كلبهار كوباني: سنحبط جميع الهجمات

صرحت كلبهار كوباني أنهم مثلما أحبطوا هجوم داعش والدولة التركية على سجن الصناعة، فإنهم سيحبطون أيضاً كافة الهجمات على المنطقة، وقالت: "إننا منتفضون ضد المخططات القذرة ونحن أقوى من أي وقت مضى".

لقد مرت عامين على هجمات داعش، التي شُنّت في 20 كانون الثاني 2022، على حي غويران في مدينة الحسكة، وتحدثت كلبهار كوباني، إحدى القياديات في وحدات حماية المرأة (YPJ)، لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن الهدف من شن الهجمات على السجن والنضال ضد تنظيم داعش.

 

وذكرت كلبهار كوباني أن الدولة التركية والقوى المتآمرة خططوا عبر مرتزقة داعش العديد من السيناريوهات لعرقلة التطورات في شمال وشرق سوريا، وقالت بهذا الصدد: "لقد أعدوا في العام 2020 أيضاً سيناريو من هذا القبيل على حي غويران وحاولوا شن الهجمات، ونتيجة لمستوى الجاهزية القتالية لقواتنا العسكرية وكذلك المعلومات الاستخبارية التي تلقيناها، تم اكتشاف وإحباط محاولة هجوم في عام 2020، لذلك، حاولوا شن الهجمات بخطة ومشروع جديدين، مما أدى هذا الأمر إلى تأخير الهجمات على حي غويران".

وأفادت كلبهار كوباني بأن تنظيم داعش حاول النهوض من جديد بخطة ومشروع جديدين في 20 كانون الثاني 2022، وبتواطؤ ومنظور الدولة التركية، قائلة: "نعلم أن هذا الأمر لم يكن على يد الدولة التركية فحسب، بل كانت هناك قوى دولية أيضاً متورطة فيه، لأن الصمت تجاه معركة غويران أو النهج الحيادي والصمت تجاه الدولة التركية، كشف ألاعيب القوى الدولية".

وقالت القيادية كلبهار كوباني: "لقد تم التخطيط لشن الهجمات على حي غويران أو سجن الصناعة في 20 كانون الثاني مسبقاً، وكانت قد نُظمت في المناطق المحتلة، وبالتالي، كان سيتم احتلال شمال وشرق سوريا، وفي الوقت نفسه، كانت خطة احتلال الحسكة هي التي تقوم بأداء الدور المركزي، وكانت هناك خطة قائمة على تنفيذ الضربة من الداخل".

وأكدت كلبهار على أن الهجمات على سجن الصناعة، الذي يُحتجز فيه 5 آلاف من مرتزقة داعش، والعصيان الداخلي، قد تم عرقلتهما من قِبل وحدات حماية المرأة (YPJ) ووحدات حماية الشعب (YPG) وقوات سوريا الديمقراطية (QSD)، وقالت بهذا الخصوص: "لقد تم إحباط هذه السياسات والهجمات والسيناريوهات عشرات المرات، وكانت محاولتهم وهجماتهم تهدف إلى إضعاف قواتنا واستنزافها، كما أرادوا خلق صورة مفادها أن الفوضى لا تزال مستمرة في المدن الواقعة تحت حماية وحدات حماية المرأة (YPJ) ووحدات حماية الشعب (YPG) وقوات سوريا الديمقراطية (QSD) وأنه ليس هناك استقرار فيها، إلا أن الجميع شاهدوا هذه الحقيقة، حيث أن احتجاز داعش في السجن هو شجاعة في حد ذاتها، وقوة كبيرة يعرفها الجميع، وأن داعش تمثل قنبلة حية تشكل الضرر على المنطقة، وقد نُفذت الهجمات بالأصل على أساس سياسة التدمير، وكانت الهجوم بالأساس هو تدمير الشعوب في شمال وشرق سوريا".

وذكرت كلبهار أن السبب وراء فشل الهجمات هو مستوى الاستعداد للقوات العسكرية قبل بدء المعركة، وقالت: "لقد تم متابعة الوضع لحظة بلحظة، وكان الاستعداد على أكمل من حيث الاحترافية والنشاط لدرجة أنه تم اعتراض الهجمات بشكل مباشر، وأرادوا تحريك المرتزقة المتواجدين في السجن وتسهيل الهجمات من الخارج مع الانفجار الذي حدث في اللحظة الأولى للهجوم، ولم يكن الهجوم هجوماً عادياً، ولم تكن الدولة التركية وداعش والقوى الدولية تتوقع أن يكون رد قواتنا في هذا المستوى".

وقالت القيادية كلبهار كوباني، فيما يتعلق بالنضال الجاري من الآن فصاعداً ضد تنظيم داعش: "إن داعش يستمد الجرأة والقوة من الدولة التركية ويعلم أن الدولة التركية تدعمه، ولهذا السبب يتعامل بدون قلق، ولكن بعد الهجوم على سجن الصناعة، يمكن الملاحظة أن الخوف قد دب في قلب داعش، فقد مُني بالهزيمة على هذه الأرض، وأُلقي القبض عليه، ووقع في الأسر ويتعرض للمحاسبة، كما أدرك أيضاً أن دعم الدولة التركية لن يكون كافياً للبقاء صامداً على قدميه، وقد أدرك ذلك الأمر خلال مرحلة الصناعة، وفهم داعش مرة أخرى، أثناء محاصرة  وحدات حماية المرأة (YPJ) ووحدات حماية الشعب (YPG) وقوات سوريا الديمقراطية (QSD) له، أنه لا يمكنه الخلاص بدعم من القوى الدولية والدولة التركية، وشُوهد بشكل واضح أن القوى الدولية تقف خلف داعش وتدعمه، ويجري سجنهم في المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية المرأة (YPJ) ووحدات حماية الشعب (YPG) وقوات سوريا الديمقراطية (QSD)  منذ سنوات عديدة، حيث أن القوى الدولية لم تبذل أي جهود تُذكر لمحاكمة هؤلاء الدواعش، وعلاوةً على ذلك، لم يبذلوا جهوداً لإنقاذ شعوب العالم من ويلات داعش.   

ولهذا السبب، تقوم قواتنا في ظل الظروف المحدودة للغاية بسجن داعش في المنطقة، وفي الواقع، من مسؤوليات القوى الدولية البدء بمرحلة محاكمة داعش، ومثول داعش أمام الشعب في المحاكم، واستعادة الدول مواطنيهم المنتمين لداعش، لكنها لا تبذل أي جهد في هذه القضية، كما أن الدول التي لديها مواطنين منتمين لداعش في مناطقنا، لا يرغبون باستعادة مواطنيهم المنتمين لداعش، بل يريدون إبقائهم في المنطقة مثل آفة، ومثل قنبلة حية، فيما يتابعون المرحلة بصمت، كما أن الهدف الرئيسي للقوى التي لا تدعم المحكمة هو جعل تنظيم داعش ينمو مرة أخرى في المنطقة، ويصبح خطراً محدقاً على الشعوب، فالاستقرار لشعب المنطقة ليس بالأمر المهم بالنسبة لهذه القوى، المهم هو الاستقرار في بلدانها، ويلتزمون الصمت لكي يتمكنوا من الحفاظ على مواقعهم في المنطقة، ولا ينزعجون من الوضع القائم، ولدينا ثقة كاملة بأنفسنا من ناحية احترافيتنا في التكتيكات العسكرية، واستعداداتنا لتدريب أنفسنا واستكمال القضايا السياسية والعسكرية، وقد أحبطنا الحرب في غويران بتضحيات غالية، ولذلك، سوف نحبط جميع الهجمات".