شن مرتزقة داعش في 11 آذار عام 2014 هجوما على مبنى بلدية الشعب في قامشلو أثناء استعداد البلدية لإحياء ذكرى شهداء انتفاضة 12 آذار التي قامت عام 2004، وقد استشهد نتيجة هذا الهجوم كل من جيهان فرحان مراد، علاء الدين عبدالإله عثمان، أمينة محمد بلال، روشن محمد زكي إبراهيم، آواز محمود محمد، فهد عبدالعزيز عثمان، حلبجة طه خليل، إبراهيم مليك عزيز، موسى آذاد مسعود وعلي خلف سليمان، بينما أعلن مرتزقة داعش مسؤوليتهم عن هذا الهجوم الذي راح ضحيته 10 أشخاص.
إن بلدية الشعب في قامشلو هي إحدى الإنجازات المهمة لثورة روج آفا، وقد دخلت في أيار عام 2013 قيد التنفيذ، وأعلن أهالي الجزيرة في 21 كانون الثاني عام 2014 عن الإدارة الذاتية الديمقراطية، وكانت “لجنة البلديات والإدارة المحلية” التابعة للإدارات الذاتية مبدأً أساسياً في هذا النظام، ومع إعلان الإدارة الذاتية نفذت داعش هجوما على بلدية الشعب في قامشلو وارتكبت المجزرة.
التجربة الأولى للبلدية
أُصيبت الناطقة الرسمية لحزب الاتحاد الديمقراطي سما بكداش التي كانت الرئيسة المشتركة لبلدية الشعب في قامشلو في ذلك الحين في مجزرة بلدية الشعب في قامشلو.
استذكرت سما بكداش شهداء المجزرة وتحدثت عنها قائلة: "كانت بلديات الشعب إحدى المؤسسات الأولى للثورة، وقدمت خدمة فعالة للشعب قبيل الإعلان عن الإدارة الذاتية، كانت البلدية متواجدة في كل ساحات الحياة وكانت تقوم بدور الإدارة الذاتية، إن اول مؤسسة تنظم نفسها كانت بلدية الشعب في قامشلو، وأسست علاقاتها خلال عامي 2012 و2014، وقد كنا حينها في حوارات مع بلديات شمال كردستان، كما وشارك وفد من بلدية الشعب في قامشلو في المؤتمرات التي نُظمت في آمد وأنقرة لإجراء النقاشات بخصوص آلية العمل ونموذجها للبلدية، لأنها كانت مؤسسة قبل الإعلان عن الإدارة الذاتية، وكانت ذات تأثير بين الشعب وملفتة للانتباه خارج المنطقة، وتم استهدفها كأول مؤسسة بعد الإعلان عن الإدارة الذاتية، كما وصلنا عام 2014 إلى ذلك المستوى لإعداد قوانين البلدية.
نُفذ الهجوم أثناء الاستعداد لإحياء ذكرى 12 آذار
لفتت سما بكداش الانتباه الى أنه كان يتواجد العديد من الأشخاص في بلدية الشعب في قامشلو قبيل تنفيذ داعش للهجوم على البلدية، وقالت: "وكان الأشخاص الذين يتواجدون في البلدية هم ذاتهم الذين كانوا مشاركين في تأسيس البلدية، ارتقى نتيجة هذا الهجوم خمسة نساء وخمسة رجال، وكان ثمانية منهم من عمال بلدية الشعب في قامشلو، وكانت آواز إحدى المتقدمات للعمل في البلدية كما وكان هناك رفيق آخر قد جاء هو ايضاً إلى البلدية لتقديم طلب للعمل، لقد اجتمعنا قبل الهجوم من اجل استعدادات ذكرى انتفاضة قامشلو الموافق ل12 آذار، وكان قد اقترح رفاقنا الذين اُستشهدوا في الهجوم زراعة الشتلات تخليداً لذكرى الشهداء والاستعداد حسب أجواء الانتفاضة، وفي الساعة 10:45 سمعنا صوت انفجار كبير، لم نفهم ما حدث، ولم يكن هناك سوى صوت الانفجار، خرجنا والتقينا بالمهاجم، هاجمنا بقنبلة ثم عدنا من حيث أتينا، وكان الشهيد فهد يحاول إلقاء القبض على المهاجم، فأطلق عنصر داعش النار على نفسه واستشهد الرفيق فهد بهذه الطريقة.
