مجلس المرأة السورية: المشهد الراهن يؤكد دور تركيا المتواطئ على الشعب السوري 

أكد مجلس المرأة السورية في الذكرى الثانية لاحتلال عفرين أن المشهد الراهن على الساحة السورية وصولاً لإدلب والمواقف الدولية يؤكد في مجمله دور تركيا المتواطئ على الشعب السوري.

أصدر مجلس المرأة السورية بياناً للرأي العام تزامناً مع مرور الذكرى السنوية الثانية على احتلال عفرين.

وجاء في نص البيان البيان:

"مع احتلال عفرين من قبل تركيا بما يسمى عملية غصن الزيتون عام 2018 دخلت الأزمة السورية طوراً جديداً، تتقاطع فيه حسابات وإرادات إقليمية ودولية، وتتبدى صفقات كبرى تدخل في صميم مستقبل الشرق الأوسط لعقود طويلة مقبلة، حيث لم تكتف تركيا باحتلال عفرين بل تمادت في طغيانها لتحتل مدينتي تل أبيض ورأس العين بعملية جديدة أسمتها نبع السلام عام 2019، وتسببت فيها بكارثة إنسانية دفع ثمنها الشعب السوري من جديد.

وقد لعبت تركيا الدور الأسوأ في جميع المؤتمرات والمباحثات التي عقدت من أجل إيجاد حل للأزمة في سورية، بدءاً من مؤتمرات جنيف وسوتشي وانتهاءً بمؤتمرات أستانا، والتي سعت  من خلال هذه المؤتمرات إلى ضمان بسط سيطرتها على مناطق من الأراضي السورية بحجة خفض التصعيد، ولكنه كان نوعاً من الاحتلال لتلك المناطق تحت مسميات أخرى، ولكي تكون هذه المناطق مرتعاً للفصائل الإرهابية المسلحة ومعسكرات تدريب لها تحت حماية تركية.

وليكتمل الدور التركي المتواطئ على الشعب السوري تقوم أيضا بالاعتداء على مدينة إدلب بقصد احتلالها ضاربة بعرض الحائط جميع الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية وتبرر تركيا جميع هذه الاعتداءات بالسعي إلى الحفاظ على أمنها القومي.

وتحت هذه الحجج الواهية تجتاح تركيا الأراضي السورية، وتنتهك حقوق الإنسان في جميع المدن التي احتلتها، ولم يسلم من هذا العدوان لا البشر ولا الحجر وقد استخدمت في عدوانها الأسلحة المحرمة دولياً، واستعانت بفصائل مسلحة إرهابية فلم يعد خافياً على أحد علاقة تركيا بالفصائل المرتزقة على مختلف مسمياتها والمصنفة دوليا على لائحة الإرهاب.

وأمام هذا العدوان التركي نشهد صمتاً دولياً غير مفهوم وغير مبرر اتجاه ما يجري في جميع المدن المحتلة تركياً.

وقد عانت المرأة في عفرين أشد المعاناة في ظل ما جرى، فلم تسلم من القتل والخطف والاغتصاب والتهجير والتشريد، ولم ينس العالم أجمع ما قام به المرتزقة من التمثيل بجثة الشهيدة بارين التي استشهدت وهي تدافع عن أرض عفرين وأهلها.

ومهما كانت التفاهمات والمواقف الدولية حيال احتلال عفرين السورية فإن المدنيين السوريين هم الطرف الخاسر الوحيد، ويدفعون ثمناً باهظاً يضاف إلى الأثمان الباهظة التي دفعوها في السنوات التسع الماضية.

وإننا في مجلس المرأة السورية نرى أن سورية أحوج ما تكون اليوم إلى البحث عن القواسم المشتركة ما بين السوريين، بعيداً عن التعصب الديني أو القومي أو الأيديولوجي ضمن إطار مشروع وطني يكون بالجميع وللجميع، مشروع يسهم في إعادة التواصل بين السوريين بما يحرر سوريا من كل الاحتلالات الأجنبية.

ونطالب المجتمع الدولي ومؤسساته بمساعدة السوريين من أجل وضع حد للتهديدات التركية المستمرة للأراضي السورية، وإجبار تركيا على الخروج من الأراضي السورية بدون قيد أو شرط، وإعادة الأراضي لأصحابها السوريين، ومحاسبة تركيا على جميع الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها بحق المدنيين الآمنين في مدينة عفرين وتل أبيض ورأس العين".