بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ 13 للأزمة السورية، التي بدأت في 15 آذار 2011، أدلى مجلس سوريا الديمقراطية، اليوم الأربعاء، ببيان إلى الرأي العام، وذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في قاعة دائرة العلاقات الخارجية للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا الواقع بمدينة قامشلو.
وشارك في البيان أعضاء وعضوات مجلس سوريا الديمقراطية، إلى جانب مشاركة ممثلي الأحزاب السياسية المنضوية تحت سقف مجلس سوريا الديمقراطية، وقرئ من قبل الرئيسة المشتركة للمجلس، أمينة عمر.
وجاء في نص البيان:
"تمرُّ علينا الذكرى الثانية عشرة للثورة السورية التي انطلقت من مدينة درعا جنوب البلاد، ثورة بدأت بالتظاهر السلمي الذي عمّ البلاد، ضد نظام القهر المركزي المستبد، حيث فاجأ السوريون العالم بثورتهم، فانبثقت إرادة الحياة هُتافاً على شفاه الأحرار، فحطم السوريون قيود الاضطهاد، مطالبين بالحرية والكرامة، فكانت ثورة السوريين تعبيراً عن اللقاء بجوهر الإنسان وشوقاً إلى تحقيق مجد سوريا وهويتها الغنية والمتنوعة.
إن الثورة السورية، وإن تعثرت في كفاحها المرير لتحقيق أهدافها وذلك لتداخل عوامل ذاتية وموضوعية، حُرّفت عن مسارها، وجُيّرت لخدمة مصالح وأجندات لا علاقة لها بطموح السوريين وحلمهم، إلا أنها حققت منجزات تاريخية، تمثّلت بتحطيم أصنام الفكر والسياسة أولاً، وامتلاك الثقة بالنفس والقدرة على الفعل ثانياً، وهما مكسبان يجب ألّا نسمح بفقدهما.
إننا في مجلس سوريا الديمقراطية، إذ نحيّي شجاعة وتضحية السوريين نساء ورجالاً، وثباتهم في وجه الاستبداد والاحتلال، وإذ نؤمن بأن بوصلة الشعب لا تخطئ ولا تضل، وأن القيادة التاريخية تتمثل بالتزام جانب الشعب ومصالحه، نؤكد انحيازنا الكامل إلى الشعب السوري بكل فئاته ومكوناته في مطالبته وسعيه الى الحرية والكرامة.
وفي هذه المناسبة التي يمتزج فيها الألم بالفخر، ندعو كل الوطنيين والمخلصين للتكاتف والعمل معاً للارتقاء بعملنا إلى مستوى تضحيات شعبنا، وأن نستلهم دروس التعاضد والوحدة الوطنية التي تجلت في إرادة السوريين لتجاوز عوامل التفرقة والتنافر خلال كارثة الزلزال، هذه الإرادة التي كبحتها أجندات التوظيف السياسي، التي أظهرت بشكل واضح انفصال الاستبداد ومشاريع الاحتلال التركي عن واقع الشعب السوري ومآسيه وآلامه، إذ إن صعوبة المرحلة التي يمرّ بها السوريون والمخاوف من هدر تضحياتهم تحتّم علينا العمل معا لتعزيز التعبير السياسي الأصيل عن ثورة الشعب السوري وطموحاته، والتغلب على الخلافات السياسية المفتعلة والتي تنتج عن مصالح إقليمية ودولية، لا تعني السوريين ولا تمثلهم.
إننا في مجلس سوريا الديمقراطية، إذ نطالب المجتمع الدولي بالوقوف الى جانب السوريين في تحقيق مطالبهم المحقّة بالتغيير الديمقراطي والجذري وتحقيق السلام والأمان والكرامة، فإننا وانطلاقاً من فهمنا للثورة السورية ومساراتها وإيماننا بمشروعنا السياسي الذي يشكل تعبيراً أساسياً عن الثورة السورية، ندعو كافة القوى الوطنية الديمقراطية الفاعلة للانخراط الجسور في حوار سوري يهدف لتأسيس رؤية مستقبلية جديدة لسوريا كهوية ودولة، لتجاوز أخطاء الماضي وتقديم السوريين كفاعلين سياسيين متّحدين في الهدف والغاية على المستوى الوطني ومؤثّرينَ على المستوى الإقليمي والدولي ومتضامنين لبناء سوريا دولة ديمقراطية لا مركزية تحقق الكرامة والحرية والرفاه لكل أبنائها".
وعاهد البيان في ختامه "شهداءنا ومعتقلينا، ألا تُهدر تضحياتهم وأن يبقى ما سعوا إليه هادياً ونبراساً لنا".