استذكار شهداء مجزرتي باريس في قامشلو وتربه سبيه
شارك المئات من أهالي مدينة قامشلو وناحيتي جل آغا وتربه سبيه، في مراسم استذكار شهداء مجزرتي باريس الأولى والثانية
شارك المئات من أهالي مدينة قامشلو وناحيتي جل آغا وتربه سبيه، في مراسم استذكار شهداء مجزرتي باريس الأولى والثانية
بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية العاشرة لمجزرة باريس الأولى عام 2013، والتي استشهدت فيها المناضلات الثوريات الثلاثة (ساكينة جانسيز، وليلى شايلمز، وفيدان دوغان)، واستذكاراً لشهداء مجزرة باريس الثانية (أفين كوي، مير برور، عبد الرحمن كزل)، نظم مؤتمر ستار في مدينة قامشلو مسيرة حاشدة.
قامشلو
المسيرة نُظمت تحت شعار "بروح ونضال سارة وأفين سنقضي على القتلة والمجرمين"، وذلك بمشاركة المئات من أهالي المدينة والقرى والبلدات التابعة لها، وأمهات وآباء الشهداء، وأعضاء وعضوات المؤسسات المدنية والسياسية والنسائية والشبيبة.
وانطلقت المسيرة من ساحة الشهيد ريناس في حي الكورنيش، وسط ترديد الشعارات التي تحيي نضال وكفاح المرأة، من قبيل "Jin, Jiyan, Azadî" المرأة، الحياة، الحرية"، ورفع صور القائد عبد الله أوجلان، وصور شهيدات وشهداء مجزرتي باريس الأولى والثانية، بالإضافة إلى رفع يافطة كتب عليها "لا للاحتلال والإبادة، معاً لنحمي المرأة والحياة".
ولدى وصول المشاركين إلى أمام مبنى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مدينة قامشلو، وقفوا دقيقة صمت؛ إجلالاً لأرواح الشهداء، تلته إلقاء كلمة للإدارية في مؤتمر ستار بمقاطعة قامشلو، شها خليل، أكدت خلالها "بشعار Jin, Jiyan, Azadî ومقاومة القوات العسكرية، وإرادة المرأة سنواصل نضالنا في مواجهة كل الهجمات والعوائق".
وأوضحت شها "في المجزرة التي ارتكبت عام 2013 بحق المرأة الحرة، سعى الاحتلال التركي إلى كسر إرادة المرأة وإنهاء مقاومتها؛ لكن ذلك لم يتحقق، وواصلت المرأة فعالياتها ومقاومتها في كل الساحات ضد كل الهجمات والسياسات، وحولت جميع المدن إلى ساحات للمقاومة والنضال على أساس هذا الشعار".
في إشارة إلى أهداف القوى المهيمنة من هجماتها وسياساتها ضد المرأة، أضافت شها: "تسعى هذه القوى إلى إنهاء هوية المرأة؛ لكننا أثبتنا أنفسنا في كل الساحات مرة أخرى".
لفتت شها الانتباه إلى صمت القوى الدولية حيال المجازر التي ترتكب بحق المرأة الكردية، وتساءلت: "أين المنظمات والدول التي تدّعي حقوق الإنسان، فمجزرتي باريس الأولى والثانية أيضاً ارتكبت أمام مرأى ومسمع كل العالم، دون محاسبة المجرمين على ذلك". داعية الحكومة الفرنسية بمحاسبة مرتكبي المجزرتين.
وشددت في ختام حديثها على ضرورة تكثيف النضال خلال عام 2023، بالقول: "علينا تحويل عام 2023 إلى عام النضال والمقاومة النسائية ضد كل الهجمات التي تستهدف حرية المرأة وقضيتها"، وعاهدت بالسير على نهج الشهداء ومواصلة الفعاليات حتى محاسبة مرتكبي المجزرتين.
جل آغا
بدأت مراسم الاستذكار بالوقوف دقيقة صمت؛ إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم ألقت الإدارية في مؤتمر ستار بالناحية، سمر حسين، كلمة أشارت في مستهلها إلى مسيرة نضال شهيدات مجزرة باريس الأولى، وقالت: "مقاومة المناضلة، ساكينة جانسيز (سارا) وفيدان دوغان (روجبين) وليلى شايلمز (روناهي) تعد القاعدة الأساسية في تاريخ المرأة الحرة، وبصمة شرف في نضال المرأة ضد العبودية والظلم الذي مورس ضد النساء على مر التاريخ".
وأشارت إلى المجزرة التي ارتكبت بحقهن عام 2013 في باريس، قائلةً: "اغتيال المناضلات الثلاثة؛ تم بهدف كسر إرادة المرأة الكردية التي حققت مكتسبات بنضالها ومقاومتها ضد الذهنية الذكورية والأنظمة الرأسمالية وتطوير ثورتها ضد كل أنواع الممارسات التي حاولت إعاقة قضية حرية المرأة".
شددت سمر على ضرورة اتباع جميع النساء في شمال وشرق سوريا؛ نهج مقاومة ونضال الشهيدات الثلاثة، والسير على دربهن لإكمال مسيرتهن ولتحقيق الحرية لجميع النساء، وقالت: "سنرفع من وتيرة نضالنا ومقاومتنا ونحقق النصر لثورة المرأة في روج آفا وشمال وشرق سوريا".
ثم عرض سنفزيون عن حياة المناضلة، ساكينة جانسيز ومراحل مسيرتها النضالية ضمن حركة حرية كردستان.
انتهت المراسم بترديد الشعارات التي تحيي مقاومة شهيدات وشهداء الحرية.
تربه سبيه
وفي ناحية تربه سبيه، نظم اتحاد المرأة الإيزيدية في روج آفا، محاضرة عن أهداف مجزرتي باريس الأولى والثانية، شاركت فيها العشرات من عضوات المؤسسات المدنية والنسائية في الناحية.
بدأت المحاضرة بالوقوف دقيقة صمت؛ إجلالاً لأرواح الشهداء، ثم أشارت عضوة منسقية اتحاد المرأة الإيزيدية، هدية شمو، إلى سياسات الإبادة التي تمارس بحق المرأة الكردية، قائلةً: "لا تزال سياسات الإبادة مستمرة بحق النساء الكرديات، فمجزرتي باريس الأولى والثانية ليست بعيدة عن المجازر التي ارتكبت بحق المجتمع الإيزيدي والنساء الإيزيديات في شنكال عام 2014".
هذا وأعربت المشاركات في المحاضرة عن رفضهن؛ لصمت الحكومة الفرنسية عن هاتين المجزرتين دون محاسبة المجرمين. وأكدن أن استهداف المناضلات في باريس التي تدّعي الديمقراطية، وصمت السلطات الفرنسية دون محاسبة المجرمين "أمر غير مقبول"، مشددات على وجوب القوى الدولية والمنظمات الإنسانية القيام بمسؤولياتها حيال هذه الجرائم.
وأشدن بنضال ودور المناضلات الثوريات (ساكينة جانسيز، وفيدان دوغان، وليلى شايلمز، وأفين كوي) في إيصال قضية الكرد إلى النصر وضمان حرية النساء الكرديات، قائلات: "آلاف النساء الكرديات ومن المكونات الأخرى تبنين قضية حرية المرأة وفق فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان".