عفرين المحتلة انتهاكات بالجملة وسنوات من التغيير الديمغرافي
تخضع مقاطعة عفرين المحتلة لتغيير ديمغرافي كبير شمل كل القطاعات الحيوية فيها بالإضافة لتوطين نازحين من كافة المناطق السورية فيها وفرض للعملة التركية وتغير للمناهج الدراسية.
تخضع مقاطعة عفرين المحتلة لتغيير ديمغرافي كبير شمل كل القطاعات الحيوية فيها بالإضافة لتوطين نازحين من كافة المناطق السورية فيها وفرض للعملة التركية وتغير للمناهج الدراسية.
تقع مقاطعة عفرين المحتلة شمال غرب سوريا على الحدود مع شمال كردستان،في كانون الثاني ٢٠١٤، أصبحت مقاطعة عفرين واحدة من ثلاثة مقاطعات تتبع للإدارة الذاتية،والتي كانت تعيش حالة من الاستقرار الامر الذي جعلها وجهة للكثيرين من النازحين السوريين،والتي شكلت نموذجاً جميلاً من التعايش السلمي مابين المكونات السورية بمختلف توجهاتها .
وفي ٢٠ كانون الثاني ٢٠١٨ اعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن مااسماه عملية "غصن الزيتون" لاحتلال عفرين وذلك بالتزامن مع وصول حشودات ضخمة للقوات الحكومية السورية الى محيط الغوطة الشرقية قرب دمشق،رافقه قصف جوي روسي مكثف في ٥ شباط ٢٠١٨.
وفي 18 اذار 2018احتلت تركيا مقاطعة عفرين بمشاركة مجموعات مرتزقة تنضوي تحت مظلة مايسمى بالجيش الوطني،وذلك بعد مقاومة بطولية من قبل القوات المدافعة عن المدينة والتي استمرت 58 يوما استخدمت من خلالها تركيا كافة انواع الاسلحة البرية والجوية ومنها المحرمة دوليا والتي استخدمت في قرية ارنده التابعة لناحية شيه ،والتي ادت الى استشهاد الكثير من المدنيين بالاضافة لتدمير المرافق العامة والحيوية واستهداف فرق الاسعاف ،جاء هذا الاحتلال بعد ان اخلت روسيا قاعدتها العسكرية بالقرب من قرية كفر جنة لتحط رحالها في بلدة تل رفعت،والذي وصُف حينها
بأنه ضوءاً أخضر روسي لتركيا لشن هجومها.رافق تلك الهجمات ارتكاب القوات التركية ومجموعاتها المرتزقة انتهاكات جسيمة تمثلت في عمليات قتل واختطاف ونهب وسلب، واستيلاء على ممتلكات المدنيين الامر الذي ساعد في ترهيب السكان الاصليين واجبارهم على هجرة اراضيهم وممتلكاتهم. كماوبلغ عدد الضحايا نتيجة هذه العملية (498) مدنيًّا، فقدوا حياتهم نتيجة القصف التركي والفصائل المرتزقة التابعة لها، منهم (82) ضحية قضوا تحت التعذيب وتوثيق أكثر من (696) جريحًا نتيجة القصف، منهم حوالي (303) أطفال مصابين بجروح و(213) من النساء تعرضن للجروح والإصابات.
تشكيل "الشرطة العسكرية"
ومع بداية احتلالها مدينة عفرين قامت دولة الاحتلال التركي بانشاء مايسمى بالشرطة العسكرية حيث استطاعت من خلال هذا التشكيل الارهابي التحكم في كل مفاصل الحياة في المدينة المحتلة وقيادة فصائلها المرتزقة في عفرين تحت مسمى يوحي الى الانضباط والامن، وبعكس ذلك شارك هذا التشكيل الارهابي في الكثير من عمليات الخطف والابتزاز والقتل.
