امرأة إيزيدية تناضل منذ 23 عاماً بفكر القائد عبد الله أوجلان

أفادت كُلي جعفر التي بدأت بالنضال منذ 34 عاماً أنها كامرأة كردية وإيزيدية تعرفت على فكر القائد عبد الله أوجلان بفضل حزب العمال الكردستاني وقالت، " كأنني كنت ضائعة قبل الآن، ووجدت نفسي".

كُلي جعفر، امرأة إيزيدية من قرية باصوفانه التابعة لناحية شيراوا في مقاطعة عفرين المحتلة، انضمت مع زوجها سليمان جعفر إلى صفوف حركة الحرية الكردية عام 1988 على المستوى الوطني وبدأت بالنشاط الشعبي من أجل حرية كافة الشعوب، وهي كانت واحدة من أول ثلاثة نساء يعملن في حركة الحرية الكردية في منطقة الأشرفية بحلب.

كما والتقت بالقائد عبد الله أوجلان ثلاثة مرات في 1989 و 1990 و 1991، وتعمل في حركة الحرية الكردية وحركة حرية المرأة الكردستانية منذ 34 عاماً.

كما أنها وكامرأة كردية وطنية، ومن خلال نضالها لمدة 34 عاماً، أخذت مكانها في صفوف حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، حركة المجتمع الديمقراطي (TEV-DEM)، إضافةً إلى اتحاد ستار وصولاً إلى مؤتمر ستار وفي جميع مؤسسات وحركات المرأة.

تحدثت كُلي جعفر، وهي الرئيسة المشتركة لحركة المجتمع الديمقراطي فرع الشهباء، إلى وكالة فرات للأنباء عن مسيرتها النضالية.

حيث كانت واحدة من أوائل النساء اللواتي شاركن في أعمال طليعية في حركة الحرية الكردية في منطقة الأشرفية في حلب، وذكرت كُلي جعفر أنهم سمعوا في عام 1988 بفكر حركة الحرية من بعيد، وقالت: " سمعت أن الحركة بدأت في الشمال وتناضل من أجل حرية الكرد وكردستان، وبقى هذا القول في ذاكرتي، وكان زوجي (والد جميل) مثلي تماماً كنا نتشارك نفس الأفكار، أردنا معرفة المزيد عن الحركة ورؤيتها عن كثب، والعمل تحت مظلتها.

جاء اثنان من مقاتلي الكريلا إلى منزلنا، كلاهما من مدينة كوباني؛ كانا الرفيق سعدت وعلي، عندما علما بمستوى تعليمنا، قدما لنا مجلة صوت كردستان (دنكه كردستان)، وقال الرفيق سعدت لي، ’ أنت امرأة إيزيدية، تتحدث المجلة عن حياة ومقاومة الرفيقة بيريفان، اقرأيها الليلة، وسأعود غداً إليك‘،

وفي تلك الليلة قرأت المجلة، أنهيتها، فكرت ’ أنا شخصية وطنية واحتاج إلى هذه الفلسفة والفكر‘، وثم بدأت على الفور العمل مع الحركة".

بعد عاماً من النضال.. الاحتفال بقفزة 15 آب في سهل البقاع

بعد عام من نشاطها لأجل الحركة، ذهبت الناشطة الإيزيدية كُلي إلى سهل البقاع في لبنان عام 1989 للاحتفال بقفزة 15 آب 1989 مع آلاف الوطنيين من روج أفا، والتقت للمرة الأولى بالقائد عبد الله أوجلان، وقالت كُلي: "كان الجميع متحمسين للتوافد إلى لبنان لأجل رؤية القائد أوجلان، على الرغم من أن إمكانيات الرفاق قليلة فكانوا يستقبلون الآلاف من الأشخاص بأحر استقبال، وكان يأتي القائد أوجلان في الساعة 10 صباحاً و ويتحدث معنا حتى حوالي 3-4 مساءً، لم يجلس، لم يستريح، لم يتوقف قط عن حديثه آنذاك، وكان يتحدث عن كردستان والوطنية الكردية، وكان لحديثه تأثير كبير علينا".

