قامت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، هيلين أوميت، بتقييم دعوة القائد آبو "السلام والمجتمع الديمقراطي"، وإعلان حزب العمال الكردستاني لوقف إطلاق النار، والخطوات التي يجب اتخاذها في العملية الحالية وغيرها من المسائل والقضايا ذات الصلة في برنامج خاص بثته قناة مديا خبر التلفزيونية.
في البداية، أودُ أو أعبر باسم جميع مناضلي حزب العمال الكردستاني وحزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) عن محبتنا وشوقنا واحترامنا للقائد آبو، وقد بدأنا بعهد جديد مع دعوة القائد آبو ’السلام والمجتمع الديمقراطي‘، وأوضحنا في بيان حزب العمال الكردستاني عن موقفنا تجاه هذه الدعوة التي أطلقها القائد آبو بشكل ملموس، ووصفنا دعوة القائد آبو بمثابة ’مانيفستو العصر‘؛ وبعبارة أخرى، قيّمناها كمانيفستو، حالياً، تدور بعض المناقشات وسط أجواء توحي وكأن الدعوة جاءت بشكل مفاجئ، أو كأنها ’أُعدت‘ نتيجة اللقاءات التي عُقدت بين وفد ومسؤولي الدولة والقائد آبو في إمرالي العام الماضي.
ولكن قبل كل شيء أودُ أن أقول هذا، إن هذا بالتأكيد نهج خاطئ ومحاولة لتشويه الواقع، ونحن نعلم جيداً أن القائد آبو لديه نموذج وهناك عملية يعمل عليها منذ سنوات ويريد تطويرها، ولذلك، فإن ما نسميه” مانيفستو العصر “هو في الواقع الشكل الأكثر دقة لنموذج” المجتمع الديمقراطي “الذي طرحه القائد آبو خاصة بعد المؤامرة الدولية، وأجد أنه من المهم رؤية ذلك، نعم، لقد كانت دعوة قصيرة، على صفحة واحدة، لكنها كانت، كما وصفها بعض المحللين، بأنها” متبلورة“، وملخصاً لأفكاره الملموسة.
ولقد سلط حزب العمال الكردستاني بنضاله المستمر منذ 50 عاماً الضوء على القضية الكردية، ووجود وقضية حرية الشعب الكردي، وجعله يخوض النضال، وقد تبلورت الآن أرضية للقيام بذلك بوسائل أخرى غير السلاح، بالطبع، يجب التركيز على ذلك من الآن فصاعداً.
قد تسألون، حسناً، لماذا استغرق الأمر كل هذا الوقت الطويل حتى الآن...؟ في هذا الصدد، على الرغم من أن لدينا قضايا ”التغيير والتحوّل“، إلا أن الضغوط على وجه الخصوص، والهجمات ومحاولات التخريب والعبث من الخارج حالت دون تحقيق ”التغيير والتحوّل“ وأصبحت عقبة أمامهما، ولهذا، تابع القائد آبو التطورات في المنطقة وقام بتقييمها ورأى أيضاً أنه قد تشكلت أجندة وفُتح باب في تركيا بالتزامن مع الدعوة التي أطلقها دولت بهجلي، وعمل القائد آبو على تقييم هذه الفرصة، وكما هو الحال دائماً، وجدنا أنه من الصواب العمل ضمن هذا الإطار الذي حدده القائد، وكحزب العمال الكردستاني، فإن نهجنا كحزب العمال الكردستاني هو ضمن هذا الإطار.
وإذا أردنا توضيح القضية، فإن لدينا قضايا تتعلق بالتحوّل، ونحن مقتنعون بذلك، وهذا هو الواقع، بغض النظر عن الضغوط الممارسة علينا، وبعبارة أخرى، إذا كنا نسعى إلى تحقيق حل دائم لنضال الشعب الكردي من أجل الحرية والوجود، وكذلك تقديم بديل جديد للشعوب في نضالها من أجل الاشتراكية، فإننا نرى أن هذا التغيير ضرورة، وهذه هي الأولوية الأولى.
