عبد الحنان ممو: الشعب الكردي اختار القائد آبو رائداً له
أكد عبد الحنان ممو الذي التقى بالقائد آبو عام 1996 أن الشعب الكردي أصبح واعياً وتبنى القائد واختاره رائداً له، وإن القوى الدولية لم تستطع تحقيق أهدافها.
أكد عبد الحنان ممو الذي التقى بالقائد آبو عام 1996 أن الشعب الكردي أصبح واعياً وتبنى القائد واختاره رائداً له، وإن القوى الدولية لم تستطع تحقيق أهدافها.
ولد عبد الحنان ممو عام 1964 في عفرين، ونشأ في قرية قورتا التابعة لـ بلبل، وانضم عبد الحنان، الأب لسبعة أطفال، إلى حركة الحرية الكردية في تسعينيات القرن العشرين، واتخذ مكانه في الأنشطة الجبهوية في بليل وأصبح على دراية بمبادئ حزب العمال الكردستاني، في هذه الفترة، كرس عبد الحنان نفسه للقضية العادلة للشعب الكردي، وعمل بمشاعر وطنية في سن مبكرة، وساهم في النضال بكل ما استطاع.
وبعد سنوات، في عام 2010، انضم ابنه مصطفى ممو (جوان عفرين) إلى صفوف حزب العمال الكردستاني، وبعد هجوم مرتزقة داعش على كوباني، توجه مصطفى ممو إلى كوباني مع رفاقه من قوات الدفاع الشعبي واستشهد في المقاومة الملحمية في كوباني عام 2014، انضم سوار ممو (جوان عفرين) إلى صفوف وحدات حماية الشعب في عام 2015 بعد استشهاد شقيقه الأكبر، ولكي يتبنى ذكرى أخيه ولا يترك سلاحه على الأرض، اتخذ اسمه الحركي كاسماً حركياً له، وانضم سوار ممو أيضاً إلى قافلة الشهداء في هجمات دولة الاحتلال التركي على سري كانيه وكري سبي في عام 2019.
ويواصل عبد الحنان ممو بعد أن دفن جثماني ولديه، مسيرته كوطني في حركة الحرية الكردية منذ 35 عاماً، وتحدث عبد الحنان ممو لوكالة فرات للأنباء عن رحلته مع النضال الكردي من أجل الحرية، ولقاءه مع القائد آبو في عام 1996.
وقال عبد الحنان ممو: "في تسعينيات القرن الماضي، التقيت بكوادر حزب العمال الكردستاني في روج آفا كردستان، وكان هدفهم الوحيد هو قضية الشعب الكردي، وكانوا يتحدثون باستمرار عن الثورة ويؤكدون على الروح الثورية للشعب الكردي الذي لم يرضخ أبداً أمام الظلم، لقد كنا نتحمس كثيراً، خاصة عندما يتحدثون عن القائد، في ذلك الوقت لقد تعرفنا للتو على حزب العمال الكردستاني، إن ولائنا لأرضنا وجهودنا للدفاع عن هويتنا جمعتنا مع حزب العمال الكردستاني، حيث كانوا يعملون من أجل إظهار الحقيقة ووضع الوعي الوطني على المسار الصحيح، وعبروا عن أهمية الوطنية والولاء للأرض في كل فرصة، وعملوا بأمانة وصدق من أجل شعبهم وبلدهم، إن إخلاصنا العميق لبلدنا وفهمنا لنضال كوادر حزب العمال الكردستاني قد جعلنا أقرب إليهم مع كل يوم يمر، كما أن حياتهم المبنية على مبادئ الحقيقة والصدق، عززت التزامهم بالقضية. ولهذا السبب فتحنا أبوابنا أمام كوادر القائد؛ أصبح منزلنا منزلهم. لقد شاركت عائلتنا بأكملها، بما في ذلك أمي وأبي وإخوتي، في النضال من أجل الحرية الكردية.
"بحماس الثورة كنا نعمل بكل قوتنا"
وبعد الانضمام إلى الأنشطة الجبهوية، كانت مهمتنا الرئيسية تنظيم الشعب، في تلك الفترة كان تجمع الشعب بمثابة ثورة، في كل مرة كنا نجتمع فيها كان يغمرنا السعادة، وأصبح كل اجتماع وكل نقاش وسيلة لنشر وعي الوطنية، وكان أهل عفرين منظمين للغاية؛ ومخلصين لأرضهم ووطنهم، كان حشد الشعب يكبر يوما بعد يوم، حتى أولئك المتزوجون كانوا يفعلون ما بوسعهم، ووضعوا النضال من أجل الحرية فوق مصالح الأسرة، لأنهم كانوا يعتقدون أن وجود الأسرة لن يكون له معنى إلا إذا كانوا أحراراً، وكان الجميع يقومون بدورهم مع هذا الوعي، ورغم الضغوط الكبيرة التي مارسها نظام البعث، إلا أن أحداً لم يهتم، وكان هناك واقع مجتمعي على استعداد لكل أنواع التعذيب والسجن وحتى القتل، فقط كان تركيزنا على تعزيز تنظيمنا وتحقيق النصر".
