جهود مكافحة المخدرات.. قبل وبعد القصف التركي لمركز تدريب قوى مكافحة المخدرات قبل عام

نشرت وكالة هاوار للأنباء رصداً بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للقصف التركي على مركز لتدريب قوى مكافحة المخدرات في مقاطعة الجزيرة العام الفائت، قارنت خلاله احصائيات قوى الأمن الداخلي قبل وبعد الاستهداف متساءلة عن مدى تمكن تركيا من تحقيق هدفها.

شهد إقليم شمال وشرق سوريا، بين الفترة الممتدة بين 5 و9 تشرين الأول 2023، هجوماً جوياً غير مسبوق، إذ ارتكب الاحتلال التركي مجزرة في قرية حمزة بك، باستهداف أكاديمية لقوات مكافحة المخدرات التابعة لقوى الأمن الداخلي ليلة 8 تشرين الأول.

وأسفر الهجوم الجوي عن استشهاد 29 عضواً من قوات مكافحة المخدرات، وإصابة 28 آخرين بجروح، كانوا ضمن دورة تدريبية تخصصية لتطوير العمل والارتقاء به. وأكد مراقبون أن الغرض من استهداف الموقع كان مسعى من تركيا لمنع مكافحة المخدرات.

آنذاك، نددت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا بالهجوم، وعدّته "عملاً إرهابياً"، وأعلنت الحداد لـ 3 أيام إجلالاً لأرواح شهداء القصف التركي.

مؤشرات مكثفة لمكافحة المخدرات.. ماذا حدث قبل قصف قوات مكافحة المخدرات؟

جاء الاستهداف في وقت كانت مناطق الإقليم مهددة بأن تغرق في المخدرات، بدعم من دولة الاحتلال التركي وحكومة دمشق. وبالتحديد، أصبحت مناطق الأخيرة المصدر الأول للمخدرات إلى دول الشرق الأوسط، حيث اشتهرت بصناعة "الكبتاغون". يأتي هذا في ظل جهود كبيرة ومساعي من قوى الأمن الداخلي للحد من وصول تلك المواد إلى الإقليم.

لوحظ نشاط لشبكات الترويج والتجارة بالمخدرات في أرياف مقاطعة دير الزور على الضفة الشرقية لنهر الفرات، المتاخمة لمناطق سيطرة حكومة دمشق، والتي تُعدّ إحدى البوابات لتهريب ونقل المخدرات إلى إقليم شمال وشرق سوريا. كما لوحظ نشاط مشابه في المناطق التي احتلتها تركيا من سوريا. توضح إحصائية قوى الأمن الداخلي أنه قبل عملية الاستهداف بـ 14 شهراً، تم القبض على 3169 تاجراً ومروجاً للمخدرات.

ووفق التقارير الصادرة عن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، خلال الفترة الممتدة بين 26 حزيران عام 2022 و26 حزيران عام 2023، ضبطت القوات في الإقليم وكذلك ضمن المعابر التي تربطها بمناطق حكومة دمشق وبالمناطق التي تحتلها تركيا، 147 كغ من الكريستال الميث، و302 كغ من الحشيش، و148 سيجارة حشيش، و11 ألفاً و880 إبرة مخدرة، و838 ألفاً و814 حبة كبتاغون، ومليون و818 ألفاً و405 حبة مخدرات من أنواع مختلفة، و7,5 كغ من الهيروين، و41 شتلة من نبتة الحشيش، و170 شتلة من نبتة الخشخاش، و14 غراماً من الكوكائين، فيما بلغ عدد قضايا المخدرات 522 قضية.

وإلى جانب العمليات الأمنية تلك، كثفت قوى الأمن الداخلي في إقليم شمال وشرق سوريا من تدريباتها المهنية والفكرية لأعضائها، بالتحديد في قوات مكافحة المخدرات، ضمن أكاديمياتها المنتشرة في الإقليم، بما في ذلك الأكاديمية التي تعرضت للقصف من قبل تركيا في منطقة الكوجرات بريف مدينة ديرك.

دافع جديد لتكثيف جهود مكافحة المخدرات

وللوفاء لرفاقهم الشهداء، أطلقت قوى الأمن الداخلي في الـ 27 من تشرين الأول عام 2023، حملة "الانتقام لشهداء قوى مكافحة المخدرات"، داهمت فيها القوى أوكار بائعي ومهربي ومروجي المخدرات في مدينة الرقة، وألقت القبض على 42 شخصاً، وضبط كمية كبيرة من المخدرات بحوزتهم، تضمنت، 557000 حبة كبتاغون، و60 كف حشيش، خلال أول يوم فقط من انطلاقها، في إشارة من القوات لعدم الاستكانة في مواصلة مكافحة المخدرات مهما اعترضتها عراقيل.

وبعد عام على قصف الأكاديمية، تمكنت قوى مكافحة المخدرات من توقيف عدد كبير من المتورطين في الاتجار والترويج لهذه الآفة، وضبط كميات ضخمة من المواد المخدرة.

حيث بلغ عدد الملفات التي تم العمل عليها من قبل الإدارة العامة لمكافحة المخدرات خلال عام كامل 2387 ملفاً تم توقيف كامل المتورطين في هذه الملفات وبلغ عددهم /3485/ موقوفاً.

وضبطت قوى مكافحة المخدرات هذه الكمية من المواد المخدرة وقد بلغت (41,622 واحد وأربعون كيلو وستمائة واثنان وعشرون غراماً من الكريستال الميث، 272,575 مئتان واثنان وسبعون كيلو وخمسمائة وخمس وسبعون غراماً من الحشيش، 275 مئتان وخمس وسبعون من سجائر الحشيش، 16,241 ستة عشر ألفاً ومئتان وواحد وأربعون من الإبر المخدرة، 3,092,742 ثلاثة ملايين واثنان وتسعون ألفاً وسبعمائة واثنان وأربعون حبة من حبوب الكبتاجون، 70,700 سبعون ألفاً وسبعمائة حبة من الحبوب المخدرة من أنواع مختلفة، 570 خمسمائة وسبعون غراماً من مادة الهيروين، 35،5 خمس وثلاثون غرام ونصف من الكوكائين، 541 خمسمائة وواحد وأربعون شتلة من نبتة الحشيش، 1,745 واحد كيلو وسبعمائة وخمس وأربعون غراماً من بذور الحشيش، 117 مئة وسبعة عشر غراماً من مادة غبار الحشيش، 1,849 كيلو وثمانمائة وتسع وأربعون غراماً من زيت الكبتاجون).

وفي مقارنة بين إحصائية قوى مكافحة المخدرات لعام قبل الاستهداف، وعام ما بعد الاستهداف، يتضح زيادة إصرار القوات في ضرب هذه الآفة.