غريب حسو: على العراق تشكيل لجنة للعثور على الأسرى الإيزيديين-تم التحديث

صرّح الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، غريب حسو، أن الوضع غير الواضح في سوريا يؤثر على العراق أيضاً، وأكد حسو ضرورة أن تنهي الحكومة العراقية تحالفاتها مع الدولة التركية وأن تبذل جهداً للاعتراف بإرادة المجتمع الإيزيدي.

تحدث الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، غريب حسو، لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن تأثير الوضع السوري على شنكال والإيزيديين، ووضع النساء والأطفال الإيزيديين المفقودين.

 

"انهارت التوازنات السابقة، لكن التوازنات الجديدة تثير القلق"

أكد الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، غريب حسو، أنه بعد انهيار النظام البعثي في سوريا، وأن التوازنات السابقة قد انهارت أيضاً، وتحدث بهذا الصدد قائلاً: "خلال هذا الشهر، حدثت العديد من التغييرات وتغيرت التوازنات السابقة وتشكلت توازنات جديدة، فيما الجميع قلقون على مستقبل سوريا وهناك تحركات كبيرة لبناء سوريا ديمقراطية، وبعد سقوط نظام البعث، وصلت هيئة تحرير الشام إلى السلطة، كما أن الجميع قلقون بسبب ممارساتهم في إدلب ونظراً لأن هيئة تحرير الشام مدرجة على قائمة الإرهاب، وقد شكل وصول هذه المجموعة خطراً على كافة المجتمعات  والمكونات العرقية والدينية التي تعيش في سوريا، وحتى بعد وصولها إلى السلطة، لم يحصل هناك استقرار في سوريا، وليس من الواضح ما إذا كان الاستقرار سيتحقق أم لا، والجميع يريد أن يدرك ويعرف حيثيات الوضع في سوريا، ولهذا السبب، تجري العديد من الزيارات في سوريا من الدول المجاورة وحتى على المستوى الدولي، والجميع يريد أن يفهم نية هذا التغيير الحاصل، صحيح أنه حدث تغير في شكلهم ومظهرهم، لكننا لم نشهد بعد تغييراً في أفعالهم".

العراق أيضاً في خطر كبير

وأوضح غريب حسو بأنَّ الاحداث والتطورات في سوريا سوف تؤثر على كافة دول الجوار وتابع حديثه: "الوضع في سوريا سوف يؤثر على دول الجوار أيضاً ونعتقد أن الحكومة العراقية غير راضية عن هذا الوضع لأنَّها تعيش في خطر كبير.
 منذ أكثر من 20 عاماً،و العراق تعاني صراعاً وأوضاعاً سيئة وفي عام 2024، قام تنظيم داعش الأرهابي بشن هجمات كبيرة في العراق، ولم تقم القوات التي كانت موجودة في شنكال بحماية  المجتمع الإيزيدي ونتيجة ذلك ظهرت تلك الاحداث في شنكال، وخلال هجمات تنظيم داعش، تُرك المجتمع لوحده و تعرض المجتمع الإيزيدي لمجزرة كبيرة ولا يزال العديد من النساء والشباب الإيزيديين الذين تم أسرهم من قبل تلك المرتزقة مصيرهم مفقوداً، وكما أنَّ أعداداً كبيرة منهم متواجد الآن في إدلب ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام.

يجب إنشاء لجنة للبحث عن مصير المفقودين الإيزيدين

وأعرب حسو عن استيائه من  موقف الحكومة العراقية بعدم التعاون في الكشف عن مصير الأيزيديين الذين تم أسرهم وتابع "السلطات العراقية تأتي إلى دمشق لطرح أسئلة عن مواطنيها المتواجدين ضمن هيئة تحرير الشام، لكنها لا تسأل عن  مصير الأسرى الإيزيديين" أليس الإيزيديون مواطنين في العراق؟ في الواقع، هذا أمر يصعب على المرء فهمه.
 هنالك العديد من النساء الإيزيديات ما زالت مصيرهنَ مفقود وأغلبهنَ  في إدلب ومحيطها، الحكومة العراقية لا تلتزم بمسؤوليتها تجاه ضحايا المجتمع الإيزيدي، على الحكومة العراقية تشكيل لجنة للكشف عن مصير الأسرى والمفقودين الإيزيديين والبحث عنهم في المناطق التي كانت سابقاً تحت سيطرة هيئة تحرير الشام. 

