في ظل الصراع والتصعيد اليومي بين القوات النظام المدعومة روسيا والمرتزقة المدعومة تركيا منذ بداية ديسمبر تعيش إدلب على وقع الهجمات اليومية، واحتدام التوتر خلال الأسابيع الماضية وبلغ ذروته مع تدخل تركيا بشكل مباشر وقصف قواتها للنظام في عدد من البلدات في المدينة إدلب ما تسبب بنزوح مليون نازح باحثين عن مأوى يقيهم من موجات البرد القارص مفترشين العراء وتقطعت بهم السبل في مساحة آخذة في التضاؤل.
وفي سياق ذاته أجرت وكالة ANF جولة على نازحي إدلب القاطنين في مناطق متفرقة في مدينة الرقة حيث اتخذوا البيوت المدمرة جزأيين مأوى لهم ريثما يتم توسيع مخيم أبو قبيع الواقع غرب المدينة.
وقال المهجر قسراً توفيق الخطيب نازح من قرية الرامي: إن "جبهة النصرة تعد عميلة لنظام السوري من خلال تسليم قرية تلاه الأخرى، وفي ظل التصعيد العسكري المستمر بشكل يومي الطائرات الروسية لم تهدأ حيث يتم استهدف المدنيين بشكل مباشر مع العلم أن مقرات جبهة النصرة كانت على مرأى الطائرات حيث انعدمت الثقة مع جبهة النصرة والنظام السوري، الجيش الوطني المدعوم تركيا كانت عبارة عن مرتزقة غايتهم السرقة وقتل الأبرياء".
وتخدث النازح توفيق الخطيب عن معاناة النزوح باتجاه الحدود التركية قائلاً: "بعد الوعود التركية لحماية المنطقة اتجه المدنيون إلى الحدود وشكلت مظاهرات ضمت الآلاف أمام معبر الحدودي التركي من أجل فتح معبر باب الهوى الحدودي، بأمر من الجيش التركي جبهة النصرة أطلقت الرصاص الحي صوب الألاف من المدنيين ما أدى لقتل المئات وجرح آخرين".
وأوضح توفيق الخطيب: "للدخول إلى الأراضي التركية عبر معبر باب الهوى الحدودي عليك دفع مبلغ وقدرة 2500 دولار لعنصر النظام السوري، ذوي الدخل المحدود غير قادرين على دفع هذه المبالغ الطائلة تتجه إلى طريق الموت عبر طرق غير شرعية ما أدى لقتل المئات بالرصاص التركي دون رحمة".
وخلال رحلة مرارة النزوح قال الخطيب: "استقبل الطيران الروسي المدنيين بالرشاشات الحية على مرأى من الجميع ويقصف بشكل متوحش المدنيين دون توجيه أي ضربه على مقرات جبهة النصرة المتواجدة بشكل مكثف في المدينة وريفها".
واختتم الخطيب حديثه قائلاً:" بعد وصول دفعة إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية تم استقبالنا بشكل جيد في مخيم أبو قبيع الواقع غرب الرقة وتم تقديم يد العون من المساعدات والمستلزمات اليومية وتقديم المأوى داخل المدينة ريثما يتم توسيع مخيم أبو قبيع".
وبدوره قال أحمد الخطيب، نازح من جبل الزاوية البالغ من العمر ثمانين عاماً: إن "القصف طال جميع جهات القرية حيث أعاني أمراض صحية تمنعني من الحركة بشكل جيد خرجنا من بيتنا بالعراء باحثين عن منطقة تقينا من القصف العشوائي المستمر يومين حيث اتجهنا إلى الحدود التركية دون جدوه بسبب إغلاق جميع الطرق من خلال القصف العنيف على المدنيين والطرق".
وشكر أحمد الخطيب: "نشكر مناطق شمال وشرق سوريا على مد يد العون اتجاه أبناء بلدهم المعبرة عن تلاحم الشعب السوري من خلال تقديم كافة المستلزمات المتاحة لديهم".
وبدورها قالت زوجته مهيبة قنطر من جبل الزاوية: "كانت رحلة النزوح مريرة للغاية حيث تعرضنا إلى إطلاق النار من قبل مجموعات الإرهابية حيث انعدمت الثقة بعد الوعود التي قطعها علينا المرتزقة، زوجي مسن غير قادر على الحركة يعاني من مرض القلب ولكن بعد الوصول إلى مناطق شمال وشرق سوريا كان الأمر مختلف حيث تم تقديم المساعدات الإغاثية وتأمين مأوى يقينا من موجات البرد القارص".
واختتمت مهيبة قنطر: "ندعو أهالينا في إدلب إلى التوجه لمناطق قوات سوريا الديمقراطية كونها منطقة تعم بالأمن والاستقرار ونطالب المنظمات الإنسانية والعالمية بتقديم المساعدات ومستلزمات اليومية".