وتقول المنظمة بأن الاحتلال التركي يسعى عبر منظمات ومؤسسات دينية متطرفة تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والممولة من دولتي الكويت وقطر إلى نشر الفكر الديني المتطرف في عفرين المحتلة من خلال إقامة دورات دينية من قبل هذه المنظمات في المساجد والجوامع للاطفال القاصرين وكذلك للنساء واغرائهم بالهدايا وغيرها من الوسائل لتسهيل نشر فكرهم المتطرف ومحاربة الاديان الاخرى في عفرين مثل الايزيدية والعلوية من خلال التضييق عليهم واختطافهم واعتقالهم وتدمير مزارتهم واجبارهم على ترك دينهم وبناء جوامع في قرى ايزيدية مثل ( باصوفان ) واتهامهم بالكفر والالحاد وايضا فرض اللغة التركية في المناهج الدراسية واستبعاد اللغة الكردية منها وسرقة الاثار وترميم المواقع الاثرية المدرجة على لائحة اليونيسكو مثل ( موقع النبي هوري او سيروس ، قورش ) وغيرها من المواقع الاثرية التي تم سرقتها وتهريبها الى تركيا ، وهذه الخطوات تاتي في إطار التغيير الديمغرافي في عفرين التي تسعى إليها سلطات الاحتلال التركي لتطبيقها على أرض الواقع بكافة السبل ولمحو الهوية الثقافية التاريخية الممتدة لآلاف السنين للمنطقة على مراحل من الزمن .
وفي هذا السياق تشير المنظمة الى ماتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي الموالية للاحتلال التركي في أوقات سابقة عن قيام مؤسسة "تآخ بلا حدود" ذات الخلفية الإخوانية بتنظيم دورات وندوات ومحاضرات دينيّة في بلدة موباتا. ففي 24/7/2020 أعلنت عن دورة (أساسيات في العلوم الشرعية) لمدة 4 أشهر على مستويين كل منها 6 مقررات والدورة خاصة بالنساء لصناعة الداعيات وهن من المستوطنين القادمين من مناطق سورية أخرى، وتضمن منهاج الدورة: (عقيدة، تفسير، حديث، فقه، سيرة وتاريخ، نحو وصرف). وذلك بعدما أنهت في 2/7/2020 دورة “المعاملات الماليّة” بالتعاون مع فريق “لتعارفوا”، في بلدة معبطلي استمرت لمدة 6 أشهر.
وسبق للمؤسسة أن أقامت دورة في "الأحوال الشخصية"ودورة سابقة بعنوان “دورُ المرأةِ في المجتمعاتِ المعاصرةِ”، بمشاركةِ عددٍ من النساءِ النازحاتِ من الغوطةِ الشرقية واختتمت في 15/12/2018
كما وتطرقت المنظمة بالحديث عن مشروع بعنوان "إلا صلاتي" والتي خصصت دورة خاصة للأطفال من الفئة العمرية (9-15) وقال ياسر أبو كشة مدير مؤسسة "تآخٍ بلا حدود" إن المشروع يهدف إلى ربط الأطفال بالمساجد وكذلك ربطهم بآبائهم من خلال مرافقتهم لصلاتي الفجر والعشاء". وهو يمتد الآن لمرحلته السابعة بما يقارب 2500 طفل من قرى مختلفة بحساب كل 40 يوم منطقة جديدة ضمن المناطق السورية المحتلة ،وفي المرحلة السابعة فقط شارك 450 طفل من خمس جوامع متفرقة. وأضاف المشروع يقدم مشاريع لغير الأطفال، تستهدف المرأة الكردية والعربية وسُبل الدمج بينهما وإقامة تواصل بين الطرفين واستمرارها.
وتابعت المنظمة:الاحتلال العسكري هو الشكل الظاهري، وهو الإطار الخارجي للبيئة والحياة، ورغم أنه مرهق خانق جداً، إلا أن البعد الأعمق للاحتلال، وذلك لأنه يستهدف الحالة الثقافية والاجتماعية وله آثار مديدة، وهو ما ترمي إليه سلطات أنقرة عبر نشر الفكر الدينيّ المتشدد في منطقة عفرين المحتلة، وتلك مهمة أوكلت إلى مؤسسات تركية رسمية وكذلك منظمات تموّلها جمعيات تنظيم الإخوان المسلمين في قطر والكويت ومقراتها في إسطنبول وغازي عينتاب وتضم عشرات الجمعيات والمؤسسات، التي تعرّف عن نفسها بالنشاط الإغاثي والخيري، إلا أنها تقوم بعدد المهمات اعتباراً من الاختراق الفكري وربط السكان وتحديداً المستوطنين عبر المساعدات، وإنجاز البيانات الإحصائية لصالح الاستخبارات التركية.
من جملة المؤسسات التركيّة العاملة في عفرين:
ــ الوقف التركي التابع لهيئة الشؤون الدينية التركي “ديانت”، وقد باشر مؤخراً عن طريق منسقه التركي الجنسية المدعو “محمد الأنطكلي” بمشروع بناء مسجد في قرية قسطل مقداد بناحية بلبله/بلبل وذلك بالتنسيق مع المجلس المحلي لناحية بلبله/بلبل، الذي قام بتأمين قطعة أرض لبناء المسجد عليها. وقد أجرى الوقف التركي بتغيير أئمة المساجد في قرى عفرين وبلداتها فعزل الأئمة الكرد وعيّن أئمة بدلاً عنهم من المستوطنين ويشرف الوقف مباشرة على الخطاب الديني.