إذا قامت الحكومة العراقية شيئاً كهذا، فإنها ستفعل الشيء الصحيح و إذا لم تقم بذلك، فهذا يعني أنها لا تقوم وتلتزم بواجباتها، إذا لم يتم إنقاذ شنكال، فلن يتم إنقاذ الموصل ولن يعود الجيش العراقي إلى تلك المنطقة.

ولكي يتحقق الامن والاستقرار في العراق، ينبغي عليهم أن يبذلوا ما بوسعهم في سبيل ذلك،و حتى المؤسسات والمنظمات الإيزيدية يمكنها أن تتحرك في هذا الشأن ويمكن للمنظمات والمؤسسات الدولية أن تتحرك أيضًا، الجميع يتحرك وتبذل جهودها من أجل الكشف عن مصير المفقودين وحتى أسراهم في سجون النظام، لكنهم لا يبذلون أي جهد من أجل المجتمع الإيزيدي، وإذا لم يتم التحرك ، فإنَّ التهديد للمجتمع الإيزيدي سيستمر".

يجب تعزيز حماية شنكال

وأشار حسو إلى أن التهديدات المستمرة التي يتعرض لها المجتمع الإيزيدي ، وقال "يجب تعزيز حماية شنكال، أنَّ مستقبل سوريا ليس واضحا بعد، فمستقبل المنطقة يعتمد على الوضع في سوريا، وإذا استمرت تدخلات دولة الاحتلال التركي الفاشية في سوريا فلن يتحقق الاستقرار في سوريا والمنطقة،أنَّ دولة الاحتلال التركي ضد التحول الديمقراطي في سوريا، إنَّها ضد إرادة الشعب الكردي وضد إرادة المكونات  الموجودة في المنطقة والمجتمع الإيزيدي، ولكي تعمَّ الأمن والاستقرار في سوريا ، يجب بناء سوريا الديمقراطية، و نحن نناضل بهذا الأمل والإيمان".

يجب على العراق إنهاء التعاون مع دولة الاحتلال التركي

وحذر غريب حسو من التعاون بين العراق ودولة الاحتلال التركية وقال "عندما كان نظام الأسد في السلطة، كانت جميع دول المنطقة على اتصال و كما كان للعراق تحالفات واتفاقيات مع النظام وإيران وتركيا ، ما هو الهدف من وراء هذه الاتفاقيات والتحالفات، كان يتعلق بالوضع في سوريا، التحالفات بين دولة الاحتلال التركي والعراق تشكلت بناءً على الوضع القائم في سوريا، لكن النظام انهار، وكل التحالفات التي تشكلت بشأن سوريا يجب أن تنهار أيضاً، وينبغي على الحكومة العراقة إيقاف  الاتفاقيات التي وقعها مع النظام السوري وعدم تنفيذها ،وكذلك تلك الاتفاقيات التي ابرمتها مع دولة الاحتلال التركي، وإذا استمر العراق بهذه التحالفات فسوف يضعف ،ففي تركيا الشعب يدفع ثمن هذه الاتفاقيات، وإذا استمر العراق فسوف يدفع شعبها الثمن أيضاً، ولكن إذا تم ايقاف هذا التحالف، فسوف تعزز مركزها".