وبعد عام أيضاً كانوا لا يزالون  متحمسين

وذكرت كُلي جعفر أنها و بعد مرور عام من لقائها بالقائد أوجلان، ذهبت مرة أخرى عام 1990 بحلول قفزة 15 آب إلى البقاع  وقالت: "كان حماس رؤية القائد أوجلان في ذلك العام أكثر من العام الذي كان قبله، حيث نظم الرفاق احتفالية قفزة 15 آب في سهل البقاع وبعدها طلب منا جميعاً العودة إلى سوريا، وكان عدد الأشخاص الذين حضروا الاحتفال أكبر بكثير مما كان متوقعاً، الوطنيون لم يكونون يودون العودة، وكان الجميع يقولون ’لن نعود بدون رؤية القائد أوجلان‘، وحل المساء، إذا كان سيتم أخذ الجميع إلى الأكاديمية فكان سيحتاج الرفاق لتأمين الطعام، الشراب ومكان للنوم  لكل هؤلاء الوطنيين والعدد الهائل،كانت إمكانيات الرفاق قليلة جداً، لكن المتوافدون بقوا في السهل بإصرار، لذلك تم نقلهم جميعاً إلى الأكاديمية، ومن أجل تقديم الطعام للوطنين تحرك الرفاق، وكان الوطنيون أيضاً يساعدون الرفاق، ولكن لم يكن هناك مكاناً كافي للنوم، وقدم الرفاق خيامهم للوطنين ونصبوها لأجل النساء المرضى، الأطفال والمسنين، لم ينم أحد في تلك الليلة تحت الخيام وخارجها، لأن الجميع أرادوا وكانوا يتوقون لرؤية القائد عبد الله أوجلان، وأتى القائد أوجلان في الصباح الباكر الساعة 09:00 إلينا، وتحدث لمدة 4 ساعات، وتحدث عن النضال والمقاومة والتقدم الاجتماعي، ومن ثم عدنا إلى سوريا بسرور بعد رؤية القائد أوجلان والاستماع إليه ولأقواله العظيمة".

نظرية القائد عبد الله أوجلان الثالثة

وأشارت الناشطة كُلي إلى أن آراء القائد عبد الله أوجلان ونظريته كانت مختلفة هذه المرة، وأضافت قائلةً: " هنأ عامنا الجديد ونشاطانا نحن النساء خلال العام، وقال إن هذه الأعمال قيمة جداً، وسألنا القائد أوجلان عن كيفية مشاركتنا في النشاط الاجتماعي والحركي، وكيف يسير العمل والنشاط، وبعد أن أجبنا جميعاً على أسلته التي طرحها، سألنا عن عدد التدريبات التي حضرناها، وعندما قلنا له أننا قد تلقينا تدريبات ودربنا أنفسنا، نظر إلى الشهيد ولات، وفهم الشهيد ولات على الفور ما أراد القائد أن يقوله، وقال، ’ قائدي لقد وضعنا مخططنا، وسنبدأ التدريب‘،و من ثم تحدث القائد عن وضع الشعب وأعمالنا، لقد منحنا تقييماته الثقة لنكون واثقين من أنفسنا ونطور أعمالنا أكثر".

لقد عرفت نفسي وشعبي وديانتي بفضل القائد أوجلان

ونوهت الناشطة كُليه جعفر، أنها كامرأة كردية وإيزيدية تعرفت على نفسها بفضل فكر وفلسفة القائد أوجلان وحركة الحرية الكردية، وقالت: عندما قرأت فكر القائد أوجلان، رأيت بأنه يدعم المجتمع الإيزيدي أيضاً، وكان يسلط الضوء على الشعب الكردي الإيزيدي عبر التاريخ، وهذا زاد من ولائنا له ولفكره، لكن وغير القائد أوجلان، لم نرى أي قائد كردي قد تحدث عن الإيزيديين، وهذا الآمر جعلنا أكثر ارتباطاً بفكر وفلسفة القائد أوجلان والحركة.

أن القائد أوجلان كان يعرف تاريخ المجتمع الإيزيدي أكثر من الإيزيديين بنفسهم، ويدافع عن جميع الكرد، لقد كان هكذا، كما ذكر المجتمع الإيزيدي في مرافعته، وبفضل القائد أوجلان، مازلنا قادرين على التعبير عن إيزيديتنا بقوة وتعرفنا عليها من جديد، كنت امرأة إيزيدية، لكن بفضل القائد أوجلان رأيت حقيقة الكينونة الإيزيدية، وبعد التعرف على فكر الحركة والقائد أوجلان، عرفت 70 عائلة إيزيدية في الاشرفية على هذه الفلسفة وعظامتها، وأصبحت العائلات مؤيدات للحركة والقائد أوجلان، وبفضل فلسفة القائد أوجلان عرفت نفسي وشعبي وتاريخي وديانتي، وبعد قرأتي لفلسفة القائد أوجلان وفكره شعرت كأنني كنت ضائعة قبل الآن، ووجدت نفسي وأصبحت لدي ولادة جديدة".