مصر تحذر من خطط تركيا لتغيير التركيبة السكانية في شمال سوريا وإعادة داعش
حذرت مصر عن مغبة الممارسات التركية الهادفة إلى تعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا بما يخدم السياسات التوسعية لأنقرة، ويؤدي إلى عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب.
حذرت مصر عن مغبة الممارسات التركية الهادفة إلى تعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا بما يخدم السياسات التوسعية لأنقرة، ويؤدي إلى عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب.
في مُستهل زيارته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، شارك وزير الخارجية المصري سامح شكري، يوم الخميس، في الاجتماع الوزاري للمجموعة المصغرة حول سوريا، وذلك لبحث آخر مستجدات الأوضاع على الساحة السورية وسُبل الدفع قدماً بالتسوية السياسية للأزمة هناك.
وصرح المُستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الوزير شُكري استعرض خلال مداخلته بالاجتماع مُحددات الموقف المصري تجاه الأزمة السورية، كما رحب ببدء عمل اللجنة الدستورية مؤخراً في جنيف، داعياً الأطراف السورية إلى تغليب المصلحة الوطنية خلال الجولات المُقبلة لأعمال اللجنة، وذلك بالتوازي مع تكثيف العمل على سائر عناصر التسوية السياسية في سوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وأضاف حافظ أن مُداخلة وزير الخارجية تناولت تداعيات الأوضاع في مناطق الشمال والشرق السوري على خلفية العدوان التركي الأخير، وما يرتبط بذلك من آثار سلبية على مسار محاربة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والمنطقة، فضلاً عن مغبة الممارسات التركية الهادفة إلى تعديل التركيبة السكانية في شمال سوريا بما يخدم السياسات التوسعية لتركيا.
وفي نهاية مداخلته، أكد الوزير شكري على التزام مصر بدعم جهود تسوية الأزمة السورية بالسُبل السلمية، والعمل على محاربة والقضاء على الإرهاب، بما يحفظ وحدة سوريا وسلامة واستقرار أراضيها، ويُلبي تطلعات الشعب السوري الشقيق.
وخلال مشاركته في اجتماع التحالف الدولي لهزيمة داعش، حذر شكري من التداعيات الخطيرة الناجمة عن انتهاك السيادة السورية، بالمخالفة لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، على المكاسب التي حققها الائتلاف في إطار جهوده لمكافحة الإرهاب.
وأبرز شكري في هذا السياق ضرورة تمسك الائتلاف بوحدة وسلامة سوريا وشعبها الشقيق وسيادتها على أراضيها، وكذا تأثير العدوان التركي على خروج المقاتلين الإرهابيين الأجانب من المناطق التي أصبحت تخضع للسيطرة التركية بسوريا ونفاذهم إلى دول أخرى، مشدداً على ضرورة الالتزام في هذا الصدد بقرار مجلس الأمن رقم 2396، واضطلاع المجلس بدوره لضمان احترام تركيا الكامل لالتزاماتها وفقاً لهذا القرار.
وشارك وزير الخارجية سامح شكري، يوم الخميس في اجتماع المجموعة المُصغرة للائتلاف الدولي لمكافحة داعش الذي تستضيفه وزارة الخارجية الأمريكية، وذلك بحضور وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" ومجموعة من وزراء خارجية وممثلي الدول أعضاء المجموعة.
وصرح المستشار أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير شكري أشاد في كلمته خلال الاجتماع بما حققه الائتلاف مؤخراً من إنجازات ملموسة على صعيد دحر تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، وشدد على ضرورة مواصلة الائتلاف تعزيز جهوده للحيلولة دون تحقيق التنظيم لأهدافه، وهو ما يتطلب تكثيف التعاون والتنسيق بين أعضاء الائتلاف، فضلاً عن التحلي بالإرادة السياسية لمواجهة أية دولة قد تستخدم الإرهاب كأداة لتحقيق مآرب سياسية.
ونوه المتحدث الرسمي، بأن وزير الخارجية أبرز ضرورة إيلاء الائتلاف أهمية خاصة للتصدي للفكر الذي يروج له تنظيم داعش الإرهابي، مبدياً استعداد ورغبة مصر عبر الأزهر الشريف ودار الإفتاء، بوصفهما منارتي الإسلام المعتدل، المساهمة في هذا الصدد. كما أكد على أهمية تصدي الائتلاف للتهديد الذي يمثله داعش أينما وجد، على أن يتم ذلك في إطار الاحترام والالتزام الكامل بالقانون الدولي.
واختتم وزير الخارجية كلمته، بالتأكيد على التزام مصر الكامل بأهداف الائتلاف واستمرارها في طليعة الجهود ذات الصلة، فضلاً عن مواصلة دعم كل من العراق وسوريا في مساعيهما لتحقيق الاستقرار ومعاودة بناء مؤسساتهما وإعادة تشغيل المرافق العامة بالمناطق المحررة من داعش.