قالت فوزة يوسف في مستهل حديثها: "شرف لنا أن نتحدث عن أهم إنجازات المرأة على مدار عشرة أعوام الماضية لثورة روج آفا - نحن النساء - محظوظات باللواتي ضحين بأرواحهن في سبيل نيل حرية المرأة"، مستذكرة جميع المناضلات الشهيدات اللواتي ضحين بأرواحهن في سبيل النهوض بثورة المرأة، منها الشهيدة (ساكينة جانسز، وآرين، وشيلان، و...)، بالإضافة إلى الانضمام اللافت للنساء الأمميات".
وتطرقت فوزة يوسف إلى الأسباب التي أدت إلى زيادة حدة الصراعات في دول العالم، وقالت: "العالم يمر بمرحلة عصيبة، بسبب الذهنية الذكورية التي طورتها القوى الرأسمالية. إن الشرق الأوسط يخوض حرباً ضروس، إن تحدثنا عن وضع المئات من النساء النازحات والأطفال الذين يبيتون في العراء، فسبب ذلك عائد إلى حرب سلطة الرجل في الحرب العالمية الثالثة".
'النظام الرأسمالي يتّبع سياسة إبادة ثقافة الشعوب'
وأضافت: "في يومنا هذا، النظام الرأسمالي يتّبع سياسة إبادة ثقافة الشعوب، فالحرب التي تديره القوى الرأسمالية هي حرب ضد الإنسانية وتدمر مكتسبات الشعوب، ففي كل يوم يُكتشف فيروس جديد، من خلال الحرب البيولوجية، وتزداد حالات الفقر من خلال الحرب الاقتصادية، فهدف هذه الحروب هو الاستيلاء على السلطة؛ مع الأسف إننا نعيش في هذا الجشع".
'العالم بحاجة إلى ثورة وسياسة جديدة'
تابعت فوزة يوسف في السياق نفسه: "فالنظام الرأسمالي القائم، بدلاً من نشره للحرية يفتعل الحروب، وبدلاً من نشر السلام ينشر الأسلحة، فخلال خمسة أشهر، هجّر أكثر من 3 ملايين شخص من أوكرانيا، وخلال 10 أعوام في سوريا هَجّر مئات الآلاف من السوريين، وقتل المئات منهم، هذا النظام دهوَر الدول، فليبيا تشهد صراعات متواصلة، ولبنان يعيش في فقر مدقع، العراق إلى الآن لا يستطيع تشكيل حكومته، أفغانستان سبعون عاماً ولا تزال الدماء تراق فيها، هذه هي حقيقته ووجهه الحقيقي".
واضافت: "الهجمات المستمرة على المناطق المحتلة والانتهاكات التي تتعرض لها المرأة، هي نتيجة هذه السلطة التي تديرها الذهنية الذكورية، فهذا العالم بحاجة إلى ثورة وسياسة جديدة، لذلك نقول ثورة روج آفا هي ثورة المرأة، واليوم نحن بتوجيه المرأة الحرة، ومشروع الأمة الديمقراطية، وجّهنا برسالتنا إلى النظام الرأسمالي، بأن هناك حلّ بديل لإدارة هذا العالم، لذلك أصبحت ثورة روج آفا محل استقطاب العالم أجمع".
وأوضحت أن النظام الرأسمالي "يحتاج إلى عقل جديد"، وقالت: "نحن من خلال ثورة المرأة، وبريادة المرأة الكردية ومن ثم نساء ميزوبوتاميا عامة، أردنا أن نغير هذه الذهنية، وهذه الثورة أُخرجت بتوجيهات جديدة تعتمد على علم المرأة (الجنولوجي)، لذلك وفي هذا اليوم، وبمناسبة مرور عشرة أعوام على الثورة، نحيي القائد عبد الله أوجلان الذي يقاوم في سجن إمرالي منذ 23 عاماً صاحب هذا الفكر".
"نساء ميزوبوتاميا محظوظات"
وأكملت فوزة يوسف حديثها بالقول: "إن نساء ميزوبوتاميا محظوظات؛ لأننا ندوّن تاريخنا بأنفسنا، وخلال 10 أعوام ندوّن صفحة ذهبية من كدح النساء من خلال هذه الثورة، في كل مرحلة من الثورة، وضعت هؤلاء النساء بصماتهن على الثورة، ومن أجل هذا، نحن النساء محظوظات، ونفكر بعقلٍ حرّ، فهذا النموذج مختلف عن كل العالم ولا مثيل له، لذلك يجب أن نصون هذا؛ كون مناطقنا تتعرض لهجمات وتهديدات متواصلة".
ووجّهت رسالة إلى النساء، قالت فيها: "القوى المتعطشة للدماء غير راضية عن فكرنا، لذلك يجب أن نستعد لحرب كبيرة نحن النساء، وكيف أصبحنا قدوة لجميع نساء العالم، يجب الآن أن نصعّد ثورة المرأة الثورية، ويجب أن نبني أنفسنا بفكر وذهنية الحماية، كما يجب ألا نخدع أنفسنا، فالقوى التي مثّلت بجسد الرفيقة بارين تريد تحطيمنا جميعاً، لذلك يجب على كل امرأة حرة أن تكون جاهزة لحمل السلاح، فإن لم تفعل ذلك، فسيكون مصير المرأة سلعة أو أداة في يد هذه القوى".
"يجب أن نسقي أرواحنا بالحرية"
وشددت على أنه "يجب أن نسقي أرواحنا بالحرية، بدون حماية لا تكون الحرية، وبدون حماية لا نستطيع مواصلة الحرية، يجب أن نستذكر دائماً نساء عفرين وسري كانيه وأفغانستان، ونشاهد وضعهن على النشرات، فلو استطاعت النساء في أفغانستان حماية أنفسهن لما وصل بهن الحال إلى هذا المستوى".
في ختام حديثها، حيّت فوزة يوسف كل النساء، وقالت: "المرأة لعبت دوراً طليعياً في هذه الثورة، حيث تمثل بنسبة متكافئة في نظام الرئاسة المشتركة، واستطاعت أن تبني وثيقة تفاهم بينها وبين شعبها، وانتفضت؛ لكن هذا لا يعني أن الثورة قد انتهت، يجب تصعيد نضالنا بطريقة حرفية أكثر. وبهذه المناسبة نبارك الذكرى السنوية العاشرة لثورة روج آفا، فنحن قويات يجب أن نثق بقوانا وأنفسنا، ونجعل القرن الـ 21 قرن الحرية، جميع النساء الكادحات في هذه الثورة أحيّيهن، والقرن الـ 21 سيكون قرناً لحرية المرأة وحرية الشعوب".