"رؤية القائد آبو كان شوقاً كبيراً"
وذكر عبد الحنان ممو أنه التقى بالقائد آبو في عام 1996، قائلاً: "كنا نعرض على الشعب أشرطة القائد آبو، ونوزع البروشورات، ونحاول نشر أفكاره في الاجتماعات، ولكن كان هناك شوق كبير في داخلنا لرؤية القائد آبو شخصيا، وكنا نريد رؤيته كل يوم، وفي عام 1996، أعلن الرفاق أنه سيكون هناك اجتماع كبير في حلب. لقد تمت دعوتي إلى هذا الاجتماع، لكنني لم أكن أعرف ماهيته، أو إلى أين كنا ذاهبين، أو من كان ينظمه.، انطلقنا إلى حلب في الصباح الباكر ووصلنا إلى مكان اللقاء في المساء، ذهبنا إلى قرية كبيرة في حلب. أخذنا أماكننا وبدأنا بالانتظار، لم يكن أحد يتوقع مجيء القائد، وبعد حوالي عشرين دقيقة دخل القائد.
استمد الروح المعنوية والحماس من القائد
إن رؤية القائد كان شعوراً مختلفاً تماماً، رغم أننا نشرنا أفكاره، إلا أننا لم نره، لهذا السبب شعرنا دائماً بأننا غير مكتملين، عندما رأينا القائد، استمدنا منه الروح معنوية عالية وحماس، لقد كان الأمر كما لو أنك حققت معجزة كنت تعتقد أنها غير قابلة للتحقيق، لقد ضحى القائد بنفسه من أجل القضية؛ في تلك اللحظة، اعتقدت أنه ينبغي علينا أن نكون أكثر فدائيةً، كان من المستحيل عدم الشعور بالنقص في مواجهة شخص عمل ليل نهار من أجل شعب.
"القائد آبو تحدث عن التاريخ الكردي"
في ذلك الوقت، كانت هناك دعاية في سوريا مفادها أن "الكرد ليسوا السكان المحليين لسوريا، وأنهم جاءوا من الخارج"، وكانت هناك محاولات تأليب الشعوب ضد بعضهم البعض، وفي هذا السياق كان الهدف الرئيسي للقائد في اللقاء هو التأكيد على أن الشعب الكردي هو شعب عريق، وكان يحاول تثقيف نشطائه وإعطائهم وجهة نظر تاريخية، لقد أراد منا أن نكون محاطين بالمعلومات داخل المجتمع، أراد أن يصل الشعب إلى الحقيقة، لقد أجرينا مناقشات على هذا النحو.
"انخرطنا في المجتمع بقوة"
بعد هذا الاجتماع، انخرطنا بقوة في المجتمع، كنا نقوم ببعض الأعمال الإبداعية، أستطيع أن أقول إنه لم يكن هناك باب لم نطرقه وقمنا بزيارتهم، قبل أن ألتقي بالقائد، كانت وتيرة عملي وأسلوبي مختلفين، لكن بعد أن التقيت به، أصبح الأمر مختلفاً تماماً، لأني رأيت عن قرب أسلوب القائد وطريقة عمله، وكان لهذا تأثير كبير على شخصيتنا".
"أرادوا القضاء على شعب وفكر"
ولفت عبد الحنان ممو الانتباه إلى إبعاد القائد آبو من سوريا، مؤكداً أن المؤامرة الدولية التي بدأت في 9 تشرين الأول 1998 تم إفشالها نتيجة نضال القائد آبو والشعوب، وختم حديثه على النحو التالي: "إبعاد القائد آبو من سوريا كان بمثابة ألم لا يوصف لشعب عفرين وكل الشعب الكردي، وقد أدى العداء للقائد والحركة إلى تنفيذ مؤامرة دولية، وكان هدفهم القضاء على شعب وفكر، ولكن عندما نفذت المؤامرة، تعزز ولائنا للقائد وحركته أكثر، مهما كان حجم المؤامرة، كان أملنا أكبر، لذلك لم نيأس ولم نفقد الثقة بالقائد والحركة، وعلى العكس من ذلك، فقد زاد إيماننا بالنضال من أجل الحرية الكردية وتعززت نشاطاتنا التنظيمية.
"كان لدينا ثقة كاملة في الثورة"
لقد أُسر القائد، لكننا كنا على ثقة تامة بأن الثورة سوف تحدث، بمشاركتنا الفعالة، وبتعزيز تنظيمنا، تمكنا من كسر المؤامرة، لم نتخلى عن الساحات، بل زاد التزامنا تجاه تنظيمنا أكثر، وهكذا أحبطنا المؤامرة، ولم نبق حبيسي منازلنا مع أسر القائد، إن ما تعلمناه من القائد بقي حياً في نفوسنا ووعينا، ونقلنا هذا الإرث إلى كل جيل جديد، إن القوى الدولية لم تحقق أهدافها، ولن تكون قادرة على ذلك، لأن الشعب الكردي أصبح واعياً وتبنى القائد واختاره رائداً له".