دويتشه فيله: الإدارة الذاتية تواجه استخدام تركيا المياه كسلاح ضد الكرد في شمال سوريا
سلط تقرير لشبكة دويتشه فيله الألمانية الضوء على قيام مرتزقة الاحتلال التركي بقطع المياه عن مناطق في شمال وشرق سوريا، مؤكدة استخدام أنقرة للمياه كسلاح ضد الكرد.
سلط تقرير لشبكة دويتشه فيله الألمانية الضوء على قيام مرتزقة الاحتلال التركي بقطع المياه عن مناطق في شمال وشرق سوريا، مؤكدة استخدام أنقرة للمياه كسلاح ضد الكرد.
وذكر التقرير إنه "في المنطقة الكردية في شمال سوريا تنقص موارد الماء في زمن فيروس كورونا. فالتنظيمات (الإرهابية) المقاتلة في المنطقة والتي تسيطر عليها تركيا أوقفت أهم محطة لتوريد المياه في المنطقة."
وأكد التقرير المنشور يوم السبت، إن السبب في نقص المياه مع بدء الإعلان عن إصابات بعدوى فيروس كورونا في سوريا، هو توقف أهم محطة مياه لتزويد نحو نصف مليون نسمة. وتابع: "وهذا لا يعود لأسباب فنية أكثر مما هي أسباب سياسية، لأن محطة مياه علوك في ريف الحكسة والتي تبعد نحو عشرة كيلومترات شرقي مدينة رأس العين تخضع لمراقبة تركيا والميليشيات المتحالفة معها. فهي تزود المناطق التي تقع تحت الإدارة الكردية في شمال سوريا وتشكل شوكة في عين تركيا. ولذلك نجدها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي في إطار ما سُمي "بعملية نبع السلام" قد احتلت أجزاء من المنطقة الكردية على طول الحدود التركية، الأمر الذي أدى إلى سقوط محطة مياه علوك في يد تركيا."
وأوضحت "دويتشه فيله" أنه منذ يوم السبت الماضي لم يعد الماء يأتي من علوك، مؤكدة إن انقطاع الماء يأتي في وقت حرج، "والقلق يدور حول الناس بمخيمات اللاجئين في المنطقة الكردية. ففي مخيم الهول وحده المعني أيضا بانقطاعات الماء يعيش حاليا 67 ألف شخص في مساحة ضيقة. والظروف الصحية في هذا المخيم وغيره سيئة للغاية. وعند توقف التزود بالماء فإنه يصبح من المستحيل على الناس اتباع أبسط الإجراءات الصحية كغسل اليدين. "وإذا ما وصل كورونا إلى المخيمات، فإن المرض سينتشر هناك كالنار في الهشيم"، يحذر الخبراء."
وأكد التقرير إن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تحاول الحفاظ على تزويد الناس بالمياه باستخدام شاحنات الصهاريج، كما يتم أحيانا استخدام عربات الإطفاء، حسبما نقلت عن الطبيب الألماني ميشائيل فيلك، والذي يدير منذ سنوات المساعدات الطبية في مناطق الإدارة الذاتية.
وقال الطبيب الألماني أنه تحدث مع رئيس الهلال الأحمر الكردي، واصفا الأخير بأنه "منهك تماما"، واضاف بأن الرعاية الصحية ومع تدفق الماء هي في الأصل صعبة. "فالأطباء بإمكانهم فقط توفير الخدمات الصحية الأساسية للمنطقة، وبالنسبة إلى العناية المركزة تنقص الأجهزة. وحالات كورونا لا يمكن التعرف عليها إلا من خلال ظهورالعوارض. ومختبرات تقييم التجارب موجودة فقط في العاصمة السورية دمشق. وهذا الوضع السيء في الوقاية من الوباء يزداد صعوبة مع قطع المياه."
وانتقد التقرير تخلي الغرب عن الكرد في مواجهة كورونا مجددا، واشار الطبيب الألماني إلى أنه "لم تمر إلا سنة واحدة على تمكن الوحدات الكردية من الانتصار على ما يُسمى بتنظيم داعش في عقر داره الأخير باغوز، وهي معركة دفع فيها الكرد أكثر من 11 ألف قتيل، إنها ضريبة دم عالية". وينتقد فيلك بأنه لا أحد شكرهم، وعوض ذلك "يُترك الكرد مجددا لوحدهم". أضف إلى ذلك أن تنظيم داعش لم ينهزم نهائيا، ومن خلال دعاية التنظيم يتضح أن هناك تخطيطا لاستغلال الوباء لأغراض ذاتية.
وأكد التقرير إن تركيا تنتهك القانون الدولي الإنساني بما ترتكبه في شمال سوريا، ونقل التقرير عن كمال سيدو من جمعية الشعوب المهددة، قوله أنه "قد يكون حتى مليون نسمة متأثرين بانقطاع المياء"، مؤكدا أن تركيا هي المسؤولة عن تصعيد الوضع. وتصرفها يكشف "أن كل وسيلة مشروعة بالنسبة إليها لتقوية سلطتها في شمال سوريا ومحاربة الإدارة المحلية المستقلة للسكان الذين يعيشون هناك. وبهذه السياسة تنتهك تركيا القانون الدولي الإنساني".