أصبحت عفرين التي ترزح منذ 5 سنوات تحت احتلال الدولة التركية المستبدة مركزاً لارتكاب الأفعال المنافية للإنسانية، وأصبحت عمليات الخطف والقتل والتغيير الديمغرافي من الانتهاكات اليومية الدارجة في عفرين، حيث يتعرض الإيزيدون للظلم والقمع في عفرين أكثر من غيرهم، وحول ذلك تحدثت المرأة الايزيدية الناجية من عفرين المحتلة واحتمت في مناطق الشهباء عن الأفعال الوحشية المرتكبة في عفرين.
ولفتت المرأة التي كانت قد تعرضت للخطف مرتين في وقت سابق من قِبل مرتزقة الدولة التركية، ورفضت الكشف عن اسمها لدواعي سلامة عائلتها في عفرين، الانتباه بشكل خاص، إلى وحشية مرتزقة الدولة التركية ضد النساء.
وأوضحت المرأة الإيزيدية العفرينية بأن مرتزقة الدولة التركية يداهمون المنازل بشكل يومي، ويتحرشون بالنساء والفتيات الصغار بالعمر، قائلةً "يعتدون بشكل خاص على الإيزيديين، حيث يقومون باقتحام المنازل ونحن نيام ويقدمون على ضربنا، لكن لم نكن نتجرأ على الحديث ضدهم خوفاً منهم، الأحداث التي تجري في عفرين أبشع بكثير مما كان يجرى في شنكال".
وصفت ظلم المرتزقة في المعتقلات
وتطرقت المرأة العفرينية بالحديث عن اعتقالها الأول والانتهاكات المرتكبة في المعتقل، وقالت: "تعرضتُ للاعتقال مرتين منذ احتلال عفرين، ففي صيف 2021، طالب المرتزقة منا مبلغ مالي وقدره ألفي دولار أمريكي لكي لا يتم اعتقالنا، لكن بسبب وضعنا المادي السيء، تعرضتُ للاعتقال، وسُجنت لمدة حوالي شهر تقريباً، كانت النساء المعتقلات معي في المعتقل، يقلنَّ بأن هذا المعتقل هو معتقل مارع، حيث كان يتواجد حوالي 60 امرأة في المعتقل، وقد فقدتُ الوعي هناك في المعتقل بسبب إلقاء المرتزقة مادة على عيناي، وما زلتُ لا أرى بشكل جيد حتى الآن بسبب ذلك الأمر، كما أن النساء اللواتي كنَّ يتعرضن للاعتقال يواجهنَّ نفس التهمة أيضاً، وكان يتم طلب الفدية المالية من عوائلهن، وكان يتم إطلاق سراح من يقمنَّ بدفع الفدية المالية، واللواتي لم يتمكنَّ من جمع الأموال لهن، كنَّ يتركن في المعتقل، وكان يتم ممارسة الضغوط النفسية والجسدية على النساء في المعتقل، وكانوا يتحرشون بالنساء أمام مرأى أعيننا، كما كانوا يعرّون النساء في المعتقل خلال فترة الشتاء، ويضعون البعض منهن في الماء المجمد حتى ساعات الصباح، ويقدمون على قلع أظافرهن وقص شعرهن، وكانت جميع النساء المتواجدت في المعتقل هن من النساء الكرديات ومن عفرين والقرى المحيطة بها، وكانت بعض النساء يقمن بضم أبنائهن إلى صفوف المرتزقة للتخلص من ذلك الظلم والقمع".
"كانوا يسخنون السكاكين والحديد بالنار ويكونها على أجسادنا"
وتحدثت المرأة الإيزيدية العفرينية عن اعتقالها الثاني، وذكرت بأنها تعرضت للتعذيب، وقالت: "لقد اُعتقلتُ مرة أخرى بنفس التهمة لمدة حوالي شهر، حيث تم أخذنا إلى بيت تحت الأرض، وكانت كل امراة هناك معتقلة في غرفة منفردة، وتتواجد في كل غرفة سلاسل حديدية، حيث يقومون بتعذيب الناس بها، وكنا نسمع أصوات بعضنا البعض في ذلك المعتقل فقط عندما كانوا يقدمون على تعذيبنا، ولم نكن نشعر إن كان الوقت صباحاً أم مساءً بسبب الظلام الدامس، فعندما كانت تهطل الأمطار، كنا نعرف بأننا تحت الأرض، لأن مياه الأمطار كانت تنهمر علينا من بعض تشققات المعتقل الذي كنا محتجزين فيه، وكنتُ أتعرض للضرب هناك، ويتم تسخين السكين بالنار وكويه على جسمي، كما كانوا يقومون بتسخين أنابيب المياه الحديدية بالنار وحرق ساقي بها، كما أنهم أيضاً، عندما اقتحموا منزلنا واعتقلوني، أحرقوا جسم طفلي البالغ من العمر 7 سنوات بأعقاب السجائر، حيث كان قمعهم منصباً بشكل مكثف على النساء والأطفال.
كما قام المرتزقة في ذلك السجن بقطع أذن امراة بالسكين، وبعد ذلك غابت تلك المرأة عن الوعي، ولم يكن الماء والطعام متوفراً، وكانت النساء تبقى لشهور بدون طعام في تلك المعتقلات، ويصل الحال بهن إلى درجة أكلهنَّ لتراب جدران المعتقل أو اليراقات الصغيرة، حيث كنتُ افتح فمي لماء المطر وأشرب الماء هكذا، وعندما كان يأتي المسؤول عنهم، كان يحمل في يده أداة حديدية تشبه السيف ويتحدث باللغة العربية الفصحى، وكانت عيوننا دائماً نحو الأسفل وكانت ملابسهم تبدو مثل الفساتين".
كما تحدثت المرأة الإيزيدية العفرينية عن واقعة من أفعال المرتزقة المتواجدين في عفرين، وقالت بهذا الصدد: "كانت هناك مدرسة في قريتنا، وكانوا قد حوّلوا تلك المدرسة إلى معتقل، حيث أتوا برجل بعد مغيب الشمس ووضعوا كلباً مسعوراً معه في الغرفة، وكان صوت وصراخ الرجل يصلان إلى عنان السماء، طالباً المساعدة والنجاة، لكن المرتزقة كانوا يضحكون مع سماع صوت صراخ الرجل، ويقولون ليرى الجميع كيف نقوم بقتل الناس، وعندما أخرجوا الكلب في الصباح، كان فمه ممتلئاً بالدماء، وقد ألتهم الرجل، كما أن الدماء كانت تسيل من أنابيب صرف المياه في المدرسة، وجاء فيما بعد أحد المرتزقة وجمع عظام الرجل في سلة وألقى بها في العراء، وهناك المئات مثل هذه الحالات في عفرين".
"انقذوا عفرين"
وفي النهاية، دعت الناجية المؤسسات الدولية إلى إنقاذ عفرين من أيدي هؤلاء المرتزقة، لأن الشعب يرزح فيها تحت قمع كبير للغاية.