"في مشتى نور عقدنا دبكة الحرية"

أحد جرحى الحرب في مقاومة كوباني سردار شيخ أحمد يتحدث عن لحظات الحرب والمقاومة، وقال: "في مشتى نور عقدنا دبكة الحرية ".

في قلب كوباني، كُتبت آلاف القصص والأساطير، في كل زاوية ضيقة، توجد ذكريات ونهايات غير مكتملة لفصول من المقاومة، كوباني، التي هي منطقة صغيرة جغرافياً، لكن مقاومة أهلها كبيرة على قدر كِبر قلبهم، ليسجلوا مقاومة عظيمة، ويكتب التاريخ اسم كوباني بأحرف من ذهب في صفحات التاريخ.

قبل عشر سنوات كان صدى زغاريد مقاتلات وحدات حماية المرأة، مصدر خوف كبير لجيش الاحتلال. ورغم أشرس الهجمات التي شنتها مرتزقة داعش والدولة التركية المحتلة، إلا أن المناضلين من أجل الحرية لم يتخلوا عن كوباني وواصلوا دبكة الحرية.

وفي 15 أيلول 2014، هاجمت مرتزقة داعش مدينة كوباني من أربع جهات. هؤلاء المرتزقة الذين حلموا بالدولة الإسلامية وأرادوا أن يؤدوا صلاة العيد في كوباني مع جيش الاحتلال، هزمهم مقاتلوا الحرية وتحطمت آمالهم .

في عام 2014، في هذه المدينة الصغيرة، اجتمعت الأجزاء الأربعة من كردستان معًا للمقاومة وتقاسمت النضال من أجل الحرية. ولبوا نداء القائد آبو ونهض آلاف الأشخاص وتوجهوا إلى كوباني. لقد ضحى الآلاف من شباب كوباني بحياتهم من أجل إنقاذ أرضهم، وكثير منهم قدموا جزءاً من اجسادهم.

سردار شيخ أحمد، أحد جرحى المقاومة من قرية سربهور. ويروي شيخ أحمد قصته النضالية في مقاومة كوباني كالتالي: "نشأت في مدينة حلب وأمضيت طفولتي في حلب.

قبل عام من ثورة روج آفا، انتقلنا إلى كوباني واستقرينا في قريتنا القديمة. ثم أخذت مكاني في قوات حماية الشعب   (YPG) وكنت أبقى في موقع "أبو صير".

حتى عندما بدأت الحرب، كنت في المواقع مع رفاقي. بدأت عصابات جبهة النصرة بالهجوم بأثقل الأسلحة. ورغم أن هذه العصابات جاءت بأعداد كبيرة من الدبابات والمدافع، إلا أنها لم تتمكن من الوقوف ضد إرادة المناضلين مرة أخرى.

وعندما هاجمتنا العصابات بأعداد كبيرة، كان علينا أن نتراجع خطوة إلى الوراء ونستقر في قرية زوخر. ثم اشتدت الحرب 

وصلت إلى كوباني وأصبت هناك بإصابة طفيفة. اضطررت للذهاب إلى برسوس لتلقي العلاج. تلقيت العلاج هناك لمدة ثلاثة أيام ثم عدت إلى كوباني.

أعلمني الرفاق أنه : "علينا أن نذهب إلى كل مكان". قال لي هفال ماسيرو: "عليك أن تذهب إلى الخلف وتقوم بأنشطتك هناك". كنا هناك معي حوالي 126من الرفاق

وبما أن ذخيرتنا كانت على وشك النفاذ، كنا نذهب إلى كوباني ونحضر الذخيرة. بقينا هناك لمدة 16 يومًا، ثم حصلنا على معلومات وقالوا "لقد دخل الرفاق إلى الخنادق "، فغادرنا مشتى نور وتوجهنا إلى المدينة، حيث اتخذنا إجراءات. في ذلك الوقت كانت جبهتنا مشتى نور. وبعد انتهاء الأنشطة عدنا إلى أماكننا"

"سنسقط شهداء ًولن نتخلى عن كوباني "

وذكر شيخ أحمد أنه لا يوجد مثيل لمقاومة كوباني في أي مكان في العالم، "كانت مشتى نور أملنا الوحيد في تلك المقاومة. تزايدت أعداد العدو هاجموا بشكل شرس وبدون توقف. ومع ذلك قلنا: حتى لو متنا، لن نترك كوباني. كوباني أغلى من حياتنا. ثم توجهت مجموعات من الشباب من كل أجزاء كردستان إلى كوباني.

في مشتى نور عقدنا دبكة الحرية

بعد مرور20 يوما وصلنا إلى وسط مشتى نور، أردنا الوصول إلى مشتى نور وفي تلك الليلة اتخذنا إجراءات وحررنا مشتى نور. لقد خلق تحرير مشتى نور شعوراً مختلفاً لدينا لا أستطيع التعبير عن ذلك بالكلمات.

لقد أزلنا العلم الأسود من على مشتى نور ورفعنا العلم الأخضر والأحمر والأصفر مع زغاريد مقاتلات وحدات حماية المرأة وفي تلك اللحظات، عقدنا دبكة الحرية. أحضرت الشهيدة آمارغي العجلات وأشعلنا نار الحرية.

نفذنا مع الرفيقة أمارغي عمليات في قرية هلينك. كنا رفيقين في مواجهة مع أحد عشر مرتزق من العدو هاجمونا بالأسلحة الثقيلة. لقد هزمنا تلك العصابات بالمقاومة.

وفي 20 آذار تعرضت لأصابة. ولمدة عام تقريبًا فقدت ذاكرتي ولم اتعرف على نفسي ولاعلى من حولي. وقال الأطباء إن هذا المقاتل قد استشهد لكن أصدقائي جسوا نبضي، فأخذوني إلى شمال كردستان. تلقيت العلاج في الشمال لمدة عام. "

"سنضحي بحياتنا من أجل شعبنا"

 واختتم شيخ أحمد حديثه بالقول: "عندما ذهبنا إلى شمال كردستان كنت في غيبوبة لمدة 18 يومًا تقريبًا. بعد أن عدت إلى رشدي ورأى رفاقي أنني لم أعد أعرف أحداً. اعتنى رفاقي بي وذهبت للعلاج معهم وعدت. وحتى الآن، لا تزال لدي صعوبات. وما زلت أقول إننا سنضحي بحياتنا من أجل شعبنا".