فالتهديدات والضغوطات وما إلى ذلك والمحاولات التي تقوم بها الجبهة الحاكمة التي تطلق التهديدات، ليس حقيقة بحيث تضعنا ضمن طياتها، وجوهر المسألة هو منظومة تلك القيم التي نؤمن بها، ولذلك، كانت استجابتنا للدعوة مبنية على مثل هذا الواقع، ومثل هذا الأساس.
والركيزة الأخرى أيضاً هي أنه، نعم، وُجهت هذه الدعوة لحزب العمال الكردستاني، ولهذا السبب، تقول بعض الأوساط:” لقد وجه مثل دعوة كهذه في السابق، ووجه قائد حزب العمال الكردستاني دعوة كهذه، ولكن لا يوجد شيء فيما يتعلق القضايا القائمة في تركيا، وهجمات دكتاتور السلطة الحالية، والهجمات الأحادية الحالية، والممارسات المعادية للديمقراطية، وتعيين الوكلاء، والاعتقالات والضغوط، لماذا لم يحدث شيء من هذا القبيل؟ “لأن هذه الدعوة كانت موجهة لحزب العمال الكردستاني، هكذا يجب أن يُفهم الأمر، وهذا هو نهجنا.
ينبغي لنا أن نكون على تواصل مع القائد آبو
أما الأمر الثاني، كيف نتعامل مع هذه الدعوة؟ كما يوحي الاسم، إنها دعوة، والآن، يتم تهيئة أجواء من هذا القبيل، حيث أنه بعد دعوة القائد آبو "السلام والمجتمع الديمقراطي"، وكأن كل شيء قد أُنجز وتم الانتهاء منه من خلال الدعوة، ولكن هذه دعوة من أجل المجتمع الديمقراطي والسلام، أولاً وقبل كل شيء، من الضروري قبول هذه الدعوة، والتأكيد على أنك ستعمل وتناضل وتشكل وتنظم نفسك وفقاً لهذه الدعوة، ومن هذا المنطلق، نحن كحزب العمال الكردستاني أظهرنا هذه الإرادة.
وبعبارة أخرى، سنقوم بتغيير أنفسنا على أساس دعوة" السلام والمجتمع الديمقراطي" التي أطلقها قائدنا، وسنتخذ القرارات اللازمة على هذا الأساس، وكما قلنا، إننا في خضم تصميم من هذا القبيل، ولكننا نواجه وضعاً من هذا القبيل، حيث يعيش قائدنا في ظل نظام الإبادة الجماعية في إمرالي منذ 26 عاماً.
وقد تمكنا في بعض الفترات المتقطعة للغاية من التواصل مع القائد آبو، وهذا التواصل أيضاً لم يكن تواصلاً مباشراً، فكما هو معلوم، وصلت مرافعات القائد إلى متناولنا وإلى المجتمع وإلى الإنسانية، ولقد استفدنا منها، فمن وقت لآخر كانت هناك بعض اللقاءات تجري مع الوفود، في البداية كانت هناك لقاءات للمحامين، وكانت هناك عملية تسير بالتوازي مع ذلك، هذه بالطبع مهدت الطريق إلى شيء من هذا القبيل، ويجب أن يفهم الجميع هذا الأمر بشكل صحيح للغاية.
ولكي نفهم عملية التغيير والتحوّل التي وضعها قائدنا أمامنا، علينا أن نكون على تواصل مع القائد آبو، بعبارة أخرى، لا يمكننا الوصول إلى نتيجة من خلال التقييم والفكر ’ما الذي يقصده القائد آبو‘، نعم، نحن حركة تنتمي إلى القائد، وقد عبّر جميع رفاقنا ورفيقاتنا عن ذلك، ومؤخراً، عبّر الرفيق قره سو عن ذلك بشكل ملموس في أحد البرامج الحوارية، ’نحن مخلصون للقائد ونثق به دائماً، والسياق الذي وضعه القائد، لم يضلل مسارنا أبداً، ونحن نؤمن بذلك، ونعيش وفقاً لذلك‘، ليس نحن فقط، بل إن شعبنا أيضاً يتعامل مع الأمر على هذا النحو.