وصرح الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، غريب حسو، أنه إذا اعترف العراق بإرادة الشعب العراقي وخاصة المجتمع الإيزيدي، فإنه سيكون قادراً على إنقاذ نفسه من وضع خطير، وتابع حديثه على النحو التالي: "لكن إذا اعترف بالحقوق الشرعية لجميع مكونات الشعب العراقي، وفي مقدمتها حقوق المجتمع الإيزيدي، فحينها لن تتمكن دولة الاحتلال التركي من مهاجمة العراق بعد الآن. 

والآن أصبح العراق عاجزاً وليس لديه تلك القوة العسكرية، و ليس لديها دفاع جوي ولا تمتلك  طائرات حربية وذلك بسبب اتفاقاتها المبرمة مع دولة الاحتلال التركي ،تريد دولة الاحتلال التركي أنَّ تبقى دولة ضعيفة ،وما حدث في العراق يحدث الآن في سوريا، دُمِر سلاحها الجوي بشكل كامل وتم قصف كافة دفاعاتها الجوية، ومن يريد هذا، بالطبع دولة الاحتلال التركي تريد هذا أولاً. 

ولكي لا تستطيع هذه الدول حماية نفسها وتصبح ضعيفة، فإنها تفعل ذلك بهذه الطريقة، حالياً، لم يبق في سوريا سوى البنادق "كلاشينكوف" وهو سلاح ابيض فردي وإذا استمر التحالف مع دولة الاحتلال التركي، فسوف تخلق فتنة وستحدث حرب الأهلية في سوريا وحتى لا يحدث ذلك، يجب إنهاء هذه التحالفات مع دولة الاحتلال التركي وإذا أراد العراق أن يكون قوياً، فلا ينبغي له أن يعود إلى هذه التحالفات، بل إلى مجتمعه، هذه التحالفات هي في جوهرها تشمل الإبادة والقمع والنهب والتدخلات الخارجية.
 ولا ينبغي لإقليم كردستان بعد الآن أن يؤمن بهذه التحالفات السابقة، السبب يكمن في خريطة القرن الماضي قد انتهت وتم إزالتها من الوجود وستعتمد خريطة القرن الجديد بشكل أكبر على الاتفاقيات الاجتماعية المبرمة بين الشعوب ،كانت الاتفاقيات السابقة تدور حول الحرب والإبادة الجماعية، و يجب أن تفتح صفحة جديدة، وهذا يجب أن يتم بالتحالف بين الشعوب، التحالف الحقيقي هو التحالف مع الشعب وليس مع الدول، و لكن بالطبع يمكن أيضًا تشكيل تحالفات وإبرام الاتفاقيات مع الدول في سياق حماية مصالح الشعوب".

ولفت الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، غريب حسو، إلى وجود ضبابية في وضع المنطقة، وطلب من العراق الوضوح في مسألة المجتمع الإيزيدي وقال غريب حسو "حتى لو كان هناك الاوضاع مستقرة ، فإنَّ ما سيحدث في المستقبل ليس واضحاً لذلك، يتوجب على الحكومة العراقية الوقوف على وضع الإيزيديين في شنكال وحلها، لا يمكن النظر إلى المجتمع الإيزيديين باستخفاف وأنَّ عدم الاعتراف بالمجتمع الإيزيدي يعد انتهاكا للقوانين والحقوق، صحيح أن شنكال تعتبر جزءاً من العراق، لكن لها إدارتها الذاتية وخصائصها الدينية والقومية وقد نشر العراق العديد من قواته العسكرية في شنكال وجلَّ كل اهتمامها على تلك المنطقة ، يحاولون إخافة المجتمع الإيزيدي بذلك وهذا يدل أيضًا على توقع مستقبل مظلم للمجتمع الإيزيدي وهذا يأخذ مصدره أيضًا من التحالفات والاتفاقيات مع دولة الاحتلال التركية وإذا تم ايقاف هذه التحالفات والاتفاقيات مع دولة الاحتلال التركي، فسيتعين عليهم النظر بعين الاعتبار في وضع الإيزيديين والنظر إلى المجتمع الإيزيدي على أنه أقدم مجتمع ودين وأقدم أمة وثقافة.