تشكيل المجالس وسياسة التغيير الديمغرافي
بدأت تركيا تمارس سياسة التغيير الديمغرافي في المدينة المحتلة من خلال عمليات تهجير من تبقى من السكان الاصليين وتوطين عوائل تركمانية وعربية في قراهم ومدنهم حيث هيأت الدولة التركية كل الظروف المناسبة لجلب هذه العوائل وتوطينهم
وغالبا كانت هذه العمليات تتم من خلال مجالس محلية مؤلفة من نخبة كردية لاتمثل عفرين وسكانها والتي شكلها الاحتلال التركي تشرف ولاية هاتاي بشكلٍ مباشر عليها ،وذلك من خلال ولاة مناطق أتراك وفقاً لتقسيمات احدثتها الدولة التركية وهي(والي عفرين، ووالي راجو، ووالي جندريسه). حيث يمثل هؤلاء والي هاتاي في مناطقهم.
ساهمت هذه المجالس بشكل مباشر في خفض التمثيل السكاني الكردي على حساب التمثيل العربي والتركماني،حيث تم توطين قرابة (400) ألف مستوطن في عموم قرى ونواحي عفرين، المستقدمين من مناطق النزاع في سورية، وخاصة ريف إدلب الجنوبي وريفي حلب الجنوبي والغربي والنازحين من منطقة الغوطة.
الجانب الاقتصادي ونهب المحاصيل الزراعية
يبلغ عدد الأشجار الحراجية والزيتون التي تم قطعها للإتجار بحطبها أكثر من 300000 ألف شجرة، منها 300 شجرة زيتون معمرة نادرة و15000 ألف شجرة سنديان، وتم حرق أكثر من 11000 ألف شجرة حراجية، ما يعادل2180 دونمًا، وحرق أكثر من 10000 هكتار من الأراضي الزراعية من أصل 33000 هكتار زراعي الامر الذي ادى الى تراجعا ملحوظا حيث كرس الاحتلال سيطرة المجموعات المرتزقة على المحاصيل الزراعية وعلى اشجار الزيتون بالتعاون مع المجالس المحلية
والتي جعلت اسواق مدينة عفرين تصبح مرتعاً للتجار الاتراك المدعومين من تحالفي حزب العدالة والتنمية والحركة القومية والذين استفادو بشكل مباشر من الاحتلال في مجال الزراعة والتجارة الاستيراد والتصدير لتصبح عفر ين سوقاً لتصريف البضائع التركية فقط
الامر الذي ادى الى تراجع دور عفرين الاقتصادي محلياً نتجية ربط الواقع الاقتصادي بقادة المجموعات المرتزقة بالاضافة لتوقف المعامل الصناعية ، بالإضافة أيضاً للاستيلاء على معاصر الزيتون ومعامل البيرين و سرقة معدّاتها،
تكريس الاحتلال وانشاء نقاط عسكرية
ومع احتلال عفرين بدأت الدولة التركية بانشاء مقرات امنية وعسكرية وسجون سرية تديرها جهاز استخباراتها واهمها سجن القلعة في قرية الباسوطة وسجن المحطة في راجو والتي عانى فيها السكان الاصلييون من الويلات نتيجة اشكال التعذيب الوحشية الممارسة هناك بالاضافة لقيامها بانشاء مقرات وقواعد عسكرية على الحدود مابين روجافا وشمال كردستان ،وفي مناطق شرق عفرين والمحاذيةلمناطق الشهباء،وابرزها قواعد:مريمين، والمزرعة، وأناب، وكل جبرين والبحوث العلمية في مدينة اعزاز المحتلة .
نشاط الاستخبارات التركية في عفرين
أسست تركيا فرقة تتبع للقوات الخاصة التركية في مديرية الأمن العام التركي، وسميت بالقوة الأمنية التركية (الكومندوز التركي)،تتوزع وحداتها في نواحي مقاطعة عفرين، وتتبع مباشرة للإدارات الأمنية في أنقرة، وهاتاي، وغازي عنتاب، وكيليس، وأضنة.
كما وأسست ايضاً ثلاثة فروعٍ لما يسمى بالشرطة العسكرية في كل من عفرين وناحيتي جنديرسه وراجو، وعينت ضباط من مايسمى بالجيش الوطني في كل فرع والتي تتبع للشرطة العسكرية التي تتلقى اوامرها من قيادة القوات الخاصة التركية والاستخبارات التركية في عفرين.