أُصيب العديد من رفاقنا في هذا الهجوم، وأصبت انا ورفاقي عندما قفزنا من النافذة، فيما أعلن داعش مسؤوليته عن الهجوم، كان المهاجمون شخصين وكان هناك آخر يقودهما، كانت اعمارهما تتراوح بين 15-16 عاما، وعلى الرغم من أن أجسادهما كانت مغطاة بالألغام، إلا أنهما كانا مسلحين أيضا، في البداية قاما باغتيال القوات الأمنية في البلدية، وبعدها اغتالا كل من صادفوه على الدرج أطلقوا النار عليهم، ثم قاما بتفجير الغرفة، وأخيراً فجرا نفسيهما، وكانت الشهيدة حلبجة، أمينة وروشن في غرفة المالية، دخل مهاجم داعش الى غرفتهما وفجر نفسه، واستشهد 3 من رفاقنا بهذه الطريقة، وارتقت الشهيدة آواز التي كانت قد أتت للتقدم للعمل في البلدية، على الدرج".
كانت بلدية الشعب في قامشلو نموذجا جديدا
وذكرت سما بكداش أن عمل بلدية الشعب في قامشلو كان نموذجياً في ذلك الوقت، ولهذا استهدفها داعش، وقالت: "بعد هذه الحادثة، نفكر في كيفية الذهاب إلى مبنى البلدية، واستشهد رفاقنا الذين كانوا يعملون في ذلك المبنى كانت أشياء الرفاق الشهداء على الأرض، وتضرر المبنى، إلا أننا وضعنا مشاعرنا جانباً، وبفكرة السير على خطى رفاقنا الشهداء، ذهبنا إلى المبنى مع بقية رفاقنا في البلدية وواصلنا عملنا، وكانت بلدية قامشلو نموذجنا الأول للبلدية عن باقي مدن المنطقة، ويشارك موظفو البلدية تجاربهم مع المدن الأخرى. والى الآن ما زالت بلدية الشعب تقوم بتقديم الخدمات للشعب".
شُن الهجوم على العنصر الأساسي للديمقراطية
وأفاد مسعود يوسف عضو لجنة البيئة وبلدية الشعب في قامشلو إنه مع بداية الثورة سارعوا بتنظيم بلدية الشعب في قامشلو وتابع: "داعش رأى أن نظامنا للبلديات الذي هو اللبنة الأساسية للديمقراطية، يزداد قوة، لذلك هاجم البلدية، لكن هذا الهجوم لم يتمكن من كسر إرادة شعبنا، زاد عملنا أكثر، في عام 2017 ومع الانتخابات، واصلت بلدية الشعب في قامشلو عملها في مركزين في منطقتي الغربي والشرقي، وفي نهاية عام 2018 تم الإعلان عنهما كبلدية الشعب لمقاطعة قامشلو ولجنة البيئة.
وذكر مسعود يوسف أنهم كانوا على اتم الاستعداد وفي حالة نفير عام لإيصال المياه والكهرباء للأهالي خلال عام 2023، وأضاف: "تم إصلاح محطات مياه الهلالية، وعوجا وجقجق وسفان، التي هي مصدر مياه القامشلي، ويبلغ طول خطوط المياه الجديدة حوالي 1200 متر، كما تم بناء الطرق وتعبيدها في 19 حي.
ستكون الأهمية لتشكيل مجلس اتحاد البلديات
كما صرح مسعود يوسف أنه مع العقد الاجتماعي الذي تم الموافقة عليه عام 2023 سيتم تنفيذ أعمال إعادة الإعمار وفيما يتعلق بخططه ومشاريعه لعام 2024 قال: "إنه تم التقدم مع صياغة قوانين البلدية خطوة نحو اتحاد البلديات، وإطلاق البلديات الديمقراطية كمنظمة جامعة، وتم الإعلان في شباط عن اتحاد البلديات الديمقراطية لمقاطعة الجزيرة، ونقوم بإعداد الخطط وفقا لرغبات واقتراحات الشعب من خلال مشاريعنا السنوية، وبعد مناقشاتنا في جلستين، تم إعداد الخطة السنوية. الخطط والمشاريع في المنطقة تحدد حسب الموازنة هل حققنا النتيجة التي نريدها؟ لم نحققها 100%، لكن رغم هجمات الدولة التركية مازلنا في خدمة شعبنا، لقد دمرت البنية التحتية للمنطقة بالكامل بسبب الهجمات لكننا أصلحناها واستنفرنا من أجل الاستجابة لاحتياجات الشعب، ومسألة خدمة الشعب هي مقياس للبلدية، ويهتم شعبنا أيضا ببلدياته.
ويجب علينا تنظيم بلدياتنا مع افتراض استمرار الهجمات في عام 2024، وعلى وجه الخصوص لدينا مشاريع للقضاء التام على مشكلة الماء والكهرباء، وإلى جانب هذه المشاريع، سيتم التركيز على تشكيل مجلس اتحاد البلديات الديمقراطية بموجب العقد الاجتماعي لإعادة تنظيم البلديات وتعزيز المؤسسات.