ــ هيئة الإغاثة التركية İHH وكان من أول المؤسسات التي دخلت إلى عفرين بعد احتلالها، وهي الجهة الممولة لإنشاء مسجد الذاكرين في عفرين.
ــ وكالة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) الحكومية، وكانت من أولى المؤسسات التركية التي دخلت إلى عفرين ومثلت الجانب التجميلي للاحتلال عبر توزيع الوجبات الجاهزة. وعملت بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي.
صدقة طاشي: جمعية تركية وقد أدخلت مخبزاً متنقلاً إلى عفرين فور احتلالها.
حركة يسوي التركية الخيرية التي افتتحت مدرسة في قرية مريمين في 24/9/2018، وافتتحت دارا للأيتام في قرية كوتانا ، بالتعاون مع "الفرات التضامنية"، وهناك مؤسسات أخرى مثل منبر الإغاثة الإنسانية في شانلي أورفة، و"دنيز فنري".
أبرز الجمعيات الإخوانية:
ــ جمعية عطاء بلا حدود القطرية: قامت بتوزيع مساعدات حصرية للمستوطنين القادمين من الغوطة وحمص ودير الزور، وقدمت لكل عائلة مبلغ خمسين دولار، لتشجيعهم على الاستيطان. وتقدم دورياً سلات غذائية للمستوطنين
ــ منظومة قطر لإعادة الأمل للأرامل: ونشرت عفرين بوست في 7/2/2019 أنّها تعمل على برنامج لتشجيع الزواج من الأرامل، عبر التوجه للمخيمات ونشر مناشير، وإعداد قوائم للراغبين بالتقدم للزواج من الأرامل. ويحصل بموجبها المتقدم للزواج بأرملة على مبلغ 3000 دولار أمريكي، ومن المحتمل تخصيص مرتبات شهرية للمتزوج بأرملة، (200 دولار أمريكي).
ــ العيش بكرامة الخاصة بفلسطينيي 48: جمعية ذات توجهات إخوانية، نشطت في عفرين، وقد استولت على أراضٍ زراعيّة في قرية تل طويل التابعة لمركز عفرين من أجل بناء جامع عليها.
ــ الأيادي البيضاء: جمعية حصلت على الترخيص للعمل في تركيا وأنشأت مكتبها في مدينة إسطنبول في 27/02/2013 وحصلت على ترخيص مكتب أنطاكيا في 24/09/2014 معنية بتنفيذ المشاريع ومتابعة الوضع لقربه من الحدود السورية التركية.
ــ جمعية عبد الله النوري: جمعية كويتية إخوانية، نشطت كمركز تحويل للأموال القادمة من قطر وإرسالها إلى فروع التنظيم بالمنطقة، وهي الممولة لبناء مدرسة عفرين. كما موّلت الجمعية إنشاء مركز "سيما" للتعليم الصحي المهني.
تموّل جمعية عبد الله نوري عدد من المشاريع في منطقة عفرين فيما تتولى جمعية الأيادي البيضاء الإشراف على التنفيذ منها: مشروع ترميم مدرسة قطمة، وبناء مدرسة الإمام الخطيب ومدرسة كويت الخير في جندريسه، مسجد الذاكرين في مدينة عفرين ومدرسة عفرين في موقع اتحاد الإيزيديين سابقاً.
ــ تجمع شباب التركمان: افتتحت في 3/2/2019 بالتعاون مع جمعية يسوي، مدرسة ابتدائية في قرية بيباكا بناحية بلبلة لاستقطاب أطفال المستوطنين وتدريسهم فيها. بعد نحو أسبوع من افتتاح معهد ديني "الفتح المبين" بقرية كورزيليه. وافتتح في عفرين مدرسة الإمام الخطيب "باشا كاراجا"، كما أجرى اختبارات تأهيلية دينية باسم مسابقة "بلبل القرآنية" في معاهد مركز ناحية بلبله وقراها على مدى يومين 15-16/8 /2020، ووفق زعمهم تقدم للاختبارات أكثر من 120 طالب وطالبة في مساجد الناحية، وما زالت نشاطاتهم مستمرة حتى تاريخه.
ــ البنيان المرصوص: جمعية إخوانية مقرها إسطنبول، باشرت مؤخراً مشروع بناء مسجد "النور" في قرية بيله في ناحية بلبله بدعم من الوقف التركيّ. وتم تأمين قطعة الأرض عبر الاستيلاء على أراضي المواطنين الكرد المهجرين قسراً.
ــ جمعية "شباب الهدى" السورية الأهلية، وتعمل في مجال الأنشطة والدورات الدينية وتستهدف اليافعين والأطفال.
وشددت المنظمة بأن أنقرة بعد احتلالها لمناطق في شمال سوريا اعتمدت على الترويج لشعار "ليس للتآخي حدود" وكانت تهدف إلى تعزيز الولاء الديني على حساب الانتماء الوطني، واستغلت النصوص الدينية لتحقيق أهدافها الاحتلالية، وصنعت طوابير من الموالين لها، مستعدين للقتال من أجلها، والترويج لسياسة أنقرة والتغني بأمجاد العثمانية على أنها دولة الخلافة الإسلامية، وتدريجياً حولت هؤلاء إلى مرتزقة وفرق قتل متنقلة زجّت بهم في معاركها في سوريا وليبيا.