عمليات الخطف والقتل
اطلقت الدولة التركية يد مجموعاتها المرتزقة في المقاطعة المحتلة مما ادى الى انتشار الفلتان الأمني وازدياد عمليات الخطف مقابل فدية،تتراوح ما بين ألف و١٠ آلاف دولار أميركي بحسب الشخص ووضعه الاقتصادي،وخلال عام 2018 قامت الدولة التركية والفصائل المسلحة السورية المتطرفة بعمليات قتل وخطف ممنهجة، وبلغ عدد المختطفين 943 مختطفًا ومفقودًا، قُتل منهم 76 تحت التعذيب أو إعدامهم بدون أي محاكمات، والتهم الموجهة لهم هي التعامل مع الإدارة الذاتية، ومعظم عمليات الخطف حدثت على يد الفصائل الجهادية، وتحت إشراف القوات التركية واستخباراتها العسكرية من خلال عمليات التحقيق والتعذيب بشكل مباشر.
كما وبلغت عدد حالات الخطف وطلب الفدية في 2019 أكثر من 6000 حالة في مقاطعة عفرين، منها 500 حالة تم المطالبة بدفع فدية مالية من ذويهم و330 شخصًا مصيرهم مجهول، و 700 شخص تم توثيق تعرضهم للتعذيب، بالإضافة إلى عمليات خطف شملت أطفال صغار والقيام بتصوير مشاهد تعذيبهم وإرسالها إلى ذويهم من أجل ابتزازهم لدفع الفدية، وبلغ عدد جرائم القتل على يد الفصائل 54 قضوا تحت التعذيب في المعتقلات و41 قضوا نتيجة عمليات قصف الدولة التركية والفصائل الجهادية، وتم توثيق مقتل 2 صحفيين، وبلغ عدد الجرحى 670 جريحًا بسبب عمليات القصف من قبل الفصائل الجهادية والجيش التركي و1730 جريحًا، نتيجة التفجيرات في المناطق السكنية والألغام،كما وبلغ عدد حالات القتل الموثقة بين عامي 2018 و2019 للنساء 40 أمرأه 128 جريحة، وسجلت 60 حالة اغتصاب معظمهم بحق قاصرات، حيث قامت 5 منهن بالانتحار واختطاف 270 أخريات، بالإضافة إلى تسجيل حالات زواج قسري تحت التهديد و الابتزاز وارتفاع نسبة زواج القاصرات بين النساء تفاديًا من ذويهم لزواجهم من عناصر المجموعات المسلحة.
وخلال العام 2020 بلغ عدد الضحايا:58 فقدوا حياتهم، بينهم 9 نساء، وبلغ عدد حالات الخطف 987 شخصًا، وبلغ عدد التفجيرات 39 تفجيرًا في المناطق المأهولة بالمدنيين، أدت إلى جرح وفقدان 170 شخصًا، بلغ عدد الحالات الموثقة لاختطاف النساء 35 حالة خلال عام 2020، وتم تسجيل 67 حالة اغتصاب بحق النساء في عفرين، ومنهن قاصرات ولا يتم الإفصاح من قبلهن بسبب القيود الاجتماعية، وتم توثيق 5 حالات زواج قسري من قبل الفصائل الجهادية بحق قاصرات من مقاطعة عفرين . والعنف الجنسي لم يكن فقط ضد النساء، فقد تم توثيق حالات لاغتصاب الرجال واليافعين في سجون الفصائل وبإشراف وعلم من قبل الجيش التركي.
الواقع التعليمي في عفرين
أصبحت الدولة التركية تشرف على القطاع التعليمي من خلال مديرية التربية والتعليم في ولاية هاتاي
حيث اغلقت جميع المراكز التعليمية ومنها جامعة عفرين، وإلغت المناهج التي كانت تدرّس باللغة الأم الكردية وفرضت اللغة التركية والعربية على المدارس، إضافة إلى فرض تدريس الشريعة الإسلامية على المتبقي من السكان ومن كافة الأقليات.
كماوتم تدمير 64 مدرسة بسبب العملية العسكرية، وحسب إحصائية هيئة التربية والتعليم في مقاطعة عفرين، فإن عدد الطلاب المسجلين لديها قبل العملية العسكرية كان 50855 طالبًا، وحاليًّا يوجد فقط 13000 طالب في مناطق الشهباء.
يتبع....