هناك عقبات كبيرة أمام تلبية الاحتياجات الأساسية والمأوى مع بدء حلول فصل الشتاء في ظل الظروف الجوية الباردة في المخيمات، حيث تواجه العديد من العائلات خطر التجمد بسبب عدم كفاية إمكانيات التدفئة، بالإضافة إلى ذلك، هناك مشاكل في المخيمات في الوصول إلى المياه النظيفة والغذاء وكذلك الخدمات الصحية.
وتحدث الرئيس المشترك لمكتب شؤون اللاجئين والنازحين لإدارة شمال وشرق سوريا، شيخموس أحمد، والرئيسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مريم إبراهيم، لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول الظروف القائمة في 17 مخيماً في المنطقة.
وذكر شيخموس أحمد أن هناك العديد من المخيمات الصغيرة في منطقة شمال وشرق سوريا غير الـ17 مخيماً، وقال بهذا الخصوص: "من بين هذه المخيمات الـ 17 ، يتم الاعتراف بكل من مخيم الهول، نوروز، روج ، العريشة، ومحمودلي من قبل الأمم المتحدة، وهذا الأمر يجعل من الصعب تلبية احتياجات المخيمات الأخرى، وبالنسبة للمخيمات الـ 12 المتبقية، تقوم المؤسسات المحلية والمنظمات الإغاثية غير المعترف بها من قبل الوكالات الدولية بتقديم المساعدات، وللأسف، لا تتوجه المؤسسات الدولية إلى كل من الشهباء ومنبج، حيث أن عدم ذهابهم إلى هاتين المنطقتين تعد مشكلة بحد ذاتها وأمر في غاية الخطورة".
الدولة التركية تقطع المياه، وتتأثر بالمخيمات بذلك
ونوّه شيخموس أحمد إلى أن الدولة التركية تقلص منسوب مياه نهر الفرات منذ العام 2018، وأنها تقطع مياه محطة علوك منذ العام 2019، مشيراً إلى أن هذا الأمر يشكل تأثيراً سلبياً على المخيمات، وقال: "تبرز مشاكل خطيرة في التنظيف والمرض، بسبب عدم توفر المياه النظيفة لدى أهالي المخيمات، وتسبب بأمراض الجلد والإسهال، كما أن المخيمات في مقاطعة الجزيرة أيضاً تستفيد من مياه محطة علوك، حيث أن هناك مشاكل خطيرة للكهرباء في هذه المخيمات، وتنتشر الأمراض بسبب نقص المياه، التي تشكل عقبة أمام التنشئة الاجتماعية في المخيمات، ومع حلول فصل الشتاء، يعاني أهالي المخيمات من الكثير من المشقات والصعوبات في العديد من القضايا، وتعد مشكلة التدفئة للناس الذين يعيشون في المخيمات مشكلة خطيرة للغاية".
الأمم المتحدة لا تتصرف وفقاً لمسؤوليتها
وذكر شيخموس أحمد أنه يتم الاستجابة لتلبية الاحتياجات اليومية في المخيمات، وأن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تضع الخطط للمخيمات في كل عام، وقال بهذا الخصوص: "مع حلول فصل الشتاء، ينبغي على وجه الخصوص تغيير الخيم، وهذه مسؤولية الأمم المتحدة، إلا أنها لا تتصرف وفقاً لمسؤوليتها، وكانت الإدارة الذاتية قد تمكنت من الاستجابة لحاجة الخيم لبعض المخيمات، وحاولت أن تقوم بمد الإسفلت في الطرق الترابية في المخيمات، وأعطت بعض المدافئ للعائلات التي تقيم في المخيمات، كما بدأت في توزيع مادة المازوت مع بداية شهر كانون الأول، ولبت احتياجات البطانيات والإسفنجات والاحتياجات العاجلة، ووفقاً لبرنامج لجنة التعليم ، فإن التعليم أيضاً يستمر في المخيمات".
عدم كفاية دعم منظمة الصحة العالمية
وأشار شيخموس إلى الأمراض المنتشرة في المخيمات، قائلاً: "إن الصعوبة الأكبر التي تُواجه في المخيمات هي المشكلة الصحية، حيث قامت منظمة الصحة العالمية مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية والحرب الإسرائيلية الفلسطينية بتقليل دعمها للمنطقة، وهذه قضية خطيرة للغاية ومحل انتقاد، ولا يجوز غض الطرف عن كارثة إنسانية في المنطقة.
