الشهداء الأمميّون لثورة روجآفا -3: أمير قوبادي

بطلٌ آخر من أبطال شوارع المقاومة، وهو المقاتل الفارسي أمير قوبادي، بعد أن تمّ إعلان النفير العام في كوباني، شد الرحال من روسيا في تشرين الأول 2014، وقال "سأبقى هنا حتى تتحرر كوباني"، لم يستكين، بل حارب إلى أن استشهد.

كان أمير قوبادي المنحدر من إيران، أحد المشاركين في نضال الانتصار في مدينة كوباني المقاومة، وكان يخوض النضال باسمه الحركي روجفان كوباني، ووُلد قوبادي سنة 1991 في مدينة مشهد بمحافظة خراسان الواقعة في شمال شرق إيران، ومن ثمّ ذهب إلى روسيا واستقرّ هناك، واستجاب لنداء القائد عبدالله أوجلان "يجب على البشرية أن تحمي كوباني" وتوصل إلى ذلك الإيمان بضرورة الذهاب إلى كوباني، ومقاومة القمع والظلم، وبدأ بالبحث عن طريقة للانضمام إلى النضال، وانطلق من روسيا في تشرين الأول 2014 وجاء إلى كوباني، وقال: "أعلن انضمامي إلى وحدات حماية الشعب (YPG) من أجل حماية كرامة كوباني وشعوب العالم، ففي هذا المكان يُراق دماء الشرفاء"، وانضمّ إلى صفوف النضال.

أشرق مثل الشمس

أتى إلى كوباني في أصعب الأوقات من الهجمات، وبعبارة أخرى، اتّجه روجفان من خراسان من ديار شروق الشمس نحو كوباني، وحارب في شوارع كوباني المقاومة جنباً إلى جنب مع المقاتلين الكرد والعرب، ربّما لم يكن يتحدث بنفس اللغة، ولكن مع ذلك، كان يشكل تأثيراً على رفاق دربه وذلك من خلال مواقفه وتحديه ومعنوياته العالية، أقام خلال فترة وجيزة علاقة قوية مع رفاقه الذين في الجبهة، وانضمّ إلى الحياة الجماعية، وتجاوز مشكلة اللغة خلال فترة قصيرة، وفي غضون شهر حسّن مستواه من الناحية اللغوية من أجل تقوية العلاقات مع رفاق دربه، وقاوم في وجه كل الصعاب والمشقات وانضمّ إلى النضال بحماس وجهد كبيرين.

استشهد أثناء قيامه بإنقاذ رفاقه المصابين.

لقد كان أحد معايير النضال الأمميّ في كوباني المستمر منذ عشر سنوات، وكان أول أمميّ فارسي قد استشهد ضمن صفوف المقاومة، وكـ إيراني لم يقبل قمع السلطة الحاكمة في إيران، اختار أن يكون في كوباني من خلال موقفه الأمميّ، وقاوم بروحٍ نضال الثورة الأمميّة ،وعلى الرغم من أنه كان بعمر الـ 23 عاماً، إلاّ أنّه أظهر نضال عمرٍ كامل، واستشهد في 22 كانون الأول 2014 خلال عملية تحرير مركز الثقافة والفن في وسط مدينة كوباني، اثناء قيامه بإنقاذ رفاقه المصابين، وكان قد قال قبل ذلك "إنّ من أجمل اللحظات في معركة كوباني هو القيام بإنقاذ رفاقنا المصابين"، وكان كذلك، حيث أنقذ أحد رفاق دربه المصابين بروح فدائية عظيمة، وجعل من روحه درعاً لروح رفيقه. 

وجّه الدعوة لشعب إيران للانضمام إلى النضال الثوري

وعندما كان يحارب على جبهات المقاومة في كوباني، دعا في أحد المقاطع المصورة شعوب إيران للانضمام إلى النضال الثوري في كردستان، وأعلن بأنّ الكرد والفرس أشقاء وأن لديهم تاريخ مشترك يمتدّ لثلاثة آلاف عام، وقبيل استشهاده بأربعة أيام، أي في 18 كانون الأول 2014، كان قد تحدّث لوكالة فرات للأنباء (ANF)، وقال "نحن لم نأتِ إلى هنا فقط من أجل الحرب، بل جئنا من أجل أيديولوجية عظيمة؛ أيدولوجية تصرّ على الإنسانية"، وبقوله "سأبقى هنا حتى تتحرر كوباني" أظهر بوضوح تصميمه على النضال. 

غداً: الشهداء الأمميّون لثورة روجآفا-4: كيث برومفيلد (كلهات رومات).