تحدث نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لعفرين والشهباء، جمال رشيد، لوكالة فرات للأنباء (ANF) بخصوص حصار حكومة دمشق على مقاطعة الشهباء.
وتطرق جمال رشيد بالحديث عن وضع مقاطعة الشهباء الذي كان عليه قبل تهجير أهالي عفرين، وقال بهذا الخصوص: "لقد تعرضت مقاطعة الشهباء في السابق لحرب ضارية وللنهب، وحاربت العديد من القوى في هذه المناطق ضد بعضها البعض، حيث كانت المعركة الأخيرة بين مرتزقة الدولة التركية ومقاتلي وحدات حماية الشعب (YPG) ومقاتلات وحدات حماية المرأة (YPJ)، وقد تحررت الشهباء في هذه المعركة، ونتيجة لهذه الحروب دُمرت جميع البنى التحتية للمنطقة بالإضافة لكافة أشجار وثمار المنطقة، ولهذا السبب، ليست هناك بنية سليمة للحياة في الشهباء، ولذلك، فمنذ بداية التهجير وأهالي عفرين في المخيمات والشعب المتواجد في النواحي يقاومون هناك، وحتى الآن يواجهون صعوبة كبيرة".
الوضع المعيشي للشعب
وأوضح جمال رشيد أنه منذ بداية تهجير أهالي عفرين وحتى الآن، هناك حصار مفروض من قِبل قوات حكومة دمشق على المقاطعة، وتابع قائلاً: "لا يمكن توفير كل الاحتياجات التي يعيل بها الشعب حياته في المقاطعة، حيث أنه يعاني من صعوبات جمة في الصيف من الجو الحار المتزايد في المخيمات وفي الشتاء من الأمطار والبرد القارس، وباعتبار أنه لا تتوفر أي طرق أخرى لتلبية حاجيات شعب المقاطعة، ولهذا السبب، عندما يتم إغلاق هذه الطرق أيضاً، تبزر عواقب قاسية من هذا القبيل، حيث أن المحروقات هي إحدى الاحتياجات الأساسية في هذه المنطقة، إلا أن المحروقات تصبح إحدى أدوات الحرب الخاصة، حيث أنه في الآونة الأخيرة على وجه الخصوص، تم قطع المحروقات بشكل كامل عن المنطقة، ويشكل هذا الأمر بالنسبة للشعب الذي يقاوم منذ خمس سنوات في المخيمات ومناطق الشهباء صعوبة كبيرة".
الوضع الصحي
ولفت رشيد الانتباه إلى تأثير الحصار على الوضع الصحي في الشهباء، وقال بهذا الخصوص: "يتواجد في مقاطعة الشهباء مستشفيين، ولكن نتيجة للحصار المفروض، فإن المستشفيين يمران في حالة قاسية، وبسبب انعدام المحروقات، تقل الكهرباء في المستشفيين، وتعمل بعض أقسام المستشفى على الكهرباء، كما أنه من ناحية أخرى، مع حلول فصل الشتاء، تتزايد أمراض الصدر وأنفلونزا حمى الشتاء بشكل خاص لدى الأطفال، ولكن مع ذلك، فإن انعدام المحروقات يشكل عائقاً كبيراً بحيث لا يستطيع الجميع الوصول إلى المستشفى، ولهذا السبب، عندما تنقطع الكهرباء ويستمر الوضع على هذا النحو، فإنه سيكون هناك خطر كبير، كما أنه من ناحية الأدوية، فإن الأدوية باتت تقل في المنطقة، حيث أنه هناك أشخاص مسنون في المنطقة لديهم أدوية طويلة الأمد، ولذلك، فإنهم يعانون هم والمستشفى على حد سواء من صعوبة كبيرة من ناحية تأمين الأدوية".
وضع التعليم والمدارس في الشهباء
وذكر رشيد أن الحصار شكّل تأثيراً كبيراً أيضاً على المدارس، وقال بهذا الصدد: "نتيجة للحصار المفروض على المنطقة، انتقل العديد من الأطفال والمعلمين والمعلمات من نواحي إلى نواحي أخرى للاستمرار في تعليمهم، ولكن نتيجةً لانقطاع المحروقات، لا يستطيع المعلمون والأطفال أن يذهبوا إلى المدارس، كما أنه من ناحية أخرى، ينبغي أن يكون هناك محروقات للأطفال في الصفوف الدراسية نتيجة لحلول فصل الشتاء، إلا ذلك أيضاً مقطوع نتيجة الحصار المفروض".
تأثير الحصار على البلدية في الشهباء
أوضح جمال رشيد أنه تم إيقاف غالبية أعمال البلدية في المنطقة نتيجة للحصار، وقال بهذا الخصوص: "لقد تم إيقاف الأعمال الخدمية إلى حد ما نتيجة للحصار، حيث أنه إذا لم تستمر أعمال النظافة بشكل يومي على وجه الخصوص في المخيمات والنواحي، فإن ذلك سيؤدي إلى إفساح المجال أمام ظهور المخاطر والأمراض المختلفة، كما أنه فيما يخص الأفران والمياه أيضاً، فإن المحروقات التي تم توزيعها على هذه الأقسام من قِبل الإدارة، قد باتت وشك النفاد، وإذا استمر هذا الحصار، فإن أحد ضروريات معيشة الشعب الأساسية وهي الخبز والماء، سوف تنقطع أيضاً، كما أنه منذ قرابة أسبوع، الكهرباء مقطوعة عن الشعب، فإذا لم يتم رفع هذا الحصار عما قريب، فإنه سيجلب معه كوارث كبيرة، كما أنه عندما يتم فرض الحصار على المنطقة، فإن أسعار المواد ترتفع في المقابل أيضاً، ومن ناحية أخرى، لم تعد حاجيات الشعب متوفرة أيضاً في السوق، وحتى إن توفرت، فإن أسعارها غالية جداً".
وأكد نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لعفرين والشهباء، جمال رشيد، على أن الإدارة الذاتية في مقاطعة الشهباء ستبقى دائماً إلى جانب شعبها، واختتم حديثه بالقول: "إننا أيضاً كإدارات في المقاطعة، نقف دائماً إلى جانب شعبنا، وقد قمنا بإعلان حالة النفير العام في المقاطعة لتلبية احتياجات الشعب، وفي وضع خطير كهذا، فإن المنظمات المتواجدة هنا مثل الهلال الأحمر السوري ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICIF) والعديد من المنظمات الأخرى صامتة حيال هذا الحصار، ولا يريدون أن يصل صوت الشعب من هنا إلى الخارج، فلو حصل حادث من هذا القبيل في مكان آخر، فإن الإعلام العالمي كان سيتطرق بالحديث عنه، إلا أنه ما يجري في الشهباء، لا يتم الحديث عنه في وسائل الإعلام الخارجية وتغض الطرف عنها، ولهذا السبب، فإن الإدارة الذاتية على تواصل مع كافة الأطراف المعنية، فإذا لم يتم رفع هذا الحصار عما قريب، فسوف تبرز مخاطر كبيرة في المنطقة".