انسحبت العديد من المؤسسات الإغاثية من المنطقة
وبدورها، ذكرت مريم إبراهيم أنه منذ العام 2011، هناك أزمة إنسانية نتيجة هجمات الدولة التركية ومرتزقتها على منطقة شمال وشرق سوريا، وقالت بهذا الصدد: "هناك محاولات لتقديم الخدمات في المناطق المحررة ومنطقة شمال وشرق سوريا بدعم من الإدارة الذاتية وكذلك بإمكانيات المؤسسات الإغاثية التي تقدم الدعم للإدارة، إلا أن الظروف المعيشية للناس الذين يعيشون في المخيمات لا يمكن تحسينها بالكامل، حيث تواجه النساء والأطفال الذين يعيشون في المخيمات مشقات وصعوبات جمة، وانسحبت العديد من منظمات الإغاثية من المنطقة، خاصةً بعد بدء الحرب الإسرائيلية والفلسطينية، وتوجهت إلى قطاع غزة، وقد شكل هذا الأمر تأثيراً سلبياً في المخيمات، ولهذا السبب أيضاً، استنفرت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا مرة أخرى للمخيمات، وكثفت من الدعم المادي والمعنوي".
يُمارس العنف النفسي على النساء
ونوهت مريم إبراهيم أن ظروف فصل الشتاء يؤثر بشكل أكبر على النساء والأطفال، وقالت: "إذا لم تتمكن أم من تلبية احتياجات طفلها، فحينها، تصبح متأزمة من الناحية النفسية، حيث هناك الكثير من احتياجات الأطفال، ووفقاً لفصول السنة، هناك حاجة ماسة للملابس واللوازم المدرسية، ويتعين تحسين الظروف الصحية للأطفال الذين يصابون بالمرض بسبب التغيرات الموسمية، وعندما لا يتم هذا الأمر، فحينها يشكل هذا الأمر تأثيراً سلبياً على الأمهات، ولهذا السبب أيضاً، يُمارس العنف النفسي على النساء".
وذكرت مريم إبراهيم أن هناك نازحين سوريين في العديد من المخيمات في المنطقة، قائلة: "لقد أتوا لمنطقة الإدارة الذاتية نتيجة الأزمة الإنسانية واستقروا في مخيمات شمال وشرق سوريا، ويرغبون أن يكون لديهم حق بحياة أفضل، وقد فتحت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أبوابها على وجه الخصوص أمام جميع النساء، وأصبح دعم المؤسسات الإغاثية في المنطقة غير كافٍ مع حلول فصل الشتاء، وبالإضافة إلى الدعم المادي، فإننا نقف إلى جانب النازحين من الناحية المعنوية والنفسية، حيث تستمر تدريباتنا المنتظمة من أجل بناء حياة أكثر صحة واستقراراً، ويتم تلبية الاحتياجات الأساسية بحسب إمكانيات الإدارة الذاتية، وتهتم الإدارة الذاتية بتلبية احتياجات الأطفال من الغذاء والمأوى والتعليم".
الدولة التركية تعمل على زعزعة الاستقرار
وأكدت مريم إبراهيم على أن هجمات دولة الاحتلال التركي على المنطقة تشكل تأثيراً سلبياً مباشراً على المخيمات، وقالت بهذا الخصوص: "إن هجمات الدولة التركية تضعف الاستقرار في المنطقة، حيث أن الهجمات تشكل تأثيراً مباشراً على المخيمات، ويعيش الناس في المخيمات تحت التأثير السلبي لأجواء الحرب، ويتزعزع استقرار أهالي المخيمات، وقد أحدثت الهجمات على البنية التحتية للمنطقة على وجه الخصوص ضرراً مادياً في المنطقة، فمن ناحية، هناك محاولات حثيثة لمعالجة الأضرار الناجمة عن ذلك، وتلبية احتياجات المخيمات من ناحية أخرى، بحيث أن هذا الأمر يضيق على الإدارة الذاتية، وفي الوقت نفسه، يصبح عائقاً أمام حياة مستقرة وسلمية وآمنة للنازحين واللاجئين، ورغم كل هذه الأمور، تقدم الإدارة الذاتية الدعم للنازحين واللاجئين بحسب إمكانياتها".