لاحظوا؛ هناك قلق يساور الجميع في المقابلات التي تجرى في الشارع، في الواقع، لا يثقون بالدولة الحالية، ولكن على الرغم من ذلك، لماذا لا يبدي الشعب الكردي موقفاً بحيث يتراجع عن العملية؟ لأنه يثق بقائده وشعبه وحركته، وواقعنا قائم على هذا النحو، نعم، نحن نحاول أن نفهم القائد آبو، نحن نعرف قائدنا جيداً، كما يقولون أحياناً، نحن أيضاً نفهم ومن نظرة قائدنا، فنحن حركة من هذا النوع، وهذه حقيقة، ولكن لكي نفهم بشكل كافٍ دعوة قائدنا’ السلام والمجتمع الديمقراطي‘، نحتاج بالتأكيد إلى التواصل معه، يجب أن يكون هذا معلوماً.
وإن الذين يعتبرون ذلك شرطاً، هم أولئك الذين لا يدركون حقاً جدّية هذا العمل، ويفتقرون إلى المسؤولية، أي أنهم لا يدركون حقيقة القضية الكردية، فهم يسعون خلف المصالح اليومية ويحسبون حساب منفعتهم المادية.
وضع الأسس القانونية والسياسية للعملية شرط لا بد منه
يتضمن بياننا الصادر في 1 آذار إطاراً واضحاً جداً، هناك من لا يريد أن يرى ذلك، ولا يريد أن يناقشه، لاحظوا؛ بعد أن تصدرت الدعوة على جدول الأعمال، حاولت وسائل إعلام الحرب الخاصة إدراج القضية على جدول أعمال الصحافة الترفيهية، وقالوا، هل سيكون مرئياً أم لا، هل سيكون بهذا الشكل أو ذاك؟ ... بمعنى آخر، حاولوا كثيراً التغطية على جوهر الموضوع، حيث هناك إطار عمل تم تشكيله بعد لقاء القائد آبو مع عمر أوجلان.
ولقد رأينا ذلك، ماذا قال القائد آبو لـ عمر أوجلان، أي ماذا قال لابن شقيقه؟ قال:” لدي القدرة على نقل العملية من حالة الحرب إلى أرضية قانونية وسياسية“، وقال:” قوتي تكفي لذلك“.
ولكي تتقدم هذه العملية إلى الأمام، أوفى القائد آبو بوعده وأظهر إرادته، وعلى الرغم من ظروف نظام التعذيب والإبادة، إلا أنه تحرك بمفرده، ولكن هناك أيضاً أمور ينبغي القيام بها، أحدها، كما ذكرت للتو، هو إعداد الأرضية السياسية القانونية للعملية، لا يمكن أن يكون الأمر هكذا، فقد خرج قائد سياسي، وأطلق دعوة، ثم تحرك البعض، وجرت بعض اللقاءات، والعملية تسير على هذا النحو، ولا يوجد ضمانة لذلك، ولا يوجد ضمانة للعودة عن ذلك غداً، فالعملية لا يمكنها أن تمضي قدماً بكلمات شخص ما، يجب أن يعرف الجميع هذا، ولذلك، يجب إرساء ركائزها السياسية والقانونية، وهذا جانب مهم للغاية.
نريد أن يخرج القائد من إمرالي
بعبارة أخرى، يجب أن يكون القائد آبو لديه إمكانيات العمل بحرية، وطالما أنه حان الوقت لذلك، أودُ أيضاً أن أعبّر عن ذلك، إن القائد في إمرالي؛ وهم يحاولون أيضاً إغلاق المناقشات حول إمرالي، ولكن لا يمكننا قبول نظام إمرالي، أعني، في الوقت الحالي، وجه قائدنا دعوة واستجاب حزب العمال الكردستاني بشكل إيجابي لها، كان ينبغي أن تتغير الظروف هناك على الفور، ولكن مع ذلك، فإن الذهاب والمجيء إلى هناك لا زال مرتبطاً بإذن وزارة العدل، لا يمكن أن تكون ظروف العمل على هذا النحو، لهذا السبب، نريد تفكيك نظام إمرالي، نريد أن يتم تدمير إمرالي، وأبعد من ذلك؛ نريد أن يخرج القائد من إمرالي.
