"الهدف من استهداف البُنى التحتية هو تهجير السكان وإفراغ المنطقة بأكملها"

ذكرت عضوة لجنة التدريب في مؤتمر ستار، ليلى إيبش، أن حالة الحصار والحرب تؤثر أكثر على النساء والأطفال، وقالت: إن سكان مدينة عفرين يناضلون بإصرار كبير على أمل العودة إلى مناطقهم.

أهالي عفرين هم من سكان مناطق شمال وشرق سوريا الذين اختاروا طريقهم النضالي مع ثورة 19 تموز وانتفضوا في الساحات على الأنظمة التي كانت تفرض الحكم عليهم، لقد واصلوا خلال الثورة نضالهم بإرادة قوية ومثابرة كبيرة، ونتيجة لنضالهم تحققت إنجازات عظيمة، وأيضاً في عام 2014 تم الإعلان عن الإدارة الذاتية في عفرين، وكان من الإنجازات تطوير نظام الرئاسة المشتركة لأول مرة في مناطق شمال وشرق سوريا في عفرين.

 

كان الهدف هو حماية أراضي سوريا ووحدتها

بالإضافة إلى ذلك، كان إحدى الأهداف الأساسية لأهالي عفرين هو حماية أراضي سوريا ووحدتها، ومن ناحية أخرى ومع إعلان الإدارة الذاتية تم تنظيم نظام الحماية الذاتية تحت اسم وحدات حماية الشعب (YPG) ووحدات حماية المرأة (YPJ) وبسبب ذلك عرفت عفرين بأنها من أكثر المناطق أماناً في سوريا، وكان الذين يهاجرون بسبب الحرب من المناطق السورية يتجهون إلى عفرين من كل مكان، وكانوا يعيشون على قدم المساواة مع أهالي عفرين ومكوناتها

انتشر التعايش المشترك مع هجمات الاحتلال التركي

واستمر التعايش السلمي المشترك حتى 20 كانون الثاني عام 2018 في هذا التاريخ شنت دولة الاحتلال التركي هجمات احتلالية على أهالي عفرين، فقرر أهالي عفرين مع كافة المكونات الدفاع عن أرضهم، كما وخرج الأهالي للساحات ضد هجمات الاحتلال التركي ونظموا مسيرات حاشدة، وعلى هذا الأساس وفي الفترة 20 كانون الثاني إلى 18 آذار، ورغم المجازر والقصف الهمجي العنيف التي نفذتها دولة الاحتلال التركي أبدى الشعب مقاومة لا مثيل له.

جددوا عهدهم للمقاومة والنضال

بتاريخ 18 آذار، توجه أهالي عفرين، ضد هجمات الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال التركي إلى منطقة الشهباء وجددوا مرة أخرى عهدهم المقاومة والنضال من أجل تحرير أراضيهم، وعلى هذا الأساس عاش الناس في منطقة الشهباء رغم الكثير من الصعوبات، لا سيما أن منطقة الشهباء سبق أن شهدت حرباً شديدة وعرفت بالمنطقة القاسية، وما زالوا مستمرين في مقاومتهم في منطقة الشهباء حتى يومنا هذا.

تستمر من جهة هجمات الاحتلال التركي ومن جهة أخرى حصار حكومة دمشق

لكن كانت هناك دائماً سياستان رئيسيتان لكسر هذه المقاومة وهزيمة إرادة الشعب في العودة، من جهة تستمر هجمات دولة الاحتلال التركي منذ اليوم الأول وحتى الآن، ومن جهة أخرى الحصار المطبق الذي تفرضه حكومة دمشق على المنطقة.

من أجل ضمان العودة لمناطقهم يناضلون في وجه الصعوبات في الحياة

وتحدثت عضوة لجنة التدريب في مؤتمر ستار لمقاطعة عفرين والشهباء، ليلى إيبش عن تأثير الحصار والهجمات على المرأة وقالت "لقد دفعت النساء ثمناً كبيراً في ظل الهجمات والحصار، نساء عفرين قدمن تضحيات كبيرة، وقد فقدت العديد من هؤلاء الأمهات أبنائهن في هجمات دولة الاحتلال التركي، والأن هم يعيشون ظروفاً قاسية بسبب الهجرة التي تعرضن لها، الهجمات الاحتلالية والحصار المفروض عليهم، نساء عفرين يقاومن اليوم في منطقة الشهباء وقد حددن خطهن، ومن أجل ضمان عودتهم إلى مناطقهم فإنهم يناضلون في وجه هذه الصعوبات في الحياة".

الهدف من استهداف البُنى التحتية هو تهجير السكان وإفراغ المنطقة بأكملها

وأشارت ليلى إيبش إلى أن الهدف من هذه السياسات والهجمات هو كسر إرادة الشعب الذي يعيش في منطقة الشهباء وتابعت: "اليوم هذه السياسة المفروضة على منطقة الشهباء تهدف إلى كسر إرادة الشعب والمرأة، وعلى الرغم من كل الصعوبات إلا أن المرأة اليوم لا تتوقف عن نضالها وتتولى دورها الريادي دائماً في الميادين، كما وتهدف دولة الاحتلال التركي من خلال هجماتها على البنية التحتية لمنطقة الشهباء وكافة مناطق شمال وشرق سوريا إلى تهجير السكان وإفراغ المنطقة بأكملها.

وفي النهاية قالت ليلى إيبش أنهم سيفعلون كل ما في وسعهم لدعم النساء المقيمات في مقاطعتي عفرين والشهباء، وقالت إنه لا يوجد طريق آخر للتحرر إلا المقاومة.