المكون الأرمني في روج آفا: ثورة روج آفا منحتنا فرصة تاريخية لأجل القضية الأرمنية

يقول أبناء المكون الأرمني الذين تعرضوا للإبادة الجماعية قبل 107 عاماً، أن ثورة روج آفا منحتهم فرصة تاريخية لأجل قضية المكون الأرمني.

يعتبر عام 2015 عاماً للكارثة والإبادة الجماعية، المجازر، والهجمات المكثفة والمنفية للشعوب الأرمنية، السريانية، الإيزيديين،بسبب هجمات داعش الإرهابية،كما وتعرض الشعب الأرمني عام 1915 لإبادة جماعية ونفي،حيث قُتل حوالي مليون وخمسمائة ألف أرمني، بينما تم إبادة الشعب الأرمني القديم كأمة، والأرمن الذين نجوا من المجزرة والإبادة تم تهجيرهم قسراً ونفيهم من بين شعوب أخرى، والأرمن الذين تم ترحيلهم إلى مناطق شمال وشرق سوريا، أجبروا على إخفاء هوياتهم خوفاً من تعرضهم للإبادات أخرى وبهذه الطريقة واصلوا حياتهم.

ويرى آلاف الأرمنيين المتواجدين في مدينة دير الزور وصولاً إلى حلب، من كوباني إلى تل تمر، من الدرباسية إلى ديرك،  ثورة روج آفا منارة وشعلة الحرية لهم وبدأوا بالتحدث عن القضية الأرمنية، واليوم، يشاركون من خلال تأسيسهم للمؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للمكون الأرمني في ساحات الثورة بشكل نشط، ويبدون مقاومة وجهوداً عظيمة في مواصلة حياتهم بهويتهم الأرمنية.

المجلس الاجتماعي للأرمن

توجد ثلاثة مجالس للمجتمع الأرمني في ساحات ثورة روج آفا، في مدينة دير الزور، الحسكة وقامشلو.

وتحاول المجالس التي تأسست في عامي 2020 و 2021 من جهة، تعريف الأرمنيين الذين فقدوا هويتهم على هويتهم الحقيقة مجدداً ولم شملهم، ومن جهة أخرى، تعمل على مجالات أخرى "اللغة، التاريخ، والثقافة الأرمنية".

والمجالس التي قامت بالكثير من الأعمال الناجحة منذ نشأتها تتزايد المشاركات والانضمام الشعبي إليها، فالشرط الوحيد للمشاركة هو خدمة الشعب الأرمني.

يعطي المجلس الاجتماعي الأرمني تحت إشرافه، دروساً عن اللغة الأرمنية والتاريخ الأرمني كل صباح، كما أنه يُعلم الأطفال الكتابة والقراءة باللغة الأرمنية خلال أشهر الصيف، وتوجد نشاطات أخرى للمجلس في مجال المسرح، الفرق، الأغاني، الشعر، والثقافة.

وحول ذلك يقول احد الإدارين في المجالس:

"واجه المجلس أثناء تأسيسه، الكثير من الصعوبات، وكانت المشكلة الأكبر هي عدم قدرتهم على إيصال الفكرة من وراء انشاء المجلس،كان هناك تأثير أيديولوجي وبيروقراطي حقيقي للنظام، ولا زال بعض الأرمنيين يعتبرون أنفسهم موظفين ويعملون لصالح النظام، كما توجد بعض النواقص أيضاً في نشاطنا وعملنا، وأكبر عقبة في طريق عملنا في مدينة دير الزور، هو كيفية الانفصال عن عقلية النظام البعثي، لأن لهذه العقلية تأثير كبيرعلى كافة المجالات، ويجري أعمالاً واسعة لأجل كسر هذه العقلية والعبودية".

وذكر كل من الأرمني مانوشا بيتروسيا، ديكران أردميان، وسارين كريكول، أنهم من خلال انضمامهم إلى المجلس قد عرفوا هويتهم، لغتهم، وتاريخهم، وقالوا: " وهذا الانضمام هو فرصة تاريخية بالنسبة لنا، لأننا نتعلم تاريخنا، لغتنا، وثقافتنا، التي كانت على وشك الانحلال والإبادة، إنه شعور رائع ولا يوصف بالكلمات، بالطبع هذه الانجازات تحققت بفضل ثورة روج آفا".