لقد حاولتُ أن أعبّر عن ذلك من قبل؛ يجب أولا وقبل كل شيء، أن تتوفر شروط وظروف التواصل مع القائد، وإلا، نعم نحن نسير بالتزام، ولكن لكي نتمكن من فهم القائد والاقتناع منه، يجب أن تتوفر لدينا ظروف التواصل مع القائد، وبشكل آخر، نعم، حزب العمال الكردستاني سيعقد مؤتمره، ويتخذ قرارات مختلفة، ويجتمع، ولكن كيف سيناقش إذا لم يفهم الأمر؟ لذلك، هناك ضرورة حتمية لوجود شيء من هذا القبيل.
كما وسبق أن ذكرنا المسألة الأمنية، لقد أعلنا وقف إطلاق النار من جانب واحد، بعبارة أخرى، فإن جبهة المعارضة في تركيا التي تؤجج هذه القضية، تثيرالبلبلة بطرح تساؤلات "هل هناك شيء خلف ذلك؟ هل اتفقوا؟" وقد أعلنا وقف إطلاق النار من أجل إعطاء استجابة مجدية للدعوة التي وجهها قائدنا، وإن إعلاننا لوقف إطلاق النار جاء تلبية لمتطلبات هذه الدعوة.
إن أجندة تركيا التي تستفزها ظروف الحرب القاسية، لا يمكن أن تناقش القضية بطريقة إيجابية، تمعنوا؛ كل يوم ستذهب جثامين الكريلا إلى كردستان، وكل يوم ستذهب جنازات الجنود إلى تركيا، كيف سيفهم المجتمع هذا الأمر في وضع كهذا؟ لا يمكن مناقشة الأمر بطريقة إيجابية، لأنها قضية شائكة، فالمسألة في حد ذاتها شائكة للغاية.
ولهذا السبب، سمّوه كما تشاؤون، سمّوه وقف إطلاق النار، سمّوه إيقاف الحرب، سمّوه إسكات الأسلحة، ولكن لكي تسير العملية وتمضي إلى الأمام، ولكي يتسنى لحزب العمال الكردستاني حل نفسه وإلقاء السلاح، كان لا بد من أن يكون هناك مستوى من هذا القبيل حتى يتم اتخاذ الخطوات، وإلا، فإن كل شيء سيكون مجرد كلام.
الدعوة الموجهة تُظهر أن حزب العمال الكردستاني في موقع قوي
لقد أحدثت الدعوة تأثيراً عظيماً جداً، وهذا الوضع، في الواقع يُظهر مستوى تأثير واقع القائد، حيث كانت هناك بيانات من مختلف بلدان العالم، ودول أدلت ببيانات، حتى الصين أدلت ببيان، وقد برزت مواقف وإيجابية جداً من جانب المثقفين والكتاب والمفكرين والأوساط اليسارية-الاشتراكية-الديمقراطية، كما وحظي في الوقت نفسه بيان حزب العمال الكردستاني في 1 آذار بترحيب مماثل، وهذا يدل على قوة تأثير حزب العمال الكردستاني، ومن الضروري رؤية الاستجابة لهذه الدعوة وتأثير هذه الدعوة بشكل جيد، ولفهم حزب العمال الكردستاني، ولفهم واقع القائد، ولفهم المستوى الذي وصل إليه حزب العمال الكردستاني، ينبغي تقييم الأجواء التي أحدثتها هذه الدعوة بشكل جيد.
بدايةً، أود أن أقول هذا للمسؤولين، لا ينبغي لأحد أن يخدع نفسه، ولا ينبغي لأحد أن يقول إن القائد وحزب العمال الكردستاني يتخذان خطوة من هذا القبيل لأنهما يمران بمرحلة ضعف، بل على العكس من ذلك، فإن تأثير هذه الدعوة يظهر مدى قوتها وتأثيرها على الشعوب والمجتمعات والعالم والمنطقة".