحة للقائد والثورة".