الكتيبة العسكرية الأولى للأرمن

تأسست كتيبة الشهيد نوبار أوزانيان في الذكرى السنوية الـ 104 للإبادة الجماعية للأرمن، والكتيبة هي من العناصر الفاعلة في قضية الدفاع وثورة روج آفا، والكتيبة التي دخلت في عامها الرابع من تأسيسها شاركت في جبهات مثل مدينة سري كانيه وتل تمر بشكل نشط ولعبت دوراً مهماً في الدفاع عنها، كما تقدم الكتيبة إضافة إلى التدريب العسكري، تدريبات أخرى لمقاتليها عن اللغة، التاريخ، والثقافة الأرمنية، والهدف هو توسيع الكتيبة لتصبح لواء، ومن ناحية أخرى يتم العمل على تأسيس كتيبة خاصة لتجيش المرأة الأرمنية.

وحول ذلك يقول القيادي في الكتيبة الأرمنية، نوبار ملكونيان، أن " كتيبة الشهيد نوبار أوزانيان الأرمنية تشارك في الخطوط الأمامية للدفاع عن روج آفا، وكانت مشاركة في مرحلة معركة سري كانيه، ومؤخراً دافعت بجانب قوات سوريا الديمقراطية (QSD) عن المنطقة خلال الهجوم الذي شنه تنظيم داعش الإرهابي على مدينة الحسكة،  وكعنصر من مكونات المجلس العسكري في تل تمر تتواجد في الجبهة، إضافة إلى خدمتها العسكرية، فهي تعمل أيضاً في مجال الزراعة".

كما وتحدث ملكونيان عن الأرمنيين الذين هاجروا مجدداً بسبب الهجمات الاحتلالية للدولة التركية، وقال: " الأرمن هم أكثر الشعوب دراية بالمنفى والهجرة، اجبرالأرمن على الهجرة للمرة الثانية بعد احتلال مدينة عفرين، كري سبي وسري كانيه من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقته، ونزح الأرمن إلى الحسكة، الرقة، حلب وهاجروا إلى أرمينيا، بمعنى آخر حاولوا إعادة بناء حياتهم من الصفر، وتركوا ورائهم منازلهم، حقولهم، مدارسهم، كنائسهم، مقابرهم، متاجرهم وأعمالهم، ووضعوا ذكرياتهم في قولبهم وغادروا".

العلاقة مع المكون الأرمني في الخارج

وتحدث ملكونيان عن علاقتهم بالمؤسسات الأرمنية في الخارج، وتابع قائلاً: " لقد أثرنا بشكل خاص على الأرمنيين المتواجدين في أرمينيا، بيروت، حلب، وعدد اخر في أوروبا، لكننا لم نتمكن بعد من تحويل هذا إلى منظمة ومؤسسة أرمنية، علينا أن نوسع نشاطنا أكثر من أجل تحقيق ذلك".

سيتم الاعتراف بمجزرة الأرمن في ذكراها السنوية الـ 107 عاجلاً أو آجلاً

وتحدث ملكونيان عن الذكرى السنوية الـ 107 لمجزرة الأرمن، وقال: " سنستقبل العام الـ 107 لمجزرة إبادة الأرمن في ظروف أكثر قوةً مما كان عليه الحال في السنوات السابقة، تم احتلال ناغورنو كاراباخ من قبل القلة الأذربيجانية المدعومة من الدولة التركية الموالية للكمالية.

وتحدث ملكونيان حول اسباب عدم الاعتراف بالإبادة الجماعية من قبل القواى الدولية، وقال: " الإبادة الجماعية للأرمن هي حقيقة لا يمكن لأحد أن ينكرها، وبغض النظر عن محاولات إخفاء حقيقة الإبادة، سيتم الاعتراف بهذه المجزرة عاجلاً أو آجلاً، ولا تعترف بعض الدول بمجزرة الأرمن بسبب علاقاتها الاقتصادية، السياسية، الدبلوماسية مع الدولة التركية، هذا لأنهم يعتمدون على أجنداتهم ومصالحهم الدولية ويخلقون سياسة الإنكار، وعدم القبول والرفض، وبخلاف هذا التقييم لا يمكن تفسيره.

سنعمل مع شعوب المنطقة وشعوب العالم وليس مع الدول، وبهذه الطريقة سنجعل قضية الشعب الأرمني مقبولة من قبل الجميع، ويوجد في جدول أعمالنا هذه الأهداف، لكن هذه الأعمال قليلة وليست كافية".